الاخلاط الاربع في الاعشاب
الأمزجة
إن المزاج الطبيعي لم يقع في الأبدان مستويا على الاعتدال ولكن اختلف فزاد بعضه بالحرارة وبعضه بالبرودة مع الرطوبة واليبوسة فانقسم إلى خمسة امزجه
:-
المزاج الأول الصفراوي :-
الذي كثرت فيه الحرارة واليبوسة وقلت فيه الرطوبة والبرودة .. وعلامة صاحبه سرعة حركاته في جميع الأحوال والإقدام والشجاعة والغلبة وجودة الفهم ونحافة الجسم وقلة النوم .,, وإذا كانت الحرارة فيه أكثر من اليبس كان لونه احمر وإذا كان اليبس أكثر كان ادم اللون مشوبا بحمرة .. وإذا استويا فيه كان اصفر اللون**
المزاج الثاني الدموي :-
وهو الذي كثرت فيه الحرارة مع الرطوبة وقل فيه البردة واليبس . وعلامة صاحبه إن يكون عبل البدن , كثير اللحم كثير الدم , طيب النفس , حسن الأخلاق , متوسط الفهم . واذا كانت الحرارة أكثر من الرطوبة كان اصفر اللون . وإذا كانت الرطوبة فيه أكثر كان ابيض اللون مشوبا بحمرة . وإذا استويا فيه كان أشقر اللون وهو الذي بين البياض والحمرة ***
المزاج الثالث ألبلغمي :-
وهو الذي كثرت فيه البرودة والرطوبة وقلت فيه الحرارة واليبوسة. وعلامة صاحبة إن يكون عبل البدن كثير الشحم , كثير الرطوبة ,كثير النوم , كسلان بطي الحركة . بليد الفهم , كثير النسيان لا يكاد يفهم شيا , وإذا كانت البرودة فيه أكثر من الرطوبة كان ابيض حصير اللون , وإذا كانت الرطوبة أكثر من البرد كان ابيض لامع اللون قريبا من البرص , وإذا استويا كان رصاصي اللون *********
المزاج الرابع السوداوي:-
هو الذي كثرت فيه البرودة مع اليبس وقلت فيه الحرارة والرطوبة , وعلامة صاحبه إن يكون نحيل البدن نحيل اللون , نحيف الجسم كثير الكد . قليل النوم لا صبر له على الجماع , وعليه ضرر عظيم ؟؟ واذا كانت البرودة اكثر من اليبس كان كمد اللون . وإذا كان اليبس فيه أكثر من البرد كان اغبر اللون . وإذا استويا كان رصاصي اللون ********
المزاج الخامس المعتدل :-
الذي اعتدلت طبائعه في ميزان اعتدال الطبيعة وعلامة صاحبة أن يكون ذكي الفهم .. معتدل الأعضاء في جميع خلقه . متوسط الحالات في جميع أموره , منير النظره بين البط والسرعة والشجاعة والجبن . حسن الاخلاق متوسط الهيئات في جميع اموره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم
زيادة خلط الصفراء :-
أذا أكثر الإنسان من آكل الأغذية الصفراوية الحارة اليابسة كالعسل والثوم ولحم الكبش ونحو ذلك بخرت الطبيعة من الجوف إلى الدماغ بخارا صفراويا غير معتدل فيحصل من صداع في الرأس و شقيقة وقلة النوم وشدة قبض العروق وحرارة الملمس , فان عدله الإنسان يضمد الأصداغ واكل البارد الرطب واجتناب الحار اليابس , اعتدل سريعا , وان تساهل حتى كثر وازداد أدى ذلك إلى أمراض خطرة عظيمة كالحمرة والحرارة واليرقان الأصفر والأورام الصلبة وحمى الغب , وهي التي تنوب يوما وتغيب يوما فإذا ظهر احد هذه الإمراض فيحتاج حينئذ إلى مسهل الصفراء
زيادة خلط الدم :-
أذا أكثر الإنسان من آكل الأغذية الدموية الحارة الرطبة كالطبائخ الدسمة والحلوى ونحو ذلك , هاجت الطبيعة في البدن بكثرة الدم , فيبخر بخارا حارا رطبا الى الدماغ , فيقع الصداع وعظم العروق وغليان الحرارة وانطباخ البدن وفترة الحواس , فان قطع ذلك بضمد الأصداغ وشرب الخل والرمان الحامض واكل القوا بض والحامضة كامزورات ونحوها , وقع الاعتدال وصحة البدن وان تساهل الإنسان وأكثر من ذلك , وقع في أمراض خطرة كغليان الدم , وحمرة العينين والرمد والجدري والدمامل والأورام الرخوة , فيحتاج حينئذ الى الفصد والحجامة ..
زيادة الخلط البلغم :-
أذا أكثر الإنسان من آكل الأغذية البلغمية كالألبان والفواكه , وكل بارد رطب بخرت الطبيعة من البدن الدماغ بخارا باردا رطبا فتقع فترة في الجسم ورخاوة في المفاصل وثقل في الحواس فيبدو مرض البلغم , فان قطع ذلك بما يعدل كالعسل والزنجبيل والفلفل , وكل حارا يابس لطيف , وقع الاعتدال في الصحة , وان وقع التساهل في ذلك زاد هذا الخلط وصار إلى أمراض عسرة البرء مزمنة كالبرص والفالج و السكتة والحمى , التي تطبق سبعة أيام بغير حرارة ثم تهيج بحرارة عظيمة من الجوف إلى الدماغ والى جميع البدن , وهو الجرب المعروف بالمسع , فحينئذ أما الخلاص وأما الهلاك وأكثر الناس يهلك , فإذا ظهرت إحدى هذه العلل فينبغي شراب مسهل البلغم ............
زيادة خلط السوداوي :-
إذا أكثر الإنسان من أكل الأغذية السوداوية كالعدس والدخن ولحم البقر والباذنجان ونحو ذلك هاجت عليه السوداء , فيبدو المرض السوداوي بفتور في البدن وشدة العطش وقلة النوم , فحينئذ ينبغي ان يعدله بشراب العسل , وهو ان ينزع رغوة العسل ويطرح في كل رطل منه درهم زنجبيل ودرهم فلفل مدقوقين ودرهم مصطكي ويشرب لبن البقر مع السكر من تحت الضرع , ويأكل كل حار رطب خفيف فانه يخلطه ان شاء الله تعالى , وان تساهل أدى ذالك إلى أمراض خطرة عسرة البرء مزمنة كالجذام والجرب والحكة والفالج والسكتة والدق والسل وحمى الربيع , وهي التي تغيب يومين و تنوب يوما فلا تكاد تنقطع , فحينئذ ينبغي شرب مسهل السوداء ........
الهلاك
الموت الطبيعي
وهو انقضاء أحوال الإنسان الأربعة ,
فان سن الصبا حارا رطب
طبيعته الحياة , فيه زيادة إلى البلوغ وهو خمسة عشرة سنة , منتهاه إلى العشرين سنة ثم يحدث اليبس فيصير الغالب على الطبيعة
الحرارة واليبس مدة سن الشباب وهو أربعون سنة , ثم تبدو مائية وتبرد الطبيعة ويظهر الشيب وتنقص القوة وتصير الطبيعة باردة رطبة مدة سن الكهولة :- وهي إلى سبعين سنة ,ومنتهاه إلى الثمانين سنة , ثم يظهر البرد واليبس الذي هو كامن وتكمن طبيعية الحياة لضعفها , وذلك إلى سن الشيخوخة , فلا تزال الرطوبة الأصلية والحرارة الغريزية تنطفئ حتى يقع الفناء إلى مائة سنة وعشرين في الغالب , وفي النادر لا حد لأكثره إلا بما قدر الله تعالى من الآجل المسمى , ثم تفنى طبيعة الحياة كما ذكرنا , وهو الموت الطبيعي المقدور للأنام , والله اعلم بغيبه واحكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق