كل فكرة بداخل عقلك، حين لا تكون واعيا بها على أنها فكرة، لديها حس من الذات بداخلها.
حس الكينونة، حيث تحدد هويتك طبقا لحركات الأفكار، و هذا هو جوهر الحياة الغير واعية. و لهذا يستمر البعض في الحياة من أجل المستقبل.
هذا الشكل التفكيري بالمستقبل، حيث يأملوما هو الإيجو؟ وما هو الفرق بينه وبين الأنا الحقيقية؟ وكيف نتخلص منه؟
"لا تسمح لي صورتي الاجتماعية بالقيام بهكذا أمر، وإن كنت أحبُّه"
"هل ستجعلني أرتدي هذه الملابس البسيطة، ألا تعرف من أنا؟"
"أنا البروفيسور فلان الفلاني، الأول على
مستوى الوطن العربي في تحفيز الناس وحلِّ مشكلاتهم النفسية والاجتماعية،
ولديَّ الملايين من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي"،
"لا تضحك بصوتٍ مرتفع، ألا تخشى من نظرة الناس إليك؟"
"أنا أعتذر عن النقاش معك، فأنتَ لستَ بمستوى إدراكي ومعلوماتي نفسه"،
"كيف تستقبلين هكذا نماذج بسيطةٍ في منزلنا، ألا تعرفين من أنا وقدري الكبير في المجتمع؟".
نسمع
الكثير من الجمل كهذه في حياتنا اليومية، فلطالما التقينا بمَن هم أسرى
الصورة الاجتماعية والمقام العلمي والشكل الخارجي، إلى أن نَسُوا أن يعيشوا
ذاتهم الحقيقيَّة، ونَسُوا مَن هم.
سنناقش في هذا المقال الغني فكرة "الإيجو"
(EGO)، وماهيته، وألمه، والفارق بينه وبين الأنا الحقيقيَّة، وكيف نتخلَّص
من الإيجو المُدمِّر.
هل لفظُ "أنا" لفظٌ سيِّئ؟
يُجادل الكثير من رجال الدين على فكرة
أنَّ "الأنا" كلمةٌ غير محمودة، وذلك تحت شعار "أعوذ باللّه من كلمة أنا"،
ويعدُّونها من أعمال الشيطان، مع العلم أنَّ رسول اللّه قال: "أنا النَّبي
لا كذب"؛ في حين أنَّه مِن الهامِّ جداً أن يعرف كلُّ إنسانٍ مَن هو، وأن
يُعرِّف عن نفسه بكلمة "أنا"، مع ضرورة تبيان مقصده من هذه الكلمة، وطريقته
في التَّعبير عن نفسه. وهنا يكمن الفارق بين الأنا والإيجو.
ما الفارق بين "الأنا" و"الإيجو"؟
تعني لفظة "الأنا": الذات الحقيقية، في
حين يعني "الإيجو": الذات الزائفة؛ فعندما أقول: "أنا المهندس فلان الفلان،
أنا من آل كذا، بيتي في المكان الفلاني ومساحته كذا"، تُعبِّر هذه الجمل
عن الإيجو.
فإن كنتَ ترى نفسكَ أنَّك: اسمك، وجنسك،
وجنسيتك، وبيتك الفخم، وسيارتك الفارهة؛ فأنتَ لديك "إيجو"، أي صورة زائفة
عن ذاتك الحقيقية. وإن كنتَ راغباً بمعرفة "ذاتك الحقيقية"، فتخيَّل نفسك
"ميِّتاً"، حيث أنَّ الشخص الذي سيقابل اللّه هو "أنتَ الحقيقي"، وعندها لن
يكون هناك مكانٌ لممتلكاتك، أو شهاداتك العلمية، أو مظهرك الخارجي.
هل يتألَّم مَن لديه "إيجو"؟
- دعونا نُناقِش بدايةً منشأ "الإيجو"؛ حيث تُعدُّ التربية مِن أقوى
الوسائل المُساهِمة في نشوئه، فعندما يقول الأب لابنه: "لا تفعل كذا،
وإلَّا فإنَّ الناس سيقولون عنك كذا"، وتقول الأم لابنتها: "ارتدِ هذا
الزِّي، وعندها ستنالين إعجاب الآخرين"، فإنَّهم يُحوِّلون أطفالهم بطريقة
التربية هذه إلى أَسْرَى لنظرة المجتمع، وعبيدٍ لاهثين إلى إرضاء الآخرين؛
ممَّا يُبعِدهم عن ذاتهم الحقيقيَّة وعمَّا يحبِّون فعلاً. كما تُعدُّ
وسائل الإعلام، بما فيها من ترويجٍ للأمور الشكلية، واهتمامٍ بالقشور على
حساب الجوهر؛ وكلاً من البيئة المحيطة والتجارب الحياتيَّة للإنسان -
أسباباً أساسيَّةً لنشوء الإيجو.
- يجذب مَن لديه "إيجو" عكس ما يريد إلى حياته، وتطغى السلبية على حياته،
ويبتعد عنه كلُّ أمرٍ يريده. فيتبنَّى مَن يعيش الإيجو ثقافة "الأخذ" من
الآخر، أي أنَّه لا يُعطِي بدون مقابل؛ وتراه دائماً في حالة انتظارٍ
للفائدة المرجوَّة من الآخر. كما يتعلَّق مَن يعيش الإيجو بالأشياء بصورةٍ
مَرَضِيّة، مُعتقداً أنَّ سعادته تكمن في حصوله على شيءٍ ما، أي أنَّه يجد
نفسه أنَّه سيصل إلى ذاته من خلال هذا الشيء؛ ممَّا يسبِّب له حالةً من
الألم والانتظار والتوتر والرفض.
- يكون الشخص الذي يعيش الإيجو إنساناً عصبيَّاً وقليلَ الصبر، فإن
انتقده شخصٌ ما أو وجَّه إليه كلمةً سلبيَّة، فسيثور غضبه وينفعل ويضطرب
نفسياً. في حين أنّه لو عَرِفَ "صورته الحقيقيَّة"، وأنَّ ما يهمُّ هو
صورته أمام اللّه وليس أمام الناس، وأنَّ لدى كلِّ شخصٍ من البشر وجهة نظرٍ
خاصة؛ فعندها لن ينفعل ولن يثور، وسيبقى هادئاً مُطمئنّاً.
- سيتألَّم الأب الذي لديه "إيجو" ومُتعلِّقٌ بابنه كثيراً بطريقةٍ
مَرَضيَّةٍ لدرجة أنَّه يريده بجانبه طوال الوقت، إن أصاب ولده مكروه؛
وعوضاً عن ذلك، لو أنَّه وعى أنَّه وابنه عبادٌ للّه، وأنَّهما كلاهما في
اختبار الحياة، لكن بأدوارٍ مختلفة؛ عندها سيخفُّ كثيراً التعلُّق المرضي،
وسيعي فكرة أنَّ ابنه ليس ملكاً له، بل هو زميله في الاختبار.
- ستتألَّم الأم التي تعاني من "الإيجو" من تصرُّفات ابنها الطفولية، فهي
تريده أن يتصرَّف كالبالغين، غير مُدرِكةٍ أنَّ الإنسان الواعي هو مَن
يحتوي الآخر ويُحسِن التعامل مع كلِّ مستوىً من الوعي البشري، فاللّه له
حكمته في جعل الإنسان يتطوَّر من خلال مراحل عدَّة من الطفولة إلى
المراهقة، ثمّ البلوغ والرُّشد؛ وذلك بمثابة إشارةٍ إلى أنَّ كلَّ شيءٍ
يأتي بالتراكم والصبر والتأني والتجربة.
- مَن لديها "إيجو" وتريد أن تخسر وزناً من أجل الحصول على رضا الآخرين،
عندها ستبقى في حالةٍ من الضِّيق النفسي والتوتر، إلى أن تصل إلى النتيجة
المرجوَّة، أي أنَّها أصبحت عبيدة "الميزان"، فهو الذي يسعدها، وهو الذي
يُحزِنها، وتُوقِف أي عملٍ لها ريثما تخسر وزنها؛ لأنّها رافضةٌ لجسدها. في
المقابل، تقوم الإنسانة التي لديها "الأنا الحقيقية"، والتي تحبُّ نفسها
في جميع حالاتها؛ بالالتحاق بنادٍ رياضي وتخسر وزنها، وهي تعيش مشاعر
إيجابية، بالتوازي مع قيامها بكلِّ شيءٍ مفيد، فهي لا تجد حرجاً من تقديم
برنامجها التلفزيوني حتَّى إن كان لديها وزنٌ زائد، فهي أنفقت الخير
والإيجابيَّة والقوَّة، وواثقةٌ أنَّ اللّه سيُرجِع لها أموراً إيجابيةً
بمقدار ما أنفقت.
- العالِم الذي يعيش "الإيجو" يتباهى بعلمه، ويستخدمه من أجل انتقاد
الآخرين والاستهزاء بقدراتهم والتشكيك في معلوماتهم، مُشهِّراً بأسمائهم.
وبالمقابل، إنَّ العالم الذي يعيش "الأنا الحقيقيَّة"، ويعلم أنَّ العِلْمَ
بحر، وأنَّه مهما تعلَّم فسيبقى طالب علمٍ؛ سيتعامل مع الآخرين برحابة
صدرٍ وهدوء، وسيكون مرناً مع جميع مستويات الوعي، ومُستمِعاً جيداً، ولن
يستهزأ بأفكار الآخرين، بل على العكس سيأخذها في عين الاعتبار لعلَّها
تُضِيف إلى علمه وثقافته. سيعيش العالِم الأول في حروبٍ واضطراباتٍ وسلبيةٍ
مطلقة، في حين سينعم العالِمُ الثاني بالهدوء والسكينة والطُّمأنينة.
- العاشق الذي يحيا بالإيجو، عاشقٌ يحبُّ نفسه فقط، فتراه يُقيِّد الطرف
الآخر، ويُشكِّك فيه، ويغار عليه غيرةً عمياء تحت شعار "الحب"؛ في حين أنَّ
الحب الحقيقي يكمن في منح الطرف الآخر الحريَّة والثِّقة المُطلقة. اسأل
نفسك: "هل تحب الطرف الآخر إرضاءً لرغبتك في الحب ولإشباع غرورك ولاختبار
المُتعة والمرح؟ أم أنَّك ترى في الطرف الآخر شراكةً حقيقيةً وتقاطعاتٍ
فكريَّةً وروحيًّة؟".
طاقة الإيجو طاقةٌ مُدمِّرة للشخص، اسأل
نفسك دوماً: "مَن أنا؟ هل أنا جسمي وشكلي الخارجي؟ هل أنا علمي وشهاداتي؟"
عندها تصل إلى الأنا الحقيقية، وحينها ستكون في أعلى اتصالٍ مع اللّه. خُذ
نفساً عميقاً بعد إغماض عينيك، وراقب نفسك، هذا النَّفس هو "أنتَ الحقيقي".
كيف إذاً نفخر بإنجازاتنا دون الوقوع في فخ "الإيجو"؟
تُقدِّم إنجازاتنا الحقيقية قيمةً مُضافَة
إلى الناس، والمجتمع، والعالم. أمَّا شراء منزلٍ فخمٍ أو سيارةٍ أو الحصول
على عددٍ كبيرٍ من المتابعين على الفيسبوك؛ فلا يُطلَق على أيٍّ منها
مصطلح إنجاز.
تهتم "الذَّات الحقيقية" بالقيمة، ويفخر
الإنسان بصورته أمام اللّه؛ في حين تهتمُّ "الذات المُزيَّفة" بنظرة
المجتمع وأحكامه، وتفتخر بالشكليات والمظاهر.
كيف أنسف "الإيجو"؟
1. العطاء بدلاً من الأخذ:
تقول دراسةٌ أنَّ 50% من شركات الأعمال تخسر في أول سنةٍ لها، وتُغلِق 80% من الشركات بعد 5 سنوات من تأسيسها. فما السبب؟
يكمن السبب في الهدف من إنشاء الشركة،
فمَن هدفه الربح فقط، سيفشل حتماً؛ في حين أنَّ الشخص السَّاعي إلى تقديم
خدمةٍ وقيمٍة سينجح حتماً.
يتبنَّى الشخص الذي يعيش "الإيجو" مفهوم
"الأخذ"، مُنتظراً الفائدة من الآخر، فيعيش حياته بالحزن في حال عدم تقديم
الآخرين له. بينما يَعِي مَن يفكِّر في "الذات الحقيقية" خصلة العطاء،
فتجده يُعطِي دون انتظار المقابل، فما يهمُّه هو نظرة اللّه، ويَعلَم
تماماً أنَّ اللّه سيُرجِع له هذا الخير بشكلٍ من الأشكال، قال تعالى:
{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، [سورة سبأ: الآية 39].
2. الابتعاد عن الانتقاد والسّخرية:
يعيش الإيجو على الصورة المُزيَّفة، كأن
يشعر شخصٌ ما أنَّه أفضل من فلان، وأكثر وعياً منه، فيُعطِي الحق لنفسه
بانتقاده والاستهزاء به، وتبدأ بعدها موجات الحروب والنزاعات. يعيش مَن
يُفكِّر في "الذات الحقيقية" مرحلة التقبُّل والوعي الإيجابي، فيُقدِّر
جميع الناس، ويتعاطى بمرونةٍ مع كلِّ شرائح الوعي، ويبتعد عن كلِّ ما هو
سلبي، وينشر الهدوء والرَّاحة أينما حل، ويُقدِّم القيمة بدلاً من الحرب.
3. الحفاظ على الطَّاقة الحقيقية ومراقبة أفعالنا:
خلقنا اللّه في أحسن تقويم، وكرَّمنا، فقد
سجدت الملائكة للإنسان، أي إلى "الذات الحقيقيّة"، فطاقة الإنسان طاقةٌ
جبَّارةٌ وغير محدودة. لكن تتحوَّل هذه الطَّاقة الرَّائعة إلى طاقةٍ
تدميريَّةٍ في حال دخول "الإيجو" إلى الإنسان؛ لذا علينا مراقبة أفعالنا
جميعها، كأن نسأل أنفسنا بعد كلِّ عملٍ نقوم به: "ما هي نيَّتنا من هذا
العمل؟ هل كانت نيَّة التَّفاخر والتَّظاهر؟ أم نيَّة الفائدة والقيمة؟".
ن في إعمال حس الذات الغير كافي لديهم. هذا لا يعني ألا تسعى خلف نشاط معين أو تتعلم أشياء جديدة، أو تستكشف بلاد أخرى، أو أن تقابل أشخاص جدد أو أن تتعلم هذا أو ذاك. أو تحصل على الخبرة و المعرفة هنا أو هناك، أو تطور قدراتك الذهنية الجسدية.
أو تصنع ما عليك صنعه في هذا العالم.
شيء جميل أن تصنع في هذا العالم. و على هذا المستوى، هناك دائما الجديد لتفعله.
و بينما تكبر بالسن، تصبح هناك أشياء لا يمكنك فعلها. لهذا و تدريجيا على مستوى الأشكال، حياتك يتم تصغيرها.
فهناك الكثير من الأشياء عما قريب لن تتمكن من فعلها.
تقول مثلا: لن أفوز باللقب في "ويمبلدون" بعد ذلك ستكون هذه معجزه إذا تمكنت من هذا، هذا ليس مستحيل بشكل تام لكنني لن أحاول حتى هههه.
وهناك الكثير من الأشياء الأخرى أيضا، "لقد فات الأوان " و هذا صحيح. فبالنسبه للكثير من الأشياء لقد فات الأوان حقا.
على مستوى الشكل علي تقبل أنني لن أكون بطل العالم في الملاكمه لقد فات الأوان على هذا، أو أنه لم يكن ممكنا من قبل.
إذن على مستوى الشكل و اعتمادا على سنك هذا صحيح، لكن لايزال هناك أشياء يمكنك فعلها، و أشياء يمكنك معرفتها و أشياء يمكنك استكشافها.
أو ربما تكون قد وصلت إلى نهايه حقبه الحياه لهذا الشكل، ويكون هناك وقت قليل باقي، لذلك لا يكون هناك الكثير لتضيفه إلى هذه الذات وهذا جيد أيضا.
السؤال هو: هل تبحث عن ذاتك حين تحاول إضافه المزيد لمن تكون؟
وهذه هي معضله الوجود البشري، هناك بحث متواصل عن المزيد.
ليس هناك شيء خاطئ في فعل أشياء جديده. لكن هناك بحث متواصل عن اللحظه التاليه، بأمل إضافه المزيد إلى من أعتقد أنني أكونه...
الأشكال التفكيرية، الممتلكات، المقتنيات
رؤية الآخرين لك، كل هذه الأشكال التفكيرية التي تعطيك حس أنك لم تكتفي، أو أنك لست "بأمان".
مثال (لدي فقط خمسة منازل وثلاثة سيارات) ولا زلت لا أشعر "بأمان".
أعتقد أيضاً أن المنازل ليست كبيرة كفاية، ربما يكون هذا هو السبب، أو أنهم يكتبون جميعاً عني في الصحف، و أخيراً يدرك الناس من أكون.
(بالمناسبة انا لا امتلك خمسة منازل ، هذا مجرد مثال)
إنهم يعتقدون أني عظيم، و هذا يعطيك شعورا مؤقتا أنك أضفت هذا الإدراك العالمي لمن تعتقد أنك تكونه.
وهناك الكثير يسعون خلف هذا...
متى سيكتشفني الناس ؟!
متى سيدرك الآخرون أنني شخص مميز؟!
ربما لا يدركون هذا أبداً !
هناك بحث عن التميز في حس الذات المصنوع بواسطة العقل، و الذي في بعض الحالات يكون مكتمل. لكن في معظم الحالات، لايكون كذلك.
إذن في كلتا الحالتين يمكنك القول أن هناك طريقتان لتكون غير سعيد
ألا تحصل على ماتريد، و أن تحصل على ماتريد.
لأن كل من حصلوا على الشهرة بهذا العالم بغض النظر عن مجال عملهم، هم غير سعداء أيضا، ليس لديهم سلام مع أنفسهم، ولا يشعرون بحس الأمان أو أنهم قد نجحوا بالفعل. الذين قبل أن ينجحوا كانت لديهم هذه الفكرة، "حين يعرفني الناس سوف أكون قد نجحت" . ثم تأتي هذه اللحظة التي تبدو في البداية جيدة، ثم ترى أن رأي الناس بك مجرد أشكال تفكيرية صور أسقطها الناس عليك. و إذا كان الشخص مشهورا بشدة يصنع الإعلام منه شخص خيالي.
شخص خيالي لديه إسمك فقط،
ثم تقرأ عن نفسك بالصحف وتقول من هذا ؟!
ليس لهذا علاقة بي على الإطلاق؟!
لهذا يصبح الكثيرون غير سعداء أكثر حين يحصلون على الشهرة بين الناس.
يخبرهم العالم أنهم حقا مميزون، و لكنهم لا يشعرون بهذا التميز أو يرون أن هذا وهم ( هذا ليس أنا ) إنها مجرد صورة، صورة صنعها العقل....
هناك القليلون ممن يتمكنون من تجاوز حس الهوية المصنوع بواسطة العقل، لأنهم حصلوا على ما يقول العالم عنه (مرغوب فيه) الثروة، الملكيات، الشهرة...
لكن هذا لم يمدهم بما كانوا يبحثون عنه حقا،
و الذي هو الذات. حس التأصل في الكيان، اكتمال الحياة.
لذلك، هناك الكثير من المشاهير يدمنون المخدرات للتخلص من التعاسة التي يشعرون بها بداخلهم. لأنه حتى وهم المزيد في المستقبل الذي يعيش البعض بواسطته حتى الآن لم يعد ينجح إذا كان لديك كل شيء.
وهم أن الحصول على المزيد سيجعلك سعيدا لن ينجح حينها.
يا لها من نهاية سيئة، لا يمكنك أن تبحث في المزيد عن ذاتك.
لذلك، يشعرون بأنهم غير سعداء و لا يتمكنون من الهروب إلى اللحظة التالية، فيتناولون المخدرات ليشعروا بالتحسن.
البعض يتمكن من الإختراق إلى مستوى أعمق بداخل كيانهم. و يدركون أن حس التميز هذا الذي يعمل على البحث عن المزيد او الأفضل هو مجرد وهم لا يمكنك أن تتبعه لأنه لن يأخذك الى أي مكان. و هو غير مكمل، لأنه مجرد شكل تفكيري.
" أنا، هذا الشخص المميز "
هذا الذي أردت أن تضيفه إلى قصتك. هذا هو أساس هويتك طالما بقيت عالقا في التفكير.
هناك البعض خيالهم يخبرهم أنهم ...
(لا أود أن أحرم أحداً من هذا، إذا كان يحبه )
يمكن أن تتخيل أشياءً في رأسك، أنه مثلا في وقت ما في الماضي، كنت نابليون.
وهذا يمكنه أن يُعطيك حس التميز، لكنه مشتق أيضاً من حركات الأفكار والصور.
لكن هذا يُبقي البعض مستمرين. يمكن ألا يوافقك أي أحد أنك كنت نابليون لكن على الأقل، هذا يجعلك سعيداً وعليك أن تواصل التفكير، و تخبر هذه القصة للآخرين، وإذا كان للآخرين قصص مماثلة، سيقولون (نعم هذا حقاً من تكون).
لكن هذا مبنيٌّ على حركات الأفكار والمشاعر التي تتماشى مع هذه الأفكار، لذلك تكون لديك هوية كاملة مبنية على التاريخ الشخصي، و هذا شيء قليل للغاية، ولن يستمر لوقت طويل.
هذه الفقاعة من تاريخي الشخصي ستنفجر عما قريب. و يمكن للجميع أن يقول أنه لا يتوقع موته الوشيك فلا أحد يعلم هذا. لكن الموت وشيك للجميع في النهاية لأنه خلال عام أو خمسين عام سيأتي، وسوف يكون الآن حين يأتي و هذا ليس هو الغد.
إذاً أن تكون عالقاً في حس الذات، هذا هو الواقع المفاهيمي والذي يعد بنهاية سيئة، إنه في حاجة مستمرة.
والذي يمكن أن يتم إدراجه حتى في الروحانيات حين تدرك أنك مللت من هذه الممتلكات وتعلم أن هذا ليس ما تريده.
لكن كن حريصاً من الأشكال التفكيرية التي ربما تنشأ لتُستبدل.
على سبيل المثال: ربما تكون قد قضيت 20 عاماً لجني المال، ثم تقول:
الآن سأتخلص من سيارتي BMW و سأشتري دراجة، لأنني شخص روحاني، و سأرتدي بعض الملابس الروحانية، وسأقود دراجتي وأنظر إلى هذا الشخص الغير واعي، الذي لا يزال يقود سيارته BMW وأقول أنا أفضل من ذاك الشخص.
وبالطبع، ما تحمله الآن هو شكل تفكيري أثقل من الشكل التفكيري للشخص في سيارة BMW.
ربما يكون لدى الشخص في سيارة BMW حس ذات أفضل من هذا الذي على الدراجة،
في الأغلب لا، لكنه أمر ممكن.
إذاً، كن منتبهاً لكيفية انتقال العقل إلى قصة أخرى، فهو دوماً يحاول أن يُشعرك بالمزيد بطريقة أو بأخرى.
لذلك هو يعمل طبعا عبر المقارنة. بمقارنة صورة من أعتقد أني أكونه بصورة الآخرين.
لذلك أفرض على نفسي مصطلحات وصور ذهنية ثم أُقارن صورتي بصورة الآخرين.
حسناً! أنا أكثر روحانية من هذا الشخص.
أو هذا أكثر روحانية مني، لقد أمضى وقت أطول مني في الروحانيات.
ثم تنتقل إلى مخزون المعرفة الهائل لديك.
فتقول بعض الاشياء، و التي لا يفهمها الشخص الآخر. و يكون من الواضح أنك تعرف أكثر منه.
وهذا يعطيك شعور بالراحة، و ينجح مع بعض الأشياء الصغيرة الغير مستقرة الموجودة بحس الذات و التي تحب أن تكون على صواب
وتحب أن يكون الآخرين مخطئين. فهي الطريقة الوحيدة كي تكون صائبا، إنها تحب أن تكون على صواب. فهذا يعطيها حس من الأسبقية.
"انا على صواب" لذلك، هي تقوى دوما عبر خيال الذات خيال "الانا"، "أنا وقصتي". فيمضي الناس في حياتهم يبحثون عن هذا
ويكون هذا هو هدف حياتهم. أن يقوموا بتقوية خيال "الأنا". و هذا يصبح الحافز وراء كل أفعالهم.
وهذا غالبا يكون صعب، لأنك دوما تشعر بأنك أقل من شخص آخر. ثم تمضي في حياتك محملا بهذا.
"انا أقل من هذا الشخص"
"انه يعرف أكثر، لكنني أبدو أفضل منه"
وهناك البعض إن لم يتمكنوا من تحقيق
هذا التميز الذي يطلبه منهم العالم
يحققون تميزا معاكسا بشعورهم أن الحياة تعاملهم بظلم.
بشعورهم أنهم ضحايا لأشخاص أو مواقف معينه، وفي أشكالهم التفكيريه كونهم ضحايا يشعرون أنهم مميزون للغايه، لذلك لا يزال بإمكانك الفوز إذا خسرت.
العقل ذكي للغايه، وهوية الضحيه يمكن أن تكون قويه، وتثبت في عقول البعض بقوة، وبعد أن تقابلهم بخمس دقائق فقط سيروون لك قصتهم، أتعلم ماذا حدث؟ لقد حدث هذا منذ خمسة وعشرون عاما ! وبالطبع هناك أشياء سيئة حدثت منذ خمسة وعشرون عاماً، وهي تحدث اليوم أيضاً، في هذا العالم المجنون. لكن أن تبني هوية على أساس بعض المعاناة التي حدثت في الماضي، أو تكررت في هذا العالم، والتي فيه المعاناة شيء حتمي. أن تبني حس من التميز بهذا، فأنت تضع نفسك في واقع بغيض. هذا سوف ينتهي عما قريب، لكن على الأقل أنت تشعر أنك تعلم من تكون، لديك قصة " وهذا رائع، على الأقل لدي قصه "
لقد عاملتني الحياة بظلم أكثر من الآخرين يمكنني أن أشعر بهذا. إذن العقل سيبحث عن شيء ما كي يعطي نفسه هوية، " هويه خياليه".
يخاف بشدة من فقدان هذه القصة او هجرها، أو تجاوزها.
في الأغلب يجب أن تكون القصه غير سعيده كي تبعد الناس عنها لأنها تشبه الحلم، حلم من أكون.
و إذا أصبح الحلم غير سعيد حينها ستود أن تستيقظ.
ليس هناك حلم ( لأنا ) يكون سعيدا في النهايه، لكن هناك بعض الأحلام تكون أكثر تعاسة من غيرها.
إذن عليك أن ترى كيف هذه الذات الخياليه تحاول...
دوماً أن تبقى على قيد الحياة. ليس فقط أن تبقى على قيد الحياة بل أن تحمي نفسها من الآخرين. و أن تستخدم الآخرين لتقويه نفسها، بطريقه أو بأخرى.
و هذا يحدد نوع العلاقات بين البشر. حين لا تتمكن من تجاوز هذا يكون هناك حاجة لإستخدام شخص آخر أو حاجة، لحمايه نفسك من شخص آخر.
هذه هي الأشياء التي تحدد العلاقات في حالة ( الايغو ) إما أن تستخدم الآخرين أو تخاف منهم، إما أن تحتاجهم أو أن تخاف منهم. واحياناً يكون كلاهما في نفس الوقت. و بالطبع هذا يعني أيضاً أنه ليست هناك علاقه حقيقية، تصبح هذه العلاقة مشوهة، لأنك لا تعلم من تكون.
فما لديك هي مجرد صورة في الرأس، العقل يحاول أن يجعل نفسه أقوى لأنه لا يزال يشعر بعدم الاكتفاء.
انا لم أكتفي بعد، لذلك لدى البعض حس التميٓز يتم اكتسابه عن طريق الشكوى المستمرة في العقل، ومع الاخرين. شكوى من الحياة والمواقف والناس، وما يحدث، وما كان لا يجب أن يحدث.
يقول عقلك
(يجب أن يفعلوا شيئاً حيال هذا، هذا شيء سيء للغاية )
فيكون هناك لوم وشكوى مستمرة وهذا تماماً ما يحبه" الأيغو " لأنه يجعل من نفسه صائباً بفعل هذا.
حين تشكو من شيء ما ، أو شخص ما، تشعر بأنك على صواب والآخر أو الموقف هو الخطأ
أنا لا أقصد الشكوى بالحس العملي ، حين تقول : ( أود استبدال هذا الشيء الذي اشتريته، لأنه لا يعمل )
هذا جيد ، فهو شيء عملي و أنت تحتاج في هذه الحالة لفعل شيء ما.
لكن الشكوى ورواية القصة الموجودة في الرأس، والتي لا هدف عملي لها، ولا شيء تفعله تجاهها، أياً كانت هذه القصة، فهي تجعلك في علاقة صراع مع اللحظة الحالية.
وتقول لنفسك ( هناك شيء ما دوماً يسير بشكل غير صحيح، لذلك أشكو )
وتجد نفسك تشكو من شيء ما حدث، أو شيء ما لم يحدث حتى الآن.
لذلك الكثير يشعرون أنه ليس لديهم سلام مع أنفسهم،
{ بسبب شيء ما حدث أو شيء ما لم يحدث }
هذان سببان لعدم كونك ذاتك.
يبرر عقلك: ( شيء ما حدث ومنعني من أن أكون ذاتي الحقيقية، أو شيء ما لم يحدث حتى الآن، و إن لم يحدث لن أتمكن من أن أكون ذاتي) هههههههه
هذا شيء غريب، أن تحتاج حدوث شيء ما كي تكون ذاتك.
هذه الأشياء نتحدث عنها هنا كي تدركها حين تحدث لك، لأنها نماذج عالمية عند الجميع.
و هي نماذج موروثة عبر العقل البشري الجماعي. هي حالات غير واعية لـ "الإيجو" والتي تعمل بطريقة تبقيك عالقاً على سطح كيانك. على سطح حركة الحياة الصغيرة.
أشكال الحياة، و الأشياء التي تحدث، و التي تبقى عالقاً فيها على مستوى الشكل الذي يتضمن الأشكال التفكيرية، حين تحدد هويتك بواسطة كل فكرة تأتي إلى رأسك وبالطبع ليس هناك نهاية لهذا، لأن الفكرة التالية تأتي في الحال بعدها. "إنها سلسلة"، و تستمر طوال اليوم. أحياناً تحصل على طرفة عين تبقيك عاقلاً و على قيد الحياة وتمنعك من الانتحار، تبقيك بعيداً عن الجنون التام لحظات قليلة من ......
ربما تكون لحظات بسيطة، لكنها تبقيك على قيد الحياة.
تجد هناك بعض السعادة القليلة تتسرب عبر عمق كيانك، فعبر الطبقات العقلية الثقيلة يظهر شرخ ما صغير هنا أو هناك، إذا لم يظهر، ستصبح عالقاً هنا وتتوه.
تكون هذه اللحظات أحياناً حين نرى أشياءً جميلة، وتكون غامرة، أو في لحظات الخطر التي توقظك من هذه الأصوات المتواصلة في العقل.
وفجأة يكون هناك حيوية مكثفة، وعي وحضور، ثم تأتي الأفكار مرة أخرى
أو ربما تحصل لدى البعض، حين يكون هناك خطر أو يكونوا بمرض ما، هذا يمكنه أن يوقظك.
وفجأة تدرك أن هذه الأشياء التي كنت تسعى خلفها، و تعتقد أنها هامة، هي غير هامة على الإطلاق.
و فجأة شيء ينهار على مستوى الأفكار، كل الأشياء التي كنت تريدها بشدة تجد أنها لا تهم على الإطلاق.
يمكن أن يكون هذا مفيد لدى البعض،
أو قد يكون ربما شيئا ما شعرت به أمام حيوان.
لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها التواصل
مع كيان آخر غير مفاهيمي.
حين يقابلون البشر، يعلقون في المفاهيم التي لديهم حيال كل شخص قابلوه من قبل.
يفرضون مصطلحات عقلية على الشخص حول ما يعتقدونه حول هذا الشخص.
انهم لا يتواصلون معك، بل مع الأفكار الموجودة في الرأس حولك.
ومعظم الأشخاص يفعلون هذا مع بعضهم البعض.
لذلك يكون لديك كيانين فكريين يحاولان التواصل.
كل شخص يحتاج ويخاف من الآخر،
وهذا هو سبب المشاكل في العلاقات هذه الأيام.
احيانا يبقى الناس عقلاء بسبب الحيوانات
والكلاب، فهي تقوم بوظيفة هامة لم تكن معروفة في هذا العالم، و هي أن تبقي البشر عقلاء.
لانه حين تلمس الكلب او القطة لا يمكنك.... هناك البعض في هذه الحالة يظل لديهم الإيجو، و لكن هذا فقط في الحالات المستعصية.
حين تلمس الحيوان، يمكنك أن تكون ذاتك و لا تحتاج أن تحمي نفسك نفسيا من الحيوان أو تريد شيئا منه، فقط يمكنك أن تكون معه بينما يقوم شيء ما بالإرسال ، لأن الحيوان يعيش متصلا بالعمق بمصدر الحياة أكثر من معظم البشر. لم ينمو لديه الوهم لهذه الدرجة، كي يكون كيانا منفصلا عن باقي الكون.
لايزال لدى الحيوان حس الوحدة مع العموم ولم يفقدها بشكل كامل، إنه متأصل بالعمق في الكيان،
لذلك لا يصنع الحيوان عالم من المشاكل. الحيوان يكون على وحده مع الحياة.
لكن البشر فصلوا أنفسهم عن الحياة، و أصبح لديهم صورة تخيلية، هذا أنا وهذا هو باقي العالم.
هناك حاجز وهناك الآخر، الإنسان الآخر. و هذا مصطلح سيء (الآخر) ثم يأتي الإحتياج للآخر والخوف من الآخر، لتمضي في الحياة هكذا بينما الآخر ليس سوى مجرد مصطلح عقلي.
إذن كلما علقت بقوة في ذات الايغو كلما أكدت على آخرية الآخر. وسيتم تصغير الاخرين إلى مجرد شخصيات متحركة تم تصغيرهم إلى مجرد العناوين التي لديك عنهم كلهم. مجرد شخصيات كاريكاتوريه، و أحياناً حين يشير البعض إلى شخص ما قابلوه أو يعرفونه ويقولون كم هذا الشخص غبي، و تكون لديهم بعض الأحكام عليه. حين تستمع إلى هذا ترى هذا الكاريكاتور لهذا الانسان الغريب المشوه وحين تقابله، تتسائل هل هذا هو الشخص الذي كنت تتحدث عنه؟
إذن الحيوان ليس لديه عبىء تيار التفكير المستمر، وليس لديه هوية مفاهيمية مثل البشر، فهو لم يفصل نفسه. و لذلك يمكن أن يكون نقطة وصول البعض إلى الكيان حيث يمكنك أن تكون مع كيان ما بدون تفكير. و في هذه الأحيان تتوارى الأفكار لدى البعض.
حين تقف أمام كلب، أو تحمل قطه على صدرك حينها تجد أن التفكير قد هدأ قليلاً ويكون لديك مساحة من السكون و أنت تشعر بصوت القطة في صدرك.
او و أنت تشاهد حيوانا بعمق، سيأخذك خارج عقلك، و ستصبح حاضراً لأن الحيوان حاضر، و نفس الكلام يمكن عيشه بمعية الطبيعه.
مثل الأشجار و الزهور و العشب. كل هذا حاضر، و كلها استسلمت للحياة و اتحدت مع الحياة. فهي تعبير مؤقت رائع عن الحياة الواحدة.
إذن، لدى البعض تكون هذه هي نقطة الوصول الوحيدة.
ولدى البعض الآخر، حتى هذا لا يعمل.
أعرف شخصا ما كانت لديها "الايجو" قوي للغاية، لدرجة أنها كانت تتشاجر مع قطتها
إذا كانت نافذة المطبخ مفتوحة، و لم تظهر القطة بعد قليل.
كانت تقول : أين قطتي؟
ثم تغلق النافذة، وتقول : إذا كانت لا تريد أن تراني، فأنا لا أريد أن اراها أيضا و لذلك، كان على القطة المسكينة أن تبقى بالخارج طوال الليل.
هذا يحدث أيضا، توجد هناك حالات لا يستطيع البشر فيها حتى أن يتواصلوا مع الحيوانات.
لذلك نرى الملايين والملايين من البشر يعيشون في واقع مزيف، بحس ذات خيالي
والذي يكون دوما غير كافي. يشعر بالنقص
ويحتاج دوما إلى المزيد، يحتاج حتى إلى اكتساب أعداء. يظل بانفصال عن الآخر
ويحتاج إلى نوع من الصراع، كي يبقى حس الانفصال لديه نشط.
ما الذي يمكن أن أكون في صراع معه اليوم؟
ماذا يمكن أن أشكو منه اليوم، كي أشعر بذاتي؟
إذن، حين يعيش الملايين من البشر هكذا تكون النتيجة ما نقرأه من التاريخ البشري،
قصة سيئة من المعاناة التي لا تطاق.
والتي يعكسها البشر على بعضهم البعض وعلى أشكال الحياة الأُخرى، في الكوكب.
معاناة لا تطاق...
لذلك، ترى نفس الشيء في التلفاز يوميا حين تشاهد الأخبار. ترى كم هذا الوعي الجماعي المجنون لدى البشر في المرحلة الإنتقالية لديهم. و لا نزال موجودون هنا...
ها نحن، ندرك أن كل هذا هو شكل "المرض العقلي الجماعي"
والذي تعاني منه البشرية.
9 طرق تخلصك من هيمنة الإيجو وأوهامه
المصدر: مدني قصري – إرم نيوز
لا شك أن النتائج الكبرى ممتعة جدا، تنتظرها بقوة وتستقبلها استقبالا حسنا، ولكنها لا تدعمك. بل قل إن كل نجاح العالم لا يسندك.
مال العالم لا يسعدك
كل مال العالم طيب جدا، ولكن لا يمكنك شراء السعادة به، فالنجاح ليس له أي علاقة مع قصة خارجة عن ذاتك.
الإيجو يعوقنا
جميعنا سمعنا الكثير أو القليل عن الإيجو الذي يعوقنا، والذي يؤخر تطورنا النفسي والروحي. تُرى، ما هو الإيجو بالضبط؟
التعريف الفلسفي
يُعرّف الفلاسفة الإيجو بالقول إنه ما يعادل الوعي في علم النفس. فالإيجو هو الـ ”أنا“ الذي يبث المعلومات، ويعالجها ويستقبلها.
تعريف نيتشه
قال نيتشه: ”لا أحد يجهل أن الوعي هو فقط جزء صغير من أنفسنا“.
التعريف النفسي
بحسب تعريف قاموس علم النفس الإيجو
يعني الجزء من شخصيتنا المكلف بمهمة تحقيق التوازن بين القوى المختلفة التي
تواجِهها نفسية الفرد.
التعريف الروحي
بالنسبة للعديد من رواد التيار الروحي، الإيجو هو التمثيل الخاطئ الذي نصنعه لأنفسنا.
لسنا ”مركز العالم“
بالنسبة للبوذيين، ليس الإيجو سوى بناء
عقلي، وهو الوهم الذي يمنعنا من التحرر من أوهامنا، ويدفعنا إلى الشعور
الواهم بأننا ”مركز العالم“.
أنت لست أنت
الإيجو، هل هو نحن حقا؟ وأين يقع؟ في الذراعين أم الساقين، في الروح أم في القلب؟
أنت لسَت الإيجو. أنت لست هذا القلق الذي يسكنك، لستَ هذا الكائن المحدود الذي تعتقد أنه يمثلك.
أنت شخص استثنائي. لكنك ببساطة لم تَعِ بعدُ أنك حقا شخص استثنائي.
في الواقع، معظم الناس يعتقدون أن صورتهم عن أنفسهم، الصورة التي بنوها من الصفر، هي صورتهم الحقيقية، وأنها تمثل طبيعتهم الحقيقية.
رؤية ثنائية
لا يوجد أنت والآخرون. أنت والكون. أنت والعالم.
أنت جزء، ونحن جميعنا جزء من كلٍّ عظيم.
كلنا جزء من كل
نحن جزء من مجموعة رائعة. نحن واحدة من خلايا الكون. نحن متشاركون متفاعلون، كل جزء منا ببقية أجزاء الكون.
وبطرد الأفكار التي يهيمن عليها الإيجو ستشعر بالصلة القوية والعميقة التي توحدك بجميع الآخرين، وحتى بالكون كله.
كيف ”تقلص“ نفوذ الإيجو عليك
قبل أن تحصل على ثقة كاملة في الكون، وأن تترك الإيجو جانبا، وأن تستسلم لطاقات الكون ابدأ أوّلا بكبح الإيجو، والحد من هيمنته عليك.
ثمِّنْ وتمتع بما تفعله، لدواعي السرور
بما تفعله، ولِما تجلبه للآخرين. لكن كفَّ عن تقمص حيازاتك، وألقابك،
وممتلكاتك، ومهنتك، وشهاداتك، وإنجازاتك.
أنت لا تملك شيئًا
قدّْر وثمّنْ ما لديك، ولكن لا تتملك. في الواقع أنت لا تملك شيئا، فأنت
فقط المدير المؤقت لممتلكاتك. كل شيء غير دائم. جميع ممتلكات اليوم ستتخلى
عنك، لتصبح ملكا لغيرك.
التأمل
امنحْ لنفسك قسطا من الاسترخاء ولذهنك بعض الراحة، وتأمل. دعْ القلق والمخاوف، وانطباعات نجاحاتك، تمر.
لأنه في الواقع ما الذي نجحت فيه؟ هل حصلت على أكثر مما حصل عليه فلان؟
فليكنْ. ولكن هل رأيت أنك حصلت على أقل مما حصل عليه علان؟ أيبدو لك هذا
منطقا سليما؟
أنت تتملق للإيجو
قال أحد علماء النفس في تحليل للإيجو
في مجلة positif.comالنفسية الفرنسية ”سمعتُ ذات يوم رجلَ أعمال يقول ”لقد
نجحتُ، لأنني أستطيع أن أقدّم لعائلتي ما تريد! قلت ”هل أنت متأكد أن هذا
هو فقط ما تريده عائلتك حقا؟ ألا تريد منك المزيد؟ مزيد من الاهتمام، ومزيد
من الإصغاء؟
أليس ادعاؤك مبررا لكي تتملق به للإيجو الذي يسكنك؟
أنت تملك كل وسائل النجاح
لسنا محدودين بحدود. لدينا في داخلنا كل ما نحتاجه لكي ننجح في حياتنا.
عليك أن تطور العناصر المناسبة، وأن
تكبح الأسوأ فيها. إفعل كما تفعل الزهور أو الخضراوات. اسقِ العناصر التي
تريد أن ترها تكبر وتزدهر، وتوقفْ عن تغذية العناصر التي تريد اختفاءها.
9 طرق للتخلص من الإيجو
1- اسقِ المزيد من التعاون بدلا من
المزيد من المنافسة. قارن نفسك بنفسك، وليس بغيرك. هل أنت في حالة تحسن
حقا؟ هل أنت في حالة نمو؟ هذا هو الشيء المهم.
2- اسقِ الحب بدل الكراهية.
3- اسقِ الرحمة بدل اللامبالاة.
4- اسقِ التواضع بدل الغرور والغطرسة.
5- اسقِ الاعتدال بدل الإفراط والتفريط.
6- اسقِ اللطف بدل العنف.
7- اسقِ التسامح بدل التعنت،
8- اسقِ الكرم والسخاء بدل البخل.
9. اسقِ بكثير من الماء والأسمدة (النفسية) العرفان بالجميل.
الكينونة أفضل من التملك
كن شاكرا لِما ملكتَه وتملكه بالفعل.
وكُفَّ عن الركض وراء الرغبة في ”المزيد أكثر“. فليس هذا حلا مُرضيا. اجعل
الكينونة أفضل من التملك.
واسأل نفسك: ”من أنت الآن؟“.
هذا هو المهم، وليس كم جمعتَ وراكمتَ خلال حياتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق