الفصل السابع: إدارة الجلسة التدريبية (تنظيم التدريب)
يتناول هذا القسم النقاط التالية:
- قبل بدء البرنامج التدريبي (تلميحات مفيدة).
- أثناء البرنامج التدريبي
- (معالجة الانخفاضات من قبل المتدرب، المدرب، ماذا تفعل تجاه تلك الانخفاضات؟)
- بعد نهاية البرنامج التدريبي.
إن الشكل الذي يبدأ به التدريب يحدد النمط الذي سيسير عليه، فمن خلال الجلسة الأولى يّكوِّن الأفراد الذين لا يعرفون بعضهم الانطباع الأول سواء كان سلبياً أو إيجابياً، سيكونون حساسين لبعض الموضوعات مثل المكان، المدرب، مواد التدريب، عملية التدريب المتوقعة. عدم إعطاء الاهتمام الكافي لهذه المرحلة من التدريب قد يؤدِّي إلى ارتفاع التوتر والقلق والانطباع الخاطئ ومن ثم يشجّع على الانسحاب المبكر من الدورة التدريبية.
وبالمثل، فإن الطريقة التي يمكن بها تذكُّر أو نسيان الدورة التدريبية يعتمد على الطريقة التي تختتم بها، الأسبوع الأخير أو اليوم الأخير أو الجلسة الأخيرة تعطي الانطباع الأخير للمشارك حول الدورة التدريبية إما أن تؤكد أو تبدل شعورهم تجاه الدورة التدريبية. لذلك فإن اختتام الدورة التدريبية يتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام شأنه شأن افتتاح الدورة التدريبية أنه يساهم بشكل كبير في الفاعلية الكلية للدورة التدريبية. لكن حتى وإن تم التخطيط والتنفيذ للبداية والنهاية بشكل مناسب، فإنه من الممكن، في أي مرحلة أن تذهب الأمور في الاتجاه الخاطئ أو غير المناسب على الأقل، لذلك فإن القدرة على معالجة هذه الانحرافات لها نفس الدرجة من الأهمية في إدارة التدريب.
نستعرض هنا عملية تنظيم التدريب في مراحله الثلاث (بداية، أثناء، وبعد التدريب):
? في بداية التدريب
يبدأ المشاركون الدورة التدريبية بالعديد من الأسئلة في أذهانهم، بعض هذه الأسئلة هي متطلبات عملية حول كيفية تنظيم وإدارة التدريب (طول كل جلسة، فترات الراحة، جدول الأنشطة، طبيعة الدورة). الاعتبارات الأخرى تتفاوت ما بين من هم المدربون، والقلق من عدم معرفة الآخرين، الشعور بالوحدة، فقدان الثقة بالنفس... الخ.
الأمور العملية والإجرائية يمكن التعامل معها بشكل مباشر، لكن معرفة أسباب قلق المتدرب والتعامل معها بالشكل المناسب يتطلب الكثير من الثقة بالنفس وبُعد النظر من جانب المدرب. وبالتالي فإن بداية التدريب أكثر من مجرد تقديم البرنامج والبدء في تنفيذه.
تلميحات مفيدة:
- عرّف المشاركين بعضهم البعض.
- قدّم الدورة التدريبية (نبذة مختصرة عن الأهداف وطريقة التدريب).
- اشرح الإجراءات الإدارية (وضع الجدول الزمني للدورة، فترات الراحة، التجهيزات، القاعة، أماكن الحمامات، أماكن الصلاة ..).
- لابد أن يشعر المشارك بالارتياح في الجلسة الافتتاحية.
? أثناء التدريب
هناك بعض المشكلات التي تظهر أثناء التدريب، فمهما كانت خبرة المدرب، لابد من حدوث بعض الأشياء التي تجعل الدورة لا تسير كما هو مخطط لها. إذ أنه في بعض اللحظات لابد أن يعتري (يحدث لهم) المشاركين نوع من عدم الرضا من القاعة، أو الملل وعدم الرغبة، مما يولد إحساساً بأن هناك شيء مفقود لكنه غير معروف بعد ما هو؟ تحديد هذه اللحظات هي الخطوة الأولى واختيار الطريقة الأنسب لمعالجتها هي الخطوة الثانية.
معالجة الانخفاضـات:
الانخفاضات قد تحدث في أي لحظة لأي سبب من الأسباب، قد تحدث لبعض الأفراد أو لكل المشاركين، قد يكون لها أسباب هامشية أو هامة، أياً كان السبب فإن لهذه الانخفاضات آثار هامة.
الشعور بالانخفاض من قبل المتدرب:
مهما كانت المشكلة، قد يشعر المشاركون بالقلق، الغضب، الملل أو عدم الفائدة أو قد يخرجون من الإطار ويبدءون بالسرحان عبر النافذة.
الشعور بالانخفاض من قبل المدرب:
عندما يحس المدرب بملل المشاركين أو بعضهم فإنه يشعر بالسخط وعدم الرضا. يتحول الانخفاض إلى عائق للتعلم إذا تم تجاهله بواسطة المجموعة. الإحساس السلبي يبعد المشارك ويشغله عن المهام وعمليات التعلم لذلك فمن الأفضل معالجة هذه الانخفاضات بأسرع ما يمكن. لابد من التذكير بأن حدوث هذه الانخفاضات ليس بأي حال تقصيراً من المتدرب، لكن المهارة الحقيقية للمدرب هي التعرف على وجود هذه الانخفاضات والقيام بعمل إيجابي تجاهها.
ماذا تفعل تجاه الانخفاضات؟
- تجاهلها: قد يؤدي هذا إلى ذهابها أو اختفائها وفي كلا الحالتين أنت لم تتعرف على المشكلة ولم تحلها.
- إنهاء الجلسة مبكراً لفترة الراحة أو الغذاء: هذا قد يكون فعلاً إذا كان المتدربون فقط متعبون من العمل المتواصل أو أن الكراسي أصبحت غير مريحة، لكنك لا تستطيع التأكد عن ماهية المشكلة لذلك يظل احتمال حدوثها مرة أخرى قائماً.
- أعطِ المتدربين تمريناً ما للقيام به: هذا يعطيك فرصة لمتابعة عملية التعلم. لكن إذا لم يقم المشاركون بأداء العمل بالمستوى المطلوب، لن يكون بإمكانك معرفة السبب، بالإضافة إلى أن التمارين أحياناً لا تعطي المتدربين القصة لاطلاعك عما يشعرون به.
- انتقل إلى نشاط آخر مختلف تماماً: إذا كان سبب الانخفاض هو اختلاط الأمر أو عدم المقدرة على الفهم فإن هذا الأمر سيعالج المشكلة. وبالمثل فإن اللعبة أو التغيير من العمل في مجموعات كبيرة إلى مجموعات صغيرة قد يؤدي إلى الشعور بالراحة.
- بادر بمراجعة محتوى التدريب: من الأفضل عند إجراء ذلك منح المشاركين فرصة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم حول التدريب. مزايا هذا الأمر هو أنه يوضح ذلك بأن تقول: يبدو أننا سنسير بطيئاً بعض الشيء هذا اليوم وعندي إحساس بأن بعضنا غير سعيد بعض الشيء في هذه اللحظة، ربما لأن الموضوع الأخير كان طويلاً بعض الشيء، ما هو شعوركم تجاه ما كنا نفعله؟ مثل هذه الأسلوب يتطلب من المدرب ليس فقط تأجيل الأحكام بل أن يكون مهيئاً لقبول الملاحظات الحرجة أيضاً.
? عند اختتام التدريب
الجلسة الختامية تعطي فرصة لإنهاء التدريب، إذا لم يتم إنهاء الدورة التدريبية بالشكل المناسب فإن المتدربين سيغادرون الدورة بإحساس غير مريح كأنَّ التدريب لم يكتمل، إنهاء التدريب قد يأخذ واحد أو أكثر من هذه الأشكال:
- نشاط ختامي: يتم التفكير في نشاط يمكّن المشاركين من تطبيق المعارف والمهارات التي تعلموها خلال الدورة التدريبية.
- تقييم نهائي: يتم تقييم الدورة بناء على توقعات المشاركين وأهداف الدورة، إذا تم التقييم بلا فد أن تتم مناقشة النتائج.
تقييم الدورة: الهدف من تقييم الدورة هو تقييم ردود فعل المشاركين تجاه الدورة التدريبية. وهو أمر هام لمعالجة الأخطاء وتحسين الأداء مستقبلا
يمكن تحديد أهميّة إدارة الجلسة التدريبيّة من خلال كون عمليّة التدريب تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المدرّب والمتدرّبين، ويتم هذا التفاعل من خلال نشاطات منظّمة ومحدّدة تتطلّب ظروفاً وشروطاً مناسبة تعمل إدارة الجلسات التدريبية على تهيئتها، كما تؤثر البيئة التي يحدث فيها التدريب على فعالية عملية التدريب نفسها، وعلى الصحة النفسية للمتدرّبين، فإذا كانت البيئة التي يحدث فيها التدريب بيئة تتصف بتسلّط المدرّب فإن هذا يؤثر على شخصية المتدرّبين من جهة، وعلى نوعية تفاعلهم مع الموقف التدريبي من جهة أخرى.
ومن الطبيعي أن يتعرّض المتدرّب داخل القاعة التدريبية إلى منهاجين أحدهما أكاديمي والآخر غير أكاديمي، فهو يكتسب اتجاهات مثل:
الانضباط الذاتي والمحافظة على النظام ، وتحمل المسؤولية، والثقة بالنفس، وأساليب العمل الفريقي ، وطرق التعاون مع الآخرين ، واحترام الآراء والمشاعر للآخرين.
إن مثل هذه الاتجاهات يستطيع المتدرب أن يكتسبها إذا ما عاش في أجوائها وأسهم في ممارستها وهكذا فمن خلال إدارة الجلسة التدريبية يكتسب المتدرّب مثل هذه الاتجاهات في حالة مراعاة المدرّب لها في إدارته للجلسة.
وخلاصة القول أنّه إذا ما أريد للتدريب أنْ يحقق أهدافه بكفاءة وفاعلية فلا بد من إدارة فعالة للجلسة التدريبية.
* تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المدرّب والمتدرّب.
* تشمل كل ما يتصل بالمدرّب والمتدرّب.
* تقوي العلاقات الإنسانية بين المدرّب والمتدرّب.
* تخلق جوًا يشجع على التفاعل والتدرب.
* تنظيم البيئة التدريبية مما يؤدي إلى تسهيل عملية التدريب
ً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق