قد يبرع المدرب في قتل الحافز لدى المتدربين أكثر من براعته في إثارة الحافز لديهم ، حيث أن البراعة في القضاء على اهتمامات المتدربين لا تحتاج إلى نفس الجهد الذي يلزم المدرب لإثارة اهتمامهم ولتوضيح هذه النقطة نورد فيما يلي بعض الأمثلة لممارسات سلبية يرتكبها المدربون دون وعى منهم لمدى تأثيرها على استجابة المتدربين:
1- أن يسرع مجيئاً وذهاباً في داخل القاعة التدريبية بصورة متكررة معتقداً أنه بذلك يغير اهتمامات المتدربين أو المستمعين ، مما يزيد من مشقتهم في متابعتهم والالتفات إليه يميناً ويساراً
2- أن يصر المدرب على عرض كل ما لديه من معلومات ومعارف متعلقة بالموضوع محل التدريب دون النظر لعنصر الوقت أو لمستوى المتدربين أو مدى رغبتهم فى تعلم ما يقول ، أو حتى قدرتهم في متابعة ما يطرح
3- أن يعمد المدرب إلى إضاعة الوقت من خلال تكليف المتدربين بمهام شكلية أو الدخول في قضايا فرعية ، أو أن يطلب من المتدربين أن يسجلوا كتابة ما يمليه عليهم على مدى فترة زمنية طويلة أو أن يرسم شكلاً معقداً أو شكلاً بياناً مفصلاً
4-أن يعبث المدرب بالأشياء المحيطة به أو بعض ممتلكاته الشخصية كسلسلة مفاتيح، أو الساعة ، أو المؤشر مما يزيد من تشتت انتباه المتدربين
5- أن يدير المدرب ظهره للمتدربين معظم الوقت أثناء التسجيل على الفيليب شارت
إن هذه الممارسات وغيرها تنتهى بالضرورة إلى ردود أفعال سلبية ومتباينة لدى المتدربين الذين يتوقف دورهم فى معظم الأحيان عن الاستماع والإنصات والمتابعة، حيث تزداد لديهم درجة القلق والتوتر الأمر الذى يأخذ درجات متفاوتة تنتهى أحياناً بطلب الانسحاب من الجلسة التدريبية أو الخروج من قاعة التدريب، نادراً ما يلجأ المتدرب إلى ذلك إلا بعد ما يستنفذ كافة المحاولات التى يبذلها لمتابعة ما يعرضه عليه المدرب ، وفى هذا الإطار يمكن للمدرب أن يتبين نقد المتدربين لاهتمامهم وذلك من خلال ردود الأفعال التى نوجزها فيما يلى:
1- الامتناع عن الاستجابة للأسئلة أو الاستفسارات التى قد يطرحها عليهم المدرب ، والسبب الرئيسى فى ذلك بطبيعة الحال هو عدم متابعتهم له
2- الامتناع عن توجيه أسئلة للمدرب رغبة من المتدربين من الانتهاء بأسرع وقت ممكن من هذا الموقف السيكولوجى والتعليمى المتوتر ، مما قد يدفع البعض أحيانًا إلى توجيه هذه الأسئلة عقب الجلسة التدريبية
3- أن يبدأ المتدربون فى الدخول فى الأحاديث الجانبية البعيدة تمامًا عن موضوع التدريب
4- العبث فى الأشياء والمتعلقات الشخصية ( النظارة ، القلم ، وتفحصها كما لو أنه يراها للمرة الأولى )
5- ظهور بعض الحركات والتصرفات العصبية لدى المتدربين كاللعب فى الشارب والحاجب ، وقضم الأظافر
6- الابتعاد بالجسد أو تحريك المقعد بعيداً عن طاولة أو منضدة التدريب كما لو أنه ينأى بنفسه عن مصدر القلق بعد ما تحول إلى مشاركاً بجسده لا بوجدانه
7- محاولة إيقاف سيطرة المدرب على القاعة ، وقطع حالة القلق والتوتر وتوجيه بعض الاستفسارات السطحية أو الجدلية محاولاً إثبات عدم كفاءة المدرب، ومن بين هذه الاستفسارات الاستفزازية :
-هل هذا الطرح يمثل الواقع الفعلى أم ماذا يجب أن يكون ؟
-أن هذا الموضوع لا ينطبق على مجالات عملنا ؟
-ترى ، متى ولد هذا الكاتب ؟
-هل تطبق هذه الأسس والقواعد بحياتك العملية؟
8- أن يقوم أحد المتدربين بعرض معضلة إدارية ، ويطلب إيجاد حل لها
9- تذكير المدرب بالوقت المخصص للمحاضرة ، وحاجتهم للراحة
10- التكاسل فى أداء المهام التى قد يطلبها المدرب وطلب إنجازها بالمنزل
إن جميع هذه المظاهر ، وغيرها تمثل دليلاً واضحاً على فقد اهتمام المتدربين بما يطرح من جانب المدرب، وبالتالى فشل عملية التعلم أو عدم إتمامها على الوجه الأكمل
إن
العبرة الأساسية فى تحفيز المتدربين هو إكسابهم المهارات و المعارف
والأساليب والاتجاهات والخبرات ، وليست العبرة بأن ينجح المدرب فى إفراغ ما
فى حوزته من هذه المجالات المختلفة ، حيث أحيانا ما يصل المدرب إلى مرحلة
يرغب فيها إلى الاستماع لنفسه ، ( المونولوج) ويفقد فيها فن الحوار
والتواصل ( الديالوج ) وأحيانًا أخرى يصل المدرب إلى مرحلة تقديس المادة
التدريبية ويصر على نقلها كما هى وبالكامل إلى المتدربين رغم ما يتبين من
إحجام المتدربين عن الإنصات والاهتمام، وحتى لا يموت المريض رغم نجاح
العملية ( عملياً ) يجب على المدرب أن يحدث توازناً مستمراً بين ثلاث عناصر
أساسية تمثل فى الواقع العملى جوهر عملية التحفيز بوصفها الأساس للتعلم
وهذه العناصر الثلاثة هى :
1- المحفز
2- الاستجابة
3- إرجاع الأثر
فما هى العلاقة بين المحفز ، الاستجابة ، إرجاع الأثر؟
المحفز:
هو كل شئ أو أى شئ يقدمه المدرب للمتدرب سواء كان ذلك فى صورة سمعية أو بصرية أو مكتوبة
والطريقة الوحيدة للتعرف على مدى فعالية المحفز هى درجة إثارته لاستجابات المتدربين فإذا كان ما يعرضه المدرب من مادة تدريبية لا يثير استجابات المتدربين فلا داعى لإضاعة الوقت والجهد فيها
الاستجابة :
هى كل شئ أو أى شئ يفعله المتدرب كالقول أو الفعل أو التفكير كاستجابة للمحفز أو المحفزات التى يلقاها من المدرب
وتؤدى هذه الاستجابة ثلاث وظائف رئيسية هى :
- تمكين المدرب من معرفة مدى فهم واستيعاب المتدربين لما يطرحه عليهم
- تمكين المتدرب من التعرف على مدى استفادته من الخبرات والمهارات الجديدة
- مساعدة المتدرب على الاستيعاب وزيادة قدرته ورغبته فى تبنى الأفكار
الاتجاهات الجديدة
إرجاع الأثر:
هو أى معلومات يتلقاها المدرب ، ويكون من شأنها الاستجابات الصحيحة أو تصحيح الاستجابات الخاطئة ، مما يساعد المتدرب على التفرقة بين الصواب والخطأ إذا ما واجه نفس الموقف مرة أخرى فى الواقع العملى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق