بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مستخلص البحث:
هدف البحث إلى:- التعرف على الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم، وبيان عناية القرآن الكريم بالماء، وبيان مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم (الجيولوجيا- الأحياء -البحار- الزراعة- الطب)، واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي، واشتمل على ستة فصول وخاتمة تضمنت نتائج البحث وتوصياته.
وقد توصل إلى عدة نتائج أبرزها: المطر من السماء مصدر لكل مصادر المياه في الأرض فهو مصدر الأنهار ومصدر المياه الجوفية، ومصدر الينابيع ،أن القرآن الكريم تحدث بدقة تامة عن مراحل تشكل السُّحُب، وأن الرياح هي العامل الأساسي في تشكل السحاب والمطر ولولاها انعدمت الأمطار، وجود خزانات ماء في الأرض،
الماء هو المكون الأصلي في تركيب مادة الخلية الحية، وجود الحواجز بين الكتل البحرية، هناك أمواج متلاطمة على سطح البحر، وهناك أمواج في عمق البحر، وجود الظلمات في أعماق البحار حيث تنعدم الرؤيا بشكل شبه كامل عند عمق البحر،
القرآن هو أول كتاب قرر وجود الأزواج في عالم النبات قبل العلم الحديث بقرون طويلة، أخبر القرآن الكريم عن اهتزاز التربة وربوها بعد نزول الماء عليها،
- للماء خصائص مذهلة تتجلى في قدرته العلاجية والشفائية من كثير من الأمراض، يؤكد الطب الحديث الفوائد الصحية العظمى للوضوء في تطهير الجسم ومنع انتشار الأمراض.
وفي ضوء نتائج البحث أوصي الباحث بما يلي:
- عقد دورات متخصصة في الإعجاز العلمي في الماء للأئمة والخطباء والدعاة
- دعوة العلماء والباحثين والمهتمين بالإعجاز العلمي في الماء إلى التزام منهاج الهيئات العلمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
مقدمة :-
إن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم لا تنتهي، ولاغرو فهو آية باقية ومعجزة خالدة إذ هو كلام الله تعالى المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم للتحدي والإعجاز، وللهداية والإرشاد، المتعبد بتلاوته وحفظه والعمل به، المنقول إلينا تواترًا كما أنزل على محمد الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾[فصلت:42]
ولقد اهتم العلماء بالقرآن بحثًا ودرسًا وشرحًا، ولكن أعلى هذه الأمور خطرًا، وأجلها قدرًا، وأبقاها أثرًا، ذكر خصائصه ومزاياه التي كان بها وحيا معجزا تحدى الله به الأجيال كلها أن تأتي بمثله أو بسورة من مثله كما قال تعالى: ﴿قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾[الإسراء:88] كانت معجزات الأنبياء السابقين (عليهم الصلاة والسلام) معجزات مشاهدة تقع ولا تبقى، فلا يعرفها على اليقين إلا من عاينها. لكن معجزة رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانت من نوع آخر، لم تكن حادثة تقع وتزول فقط، بل كانت معجزة قائمة مستمرة تخاطب الأجيال، يراها ويقرؤها الناس في كل عصر إن معجزة القرآن الكريم مستمرة إلى يوم القيامة وهذا الإعجاز يتجلى في أمور كثيرة، إعجاز في نظمه وبلاغته وإعجاز في قصصه وإخباره وإعجاز في شرائعه وأحكامه وفي شتى المجالات، ومن إعجازه ما انطوى عليه من الأخبار بالغيبيات التي ستقع ولم تكن معهودة وقت التنزيل، وما أشار إليه من حقائق مبثوثة في أرجاء الكون الفسيح علومه تجلت في عصرنا الحاضر بعد تقدم وسائل العلم وكشوفاته في الأنفس والآفاق التي توافقت مع نصوص القرآن والسنة.
وما قامت هيئات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة إلا لبيانه وإظهاره، وهاهو الباحث يقدم هذا البحث حول (الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم) وهو تحمل في طياتها الحقائق والمعجزات التي تشهد بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه مرسل من ربه وأن هذا القرآن الكريم هو كلام الله (عز وجل) أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال تعالى في الرد على الطاعنين في القرآن والمشككين فيه ﴿قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان:6]
ولقد ثبُت علميًا وبما لا يقبل الجدل أن القرآن العظيم تحدّث عن العديد من الحقائق العلمية والكونية قبل أن يكتشفها العلم الحديث بأكثر من أربعة عشر قرناً!
ولقد حث القرآن الكريم الإنسان على معرفة سنن الله وقوانينه في جميع ميادين العلوم المختلفة، قال تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) الغاشية /آية 17-20
كما حث القرآن الإنسان على التفكير و البحث العلمي في الظواهر الطبيعية، وحث على التفكير في نفسه وفي أسرار تكوينه البيولوجي والنفسي، وهو بذلك يدعوه إلى ارتياد ميادين العلوم البيولوجية والفسيولوجية والطبية والنفسية، قال تعالى: (فلينظر الإنسان مم خلق .خلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب).الطارق /آية 5-7
ولقد اهتمت سور القرآن الكريم اهتمامًا كبيرًا بالماء، فالماء هو النعمة الكبرى والمنة العظمى التي أنعم الله بها على بني البشر، فبه أقام حياتهم وقسم أرزاقهم ومنه خلقهم.. فالماء أساس الحياة، فلا صناعة ولا زراعة ولا إعمار بدون توفر الماء..
فالماء شكل في مسيرة الإنسانية عاملًا مهمًا في ظهور الحضارات وتقدمها، لما يشكله الماء من حالة استقطاب للأفراد وللجماعات مهدت لإقامة المجتمع وإرساء أسسه وإيجاد اللبنة الأولى لقيامه من خلال إقامة التجمعات السكانية بالقرب من الموارد المائية الطبيعية، ولم تتوقف حاجة الإنسان للماء عند حدود الاستخدام الشخصي بما يمثله من حجر الزاوية مع الهواء في بقاء الحياة ولا عند أهمية الاستقطاب والتجمع، بل تعداه ليشمل كل مجالات الحياة في النقل والزراعة والصناعة وتربية الحيوانات وغيرها وبقدر ما يشكله الماء من نقاط التقاء وتواصل بين المجتمعات والحضارات، كانت هناك أيضًا حواجز طبيعية حافظت على بناء الحضارة لمجتمعات عديدة من تأثير العوامل الخارجية المدمرة أو منعت وجمدت مجتمعات أخرى بدائية. الحضارات العظيمة التي قامت في العراق ومصر مثلاً على مر التاريخ الطويل لهذين البلدين، سعى الإنسان فيهما بإرادته القوية إلى توظيف العناصر والظروف الموضوعية، حيث حباهما الخالق بالأساسيات المتمثلة بالأرض والماء والمناخ فانتقلت من حالتها السلبية إلى حالة إيجابية أي إلى حضارة.
فالماء نعمة عُظمى وهِبة كبرى، هو سرّ الحياة وأساس البقاء، المصادر الطبيعية على كوكب الأرض؛ لأنه يُشكل ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، ولأهمية الماء لجميع المخلوقات، وخاصة الإنسان الذي لا غنى له عنه في جميع أموره الحياتية، وهذه النعمة ورد ذكرها في القرآن الكريم بعشرات الآيات، مع دعوة الله لنا بالتفكّر في هذه الآيات الكونية، واستشعار رحمة الله بعباده إذ سخّر لهم هذا الكون وأرشدهم إلى سلوك السبيل القويم حتى لا يبقى لهم حُجّة يوم القيامة يُحاجّون بها.
وللماء في شريعة الإسلام أهمية كبرى إذ غالبية أحكام العبادات متعلقة به تعلقًا مباشرًا فالصلاة مثلا لا تصح بكل أنواعها إلا بالوضوء الأكبر والأصغر وكليهما لا يكون إلا بالماء، وفي ذلك يقول سبحانه (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا) المائدة /آية7
ويغطي الماء أكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية لكن بالرغم من كل ذلك فإن الصالح منه للاستخدام يبقى قليلًا مع تزايد الحاجة إليه ويقدر الحجم الكلي للماء بحوالي 1360 مترًا مكعبًا، 97% من هذا الحجم موجود في البحار و 2% مجمد في الطبقات الجليدية وبذلك فلم يبق غير 1% موزع على الأنهار والمسطحات المائية الداخلية غير المالحة والتي يحتاجها الإنسان في تلبية حاجاته إلى الشرب والري وإلى كثير من الصناعات.
وتكرر ذكر الماء في القرآن والسنة مرات كثيرة، وقد ورد في سور القرآن الكريم أكثر من (59) مرة، وقد استدل به المولى (جل شأنه) وتقدست أسماؤه أكثر من مرة؛ فتارة يستدل به الله على الوحدانية، وتارة يستدل به على البعث، وتارة ثالثة يخبر الحق (سبحانه وتعالى) أنه أساس الحياة، وتارة ينبئ المولى عنه أنه من جند الله فإن شاء جعله ملاذا آمنا لأوليائه، وإن شاء جعله قاصمًا لأعدائه، وتارة رابعة يضرب به المثل ليبين للناس حقيقة ما أنزل إليهم من الوحي، وتارة خامسة يبين الحقُ منته على عباده بإمدادهم بالماء وجعله عذبا فراتا. وانطلاقًا من أهمية الماء كان هذا البحث الذي يتناول الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم
وبداية يعني الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ورود بعض الإشارات أو الحقائق العلمية في آيات القرآن الكريم،التي لم تكن معروفة في زمن النبوة وعلماء الأمة السابقين، اكتشف أمرها في عصرنا الحاضر، بالتقدم العلمي وما يمتلك من وسائل علمية متاحة
وليس الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لأنّ القرآن ذكر حقائق علميّة سبق بها الكشوفات الحديثة فحسب، وإنّما مجرد خلو القرآن من أي خطأ علمي أو غيره يدل على إعجازه؛ لأنّه نزل في زمن يختلف كثيرًا من الناحية الثقافية والعلمية بمختلف جوانب الحياة،حيث كان المجتمع الإنساني في ذلك الوقت متأخرًا كثيرًا علميّا عمّا عليه الآن مما يدلل أنّ هذا القرآن يستحيل أن يكون من وضع البشر، بل لا بدّ من التفتيش عن سبب لـه خارج عن البشرية ومحتواها الفكري، وخارج عن طاقات المخلوقين وسأتناول في هذا البحث بعض الموضوعات العلمية التي سبق القرآن الكريم العلم الحديث بالإشارة إليها في مجال الماء.
والذي دفع العلماء لهذا العلم ما في القرآن من إشارات كثيرة جداً في كل العلوم، واضحة جلية كما في قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[البقرة: 164]
فالمتأمل في هذه الآية يجدها قد أشارت إلى علوم كثيرة منه: الفلك والجغرافيا وعلم البحار والأحياء والأرصاد الجوية وعلم الزراعة، كل هذه الإشارات موجودة في آية واحدة فأي إعجاز علمي في هذا القرآن العظيم .
وقد حفلت سور القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تناولت الماء ،وقد أشار القرآن الكريم إلى الإعجاز العلمي المتعلق بالماء في مختلف المجالات: الجيولوجيا - الأحياء -الجغرافيا -الزراعة -الطب، وبيانًا لهذا الإعجاز قام الباحث بتناول الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم بالدراسة والبحث.
أسئلة البحث:
يتناول البحث الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم ،وفي ضوء ذلك يحاول البحث الإجابة عن:
السؤال الرئيس التالي: ما مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:
ما مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الجيولوجيا؟
ما مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الأحياء؟
ما مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم البحار؟
ما مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الزراعة؟
ما مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الطب؟
أهداف البحث:
يتناول البحث الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم؛
لذا يهدف إلى:
- التعرف على الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في سور القرآن الكريم
- بيان عناية القرآن الكريم بالماء.
- بيان مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الجيولوجيا
- بيان مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الأحياء.
- بيان مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم البحار.
- بيان مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الزراعة.
- بيان مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الطب.
أهمية البحث:
يعتبر هذا الموضوع من الموضوعات المهمة في الوقت الراهن لما للماء من أهمية بالنسبة للكائنات الحية واستمرارية الحياة للنبات والحيوانات وكذلك الإنسان وخاصة ارتباطه بما يحيط به من أحياء فالماء ترتكز علية الحياة في كوكب الأرض كما أنه يمثل موطناً للكائنات الحية.
تأتي أهمية البحث الحالي انطلاقًا من:
1. أهمية الماء فهو عصب الحياة للفرد والمجتمع.
2. اهتمام القرآن الكريم بالماء حيث يبلغ عدد الآيات القرآنية التي تناولت الماء أكثر من (59) مرة.
3. تنوع وتشعب الأغراض التي تدل عليها الآيات القرآنية التي تناولت الماء مما يدل على أهمية تناول الموضوع بالدراسة والبحث .
منهج البحث:
استخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي ،وهو منهج يعبر عن الظاهرة الاجتماعية محل الدراسة كما توجد في الواقع تعبيرا كميا وكيفيا ،والذي لا يقف عند حد الوصف للظاهرة المبحوثة ،وجمع المعلومات من أجل استقصاء الجوانب المختلفة لها ،وإنما يتعدى ذلك إلى تحليل الظاهرة رقميا وتفسيرها ،والوصول إلى استنتاجات ([1])
مصطلحات البحث:
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: المقصود بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، توسيع مدلول الآيات القرآنية وتعميق معانيها في الوجدان والفكر الإنساني، بالانتفاع بالكشوف ا لعلمية المعاصرة، في توسع هذا المدلول، وتعميق هذه المعاني عن طريق الاستئناس بالموافقات الدقيقة، والمقارنات العميقة الملحوظة للعلماء المتخصصين، والخبراء الباحثين في مجالات الكون والحياة في شتى علومها ومعارفها ([2])
محتويات البحث:
اشتمل البحث على ستة فصول وخاتمة تضمنت نتائج البحث وتوصياته.
الفصل الأول:
الإطار العام للبحث، واشتمل على: مقدمة، أسئلة البحث، أهمية البحث، منهج البحث، مصطلحات البحث، محتويات البحث.
الفصل الثاني:
مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الجيولوجيا ،وفيه تم تناول العناصر التالية: أخرج منها ماءها ،تكوين الغلاف المائي ودورة الماء في القرآن، الإعجاز العلمي في الرياح والسحاب. مراحل نشأة السحاب وسقوط المطر، قدرة الله على إنزال الماء وعجز البشر عن خزنه، الماء في الفضاء الخارجي، تخزين الماء، إقامة الماء في الأرض.
الفصل الثالث:
مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الأحياء، وفيه تم تناول العناصر التالية: - الماء سر الحياة ، الماء أساس الخلق، تطابق الخلق.
الفصل الرابع:
مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم البحار، وفيه تم تناول العناصر التالية: النظام المائي المتوازن، نشأة البحار على الأرض، الإعجاز في الحاجز بين النهر والبحر، الأمواج العمقية والتيارات البحرية في البحر، الأمواج العميقة، في أعماق المحيطات، أو كظلمات في بحر لجّي، الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، ملوحة البحار.
الفصل الخامس:
مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الزراعة ، وفيه تم تناول العناصر التالية: التراب والمطر،الماء والنبات، وأنبتنا فيها من كل شيء موزون، العلم الحديث يكشف عن اهتزاز التربة وربوها، تنوع الثمرات والماء واحد.
الفصل السادس: مظاهر الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالماء في مجالات علم الطب، وفيه تم تناول العناصر التالية: - الماء شفاء، النظافة بالماء والصحة، الغسل، علاج سيدنا أيوب بالماء البارد.
وتناولت الخاتمة النتائج، التوصيات، المقترحات:
نتائج البحث:
وقد خلص الباحث من هذا البحث إلى النتائج التالية :-
1. أن المحيطات والأنهار قد تشكلت في باطن الأرض وخرجت منها، أي أن الله أخرج ماء الأرض من الأرض ذاتها.
2. الماء يتسرب من البحار باتجاه طبقات الأرض (وبخاصة طبقة الوشاح)، ولذلك تكثر الزلازل والتسونامي في مناطق قريبة من اليابان وإندونيسيا بسبب وجود صدوع في أعماق البحار القريبة من هذه الدول.
3. كل الماء على الأرض يدور دورة منضبطة ومقدّرة ومحسوبة
4. قانون الجاذبية والذي يعني أن الأثقل ينْزِل للأسفل والأخف يصعد للأعلى، هذا القانون يحافظ على وجود الماء تحت سطح الأرض وضمان تدفقه على شكل ينابيع
5. المطر من السماء مصدر لكل مصادر المياه في الأرض فهو مصدر الأنهار ومصدر المياه الجوفية، ومصدر الينابيع.
6. أن القرآن الكريم تحدث بدقة تامة عن مراحل تشكل السُّحُب.
7. أن الرياح هي العامل الأساسي في تشكل السحاب والمطر. ولولاها انعدمت الأمطار.
8. وجود خزانات ماء في الأرض، وهذه الخزانات لم يتم اكتشافها إلا حديثاً. يقول تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر: 22].
9. الماء يدخل في بناء أي جسم حي؛ فالماء هو المكون الأصلي في تركيب مادة الخلية الحية {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍحَيٍّ}الأنبياء /آية30
10. وجود الحواجز بين الكتل البحرية ،ويمكن رؤية المنطقة التي تفصل بين الماء العذب والماء المالح بالأقمار الاصطناعية وهي تمتد عادة لعدة كيلومترات.
11. وجود الظلمات في أعماق البحار حيث تنعدم الرؤيا بشكل شبه كامل عند عمق البحر.
12. هناك موج عميق وموج سطحي، وهو ما عبرت عنه الآية بقوله (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)[النور: 40].
13. النيران تشتعل في قاع البحر بشكل دائم وعلى الرغم من حجم الماء الكبير فوقها لا يستطيع إخمادها (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)[الطور:آية 6]
14. التراب الموجود على الأرض يحوي فراغات تختزن ماء المطر وهذا ما يسبب اهتزاز ذرات التراب وبالتالي ازدياد حجم التراب، (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: آية5].
15. نوه القرآن بمزايا الأرض الزراعية المرتفعة "الروابى" التي كشفها العلم الحديث؛ حيث تزداد إنتاجيتها لبعدها عن المياه الجوفية مما يضاعف شعيرات الجذور الماصة للغذاء.
16. القرآن هو أول كتاب قرر وجود الأزواج في عالم النبات قبل العلم الحديث بقرون طويلة.
17. أخبر القرآن الكريم عن اهتزاز التربة وربوها بعد نزول الماء عليها، وهما عمليتان دقيقتان غير مشاهدتين ولا محسوستين، ولا يمكن إدراكهما إلا من خلال استخدام المجهر.
18. للماء خصائص مذهلة تتجلى في قدرته العلاجية والشفائية من كثير من الأمراض.
19. يؤكد الطب الحديث الفوائد الصحية العظمى للوضوء في تطهير الجسم ومنع انتشار الأمراض.
20. تحمل الآية الكريمة (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) سورة ص /آية 42 الكثير من المعاني الطبية والتي تعتبر نوعا من الإعجاز الذي ينفرد به القرآن الكريم.
توصيات البحث:
في ضوء نتائج البحث يوصي الباحث بما يلي:
عقد دورات متخصصة في الإعجاز العلمي في الماء للأئمة والخطباء والدعاة
دعوة العلماء والباحثين والمهتمين بالإعجاز العلمي في الماء إلى التزام منهاج الهيئات العلمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
مقترحات البحث:
إجراء دراسة مماثلة لهذه البحث تتناول:
- الإعجاز العلمي في الأحاديث النبوية المتعلقة بالماء.
- الإعجاز العلمي المتعلق بالماء في كتب تفسير القرآن الكريم (القديمة والحديثة).
وأخيرًا فإن جميع المعجزات السابقة لرسالة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كانت محددة في زمان ومكان، بينما المعجزة القرآنية تجاوزت حدود الزمان والمكان وحتى حدود اللغة. إن الذي يتأمل مخلوقات هذا الكون والنظام المحكم الذي قدره الله تعالى لكل نجم وكل مجرة وحتى كل ذرة، يدرك عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ويدرك أن الله أكبر وأعظم من أي شيء.
والإعجاز العلمي في الماء ليس هدفًا بحدّ ذاته، إنما الهدف هو زيادة التثبيت اليقيني بالله عزّ وجلّ، وزيادة الخشوع أمام عَظَمَة كتاب الله تعالى، الذي قال عنه: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق