الاثنين، 13 سبتمبر 2021

نموذج مكارثي في الفورمات مكارثى والجغرافيا

 

نموذج مكارثي في الفورمات مكارثى والجغرافيا
تعد الدراسات الاجتماعية مدخل الأفراد الحقيقي لفهم العالم المحيط بهم وإعدادهم للعمل، وذلك لما تمتاز به من طبيعة خاصة حيث دراسة الإنسان من حيث علاقته بالبيئة والمجتمع معاً، مما جعلها تتفوق كثيراً على غيرها من المواد الدراسية الأخرى، كما أن اقتران الدراسات الاجتماعية بالأمور الحياتية واتخاذها الجانب التطبيقي أحياناً جعلها من أكثر المجالات العلمية تحقيقاً للأهداف التربوية، من حيث فهم ومتابعة الظواهر الإنسانية الموجودة على سطح الأرض وكيفية التعامل معها( ).
ويعتبر علم الجغرافيا من العلوم التي تمثل مكانة هامة بين العلوم الاجتماعية نظراً لأهميته في بناء القدرات العقلية والاجتماعية والشخصية للمتعلمين، لأنه يبحث في العلاقة بين الإنسان والمكان بكل ما يحتويه من موارد طبيعية، فهو يهدف إلى دراسة التأثير المتبادل بين الظواهر الطبيعية والبشرية بل كافة الظواهر الموجودة على سطح الأرض، لذا يطلق عليه علم المكان وهذا المكان غير مجرد لأنه مرتبط بحياة ونشاط الإنسان( ).
والجغرافيا كمادة دراسية تساعد المتعلم على تكوين رؤية واضحة وشاملة للعالم ومتغيراته البيئية والاقتصادية والسياسية، وتساعد على فهم القضايا والمشكلات المحيطة به والقدرة على مواجهة هذه المشكلات. وتتميز الجغرافيا بثراء موضوعاتها وتنوعها والتي تسهم إسهاماً أساسياً في بناء المواطن الصالح وبناء شخصيته من جميع جوانبها فتزود المتعلم بالمعلومات والحقائق والمفاهيم والقيم والاتجاهات السليمة والمهارات الأساسية اللازمة لإعداده كمواطن قادر على القيام بأدواره كما يتطلبها مجتمعه مما جعلها محوراً أساسياً ومجالاً خصباً للأنشطة العلمية والعملية والتطبيقية( ).
والجغرافيا أحد فروع الدراسات الاجتماعية التي تسهم بدور كبير في تنمية مهارات التفكير، نظراً لما تتضمنه من علاقات بين الإنسان وبيئته الطبيعية والاجتماعية وما تحويه من علاقات كثيرة والتي لا يمكن إدراكها إلا بالتفكير الذي يعتمد على الفهم والتفسير والتحليل لعناصر البيئة التي يعيش فيها.
فتنمية التفكير ومهاراته تعد على قمة أهداف تدريس الجغرافيا في المراحل التدريسية المختلفة لاتفاقه مع طبيعتها القائمة على الإدراك والتحليل العميق للظواهر وربطها ببيئتها.
وتنمية التفكير لدى المتعلمين يعود بالنفع عليهم لأنه يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية خاملة إلى نشاط عقلي، يؤدي إلى إتقان أفضل للمحتوى العلمي وفهم أعمق له وإدراك للعلاقات والروابط بين عناصره المختلفة.
ويؤكد التربويون على أهمية تنمية مهارات التفكير كأحد الاتجاهات التي تتبناها المشروعات العالمية في تطوير المناهج وكهدف مهم من أهداف التربية وأكثر القدرات العقلية قابلية للتطبيق إزاء المشكلات الحياتية التي يواجهها المتعلم في الحاضر والمستقبل( ).
ويعد التفكير الإبداعي أحد أنماط التفكير وله أثر كبير في تقدم المجتمعات وتطورها ورقيها، لذلك يجب على المعلم العمل على إكساب الطلبة مهارات التفكير الإبداعي حيث يعد الإبداع شكلاً راقياً من أشكال النشاط الإنساني.
وإن تنمية التفكير الإبداعي من أهم أولويات التعلم بصورة عامة، ولذلك نجد أنها من بين الأهداف الرئيسية في التعليم، إذ يتميز التفكير الإبداعي بأنه تفكير في نسق مفتوح غير مقيد بطريقة محددة يتم فيها الاستجابة لمشكلة أو لموقف مثير، ويتميز الإنتاج فيه بخصائص فريدة( ).
والتفكير الإبداعي هو الذي يدفع إلى إنتاج أشياء جديدة من عناصر قديمة، ويكون الشخص المبدع قادراً على التفكير في حل المشكلات التي تواجهه بأسلوب جديد ويتميز بالطلاقة والأصالة والمرونة، وتكون لديه حساسية خاصة للمشكلات بالإضافة إلى تمتعه بخصائص الشخصية القائمة على الاستقلال والمثابرة والاهتمامات المتنوعة والعمل الإبداعي يتميز بالجدة وعدم الشيوع، بالإضافة إلى فائدته بالنسبة للشخص المبدع وللمجتمع الذي يعيش فيه( ).
وبالنسبة لأهمية تنمية التفكير الإبداعي، يجدر التنويه إلى أن تنمية الإبداع والتدريب عليه ضرورة مهمة لكل التلاميذ، وذلك لأن الكثير من المشكلات العامة والخاصة يصعب التغلب عليها باستخدام طرق تفكير تقليدية، في عصر تعقدت فيه أساليب الحلول بسبب الانفجار المعرفي، إذاً من المهم تنمية التفكير الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
فتعد مرحلة التعليم الإعدادي من أهم المراحل التي يجب التعرف على خصائص التلاميذ فيها، فهي تتفق مع مرحلة البلوغ والمراهقة، ومما لا شك فيه أن دراسة سيكولوجية هذه المرحلة تزودنا بالأساس الذي لابد منه لكي نفهم سلوك تلاميذ هذه المرحلة، فتلاميذ هذه المرحلة يتميزون بنمو عام في الذكاء والميول والاهتمامات وتزداد قدرتهم على الانتباه والتركيز والانطلاق في العمل والمتعة في النشاط الجسماني والنمو الجسمي السريع في هذه الفترة( ).
ويستطيع التلميذ في هذه المرحلة من العمر أن يستوعب المفاهيم المجردة ومن ثم فهو أكثر قدرة على فهم المبادئ والأحكام الكلية، كذلك يميل إلى حل ما يقابله من مشكلات وفروض والتحليل والربط والاستنتاج( ).
فمن هنا يجب الاهتمام بتنمية مهارات التفكير لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية لأنه:
1) يمثل شكلاً راقياً للنشاط الإنساني.
2) يساعد على تحقيق الذات وتنمية الشخصية.
3) ييسر المناهج الدراسية وينمي التحصيل الدراسي.
4) يساعد على تكوين العديد من العلاقات والأفكار.
5) يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ في القدرات والاهتمامات والميول.
6) يسهم في التخلص من الطرق المعتمدة على الحفظ والتلقين( ).
ونظراً لأهمية التفكير الإبداعي فقد نادت عديد من الدراسات والبحوث السابقة بأهمية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ في مختلف المراحل التعليمية، فقد أكدت دراسة (Antink, A, 2012)( ) أهمية التفكير الإبداعي في تدريس مادة العلوم وتنمية المعرفة حول العالم الطبيعي، وبالإضافة إلى أهمية التفكير الإبداعي في تنمية المهارات والقدرات اللازمة لفهم مادة العلوم، كما أوصت دراسة جمال عبد الفتاح العساف (2013)( ) باعتماد تعليم مهارات التفكير الإبداعي وتنميته لدى الطلبة عامة ضمن المناهج أو كمادة مستقلة أو الدمج معاً حسب ما يراه المعلم مناسباً وتوفير مادة بعنوان ”التفكير” تعلم وتدرب الطلاب على أنماط التفكير ومنها التفكير الإبداعي.
كما هدفت دراسة (Ritche and Edwards, 1996) ( ) إلى معرفة أثر تدريس عشرين درساً من دروس برنامج كورت لعينة من الطلبة على تفكيرهم الإبداعي، وتحصيلهم الدراسي في مادة الرياضيات، وتوصلت الدراسة إلى تحسن في مستوى التلاميذ في قدراتهم وتفكيرهم الإبداعي.
وأشارت دراسة (سمر محمد جودة، 2015): إلى التعرف على أثر استخدام برنامج كورت في تدريس الجغرافيا وتنمية الدافعية للإنجاز والتفكير الإبداعي، وأوصت الدراسة بمدى أهمية تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى التلاميذ وذلك في جميع المراحل التعليمية( ).
ونظرا لأهمية التفكير الإبداعي لدى طلاب المراحل التعليمية المختلفة فإنه ينبغي التخلي عن الأسلوب التقليدي في التدريس الذي يعتمد على نقل المعلومات وتلقينها للمتعلمين، والبحث عن نماذج وطرق تدريس حديثة تهتم بإيجابية المتعلم ونشاطه ومشاركته الفعالة في العملية التعليمية.
وأولت التربية الحديثة اهتماماً كبيراً في طرائق التدريس التي تعد أهم أركان العملية التعليمية لدورها الفاعل في تحقيق أهداف التعلم، وطريقة التدريس لا تقل أهمية عن أهمية المادة الدراسية إذ يرتبط نجاح العملية التعليمية وتقدمها بالأساليب والنماذج والطرائق التدريسية ومدى ملاءمتها لخصائص الطلبة وطبيعة المادة والزمن المحدد لعملية التعلم والتعليم.
ويعد نموذج مكارثي هو أحد نماذج أنماط التعلم، وهو نموذج تعليمي طورته بيرنس مكارثي (Mccarthy) مستند على نظرية جانبي الدماغ الأيمن والأيسر، وعلى نموذج كولب (Kolb) الذي ينص على أن المتعلمين يتعلمون بإحدى الطريقتين وهما التفكير والمشاعر، ويسير نموذج مكارثي في دورة مكونة من أربع مراحل تعليمية( ).
وطورت مكارثي نموذجها وأسمته نموذج الفورمات (4MAT) حيث اقترحت في هذا النموذج دورة للتعلم تسير وفق أربعة أنماط للتعلم حسب مدخل المعلومات لجانبي الدماغ، تتمثل في نمط التعلم التخيلي، ونمط التعلم التحليلي، ونمط التعلم البديهي، ونمط التعلم الديناميكي( ).
لذا ترى مكارثي (Mccarthy) في هذا النموذج أنه يجب تعليم جميع المتعلمين وفق أنماط تعلمهم، ومن ثم يشعرون بالراحة في تعلمهم لربع الوقت المخصص للتعلم وفق نمط التعلم السائد لديهم، ويستفيدون في الأرباع الثلاثة الأخرى في الوقت في توسيع مقدرتهم على التعلم وفق أنماط التعلم الثلاثة الأخرى( ).
وينظر إلى نظام الفورمات كدورة من التعليمات تستند إلى أنماط التعلم الأربعة وباتباع الخطوات الأربع من التعلم في كل درس يمكن التأكد بأنه سيكون لكل متعلم جزء من الحصة يتألق فيه ويشده إلى الموضوع ويعرضه للتحدي( ).
وترجع أهمية استخدام نموذج الفورمات (4MAT) إلى النقاط التالية:
1) تحسين استرجاع المعلومات، حيث أظهر التلاميذ استرجاعاً أفضل للمعلومات التي تم تدريسها باستخدام الفورمات من المراحل المبكرة لتطبيق النظام.
2) تحصيل أفضل عند التلاميذ في الاختبارات.
3) مهارات التفكير الأساسية وقد ظهرت التحسنات الأكبر في مجال القدرات اللفظية والتفكير الإبداعي( ).
4) يسمح بالتواصل بين المعلم والمتعلمين.
5) يساعد المتعلمين على تطبيق خبرات التعلم في المجالات المختلفة( ).
ونظراً لأهمية نموذج مكارثي (الفورمات 4MAT)، فقد أشارت دراسة (Lee, S, 1996)( ) إلى أن الأنشطة والبيئة التعليمية لأنماط التعلم لدى الطالب تؤدي إلى زيادة التحصيل الأكاديمي، وأشارت نتائج دراسة (Morley, J, 2000)( ) إلى فاعلية نظام الفورمات في التدريب على تنمية تحصيل الطلاب في مقرر الحاسب الآلي في نظام التعليم عن بعد، ودراسة (Delaney, 2002)( ) التي توصلت إلى وجود فرق دال إحصائياً بين التدريس بنموذج الفورمات مقابل التدريس بالطرق التقليدية على تنمية تحصيل العلوم والاتجاه نحو المادة لدى طلاب الصفوف المتوسطة لصالح نموذج الفورمات، كما أوصت دراسة إيمان أسعد (2014)( ) على تشجيع وتدريب المعلمين على استخدام نظام الفورمات والتدريس التبادلي لما لهما من أثر تربوي فعال في تنمية مهارات التفكير، كما أوصت دراسة هناء محمد صالح (2014)( ) باستخدام نموذج مكارثي في التدريس.
مما سبق يتضح مدى أهمية نموذج مكارثي (الفورمات 4MAT) في العملية التعليمية وذلك لمراعاته الفروق الفردية بين المتعلمين وقدراتهم واستعداداتهم.
وبالنظر إلى واقع تدرس الجغرافيا في مدارسنا الليبية يلاحظ أن المعلمين ما زالوا يستخدمون الطرق التقليدية في التدريس كالتلقين، مما يجعل التلميذ سلبياً ليس له أي دور، فدوره هنا الاستماع والحفظ فقط دون أي مشاركة، فقد ينتج عن هذا نفور التلاميذ من هذه المادة، وقد أدت هذه الطرق أيضاً إلى جعل الجغرافيا مادة جامدة مجردة يصعب على المتعلم دراستها واستيعابها.
كما أكدت العديد من الدراسات على أن هناك ضعفاً في مهارات التفكير الإبداعي، منها دراسة شموع نبهان مصطفى (2012)، ودراسة جمال عبد الفتاح العساف (2013)، ودراسة سمر جودة (2015).
كما قامت الباحثة بدراسة استطلاعية لإحدى المدارس الليبية الموجودة في القاهرة لتحديد مستوى التلاميذ في التفكير الإبداعي، وذلك بتطبيق اختبار للتفكير الإبداعي من إعداد الباحثة على مجموعة من تلاميذ الصف الثامن، وبلغ عدد التلاميذ (15) تلميذاً، وقد تبين من تطبيق الدراسة الاستطلاعية انخفاض مستوى تلاميذ الصف الثامن في مهارات التفكير الإبداعي، حيث إن نسبة (80%) حصلوا على أقل من نصف الدرجة الكلية للاختبار.
وهناك العديد من الدراسات التي أكدت على أهمية استخدام نموذج مكارثي في التدريس وأوصت باستخدامه كإحدى الاستراتيجيات الحديثة في التدريس مثل دراسة إيمان أسعد (2014)، ودراسة هناء محمد (2014)، ودراسة أحمد عبد الرشيد (2014).
مشكلة البحث:
تتحدد مشكلة البحث الحالي في ضعف مهارات التفكير الإبداعي لتلاميذ المرحلة الإعدادية، وللتصدي لهذه المشكلة يحاول البحث الإجابة على السؤال الرئيس التالي:
ما أثر استخدام نموذج مكارثي (4MAT) في تدريس الجغرافيا على تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1) ما مهارات التفكير الإبداعي التي يجب تنميتها لدى تلاميذ الصف الثامن؟
2) ما صورة وحدة معاد صياغتها باستخدام نموذج مكارثي (4MAT) لتنمية مهارات التفكير الإبداعي؟
3) ما أثر الوحدة المعاد صياغتها في تنمية التفكير الإبداعي لدى تلاميذ الصف الثامن؟
حدود البحث:
اقتصر البحث الحالي على الحدود التالية:
1) وحدة من كتاب الجغرافيا للصف الثامن وهي وحدة ”الموارد الاقتصادية في الوطن العربي”.
2) مجموعتين من تلميذات الصف الثامن بمدرسة النجم الساطع الليبية بمدينة نصر بالقاهرة، وقد بلغ عددهن (50) تلميذة وتم توزيعهن على مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة.
أهداف البحث:
هدف البحث الحالي لتحقيق الهدف التالي:
تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى تلاميذ الصف الثامن بليبيا باستخدام نموذج مكارثي.
مصطلحات البحث:
نموذج مكارثي (4MAT):
عرف بأنه نموذج تربوي بنائي، يرتكز على تحفيز التلاميذ، وإتقان المفاهيم وتطبيقاتها العملية والتركيب الإبداعي ويتكون من ثماني خطوات هي الربط والحضور، والصورة، والإخبار، والتطبيق والتوسيع والتنقية، مع الأخذ بالاعتبار جانبي الدماغ الأيمن والأيسر( ).
وعرفه قطامي ونايفة بأنه أنموذج تعليمي يقوم على الجمع بين أنماط التعليم وطرائق التدريس، ويتضمن أربع مراحل هي تكامل الخبرة مع الذات،وتشكيل المفهوم، والتجربة العملية، والاكتشاف الذاتي( ).
والتعريف الإجرائي لنموذج مكارثي في هذا البحث:
أنه نموذج يتم من خلاله إعادة بناء وحدة من كتاب الجغرافيا الوطن العربي لتلاميذ الصف الثامن بطريقة تراعي أنماط التعلم المفضلة لديهم، وذلك من خلال المراحل الأربع وهي الملاحظة التأملية، وبلورة المفهوم، والتجريب والنشاط، والخبرات المادية المحسوسة.
التفكير الإبداعي:
عرفه أحمد اللقاني وعلي الجمل (1999) بأنه عملية عقلية يمر بها المتعلم بمراحل متتابعة بهدف إنتاج أفكار جديدة لم تكن موجودة من قبل من خلال تفاعله مع المواقف التعليمية المتعمقة في المناهج، ويتم في مناخ يسوده الاتساق والتآلف بين مكوناته( ).
وعرفه بيرك (Berk) بأنه قدرة التلميذ على إنتاج شيء أو فعل جديد من معلوماته وخبراته السابقة المخزونة لديه ويتصف هذا الشيء أو العمل بالأصالة والجدة( ).
والتعريف الإجرائي للتفكير الإبداعي في هذا البحث:
بأنه عبارة عن إنتاج وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة وغير تقليدية تتميز بالطلاقة والأصالة والمرونة والحساسية للمشكلات والتي تمكن المفكر من الابتعاد عن الطرق التقليدية والأفكار العادية والوصول إلى طرق متنوعة ومبدعة وحلول فريدة وقيمة ونتائج جديدة ومتميزة ترضي متعلم المرحلة الإعدادية وترضي الآخرين.
فروض البحث:
1) يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لصالح المجموعة التجريبية وذلك في التطبيق البعدي.
2) يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية في التطبيق القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفكير الإبداعي لصالح التطبيق البعدي.
3) يوجد أثر دال لنموذج مكارثي على تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى تلاميذ الصف الثامن.
منهج البحث:
تم استخدام المنهج الوصفي، والمنهج شبه التجريبي.
المنهج الوصفي: وذلك بعرض الجزء الخاص بالإطار النظري لمتغيرات الدراسة والدراسات السابقة، وتحديد مهارات التفكير الإبداعي المناسبة لتلاميذ الصف الثامن.
المنهج شبه التجريبي: إعداد الأدوات والتأكد من سلامتها علمياً وتطبيقها.
إجراءات البحث:
سار البحث الحالي وفقاً للخطوات التالية:
أولاً: بناء قائمة مهارات التفكير الإبداعي التي يجب تنميتها لدى تلاميذ الصف الثامن وذلك من خلال الخطوات التالية:
• الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة التي اهتمت بتنمية التفكير الإبداعي في المجال.
• دراسة أهداف منهج الجغرافيا للصف الثامن بليبيا.
• استطلاع آراء الخبراء والمتخصصين في الميدان.
• ضبط القائمة ووضعها في صورتها النهائية.
ثانياً: إعادة صياغة وحدة من كتاب جغرافيا الوطن العربي للصف الثامن باستخدام نموذج مكارثي (4MAT) وذلك من خلال ما يلي:
1) مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة التي اهتمت باستخدام نموذج مكارثي.
2) تحديد مفهومه، أهميته ومراحله.
3) تم تحديد الأهداف العامة والإجرائية للوحدة والأنشطة والوسائل التعليمية وأدوات التقويم.
ثالثاً: إعداد دليل للمعلم لتدريس الوحدة المعاد صياغتها باستخدام نموذج مكارثي ثم عرضه على المحكمين لضبطه ووضعه في صورته النهائية.
رابعاً: إعداد اختبار لمهارات التفكير الإبداعي وضبطه ووضعه في صورته النهائية.
خامساً: قياس تأثير الوحدة المعاد صياغتها باستخدام نموذج مكارثي في تنمية مهارات التفكير الإبداعي وذلك من خلال:
1) اختيار مجموعة البحث وتقسيمها إلى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة.
2) تطبيق الأدوات قبلياً على مجموعتي البحث.
3) تدريس الوحدة المعاد صياغتها للمجموعة التجريبية باستخدام نموذج مكارثي، بينما تدرس المجموعة الضابطة نفس الوحدة بالطريقة التقليدية.
4) التطبيق البعدي لأدوات التقويم على مجموعتي البحث.
5) رصد النتائج وتحليلها ومعالجتها إحصائياً وتفسيرها.
6) تقديم التوصيات والمقترحات.
أهمية البحث:
تمثل أهمية البحث فيما يمكن أن يقدمه لكل من:
1) مخططي المناهج: إمداد واضعي مناهج الدراسات الاجتماعية عامة والجغرافيا خاصة بوحدة معاد صياغتها باستخدام نموذج مكارثي الفورمات (4MAT) وهي وحدة الموارد الاقتصادية في الوطن العربي للصف الثامن ويمكن الاسترشاد بها عند تطوير المناهج الدراسية.
2) المعلمين: توجيه نظر المعلمين إلى أهمية تنمية مهارات التفكير الإبداعي لرفع مستوى التلاميذ للمحتوى الجغرافي، بالإضافة إلى تقديم أدوات مقننة ”اختبار التفكير الإبداعي”.
3) الباحثين: فتح آفاق جديدة أمام الباحثين بعمل بحوث أخرى تتناول نموذج مكارثي، في تنمية متغيرات بحثية أخرى في تخصصات ومراحل دراسية مختلفة.
4) التلاميذ: يفيد في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى تلاميذ عينة البحث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق