أن نشوء فكرة الامزجة البشرية تعود إلى الطبيب والفيلسوف اليوناني ابقراط الذي عاش قبل الميلاد باربعمائة سنة ويصنف ابقراط الناس إلى اربعة امزجة اساسية نتيجة لاربعة سوائل توجد في جسم الإنسان وهي الدم، وسائل المرارة الصفراء، وسائل المرارة السوداء، والبلغم، فقال أنه يوجد المزاج الحمراوي نسبة إلى الدم ،والمزاج الصفراوي نسبة إلى سائل المرارة الاصفر والمزاج السوداوي نسبة للمرارة السوداء، والمزاج البلغمي نسبة للبلغم، وهذه الامزجة تؤثر على الإنسان في الحيوية والنشاط أو الكآبة والبطء
لكن مع مرور الزمان تبين أن هذه السوائل ليست لها علاقة بالامزجة واختلافها فأهمل الناس نظرية ابو قراط لكنهم ظلوا يقولون بالامزجة الاربعة وقدم علم النفس الحديث اقتراحات جديدة لتصنيف الامزجة وهي تصنفين فقط وهما المزاج المنبسط المتطلع إلى خارج النفس والانطوائي المتطلع إلى الداخل لكن هذه التصنيفات الحديثة لا تكفي للفصل بين مختلف الامزجة لان هناك امزجة تقع بين الانطوائي وبين المنبسط لذلك أثرت العودة لمقولة ابو قراط مع اعتقادي أن سوائل الجسم لا تؤثر في مزاج الإنسان لكن اختلاف الامزجة امر موجود قد لا نعرف مصدره تماما مع كل هذه المتغيرات واكتشاف امراض جديدة وتعقيد الحياة بالتكنلوجيا وانفتاح العالم على بعضه حتى اننا صرنا نقول أن العالم اصبح قرية صغيرة
الأمــــــــزجه البشريــــــــه
,
/
المزاج هو مجموعة من الميزات الداخلية في الإنسان والتي تؤثر في سلوكه دون أن يشعر بها
أن هذه الميزات تعود وراثيا إلى تنشئة الإنسان وعرقه وجنسه وعوامل وراثية اخرى وتنتقل هذه الميزات
من الوالدين إلى الأولاد بواسطة الجينات يرى بعض علماء النفس إننا نحصل عليها من والدينا وقد يكون
هذا السبب في أن البعض أشبه بأجدادهم منهم بإبائهم أو أمهاتهم أما كيف يتكون المزاج في أي إنسان،
فأمر صعب التنبوء به كما يصعب معرفة لون أعين الأولاد أو شعرهم أو حجم أجسامهم قبل ولادتهم
/
/
أي ان في ملخص الحديث لكــــل منـا مزاج يتمتع به عن غيره له صفات ومميزات
تعنيه في جوانب شخصيته وسمات ذاتيه .. .. ولعلي سأذكرهــــا على النحوو الآتــــي .,’
المزاج الصفــــراوي
المزاج الحمــــــــراوي
المزاج السوداووي
المزاج البلغمـــــــي
وبمـــــــا أني أنســــانهـ يستــــتهويني هذا النوع من المواضيع
حبيتـ أطرح هالموضوع
هـــــــــــــي كالآتيـ ....
السمات الأساسية لصاحب المزاج الصفراوي
المزاج الصفراوي أو المزاج الصخري صاحب هذا المزاج الحار السريع النشيط العملي الذي يعمل بإرادة قوية انه في
الغالب واثق من نفسه شديد الرغبه في الاستقلال والاعتماد على الذات دون الاخرين، يعمل على اتخاذ القرارات ويعمل فكره
بكل جد ومثابرة وبسهولة يتوصل إلى قرارات عن نفسه بل بالنيابه عن الاخرين أيضا، صاحبنا الصفراوي يزدهر وينتعش
اذا قام بنشاط ما ، والحياة بالنسبة له مسألة نشاط وعمل وهو غير محتاج للحث أو التشجيع من الآخرين للقيام بعمله، بل
هو الذي يحث الآخرين بآرائه وخططه وطموحاته التي لا تنتهي، وليس نشاطه نشاط مجرد بلا هدف، اذ أن له فكرا ثاقبا
وعمليا قادرا على اتخاذ قرارات سليمة وسريعة أو التخطيط لمشاريع طويلة المدى وذات قيمة رفيعة، لا تزعزعه
الضغوطات الحصالة من اراء الاخرين، فهو يتخذ موقفا حاسما من أي قضية يقتنع بها ، وكثيرا ما يناضل ضد المظالم
الاجتماعية أو الاوضاع غير السليمة،
الصفراوي لا يخاف المقاومين، بل انه مقاومة الاخرين له تحرضه أكثر على المضي في موقفه، يتخذ صاحب هذا المزاج
قرارا صلبا وفي اغلب الاحيان ينجح حيث يفشل الاخرون، ليس لان خططه افضل من خطط سواه بل لانه يواصل العمل
والسعي بعد أن يكون الاخرين قد يئسوا وفشلوا وتوقفوا عن العمل انه يبداء عنمدا ينتهي الاخرون أن القادة يولودون
هكذا، والصفراوي لديه روح القيادة، أن الناحية العاطفية في شخصيته اقل بروزا وتقدما عن باقي الامزجة، انه لا يميل
بسهولة لمواساة الاخرين والشعور معهم ،
اذا وجد في وضع عاطفي يرتبك ويتضايق من رؤية دموع الباكين، لا يظهر إلا القليل من التقدير للفنون الجمليه وينصرف
اهتمامه إلى الأمور النافعة حيث المصلحة المجدية في الحياة،
يكتشف صاحب المزاج الصفراوي الفرص السانحة بسرعة وحالا يجد افضل الطرق لاستغلالها، أن له فكرا منظما لكنه
يتضايق عادة من التفاصيل، صفراوي المزاج لا يعبأ بتحليل الاشياء بروية وتأني بل يسرع بتقيمها بالبديهة، ولذلك فهو
يتطلع دائما إلى الهدف الذي يسعى إليه دون مبالاة في العراقيل فاذا سار نحو هدفه فلا شيء يوقفه ويقفز فوق كل معترض،
وهو بطبيعته يميل إلى تزعم الاخرين ولا يتردد في أن يستخدم الناس لإتمام مقاصده، فيعتبره البعض انسانا انتهازيا
أن صاحب المزاج الصفراوي الصخري يتصف بالثقة في الذات والارادة القوية مما يجعله صعبا في تقبل الامور العاطفية
أو الروحية اوالاحلام والامنيات أن كثير من جنرلات العالم وقادته كانوا من اصحاب المزاج الصفراوي صاحب هذا المزاج
ينجح كمدير تنفيذي أو مفكر أو مخرج أو حاكم مطلق بل أيضا انه ممكن أن ينجح كمجرم الا ان الامر يعتمد على مستواه
الخلقي والديني والتربوي، انه يشبه المزاج الحمراوي في انه يتطلع إلى خارج نفسه لا إلى داخلها مع انه اقل نشاطا
وشده من الحمراواي
نواحي القوة عند صاحب المزاج الصفراوي
أن صاحب المزاج الصفراوي هو عادة شخص ضابط لنفسه يتصرف في الحياة بعزم وتصميم قوي، ويثق في نفسه وبقدرته
ويتجاسر كثيرا على الاخرين دون خجل أو تردد ، انه يتحرك بحيوية وبعزم وبتصميم قوي، لكنه يختلف عن الحمراوي في
انه يتحرك ويعمل بموجب خطة متقنه هادفه، ويعمل بذاك الاتجاه بعناد وتصميم وهذا يؤدي إلى نجاحه ليس بفضل تخطيطه
بل بفضل تصميمه ومثابرته حتى النهاية وهو يحب النواحي العملية في الحياة دون سواها ،يحكم على الاشياء في ضوء
النفع والضرر وما يسعده، يحب التنظيم لكنه يتعب من الاهتمام بالتفاصيل يستطيع أن يقييم بسرعة أي وضع من الاوضاع
ويجد له حلا ناجحا وعمليا فان كان طبيبا فهو يبرع في العمل مع فريق الاسعاف الميداني المتجول حيث يكون الوقت ذو
قيمة كبيرة بالسبة له، وهو يتخذ قراراته عن طريق الحدس وليس عن طريق التحليل والمنطق بسبب نظرته الثاقبة ونزعته
لتولي القيادة تجعله قادرا على تميز الناس، ويتصرف بشجاعة وبلا تردد في المهمات الطارئة
اذا وضعت عليه أعباء القيادة لا يتوانى في حملها بل انه كثيرا يبادر قبل سواه لتولي قيادة المجموعة، لكنه أحيانا يقع
فريسة الغطرسة والدكتاتورية والتسلط، اذا تجاوز هذا النقص فان من يقودهم يستجيبون له بسهوله ويسرون في العمل
تحت قيادته،ثقته بنفسه تجعله يتطلع إلى الحياة بتفاؤل انه مغامر إلى الحد الذي يجعله يترك عملا مستقرا ليتعلق بالمجهول
أن له روح الريادة والتقدم الامر الذي يولد عنده الثقة بانه سوف يذلل كل الصعوبات التي تعترضه لا يمكن تفشيله بل أن
الفشل يثيره أكثر إلى النجاح والتصميم لتحقيق ما يصبو إليه
نواحي الضعف عند صاحب المزاج الصفراوي
أن خصائص الصفراوي الرفيعة تحمل في طياتها بعض صفات الضعف الخطيرة، وابرز هذه الصفات القسوة الغضب
التسرع والاعتداد بالذات أو الغرور، عند الصفراوي نقص عاطفي خطير فالعطف والشفقة غريب على طبيعته فتجد غليظا
قاسيا لا يواسي الاخرين في ضيقهم ولا يقدر احلامهم وانجازاتهم وحاجاتهم يسخر من الحمراوي لفرط احساسه ويحسبه
شخصا عاطفيا متهورا بعيدا عن جدة الحياة،أن الطاقة التي تدفع الصفراوي لتحقيق هدفه نابعة اصلا في نزعته العصبية
الشديدة فيثور غضبه بعنف عل الذين لا يعجب بهم وان هدأت ثورته لا ينسى بل يظل حاقدا زمنا طويلا انه معروف برغبته
الشديدة في الثأر لنفسه ويعمل جهده لرد الصاع صاعين عن كل إساءة وجهت إليه
أن نزعة الغضب هذه تجلب له الكثير من المتاعب بل كثيرا ما تجعله شخصا غير مرغوب فيه من قبل المحيطين به هو ليس
من الاشخاص الذين تراهم فتحبهم من أول نظرة تحتاج لان تتعمق في شخصيته ومن المحتمل أن الصفراوي قد يصاب
بقرحة في المعدة قبل الأربعين، ان المرارة والسخط والغضب تؤذي حياته الاجتماعية والدينية اذ انه لا يسامح بسهولة،
في طبع الصفراوي قسوة غريبة تجعله يدوس على مشاعر الاخرين وحقوقهم في سبيل تحقيق غايته الخاصة فان لم يتلقى
توجيها اخلاقيا ودينيا فانه لا يتردد في كسر القوانين واستخدام اساليب خبيثه ومبطنه لبلوغ مقاصده أن كثير من مجرمي
العالم والحكام الطغاة في التاريخ كانوا من المزاج الصفراوي
أن قدرته على التصميم قد توجد عنده ميلا إلى التهور وهذا يورطه في مشاكل كثيرة يصعب حلها فيقوم بأعمال متهورة يندم
عليها بعد وقت قصير، لكن بسبب عناده وكبريائه لا يظهر ندمه و يقرر انه على صواب ، من الصعب عليه الاعتذار وقد تبدر
منه عبارات التهكم والسخرية التي تجرح الاخرين من الصعب أن يرضيه أي شيء وان كان متزوجا فانه بسبب موقفه هذا
(عدم الرضا والعناد) قد يضبط نفسه فلا يضرب زوجته في ثورة غضبه لكنه يصر على موقفه بعدم الرضا الامر الذي يكون
اشد وقعا من الضرب على الطرف الاخر ليس من السهل عليه أن يحب شخصا اخر وان حصل فان هذا الشخص المحبوب
من الصفراوي لن يجني منه سوى العبوس وعدم الرضا والعناد في موقفه وآراءه
أن ميل الصفراوي للاستقلال بنفسه والثقه الزائدة بنفسه تجعله شخصا مكتفيا في ذاته لذلك لا يشعر الآخرين بقيمتهم لديه
اذ انه لا يحتاج اليهم الا ضمن تصوره واهدافه وخططه العنيدة لذلك اذا مرا بنجاحات متتالية فان ذلك يحوله إلى شخص
متكبر ومحب للسيطرة وقد يصبح شخصا مكروها، هو صاحب قدرات كبيرة لكنه يضايق الناس فيتململون منه ويشعرون
انهم لن يستطيعوا إرضائه مهما فعلوا، انتهى
انا شخصيا ارى في الصفراوي نواحي سلبيه وايجابية لكن لا نستطيع تجزئة صاحب هذا المزاج أو أن نختار ما يناسبنا
منها اذ أن التنشئة منذ الصغر والتربية الدينية تلعب دورا كبيرا في صقل شخصية الإنسان قد يكون الإنسان عنيدا فلا
يستجيب للتقويم أو التاديب من الوالدين فتغلب عليه طبيعة الصفراوي، علم النفس أو علم تحليل الذات والشخصية امر
شائك جدا ومعقد فالناس امزجة مختلفة متباينه أو مزيج من هذا كله واحيانا متناقضه فلا يمكن الجزم تماما أن فلان من ا
الناس هو من هذا المزاج او ذاك. نقلت مقالتي هذه من عدة مصادر واهما كتاب الامزجة البشرية ل تيم لاهاي المترجم إلى
العربية الصادر من دار النشر في لبنان لأمانة النقل كنت اشرح للتوضيح بعض العبارات الغريبة ونسقت المقالة هذه في
ترتيب معين على النحو الذي ترونه غير انها في الاصل ليست كذلك اذ جاءت المواضيع الرئيسية مفرقة في اجزاء الكتاب ،
المزاج الحمراوي
السمات الاساسية لصاحب المزاج الحمراوي
المزاج الحمراوي المتوقد صاحب هذا
المزاج هو شخص يظهر الدفء والسرور والحيوية والانبساط بطبيعته يتقبل
الاخرين ويتاثر بسرعة تسيطر عليه العواطف يتخذ القرارات ولا يكتفي
بالمعالجات الفكرية صاحب المزاج الحمراوي أو الدموي كما يسميه البعض يتمتع
بقدرة غير عادية على الشعور بالسعادة واشاعة هذا الشعور الحيوي في الجو
الذي يكون فيه فاذا كان في مجموعة أشخاص فانه يؤثر عليهم بحضوره وبحديثه
المتدفق الذي يغلب عليه المرح انه ماهر في سرد القصص اذ انه بطبيعة
المتدفقة بالعواطف يحكي القصة فيحس الناس كانهم كانوا حاضرين وقت حدوثها
صاحب هذا المزاج لا يفتقر إلى الاصدقاء فهم كثر يقول الدكتور هولزبي عن
الحمراوي أن طبيعته البسيطة والارتجالية اللطيفة تفتح امامه الابواب
والقلوب فهو يشعر بصدق مع الحزانى والفرحين ويستطيع أن يشعرك أنك صديق مهم
فيبادله الاخرين نفس الشعور وهو يجد سرورا كبيرا بالاجتماع بالناس ولا يحب
العزلة بل يشعر بسعادة غامرة بين الاصدقاء الذين يتحفهم بمرحه وحيويته وهو
يحتفظ بجعبته الكثير من القصص فيصبح محبوبا من الصغار والكبار يهتم كثيرا
بالمشاركة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية
لا تعوزه الكلمات وكثيرا ما يتكلم بارتجاليه قبل أن يفكر لكن اخلاصه لظاهر
ا ياسر قلوب سامعيه فينسجمون معه ويحسون باحساسه سهل الحركة اسلوبه
وحيويته تثير حسد اصحاب المزاج الانطوائي واصحاب المزاج الخجول والهادىء
تراه دائما مستبشرا متهلا الوجه فتحسبه واثقا من نفسه أكثر مما هو في
الحقيقة فاسلوبه النشيط يوقعه عادة في مازق لكن الناس يفهونه ويجدون له
الاعذار اذا ظهر منه بعض الضعف فيقولون هو هكذا نحن نعرفه انه لن يتغير
فهذه هي طبيعته لكن المجتمع يزدهر ويغتني بفضل صاحب المزاج الحمراوي فمنهم
تجار ناجحون واطباء ماهرون ومعلمون وخطباء وممثلون ومنهم قادة متفوقون
نواحي القوة عند صاحب المزاج الحمراوي
لا احد يتمتع بالحياة مثلما يتمتع بها الحمراوي فهو
كالاطفال يظل يحافظ على الرغبة في استطلاع الاشياء المحيطه به لذلك تجده
ينسى الاشياء التي تزعجه بمجرد انتقاله إلى محيط جديد، يستيقظ صباحا فيحس
بالنشاط ويسير في طريق الحياة وهو يدندن أو يرتل أو ينشد وخاصة اذا كانت
الظروف من حوله تاتيه بافكار جذابه هو لا يعرف الملل هذا غير داخل في
تكوينه فهو يستطيع أن يتجه إلى شيء ما يستهويه فيتمتع به، عنده هبه من
الله ليعيش الحاضر وكانه في الحاضر فقط بل انه بسهوله ينسى الماضي المزعج
فلا تزعجه ذكريات الفشل والالم التي مرت به من قبل لا يخيفه التفكير
بمضايقات متوقعه في المستقبل انه لا ي......... المستقبل الكثير من الاهتمام
الحمراوي أو الدموي كما يسميه البعض يعيش للحاضر لذلك تجده متفائلا دائما
يسر بالامور البسيطة والصغيره كما هي الكبيرة أيضا يستمتع بحياته يوما
فيوما لا يشغل نفسه بالغد وان خطط ليوم غد فانه يتوقع أن يكون افضل من
اليوم ، يتحمس بسهولة للاشتراك في خطط ومشاريع جديده بل يشجع الاخرين بفضل
حماسته اذا فشل بخطط الامس فانه لا ييائس بل يؤمن انه سوف ينجح اليوم اذا
رايته يصافح الاخرين و ويضع يده على كتفهم بسرور فاعلم أن ذلك نابع من حب
صادق ليس فيه نفاق أو مجاملة باهتة
ويؤلم الحمراوي أن يرى اناسا لا تلذ لهم معاشرة الاخرين فتجده يعمل جهده
ليوطد علاقة هؤلاء الناس بمن حولهم فهو يسعى للسلام والمصالحة بين الناس
وبهذا يكتسب شعبة كبيرة، ومن اهم ما يتميز به صاحب هذا المزاج قلبه الرقيق
االعطوف فهو دائما سباق لسد جاجة المحتاجين فتجده يحشر نفسه في قضايا
الاخرين السيء منها والحسن انه يتصرف كالطبيب ذو الخلق الرفيع الذي لا يكف
عن العناية بمرضاه ومواساتهم حتى بعد مغادرتهم عيادته، لكن الكثير من
الناس يسيء فهم الحمراوي لانه متقلب في عواطفه فاذا وجدت الحمراوي يحبك
يوما ثم لا يلبث أن أن ينساك فلا تستغرب انه يعيش الحاضر في سعادة غامرة
وهو وفي مع اصدقائه ومحبيه لكن طبيعته انه ينسى يوم امس ويعيش يومه دون
خوف أو ترقب لما سيحدث غدا
نواحي الضعف عند صاحب المزاج الحمراوي
اذا تاملنا مليا في النشاط الدائم الذي يظهره صاحب هذا
المزاج نلاحظ أن ذلك ليس الا تحركا مستمرا على غير هدى فالحمراوي في
الغالب غير عملي وفوضوي وبحكم طبيعته العاطفية تجده يتحمس في لحظة ولكن
قبل أن يتمكن من تحليل الوضع ككل لذلك نجده يتراجع ويسير في اتجاه معاكس
قد لايبرز كطالب علم بسبب عدم صبره وقلقه المخفي وهذا الضعف قد يظهر أيضا
في حياته الدينيه بحيث لا يركز على التفاصيل ،عنده القدرة على الانجاز
لكنه لا يستخدم هذه القدرة الكامنة عنده اذا انه يمضي وقتا متنقلا بحماسه
من اتجاه إلى اخر وهو بالتالي لا ينتج الكثير يحتاج إلى التدريب على ضبط
النفس وتعلم الصبر والمثابرة على العمل
في العادة هو يتدبر اموره بنفسه بفضل شخصيته القوية لكن تلك الشخصية هي
ستارا يخفي وراءه ضعفا أن مشكلته الاساسية ضعف الارادة والتشتت وعمد
القدرة على ترتيب الامور وافتقاره إلى النظام والاجنده اليومية فان اراد
أن يفعل ذلك فانه سوف يجد نفسه يتمتع بالقدر القليل في الحياة وبامكانيات
محدودة فهو يريد أن ينطلق خارجا عن الروتين والنظام هو لا يحب التعقيد أو
التقيد فهو ماهرجدا في البدء في الاعمال لكنه يتوقف فجأة ولا ينجز الا
القليل اذا عرض عليه عملا أو مسؤلية جديدة فانه يقبل في الحال فليس من
طبعه أن يفحص أو يتمهل أو يحسب الوقت أو الجهد انه يحب أن يرضي الاخرين
لكنه لا يفكر بامكانياته المحدودة لكنه يجيد العمل مع الجماعة اذا كان
عمله في المقدمه أو في المستوى الذي يطمح إليه لكنه يحتاج إلى تشجيع كبير
وان لم يحظى بذلك فانه يجد صعوبه كبيره في القيام حتى بالاعمال الاوليه أو
التحضيرية
من دون قصد تراه ينسى واجباته ومواعيده وقراراته لا تستطيع الاعتماد عليه
ليسير ضمن برنامج أو خطة معينه في وقت محدد فينهي عمله في الوقت المطلوب
،قد لا ينفع أن يكون مديرا حازما ومن اسوء الامور أن قد يتحول عن افكاره
اسوة بالمحيطين به من اصدقاء ومعارف أن شخصية الحمراوي تظهره في حداثته
أكثر نضجا من اقرانه وهو بعد صغير مما يجعله مغترا بعض الشيء بنفسه فقد
تجد ياخذ الحديث من المتكلم ليستئثر هو به فيضايق الاخرين ومع مرور الزمن
تزداد الرغبه في الحديث عن نفسه وعن الامور التي يحبها ويحسب أن الناس
مثله يحبون التحدث في هذه المواضيع أو يحبون ما يحب أو يكرهون ما يكره فهو
أحيانا يحب أن يشكل الامور بحسب ما يعتقد انه منطقي وصحيح
الحمراوي مظطرب عاطفيا وبعيد عن الدموع بالرغم من مرحه وحيويته يحس بالفشل
بسهوله ويميل إلى تبرير ضعفه والاشفاق على ذاته لكن طبيعته الدافئة قد
تولد لديه الغضب التلقائي دون تفسير لهذا الغضب وقد يتجاوز حدوده فجأة
ودون مقدمات واحيانا ينفجر غاضبا ثم يعود فيهداء وينسى الامر كله فينطبق
عليه المثل القائل لا تصيبه قرحه لكنه يتسبب في قروح الاخرين اظطرابه
العاطفي يجعله يشعر بالاسف لانه غضب وليس عنده مشكله بان يعتذر في الحال
ويخطيء نفس الخطاء ويعود فيعتذر أن لا يستطيع أن يكبح اهواء نفسه فيعذر عن
نفس الخطاء مرارا وتكرارا
ليس من بين اصناف الامزجة الاربعة من يجد صعوبة في مصارعة الشهوة كالتي
يجدها صاحب المزاج الحمراوي فانه بالطبيعة كثير التقبل عاطفيا لذلك فهو
معرض للتجربة أكثر من غير ولضعف ارادته تجد يرضخ للتجربه أكثر من سواه
انشغاله بالحاضر بما فيه من تجربة ينسه امورا هامه كثيرة كزوجته واولاده
فتجده منشغلا بما يستمتع به انه يحتاج لضبط النفس ومراجعة قرارته وتصرفاته
لكن من يستطيع يدق الجرس عند وان قرع احدهم جرس الانذار فانه يسمعه متاخرا
ويعتذر بعد أن لا ينفع الاعتذار، والله اعلم
ماذا تظن هل أنت من اصحاب هذا المزاج الحمراوي الدموي المتوقد المفعم
بالحيوية والنشاط والمرح الذي يغلب عليه الفوضى والاضطراب العاطفي وضعف
الارادة قبل أن تجيب تمهل قليلا فهناك المزاج والسوداوي والبلغمي قد تكون
واحد من اصحاب هذه الامزجة او قد تكون خليط من بين هذه الامزجة أو قد يكون
لك مزاجا مستقلا، أم انك سوف تجزم أن مزاجك حمراويا لكنك تقول أن فيه
مبالغة في نقاط الضعف
المــــــــزاج السوووداودي
اعود للحديث عن باقي الأمزجة وسوف اتناول بالشرح والتحليل صاحب المزاج السوداوي انا
شخصيا يستهوني هذا المزاج ولا أجد مشكلة في التعاي
ش مع صاحب هذا المزاج مع التحفظات على بعض نواحي الضعف
فيه لكن الكمال لله فلا احد كامل، نسعى إلى الكمال يوميا لكن لا نحصله نحاول أن ننهى النفس عن الهوى فنقع أحيانا في
زلاتنا لكن الحمد الله فهو واسع المغفرة وهذا ليس دافعا للتمادي في الخطأ، قد تحملنا طبيعتنا للخطأ بحق الآخرين وقد نجد
منهم المسامحة أو التأنيب أو الانتقام، لكن هل تدفعنا تلك الطبيعة إلى التقصير والخطاء بحق انفسنا وهل يمكن أن نسامح
انفسنا، قد تدفعنا تلك الطبيعة أيضا إلى التقصير بحق ألعلي القدير، ارجوا أن لا يكون هذا لأننا سنلوم انفسنا وقت لا ينفع
الندم، على اية حال فنحن اصحاب القرار في كل هذا ومسئولون عن تصرفاتنا ولا يمكن أن نلقي باللوم على مزاجنا أو
طبيعتنا فهذا تبرير ساذج جدا أو كما يقولون عذر أقبح من ذنب
السمات الأساسية لصاحب المزاج السوداوي
صاحب المزاج السوداوي أو كما يقال عنه صاحب المزاج الأسود المعتم انه في الواقع اغنى الامزجة فان صاحبه يميل إلى
التضحية وانكار الذات والتحليل والتفكير وهو من الصنف الموهوب الساعي إلى الكمال الذي لا يرتاح إلى اقل من الكمال
وله طبيعة عاطفية حساسة وهو أكثر الناس استمتاعا بالفنون الجميله، السوداوي بالطبيعة يتطلع كثيرا إلى داخله ولأن
شعوره يسيطر عليه يكون معرضا في الغالب للدخول في حالات نفسية معقدة ومختلفة أن بعضا من هذه الحالات يرفعه إلى
قمم النشوة الأمر الذي يجعله يتطلع إلى خارجه قليلا لكنه قد يظهر في حالات أخرى كئيبا متضايقا وفي مثل هذه الحالة يميل
الى العزلة والانزواء بل قد يظهر نفورا وعداء وهو في هذا الوضع
السوداوي اذا صادق يخلص ويتفانى في صداقته فهو يختلف عن الحمراوي فهو لا يكسب الأصدقاء بسهولة وهو لا يندفع
للتعرف على أناس جدد بل ينتظر ليأتي الناس عنده فهو اهل للثقة وهو كاتم الأسرار، ويمكن الاعتماد عليه أكثر من اصحاب
الامزجة الأخرى ولكونه كماليا ويتوخى الكمال في الاخرين لا يجازف بالتعرف على الاخرين ولا يجيز لنفسه التقلب بل يجهد
نفسه ليكون صادقا ودقيقا ووفيا في قوله وعند حسن ظن الاخرين به
أن صمته واحجامه عن بث الدعاية لنفسه لا يدلان على انه لا يحب الناس بل هو يحب الناس ويريد أن يكون محبوبا من
الاخرين أن خيبة الامل التي اختبرها في بعض الناس جعلته حذرا مترددا في تصديق المظاهر الجذابة والكلام المعسول لذلك
يبدو متحفظا مرتابا عندما يحاول البعض مصادقته أو احاطته بالاهتمام فتده أحيانا متشككا في نوايا الاخرين وقد لا يصدق
محبتهم له وقد يظن انهم يتملقونه
أن قدرته الفائقة على التحليل تجعله يكتشف بالضبط العقبات والأخطار المتوقعة في أي موقف أو مشروع يشارك به أو
يخطط له انه في هذا نقيض الصفراوي الذي لا يحسب حسابا للمشاكل أو الصعوبات التي يظن الصفراوي انه يقدر عليها،
أن السوداوي وهو يتحسب للعقبات يحجم أحيانا عن قبول الدعوة للمشروع جديد ويعارض الذين يفعلون ذلك لكنه اذ يدخل أ
احيانا في الوقت الذي ترتفع فيها مشاعره وتطيب نفسه فيشعر بالإلهام فينجز عملا فنيا رائعا وعبقريا، وكثيرا ما ينتهي
السوداوي من فترة الالهام هذه والانجاز ليدخل من جديد فترات تشاؤم وكآبة شديدة وحزن كبير تجده أحيانا يتمتع في حزنه
وتذمره،
قد يجد السوداوي اعظم لذة في الحياة في اعمال التضحية الشخصية التي يقوم بها ويبدو انه يرغب في احتمال الألم لذلك
قد يختار عملا أو هدفا في الحياة فيه الكثير من الصعوبات والتضحية وعندما يقرر هدفه ورسالته التي اختارها ليقوم بها
ينفذها بكل اهتمام ونشاط وفي الغالب يكون عمله مصدر خير ونواياه حسنة
نواحي القوة عند صاحب المزاج السوداوي
أن صاحب المزاج السوداوي يتمتع بطبيعة ادق حسا واغنى صفات من جميع الامزجة الأخرى فهو يميل إلى العبقرية واكثر
العباقرة كانوا من المزاج السوداوي تجد اصحاب هذا المزاج يبرعون في الفنون الجميلة ويقدرون تقديرا عظيما القيم
الحقيقة في الحياة صاحب هذا المزاج يميل للعاطفة ولكنه يختلف عن الحمراوي في انه مع عواطفه يتأمل ويفكر وهو ماهر
بشكل خاص في التفكير الخلاق وعندما يبلغ قمم عواطفه كثيرا ما يهتدي لاكتشاف أمر ما أو يقوم بعمل خلاق رائع وذو قيمة
عظيمة ،
وللسوداوي ميول قوية للكمال، أن الشروط والمستوى الذي يقبل به رفيع جدا وهو ارفع وأرقى مما يقبله الاخرين
والشروط التي يطالب بها في أي حقل هي عادة اعلى ما يمكن له أو لسواه الوفاء بها فهي تكاد أن تكون شروطا تعجزية
أن هذا الميل يجعله أكثر تطلعا إلى داخله وكثيرا ما يستعيد الحوادث السابقة والقرارات القديمة ظنا منه انه يستطيع إتقانها
بشكل افضل لو اتيحت له فرصة أخرى، فهو يكثر من اقول يا ريت ولو كان كذا لكان كذا
أن قدرة السوداوي على التحليل مع ميله للكمال تجعله مولعا بأصغر الامور وادق التفاصيل قد يقترح الصفراوي أو
الحمراوي مشروعا ما أو رايا ما فيجيء السوداوي فيحلله في دقائق ويبين ما قد يبرز من مشاكل، كثيرا ما يبدو السوداوي
معارضا في أية قضية تعرض عليه لأنه باستمرار يتطلع إلى الصعوبات المحتملة كانها حقيقة واقعة لا يمكن له تجاهلها
أن هذه القدرة على التحليل تجعله بارعا في الرياضيات والعلوم النظرية والطب والهندسة والتأليف وغير ذلك من الاعمال
الدقيقة، أن من أسعفهم الحظ وكانوا من المزاج السوداوي لا يحتاجون لان يجاهدوا انفسهم حتى يكونوا أوفياء مخلصين
فالإخلاص بالنسبة لهم امر طبيعي جدا، لا يكسب السوداوي الكثير من الاصدقاء كما هو الحال مع الحمراوي لكنه ما أن
يكسب صديقا حتى يخلص له كليا انه حرفيا يبذل حياته لأجل اصدقائه
السوداوي يمكن الاعتماد عليه دائما فاذا وعد بان يتم عملا ما في فترة من الزمن فانه يفعل ذلك بالضبط كما انه يقوم بالعمل
الموكول إليه خير قيام ولا يتأثر باهمال الاخرين، يندر أن تجد السوداوي يقف في الاضواء ليراه الاخرين فهو يفضل أن
يقوم بواجبه دون أن يراه احد، فهو لا ينتظر شكر الشاكرين انه في الغالب يختار الاعمال التي تتطلب تضحية لانه يرغب أن
يبذل ما في وسعه لمساعدة الاخرين دون جلبة أو ضوضاء، يعرف السوداوي مدى امكانياته لذلك تجده لا يحمل مسؤولية
أكثر من قدرته يميل السوداوي إلى الصمت والتحفظ ويندر أن يدلي برايه الا اذا طلب منه ذلك واذا سئل عن رايه فانه
يعطي رأيا يدل على انه حلل الوضع تحليلا دقيقا ويكون رأيه متزنا يستحق الاهتمام لا يكثر الكلام كالحمراوي لكن اذا تكلم
جاء كلامه غاية في الدقة ومطابقا لقصده تماما
نواحي الضعف عند صاحب المزاج السوداوي
يقول الدكتور هولسبي أن تركيز السوداوي على ذاته أكثر من الاخرين يجعله يميل كثيرا لفحص ذاته إلى حد أن هذا الفحص
والتأمل في الذات يشل ارادته ويضعف طاقته فهو دائما يشرح نفسه يحلل افكاره فينزع طبقة تلو الأخرى كما يقشرون
البصل ويواصل هذا الفحص حتى لا يبقى شيء في ذاته غير أن ذلك الفحص لا ينتهي، أن هذه الميزة أي التركيز على
الذات (وهي غير الانانية) ومواصلة فحصها وتحليلها هي امر مؤسف بل مؤذ وضار بصاحبه
يقع السوداوي عادة في حالات فكرية صعبة فيشعر بالقلق على اوضاعه الصحية، يعلق السوداوي اهمية كبيرة على شعوره
فهو أكثر الناس تعرضا للوهم والسوسة أن ميزة التركيز على الذات قد تدمر حياته أن لم يقم بإصلاحها أن تركيزه على
الذات مع طبيعته الحساسة تجعله سريع التاثر والشعور بالإهانة فهو كثير الشك والظن، اذا راى اثنين يتحدثون بصوت
منخفض فانه يقرر بسرعة انهم يتكلمون ضده أو يحيكون مؤامرة ما ضده ، أن هذا النوع من التفكير يمكن أن يؤدي في
بعض الحالات الشديدة إلى إصابة صاحبها بعقدة الاضطهاد
ولكون السوداوي إنسانا كماليا تحليليا فانه كثيرا ما يكون متشائما انه ينظر إلى أي عمل فيرى نهايته وخاصة أن اراد أن
يقوم بهذا العمل فيهول المشاكل التي قد تكون وهمية لتبدو أكثر من النفع الذي سوف يجنيه بل يشعر السوداوي بكل تأكيد
أن النتيجة النهائية لن تكون جيدة كما هو متوقع وان فشله في الماضي يزيد تاكيدا من فشله المتكرر أن تشاؤمه يجعله
مترددا متخوفا كلما فكر باتخاذ القرارات وذلك لانه لا يريد الوقوع في الخطأ أو التقصير عن مستوى الكمال الذي يعتقد به
هو أكثر انتقادا للآخرين من غيره انه لا يتساهل مع الآخرين ولا يرضى بما
هو اقل مما كان يتوقعه، أن أكثر هؤلاء الكماليين يتعبون زوجاتهم بمطالبتهم
بالكمال، وكم من حياة زوجية فسدت وانتهت بالطلاق لان الزوج كمالي لا يرضيه
إخلاص زوجته وخدمتها المتفانية، فهي بالنسبه له لم تصل إلى حد الكمال الذي
يتوقعه منها مع انه هو نفسه لا يصل إلى نفس المستوى الذي يطلبه من زوجته
يتطلع السوداوي بمنظاره المكبر وبدلا من أن يرى النواحي الحسنة في الاخرين
لا يرى غير ذلك الخطأ وقد ضخمه المنظار مئات المرات، أن إنسانا منتقدا
كهذا قد لا يقول شيئا ولكن كثيرا ما يظهر انتقاده في موقفه المتكبر
المتعجرف فهو ينظر إلى الذين لا يشاركونه نظرته الكمالية على أنهم اقل
قدرا منه غير انه متوازن في نقده فكما ينتقد الاخرين هكذا أيضا ينتقد نفسه
لكن ليس دائما فهو يظن انه نادرا ما يخطأ
صاحب هذا المزاج متردد في اتخاذ قرار الزواج (فهو لا يعجبه العجب ولا
الصيام في رجب) وكثير منهم لا يتزوجون بسبب أنهم لم يجدوا الفتاة المناسبة
كما يظنون لكن الحقيقة هي بسبب نزوعهم للكمال والتركيز على الذات ونظرة
التشاؤم فهم لا يجدون من هي افضل منهم أو من هي على الأقل بمستوى الشروط
والكمال الذي يريدونه واحيانا بسبب خوفهم من الرفض لان ذلك يخدش كمالهم
ويشعرهم بالنقص
ليس من يفوق السوداوي سرعة في التقلب فتجده مرحا في بعض المناسبات وكانه
بلغ ذروة السعادة و فجأة سرعان ما تتغير مشاعره فيغيب في لجة من الكآبة
والحزن والعزلة ولا يحب أن يخترق احد عزلته، وما لم يكن عنده ايمان فلن
يتغلب على كآبته وحزنه فيتفاقم الوضع ويشعر بأنه في وضع مرير ويائس
للغاية، وليس مهمة هي الاسباب التي اوصلته إلى هذا الوضع فهو نفسه يجهل
لماذا صار إلى ما هو عليه، وهذه الناحية السوداوية هي التي جعلت ابقراط
يصفه بأنه صاحب السائل الأسود،
أن تقلب مشاعر السوداوي يدخله في حلقة مفرغة فان أصدقائه ومحبيه اذ لا
يرون سببا أو مبررا لما يبديه من كآبة وحزن ويأس يظهرون اشمئزازا ويبدءون
بتجنبه والابتعاد عنه واذ يلاحظ السوداوي هذا الموقف من أصدقائه يتأثر
كثيرا وهو الشديد الحس فيزداد كابة ويأسا أن هذه الدائرة التي لا نهاية
لها تكفي لتحطيم حياة السوداوي أن هذ التقلب في الطباع والميل للكآبة
واليأس هو نتيجة لاسلوب السوداوي في التفكير والتركيز على الذات فهذه
الطباع السوداوية تدفع صاحبها إلى الهرب من الواقع الصعب للعيش في احلام
اليقظة
أن عدم اكتفائه بحاضره المليء بالنقائص يجعله يتطلع إلى الماضي البعيد
الذي كلما كان ابعد كان أكثر سرورا وعندما يمل من التفكير بالماضي يتحول
إلى المستقبل المدهش فيحلم ويتخيل وقد يحدث أحيانا نادرة عند بعضهم انفصام
في الشخصية اذا استسلم تماما لهذا الوضع
ومن خصائصه انه يميل للثائر لنفسه فهو لا يسامح أو ينسى الإساءة بسهوله
هذا صعب عليه حتى وان اظهر أحيانا هدوءا ورضا لكنه يخفي وراء هذا حقدا
عميقا وعداوة متأججة لكنه لا يعمل شيئا بحقده كما يفعل الصفراوي لكنه
يحتفظ بحقده ورغبته في الانتقام سنينا طويلة وهذه الرغبة في الانتقام
والشعور بالحقد والكراهية وعدم مسامحته تجعله يتخذ قراره على أساس الضغينة
والتحيز فقد يفشل مشروعا ما بعد أن كان موافقا عليه بسبب أن شريكه أو
مديره أساء إليه في يوم من الأيام، والسوداوي لا يظهر غضبا شديدا فهو يضبط
نفسه لكنه يفقد أعصابه فجأة ويصب جام غضبه دفعة واحدة، والله اعلم ما تخفي
الصدور،
واخيرا نصل الى المزااااج البلغمي
السمات الأساسية لصاحب المزاج ألبلغمي
ينظر بلغمي المزاج إلى الحياة فيراها تعبق بالهناء والهدوء فيقبل عليها
متحمسا مطمئنا ويتجنب المزالق الصعبة والمتاعب، تراه هادئا مطمئنا فتشعر
كأنه لم يعرف الكدر أو الانزعاج مهما تطورت الأحوال أن درجة الغليان عنده
عالية جدا فلا يبلغها مهما حدث أن ذو أعصاب هادئة تقوم الدنيا وتقعد من
حوله وهو جالسا ساكنا هادئا وقد يغيظك ببرودة أعصابه وهدوئه انه يندر أن
ينفجر غاضبا أو يقهقه ضاحكا ويضبط أعصابه وعواطفه
أن مزاجه من ذلك النوع الذي لا يتأرجح مابين صعود وهبوط ولكن خلف شخصيته
الباردة الصامتة الوجلة يكمن خليط من القدرات العظيمة انه يشعر بعواطف
أكثر جدا مما يبدو على وجهه ويقدر الفنون الجميلة والأشياء الحلوة في
الحياة وهو لا يعوزه الأصدقاء إذ انه يجمع من حوله الكثير ويستمتع
بمعاشرتهم ويعرف كيف يكون مرحا جذابا يجلله الحياء انه من الصنف الذي
يتكلم فيجعل الناس يضحكون دون أن يبتسم هو ابتسامه حتى ولو خفيفة أن له
القدرة على اكتشاف شيء مضحك في أي إنسان وفي الأشياء التي يعملها لديه
سرعة بديهة وقوة ملاحظة دقيقة وذاكرة جيدة عنده القدرة على تقليد حركات
الآخرين يمزح ويمرح ويضحك أكثر من أصحاب الأمزجة الأخرى
انه يتضايق من حماسة ألحمراوي ونشاطه وتحركه بلا هدف واضح وهو صريح مع
الآخرين و ألبلغمي يغتاظ من تشاؤم السوداوي وعبوسه الدائم ويحاول أن يسخر
منه وهو يحب أن يفشل خطط الصفراوي وطموحاته الهوائية، يميل ألبلغمي إلى
مراقبة ما يجري من حوله في الحياة دون أن يورط نفسه في أعمال الآخرين ومن
الصعب جدا إقناعه ليشارك في أي نشاط عادا عمله اليومي الروتيني وهذا لا
يعني انه لا يشعر بحاجته إلى العمل أو انه لا يبالي بما يلاقي الآخرين من
صعوبات ومشاكل بل انه دائما يحسب ماذا يكلفه التدخل في الآخرين
فهو كما المزاج الصفراوي قد يلاحظ ما في المجتمع من مظالم لكنهما أي
الصفراوي و ألبلغمي لكل منهما له ردة فعل مختلفة فالصفراوي مثلا يقول دعنا
ننظم لجنة لرفع المظالم أما ألبلغمي فيقول أن هذا الأمر لا يطاق لماذا لا
يحرك احد ساكنا وينطبق عليه المثل الذي يقول أن تضيء شمعة واحد خير من
تلعن الظلام ألف مرة
ألبلغمي في اغلب الأحيان طيب القلب رقيق الشعور ولكنه يكتفي بذلك ويندر أن
يثير أية ضجة كردة فعل لما يشعر به أما إذا تزايد شعوره وهب للعمل أو
للنجدة فانه يعمل بكل قدرة وكفاءة وهو لا يطمع في قيادة الآخرين وتوجيههم
لكن إذا اضطر لذلك فانه يثبت انه أهل للقيادة، وهو يميل للعيش بسلام و
وئام مع الآخرين ويسعى لمصالحة المتخاصمين وزرع بذور المودة والسلام بينهم
صاحب المزاج ألبلغمي يمكن أن يكون دبلوماسيا أو محاسبا أو معلما أو قائدا
أو قاضيا أو عالما أو فناننا موهوبا.
نواحي القوة عند صاحب المزاج ألبلغمي
ذو المزاج ألبلغمي صاحب طرفة وفكاهة وهدوء لذلك لا يضطرب أو ينفعل كثيرا
بما يجري حوله بل يجد في أصعب الأوضاع سببا للدعابة والمرح انه كما يقولون
أنا أحمى ما عندي وهو ابرد ما عنده، انه موهوب طبيعيا في أمور الاستشارات
الشخصية وبما انه هادئ وبطيء الانفعال فهو يصغي لمحدثه بصبر على نقيض
ألحمراوي والصفراوي اللذان لا يستطيعان الإصغاء لمدة طويلة
من السهل على ألبلغمي إبقاء نفسه في معزل عن قضايا مستشيريه ولذلك يقدر أن
يحكم حكما موضوعيا بتجرد وعندما يقدم نصيحته للآخرين يفعل ذلك بروية وتفهم
دون إحراج سامعيه وهو أهل للثقة ويمكن الاعتماد عليه إلى ابعد حدود ليس
فقط دائم الحماسة ويتصرف طبيعيا بلا تصنع بل أيضا لأنه على استعداد دائم
للقيام بواجبه والمحافظة على مواعيده انه كالسوداوي صديق مخلص جدا وعلى
الرغم من انه لا يقحم نفسه في شؤون الآخرين لكنه يندر أن يظهر منه عدم ولاء
ألبلغمي عملي أيضا وذو كفاءة انه يفكر أولا قبل هدر أي طاقة ولذلك يكون قد
سبق وحلل أي وضع يعرض عليه وهو لا يستجيب للتحريض العاطفي فلا يتخذ قرارات
متسرعة فهو يجد دائما طريقة عملية لبلوغ هدفه بأقل جهد ممكن وإذا تعرض
لضغوط الواجبات الكثيرة لا يتهرب من مواجهتها بل ينجز عمله في أصعب الظروف
التي لو عمل فيها أصحاب الأمزجة الأخرى لأعلنوا إفلاسهم
أن عمله دائما يتسم بالأناقة والكفاءة وهو وان لم يكن كماليا كالسوداوي
فهو يؤمن بمستويات جيدة من الدقة والضبط ويندهش أصحاب الأمزجة الأخرى من
أناقة مكتبه بالرغم من تراكم العمل عليه فهو يضع كل شيء في مكانه ولا يضيع
الوقت لذلك فهو نظامي والتنظيم من عاداته الثابتة
نواحي الضعف عند صاحب المزاج ألبلغمي
أن ابرز نواحي الضعف عند صاحب المزاج ألبلغمي هو ميله للبطء والكسل فانه
يبدو كأنه يجر نفسه جرا أن يكره أن يحمله احد العمل ضد أرادته فيسير ببطء
قدر ما يستطيع لا يمكن أن ترغمه على العمل الذي لا يريده، وافتقاره للدافع
القوي للعمل يجعله في اغلب الأحيان مراقبا متفرجا في الحياة لا يعمل إلا
القليل أن صفته هذه تجعله يحجم عن البدء بمشاريع هو مهتما بها ويستطيع
تنفيذها ولا سبب لإحجامه غير أن كون هذه المشاريع أو الأعمال تكلفه عناء
كبيرا يتطلع ألبلغمي فيرى ألحمراوي يتحرك باستمرار والصفراوي ينشط ، فلا
يتضايق منهما انه فقط يخاف أن يحرضاه على العمل
أن ميل ألبلغمي للضحك والمزاح وقدرته على إبقاء نفسه متفرجا يجعلانه قادرا
على إغاظة الآخرين الذين يشكلون تهديدا لراحته وسكونه قال الدكتور هولسبي
بهذ1المعنى بينما ترى ألحمراوي حارا متحمسا ترى ألبلغمي باردا كالجليد
وبينما يتشاءم السوداوي ويتذمر مما في العالم من ويلات تجد ألبلغمي
متفائلا مسرورا إلى حد إغاظة السوداوي وبينما يجيء الصفراوي محملا بخططه
ومشاريعه تجد ألبلغمي ضاحكا محاولا إطفاء حماسته واثبات خطأ أرائه
يستطيع ألبلغمي لو أراد أن يضايق الآخرين بكل برودة أعصاب ويفعل ذلك بينما
هو نفسه يظل هادئا مطمئنا كثيرا ما يبدي ألبلغمي قدرا من الأنانية وتتزايد
فيه هذه الصفة مع مرور الزمن لكنه يكون في تلك الأثناء قد تعلم كيف يدافع
عن مواقفه ويحدث كثيرا أن يقاوم بعناد أي تغير من أي نوع فهو لا يحب أن
يمسه ذلك التغير أو يحرجه انه يفضل المحافظة على القديم ويكره بشكل خاص
هدر طاقاته وبذل الكثير من الجهد
عندما ينضج ألبلغمي ويتقدم في السن يصير قادرا على إخفاء عناده باستخدام
أسلوب لين ومرح بل قد يصبح أكثر عنادا فانه كلما اضطر للمشاركة في نشاطات
جديدة وثبت عدم جدواها ازدادت معارضته لأي اقتراحات جديدة فهو يخاف الجديد
القادم وعناده هذا يدفعه لان يكون أنانيا مقترا لأنه يبدأ بالتفكير ماذا
سيكلفني هذا الأمر أو ماذا سأخسر
صحيح أن الأنانية ناحية ضعف نسبيا عند كل الأمزجة ألا أن للبلغمي النصيب
الأكبر منها، تمر الأعوام ويزداد تردد نتيجة لخوفه وتحفظه من التورط أن
نظرته العملية وهدوئه وقدرته على التحليل تساعده على إيجاد طريقة فضلى
للعمل لكن ما أن يطلع الآخرون على فكره حتى يكون أناس عمليين قد شرعوا في
العمل دون انتظار مخططه وتكون النتيجة انه يشارك في العمل بلا حماسة ولا
يعمل قدر ما يشعر انه مطلوب منه لأنه يعتقد في قرار نفسه أن خطته كانت
أفضل وهناك أيضا
سبب أخر يجعل ألبلغمي يتردد ولا يقرر ما يريد بشكل حاسم وهو انه كثيرا ما
يفحص الأمور على ضوء رغبته في التورط أو عدم التورط وهو يستطيع أن يحلل
ويقوم بالعمل لكن بسبب خوفه وعدم رغبته في التورط يقعده عن الحسم بسرعة
فهو يتأرجح بين يريد أن يعمل أو لا يريد أن يتحمل التكاليف أن هذا التردد
يصبح عادة مستأصلة فيه تطفئ قدرته الطبيعية على التحليل وفهم الأشياء من
حوله،
خلاصة القول في الأمزجة البشرية أن التنوع في نواحي القوة في الأمزجة
الأربعة يساعد في سير الحياة ويثريها ونواحي الضعف هي من النقائص البشرية
التي لا يخلو منها إنسان، أن الصفراوي القاسي يقوم بما ابتكره العبقري
السوداوي فيأتي ألحمراوي ليبيعه إلى ألبلغمي الذي يستمتع به على مهمل، لقد
ذكرت مصادر هذه المقالات في موضع أخر غير إنني قمت بالتنسيق والشرح
والتحليل للموضوع وإخراجه على هذا النحو.
الفصل الرابع: حاصل علامات المعتدل المزاج:
علاماته
المجموعة الملتقطة مما قلنا هي: اعتدال الملمس في الحر والبرد واليبوسة
والرطوبة واللين والصلابة واعتدال اللون في البياض والحمرة واعتدال السحنة
في السمن والقصافة وميل إلى السمن وعروقه بين الغائرة ويين الركبة على
اللحم المتبرية عنه بارزاً واعتدال الشعر في الزبب والزعر والجعودة
والسبوطة إلى الشقرة ما هو في سن الصبا وإلى السواد ما هو في سن الشباب
واعتدال حال النوم واليقظة ومواتاة الأعضاء في حركاتها وسلاسة وقوة من
التخيل والتفكر والتذكر وتوسط من الأخلاق بين الإفراط والتفريط أعني التوسط
بين التهور والجبن والغضب والخمول والدقة والقساوة والطيش والتيه وسقوط
النفس وتمام الأفعال كلها وصحة وجودة النمو وسرعته وطول الوقوف.
وتكون
أحلامه لذيذة مؤنسة من الروائح الطيبة والأصوات اللذيذة والمجالس البهيجة
ويكون صاحبه محبباً طلق الوجه هشاً معتدل شهوة الطعام والشراب جيد
الاستمراء في المعدة والكبد والعروق والنسبة في جميع البدن معتدل الحال في
انتقاض الفضول منه من المجاري المعتادة.
.الفصل الخامس: علامات من ليس بجيد الحال في خلقته:
.الفصل السادس: العلامات الدالة على الامتلاء:
والامتلاء بحسب الأوعية هو أن تكون الأخلاط والأرواح وإن كانت صالحة في كيفيتها قد زادت في كميتها حتى ملأت الأوعية ومددتها.
وصاحبه يكون على خطر من الحركة فإنه ربما صدع الامتلاء للعروق وسالت إلى المخانق فحدث خناق وصرع وسكتة، وعلاجه هو المبادرة إلى الفصد.
وأما الامتلاء بحسب القوة فهو أن لا يكون الأذى من الأخلاط لكميتها فقط بل لرداءة كيفيتها فهي تقهر القوة برداءة كيفيتها ولا تطاوع الهضم والنضج ويكون صاحبها على خطر من أمراض أما علامات الامتلاء جملة: فهي ثقل الأعضاء والكسل عن الحركات واحمرار اللون وانتفاخ العروق وتمدد الجلد وامتلاء النبض وانصباغ البول وثخنه وقلة الشهوة وكلال البصر والأحلام التي تدلّ على الثقل مثل من يرى أنه ليس به حراك أو ليس به استقلال للنهوض أو يحمل حملاً ثقيلاً أو ليس يقدر على الكلام كما أن رؤيا الطيران وسرعة الحركات تدل على أن الأخلاط رقيقة وبقدر معتدل وعلامات الامتلاء بحسب القوة.
أما الثقل والكسل وقلة الشهوة فهو يشارك فيها الامتلاء الأول ولكن إذا كان الامتلاء بحسب القوة ساذجاَ لم تكن العروق شديدة الانتفاخ ولا الجلد شديد التمدد ولا النبض شديد الامتلاء والعظم ولا الماء كثير الثخن ولا اللون شديد الحمرة ويكون الانكسار والإعياء إنما يهيج فيه بعد الحركة والتصرف وتكون أحلامه تريه حكة ولذعاً وإحراقاً وروائح منتنة.
ويدلّ أيضاً على الخلط الغالب بدلائله التي سنذكرها.
وفي أكثر الأمر فإن الامتلاء بحسب القوة يولّد المرض قبل استحكام دلائله.
.الفصل السابع: علامات غلبة الخلط:
وقد يدلّ عليه المزاج والتدبير السالف والبلد والسن والعاثة وبعد العهد بالفصد والأحلام الدالة عليه مثل الأشياء الحمر يراها في النوم ومثل سيلان الدم الكثير عنه ومثل الثخانة في الدم وما أشبه ما ذكرنا.
وأما علامات غلبة البلغم: فبياض زائد في اللون وترهّل ولين ملمس وبرودة وكثرة الريق ولزوجته وقلة العطش إلا أن يكون مالحاً وخصوصاً في الشيخوخة وضعف الهضم والجشاء الحامض وبياض البول وكثرة النوم والكسل واسترخاء الأعصاب والبلادة ولين نبض إلى البطء والتفاوت ثم السن والعادة والتدبير السالف والصناعة والبلد والأحلام التي يرى فيها مياه وأنهار وثلوج وأمطار وبرد برعدة.
وأما علامات غلبة الصفراء: فصفرة اللون والعينين ومرارة الفم وخشونة اللسان وجفافه ويبس المنخرين واستلذاذ النسيم البارد وشدّة العطش وسرعة النفس وضعف شهوة الطعام والغثيان والقيء الصفراوي الأصفر والأخضر والاختلاف اللاذع وقشعريرة كغرز الأبر ثم التدبير السالف والسن والمزاج والعادة والبلد والوقت والصناعة والأحلام التي يرى فيها النيران والرايات الصفر ويرى الأشياء التي لا صفرة لها مصفرة ويرى التهاباً وحرارة حمام أو شمس وما يشبه ذلك.
وأما علامات غلبة السوداء: فقحل اللون وكمودته وسواد الدم وغلظه وزيادة الوسواس والفكر واحتراق فم المعدة والشهوة الكاذبة وبول كمد وأسود وأمر غليظ وكون البدن أسود أزب فقلما تتولد السوداء في الأبدان البيض الزعر وكثرة حدوث البهق الأسود والقروح الرديئة وعلل الطحال والسن والمزاج والعادة والبلد والصناعة والوقت والتدبير السالف والأحلام الهائلة من الظلم والهوات والأشياء السود والمخاوف.
.الفصل الثامن: العلامات الدالة على السدد:
وأما إذا كانت السدّة في غير هذه المجاري لم يحس بثقل وأحس باحتباس نفوذ الدم وبالتمدّد وأكثر من به سدد في العروق يكون لونه أصفر لأن الدم لا ينبعث في مجاريه إلى ظاهر البدن.
.الفصل التاسع: العلامات الدالة على الرياح:
وأما الأوجاع الممددة تدل على الرياح لا سيما إذا كانت مع خفة فإن كان هناك انتقال من الوجع فقد تمت الدلالة وهذا إنما يكون إذا كان تفرق الاتصال في الأعضاء الحساسة.
وأما مثل العظم واللحم الغددي فلا يبين ذلك فيها بالوجع فقد يكون من رياح العظام ما يكسر العظام كسراً ويرضّها رضًّا ولا يكون له وجع إلا تابعاً لحس المنكسر بما يليه.
وأما الاستدلال على الرياح من حركات الأعضاء فمثل الاستدلال من الاختلاجات على رياح تتكون وتتحرك على الإقلال والتحلّل.
وأما الاستدلال عليها من الأصوات فإما أن تكون الأصوات منها أنفسها كالقراقر ونحوها وكما يحس في الطحال إذا كان وجعه من ريح بغمز وإما أن يكو الصوت يفعل فيها بالقرع كما يميّز بين الاستسقاء الزقيّ والطبلي بالضرب.
وأما الاستدلال عليها من طريق المس يميز بين النفخة والسلعة بما يكون هناك من تمدّد مع انغماز في غيررطوبة سيّالة مترجرجة أو خلط لزج فإن الحسّ اللمسي يميّز بين ذلك والفرق بين النفخة والريح ليس في الجوهر بل في هيئة الحركة والركود والإنزعاج.
.الفصل العاشر: العلامات الدالة على الأورام:
ومما يدل أيضاً أو يعين في الدلالة الآفة الداخلة في أفعال ذلك العضو ومما يوكد الدلالة إحساس الانتفاخ في ناحية ذلك العضو كان للحس إليه سبيل.
وأما البارد فليس يتبعه لا محالة وجع وتعسر الإشارة إلى علاماته الكلية وإن سهل أحوج إلى كلام ممل والأولى أن نؤخر الكلام فيه إلى الأقاويل الجزئية في عضو عضو.
والذي يقال ههنا أنه إذا أحس بثقل ولم يحس بوجع وكان معه دلائل غلبة البلغم فليحدس أنه بلغمي.
وإن كان معه دلائل غلبة السوداء فهو سوداوي وخصوصاً إذا لمس وكان صلباً.
والصلابة من أفضل الدلائل عليها.
وإذا كانت الأورام الحارة في الأعصاب كان الوجع شديداً والحميات قوية وسارعت إلى الإيقاع في التمدد وفي اختلاط العقل وأحدثت في حركات القبض والبسط آفة.
وجميع أورام الأحشاء يحدث رقة ونحولاً في المراق وإذا أجمعت أورام الأحشاء وأخذت في طريق الخراجية اشتد الوجع جداً والحمى وخشن اللسان خشونة شديدة واشتد السهر وعظمت الأعراض وعظم الثقل وربما أحس الصلابة والتركز وربما ظهر في البدن نحافة عاجلة وفي العينين غؤر مغافص فإذا تقيّح الجمع سكنت ثورة الحمى والوجع والضربان وحصل بدل الوجع شيء كالحكة وإن كانت حمرة وصلابة خفت الحمرة ولان المغمز وسكّنت الأعراض المؤلمة كلها وبلغ الثقل غايته فإذا انفجر عرض أولاً نافض للذع المدة ثم ظهرت حمى بسبب لذع المادة واستعرض النبض للاستفراغ واختلف وأخذ طريق الضعف والصغر والإبطاء والتفاوت وظهر في الشهوة سقوط.
وكثيراً ما تسخن له الأطراف.
وأما المادة فتندفع بحسب جهتها إما في طريق النفث أو في طريق البول أو في طريق البراز.
والعلامة الجيدة بعد الانفجار تمام سكون الحمى وسهولة التنقس وانتعاش القوة وسرعة اندفاع المادّة في جهتها وربما انتقلت المادة في الأورام الباطنة من عضو إلى عضو وذلك الانتقال قد يكون جيداً وقد يكون رديئاً والجيد أن ينتقل من عضو شريف إلى عضو خسيس مثل ما ينتقل في أورام الدماغ إلى ما خلف الأذنين وفي أورام الكبد إلى الأربيتين.
والرديء أن ينتقل من عضو إلى عضو أشرف منه أو أقلّ صبراً على ما يعرض به مثل أن ينتقل من ذات الجنب إلى ناحية القلب أو إلى ذات الرئة.
ولانتقال الأورام الباطنة وميلان الخراجات الباطنة التي تحت وإلى فوق علامات فإنها إذا مالت في انتقالها إلى ما تحت ظهر في الشراسيف تمدد وثقل وإذا مالت في انتقالها إلى ما فوق دلّ عليه سوء حال النفس وضيقه وعسره وضيق الصدر والتهاب يبتدىء من تحت إلى فوق وثقل في ناحية الترقوة وصداع وربما ظهر أثره في الترقوة والساعد.
والمائل إلى فوق إن تمكّن من الدماغ كان رديئاً فيه خطر وإن مال إلى اللحم الرخو الذي خلف الأذنين كان فيه رجاء خلاص.
والرعاف في مثل هذا دليل جيد وفي جميع أورام الاحشاء.
وانتظر في استقصاء هذا ما نقوله من بعد حيث نستقصي الكلام في الأورام وحيث نذكر حال ورم عضو عضو من الباطنة.
.الفصل الحادي عشر: علامات تفرق الاتصال:
وكثيراً ما يتبعه سيلان خلط كنفث الدم وانصبابه إلى فضاء الصدر وخروج مدة وقيح إن كان بعد علامات الأورام ونضجها.
والذي يكون عقيب الأورام فربما كان دالا على انفجار عن نضج وربما لم يكن.
فمان كان عن نضج سكن الحمى مع الانفجار واستفراغ القيح وسكن الثقل وخف.
وإن لم يكن كذلك اشتد الوجع وزاد.
وقد يستدل على تفرق الاتصال بانخلاع الأعضاء عن مواضعها وبزوال العضو عن موضعه وإن لم ينخلع كالفتق.
وقد يستدل عليه باحتباس المستفرغات عن المجاري فإنها ربما انصبت إلى فضاء يؤدي إليه تفرق الاتصال ولم ينفصل عن المسلك الطبيعي كما يعرض لمن انخرق أمعاؤه أن يحتبس برازه وربما خفي تفرق الاتصال ولم يوقف عليه بالعلامات الكلية المذكورة واحتيج في بيانه إلى الأقوال الجزئية بحسب عضو عضو وذلك بأن يكون العضو لا حس له أو لا يحتوي على رطوبة فيسيل ما فيه أو لا مجال له فيزول عن موضعه أو ليس يعتمد على عضو فيزول بانخلاعه.
واعلم أن أصعب الأورام أعراضاَ وأصعب تفرق الاتصال أعراضاً ما كان في الأعضاء العصبية الشديدة الحس فإنها ربما كانت مهلكة وأما الغشي والتشنج فيلحقها دائماً.
أما الغشي فلشدة الوجع.
وأما التشنّج فلعصبية العضو ثم اللاتي تكون على المفاصل فإنها يبطؤ قبولها للعلاج لكثرة حركة المفصل وللفضاء الذي يكون عند المفصل المستعد لانصباب المواد إله ولأن النبض والبول من العلامات الكلية لأحوال البدن.
.الجملة الأولى: النبض:
.الفصل الأول: كلام كلي في النبض:
والنظر في النبض إما كليّ وإما جزئي بحسب مرض مرض.
ونحن نتكلم ههنا في القوانين الكلية من علم النبض ونؤخر الجزئية إلى الكلام في الأمراض الجزئية فنقول: إن كل نبضة فهي مركبة من حركتين وسكونين لأن كل نبض مركّب من انبساط وانقباض ثم لا بد من تخلل السكون بين كل حركتين متضادتين لاستحالة اتصال الحركة بحركة أخرى بعد أن يحصل لمسافتها نهاية وطرف بالفعل وهذا مما يبين في العلم الطبيعي وإذا كان كذلك لم يكن بد من أن يكون لكل نبضة إلى أن تلحق الأخرى أجزاء أربعة: حركتان وسكونان حركة انبساط وسكون بينه وبين الانقباض وحركة انقباض وسكون بينه وبين الانبساط.
وحركة الانقباض عند كثير من الأطباء غير محسوسة أصلاً وعند بعضهم أن الانقباض قد يحسّ أما في النبض القوي فلقوته وأما في العظيم فلإشرافه وأما في الصلب فلشدة مقاومته وأما في البطن فلطول مدة حركته.
وقال جالينوس: إني لم أزل أغفل عن الانقباض مدة ثم لم أزل أتعاهد الجسّ حتى فطنت لشيء منه ثم بعد حين أحكمت ثم انفتح علي أبواب من النبض ومن تعهد ذلك تعهدي أدرك إدراكي وأنه- وإن كان الأمر على ما يقولون- فالانقباض في أكثر الأحوال غير محسوس والسبب في وقوع الاختيار على جس عرق الساعد أمور ثلاثة:
- سهولة متناوله.
- وقلة المحاشاة عن كشفه.
- واستقامة وضعه بحذاء القلب وقربه منه.
وينبغي أن يكون الجس واليد على جنب فإن اليد المتكئة تزيد في العرض والإشراف وتنقص من الطول خصوصاً في المهازيل والمستلقية تزيد في الإشراف والطول وتنقص من العرض.
ويجب أن يكون الجس في وقت يخلو فيه صاحب النبض عن الغضب والسرور والرياضة وجميع الانفعالات وعن الشبع المثقل والجوع وعن حال ترك العادات واستحداث العادات، ويجب أن يكون الامتحان من نبض المعتدل الفاضل حتى يقايس به غيره، ثم نقول إن الأجناس التي منها تتعرف الأطباء حال النبض هي على حسب ما يصفه الأطباء عشرة وإن كان يجب عليهم أن يجعلوها تسعة:
فالأول منها: الجنس المأخوذ من مقدار الانبساط.
والجنس الثاني: المأخوذ من كيفية قرع الحركة الأصابع.
والجنس الثالث: المأخوذ من زمان كل حركة.
والجنس الرابع: المأخوذ من قوام الآلة.
والجنس الخامس: المأخوذ من خلائه وامتلائه.
والجنس السادس: المأخوذ من حر ملمسه وبرده.
والجنس السابع: المأخوذ من زمان السكون.
والجنس الثامن: المأخوذ من استواء النبض واختلافه.
والجنس التاسع: المأخوذ من نظامه في الاختلاف أو تركه للنظام.
والجنس العاشر: المأخوذ من الوزن.
أما من جنس مقدار النبض فيدل من مقدار أقطاره الثلاثة التي هي طوله وعرضه وعمقه فتكون أحوال النبض فيه تسعة بسيطة ومركبات.
فالتسعة البسيطة هي الطويل والقصير والمعتدل والعريض والضيق والمعتدل والمنخفض والمشرف والمعتدل.
فالطويل هو الذي تحس أجزاؤه في طوله أكثر من المحسوس الطبيعي على الإطلاق وهو المزاج المعتدل الحق أو من الطبيعي الخاص بذلك الشخص وهو المعتدل الذي يخصه وقد عرفت الفرق بينهما قبل.
والقصير ضده وبينهما المعتدل وعلى هذا القياس فاحكم في الستة الباقية.
وأما المركبات من هذه البسيطة فبعضها له اسم وبعضها ليس له اسم فان الزائد طولاً وعرضاً وعمقاً يسمى العظيم والناقص في ثلاثتها يسمى الصغير وبينهما المعتدل والزائد عرضاً وشهوقاً يسمى الغليظ والتاقص فيهما يسمى الدقيق وبينهما المعتدل.
وأما الجنس المأخوذ من كيفية قرع الحركة للأصابع فأنواعه ثلاثة: القوي وهو الذي يقاوم الجس عند الانبساط والضعيف يقابله والمعتدل بينهما.
وأما الجنس المأخوذ من زمان كل حركة فأنواعه ثلاثة: السريع وهو الذي يتمم الحركة في مدة قصيرة البطيء ضده ثم المعتدل بينهما.
وأما الجنس المأخوذ من قوام الآلة فأصنافه ثلاثة: اللين وهو القابل للاندفاع إلى داخل عن الغامر بسهولة والصلب ضده ثم المعتدل.
وأما الجنس المأخوذ من حال ما يحتوي عليه فأصنافه ثلاثة: الممتلىء وهو الذي يحس أن في تجويفه رطوبة مائلة.
يعتد بها لإفراغ صرف والخالي ضدَه ثم المعتدل.
وأما الجنس المأخوذ من ملمسه فأصنافه ثلاثة: الحار والبارد والمعتدل بينهما.
وأما الجنس المأخوذ من زمان السكون فأصنافه ثلاثة: المتواتر وهو القصير الزمان المحسوس بين القرعتين ويقال له أيضاً المتدارك والمتكاثف والمتفاوت ضده ويقال له أيضاً المتراخي والمتخلخل وبيهما المعتدل.
ثم هذا الزمان هو بحسب ما يدرك عن الانقباض فإن لم يدرك الإتقباض أصلاً كان هو وأما الجنس المأخوذ من الاستواء والاختلاف فهو إما مستو وإما مختلف غير مستو وذلك باعتبار تشابه نبضات أو أجزاء نبضة أو جزء واحد من النبضة في أمور خمسة:
العظم والصغر والقوة والضعف والسرعة والبطء والتواتر والتفاوت والصلابة واللين حتى إن النبض الواحد يكون أجزاء انبساطه أسرع لشدة الحرارة أو أضعف للضعف وإن شئت بسطت القول فاعتبرت في الاستواء والاختلاف في الأقسام المذكورة الثلاثة سائر الأقسام الآخَر.
لكن ملاك الاعتبار مصروف إلى هذه والنبض المستوي على الإطلاق هو النبض المستوي في جميع هذه وإن استوى في شيء منها وحده فهر مستوفية وحده كأنك قلت مستوفي القوة أو مستوفي السرعة.
وكذلك المختلف وهو الذي ليس بمستوٍ فهو إما على الإطلاق وإما فيما ليس فيه بمستو.
وأما الجنس المأخوذ من النظام وغير النظام فهو ذو نوعين مختلف منتظم ومختلف غير منتظم والمنتظم هو الذي لاختلافه نظام محفوظ يدور عليه وهو على وجهين:
إما منتظم على الإطلاق وهو أن يكون للمتكرر منه خلاف واحد فقط واما منتظم يدور وهو أن يكون له دوراً اختلافين فصاعداً مثل أن يكون هناك دور ودور آخر مخالف له إلا أنهما يعودان معاً على ولائهما كدور واحد وغير المنتظم ضده وإذا حققت وجدت هذا الجنس التاسع كالنوع من وينبغي أن يُعلَم أن في النبض طبيعة موسيقاوية موجودة فكما أن صناعة الموسيقى تتم بتأليف النغم على نسبة بينها في الحدة والثقل وبأدوار إيقاع مقدار الأزمنة التي تتخلل نقراتها كذلك حال النبض فإن نسبة أزمتها في السرعة والتواتر إيقاعية ونسبة أحوالها في القوة والضعف وفي المقدار نسبة كالتأليفية وكما أن أزمنة الإيقاع ومقادير النغم قد تكون متفقهّ وقد تكون غير متفقة كذلك الاختلآفات قد تكون منتظمة وقد تكون غير منتظمة وأيضاً نسب أحوال النبض في القوة والضعف والمقدار قد تكون متفقة وقد تكون غير متفقة بل مختلفة وهذا خارج عن جنس اعتبار النظام.
و جالينوس يرى أن القدر المحسوس من مناسبات الوزن ما يكون على إحدى هذه النسب الموسيقاوية المذكورة إما على نسبة الكل والخمسة وهو على نسبة ثلاثة أضعاف إذ هو الضعف مؤلفة بنسبة الزائد نصفاً وهو الذي يقال له نسبة الذي بالخمسة وهو الزائد نصفاً وعلى نسبة الذي بالكل وهو الضعف وعلى نسبة الذي بالخمسة وهو الزائد نصفاً وعلى نسبة الذي بالأربعة وهو الزائد ثلثاً وعلى نسبة الزائد ربعاً ثم لا يحس وأنا أستعظم ضبط هذه النسب بالجس وأسهله على من اعتاد درج الإيقاع وتناسب النغم بالصناعة ثم كان له قدرة على أن يعرف الموسيقى فيقيس المصنوع بالمعلوم فهذا الإنسان إذا صرف تأمله إلى النبض أمكن أن يفهم هذه النسب بالجس.
وأقول أن أفراد جنس المنتظم وغير المنتظم على أنه أحد العشرة- وإن كان نافعاً- فليس بصواب في التقسيم لأن هذا الجنس داخل تحت المختلف فكأنه نوع منه.
وأما الجنس المأخوذ من الوزن فهو بمقايسهّ مقادير نسب الأزمنة الأربعة التي للحركتين والوقوفين وإن قصر الجس عن ضبط ذلك كله فبمقايسة مقادير نسب أزمنة الانبساط إلى الزمان الذي بين انبساطين.
وبالجملة الزمان الذي فيه الحركة إلى الزمان الذي فيه السكون.
والذين يدخلون في هذا الباب مقايسة زمان الحركة بزمان الحركة وزمان السكون بزمان السكون فهم يدخلون باباً في باب على أن ذلك الإدخال جائز أيضاً غير محال إلا أنه غير جيد.
والوزن هو الذي يقع فيه النسب الموسيقاوية.
ونقول إن النبض إما أن يكون جيّد الوزن وإما أن يكون رديء الوزن.
ورديء الوزن أنواعه ثلاثة:
أحدها: المتغيِّر الوزن مجاوز الوزن وهو الذي يكون وزنه وزن سن يلي سن صاحبه كما يكون للصبيان وزن نبض الشبان.
والثاني: مباين الوزن كما يكون للصبيان مثل وزن نبض الشيوخ.
والثالث: الخارج عن الوزن وهو الذي لا يشبه في وزنه نبضاً من نبض الأسنان.
وخروج النبض عن الوزن كثيراً يدل على تغير حال عظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق