الأحد، 30 مايو 2021

الطفولة والتأثيرات الإيجابية السلبية عليها من خلال المحيط الإجتماعي

              

تأثيرات المحيط في الطفل:

لعلّ أخطر دور تلعبه البيئة في تربية الطفل، هو الدور الذي يكون عبر رفاق السوء. وسبب ذلك، أنَّ للرفاق تأثيراً كبيراً في الإنسان، الأمر الذي يضع الطفل أثناء مصاحبة هؤلاء الرفاق في خطر، باعتبار أنَّ حجم التأثير السلبي لأي سلوك أو فكرة يتخذها الرفاق، قد يأخذ حجماً كبيراً   تصعب مقاومته من قبل الطفل نفسه

  الناس يسببون المرض للناس وبالتالي عليهم         أن يأخذوا بأيديهم إلى السواء والصحة النفسية"..عبارة أو مقولة استنتجها عالم النفس الاجتماعي هــــــاري ستاك سوليفـان من تجربته الشخصية المريرة؛ حيث عانى في طفولته وشبابه من مشاعر الوحدة والقلق والإدمان والاضطراب النفسي، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لشخص عانى من مشكلات نفسية حادة أن يقدم نصائح مفيدة للآخرين؟ 

لطالما استوقفتني نظرية سوليفان في العلاقات البين شخصية، هذه النظرية التفاعلية والتي تناقش تطور الشخصية بعدها وظيفة ونتاج التوقعات الفردية والاجتماعية، والتي أوجز بعضا من أبعادها التربوية فيما يلي:

إن الفرد يسلك السلوك الذي يتوقعه منه الآخرون، أي أن السلوك هو نتاج ورد فعل لتوقعات المجتمع منه والتي تؤثر بشكل مباشر في توقعاته وتنبؤاته المستقبلية وهذه نقطة مهمة للتربويين من آباء ومعلمين وأقارب ومجتمع ككل توضح أهمية التوقعات والصور الذهنية والأحكام المسبقة التي تطلق على الفرد فيتقولب بقالبها ويسلك سلوك ينسجم معها وقد تكون هذه التوقعات إيجابية توقظ جذور الإبداع والتميز أو سلبية تخمدها.

*الشخصية ليست ثابتة بل متغيرة، فليس هناك شخصية واحدة وهذا ما أطلق عليه سوليفان مصطلح "وهم الفردية"؛ أي أن هناك شخصيات كثيرة لدى الفرد بحسب طبيعة العلاقات البين شخصية (العلاقات مع من لهم أهمية سيكولوجية للفرد) ودرجة تأثيرها، وهذا ما يفسر وجود تقييمات مختلفة لنفس الفرد من قبل المجتمع، فقد يكون طيبا في نظر البعض وقاسيا في نظر البعض الآخر، نشيطا وكسولا، معطاء وأنانيا، أي أن الفرد قد يسلك سلوكا مختلفا في بيئات مختلفة ومع أشخاص مختلفين لذلك بعض التغييرات في الحياة مؤثرة في الشخصية ومنها مكان السكن، والمدرسة، والعلاقات الشخصية الجديدة والأصدقاء، والتخصص الدراسي وطبيعة العمل والخبرات الجديدة.

ولكن هذا لا يعني كبح حرية الطفل في مخالطة الرفاق والأصحاب، بل يؤكد ضرورة أن نرسخ فيه القناعة ببعض القيم والمثل، قبل أن نترك له حرية خوض تجربته الخاصة.

يرى الناس عموماً أن الولد يجب أن ينـزل إلى الشارع ليتعرف إلى الحياة الحقيقية بكل ألوانها وأشكالها، فإذا لم يلعب في الشارع، لن يكتسب تجربة كافية تساعده على فهم الحياة بشكل أفضل. هل توافقون على هذا الرأي؟

إنّ تجارب الطفولة تنمي شخصيّة الإنسان قبل أن يصطدم بالواقع. وعندما يمارس الطفل مع أترابه ألعاب الطفولة، فيلاكم الأطفال الآخرين ويلاكمونه، ويصارعهم ويصارعونه، وينافسهم وينافسونه، ويشاغب معهم ويشاغبون معه، إن هذا وغيره يُكْسبه تجربة غنية تساهم إلى حد بعيد في رسم بعض معالم شخصيته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق