الخميس، 13 مايو 2021

 محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه ، وقيل بذدزبه ، وهي لفظة بخارية ، معناها الزراع . [ ص: 392 ] أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى ، وكان مجوسيا ، وطلب إسماعيل بن إبراهيم العلم .

فأخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر الهمداني ، أخبرنا أبو طاهر بن سلفة ، أخبرنا أبو علي البرداني ، أخبرنا هناد بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، قالا : حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف ، أنه سمع البخاري يقول : سمع أبي من مالك بن أنس ، ورأى حماد بن زيد ، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه .

قلت : وولد أبو عبد الله في شوال سنة أربع وتسعين ومائة قاله أبو جعفر محمد بن أبي حاتم البخاري ، وراق أبي عبد الله في كتاب : " شمائل البخاري " ، جمعه ، وهو جزء ضخم . أنبأني به أحمد بن أبي الخير ، عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي ، أن محمد بن طاهر الحافظ أجاز له ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن خلف ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن مهرويه الفارسي المؤدب ، قدم علينا من مرو لزيارة أبي عبد الله السلمي ، أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، حدثنا جدي ، قال : سمعت محمد بن أبي حاتم ، فذكر الكتاب فما أنقله عنه ، فبهذا السند .

ثم إن أبا عبد الله فيما أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمائة أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ ، أخبرنا [ ص: 393 ] أحمد بن محمد بن حفص ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان ، أخبرنا خلف بن محمد ، حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل البلخي ، سمعت أبي يقول : ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره ، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل -عليه السلام- ، فقال لها : يا هذه ، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ، أو كثرة دعائك -شك البلخي - فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره .

وبالسند ، الماضي إلى محمد بن أبي حاتم ، قال : قلت لأبي عبد الله : كيف كان بدء أمرك ؟ قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب . فقلت : كم كان سنك؟ فقال : عشر سنين ، أو أقل . ثم خرجت من الكتاب بعد العشر ، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره . فقال يوما فيما كان يقرأ للناس : سفيان ، عن أبي الزبير ، عن إبراهيم ، فقلت له : إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم . فانتهرني ، فقلت له : ارجع إلى الأصل . فدخل فنظر فيه ، ثم خرج ، فقال لي : كيف هو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي ، عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني ، وأحكم كتابه ، وقال : صدقت . فقيل للبخاري : ابن كم كنت حين رددت عليه ؟ قال ابن إحدى عشرة سنة . فلما طعنت في ست عشرة سنة ، كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع ، وعرفت كلام هؤلاء ، ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها ، وتخلفت في طلب الحديث . 

  [ ص: 394 ] سمع ببخارى قبل أن يرتحل من مولاه من فوق عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي ، ومحمد بن سلام البيكندي ، وجماعة ، ليسوا من كبار شيوخه .

ثم سمع ببلخ من مكي بن إبراهيم ، وهو من عوالي شيوخه . وسمع بمرو من عبدان بن عثمان ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وصدقة بن الفضل ، وجماعة .

وبنيسابور من يحيى بن يحيى ، وجماعة .

وبالري إبراهيم بن موسى .

وببغداد إذ قدم العراق في آخر سنة عشر ومائتين من محمد بن عيسى بن الطباع ، وسريج بن النعمان ، ومحمد بن سابق ، وعفان .

وبالبصرة من أبي عاصم النبيل ، والأنصاري ، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي صاحب ابن عون ، ومن محمد بن عرعرة ، وحجاج بن منهال ، وبدل بن المحبر ، وعبد الله بن رجاء ، وعدة .

وبالكوفة من عبيد الله بن موسى ، وأبي نعيم ، وخالد بن مخلد ، وطلق بن غنام ، وخالد بن يزيد المقرئ ممن قرأ على حمزة . [ ص: 395 ] وبمكة من أبي عبد الرحمن المقرئ ، وخلاد بن يحيى ، وحسان بن حسان البصري ، وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي .

وبالمدينة من عبد العزيز الأويسي ، وأيوب بن سليمان بن بلال ، وإسماعيل بن أبي أويس . وبمصر سعيد بن أبي مريم ، وأحمد بن إشكاب ، وعبد الله بن يوسف ، وأصبغ ، وعدة .

وبالشام أبا اليمان ، وآدم بن أبي إياس ، وعلي بن عياش ، وبشر بن شعيب ، وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس ، وأحمد بن خالد الوهبي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وأبي مسهر ، وأمم سواهم .

وقد قال وراقه محمد بن أبي حاتم : سمعته يقول : دخلت بلخ ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا ، فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم .

قال : وسمعته قبل موته بشهر يقول : كتبت عن ألف وثمانين رجلا ، ليس فيهم إلا صاحب حديث ، كانوا يقولون : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص .

قلت : فأعلى شيوخه الذين حدثوه عن التابعين ، وهم أبو عاصم ، [ ص: 396 ] والأنصاري ، ومكي بن إبراهيم ، وعبيد الله بن موسى ، وأبو المغيرة ، ونحوهم .

وأوساط شيوخه الذين رووا له عن الأوزاعي ، وابن أبي ذئب ، وشعبة ، وشعيب بن أبي حمزة ، والثوري .

ثم طبقة أخرى دونهم كأصحاب مالك ، والليث ، وحماد بن زيد ، وأبي عوانة .

والطبقة الرابعة من شيوخه مثل أصحاب ابن المبارك ، وابن عيينة ، وابن وهب ، والوليد بن مسلم .

ثم الطبقة الخامسة ، وهو محمد بن يحيى الذهلي الذي روى عنه الكثير ويدلسه ، ومحمد بن عبد الله المخرمي ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، وهؤلاء هم من أقرانه . وقد سمع من أبي مسهر ، وشك في سماعه ، فقال في غير " الصحيح " : حدثنا أبو مسهر أو حدثنا رجل عنه . وروى عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني ، لقيه بالعراق ، ولم يدخل الجزيرة . وقال : دخلت على معلى بن منصور الرازي ببغداد سنة عشر . [ ص: 397 ]

روى عنه خلق كثير ، منهم : أبو عيسى الترمذي ، وأبو حاتم ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، وصالح بن محمد جزرة ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين ، وإبراهيم بن معقل النسفي ، وعبد الله بن ناجية ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وعمر بن محمد بن بجير ، وأبو قريش محمد بن جمعة ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، ومحمد بن يوسف الفربري راوي " الصحيح " ، ومنصور بن محمد مزبزدة ، وأبو بكر بن أبي داود ، والحسين والقاسم ابنا المحاملي ، وعبد الله بن محمد بن الأشقر ، ومحمد بن سليمان بن فارس ، ومحمود بن عنبر النسفي ، وأمم لا يحصون . وروى عنه مسلم في غير " صحيحه " . وقيل : إن النسائي روى عنه في الصيام من " سننه " ، ولم يصح ، لكن قد حكى النسائي في كتاب " الكنى " له أشياء عن عبد الله بن أحمد الخفاف ، عن البخاري .

وقد رتب شيخنا أبو الحجاج المزي شيوخ البخاري وأصحابه على المعجم كعادته وذكر خلقا سوى من ذكرت . [ ص: 398 ]

وقد أنبأنا المؤمل بن محمد وغيره أن أبا اليمن اللغوي أخبرهم ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي الحرشي بنيسابور ، سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد البلخي ، يروي عن محمد بن يوسف الفربري ، أنه كان يقول : سمع كتاب " الصحيح " لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل ، فما بقي أحد يرويه غيري .

وقال محمد بن طاهر المقدسي : روى " صحيح " البخاري جماعة ، منهم : الفربري ، وحماد بن شاكر ، وإبراهيم بن معقل ، وطاهر بن محمد بن مخلد النسفيان .

وقال الأمير الحافظ أبو نصر بن ماكولا : آخر من حدث عن البخاري ب " الصحيح " أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البزدي من أهل بزدة . وكان ثقة ، توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة .

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي بقراءتي ، أخبرنا أبو بكر زيد بن هبة الله البغدادي ، أخبرنا أحمد بن المبارك بن قفرجل ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان -يعني : الثوري- عن أبي بردة ، قال : أخبرني جدي أبو بردة ، عن أبيه أبي [ ص: 399 ] موسى قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . -وشبك بين أصابعه ، وكان جالسا ، فجاءه رجل أو طالب حاجة ، فأقبل علينا بوجهه- فقال : اشفعوا فلتؤجروا ، وليقض الله على لسان رسوله ما شاء .

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الهاشمي ، أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي ببغداد ، أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد ، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا حماد ، عن يونس وحبيب ، ويحيى بن عتيق ، وهشام عن محمد بن سيرين ، عن أم عطية ، قالت : أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تخرج ذوات الخدور يوم العيد . قيل : فالحيض؟ قال : يشهدن الخير ، ودعوة المسلمين .

هذان حديثان صحيحان من عالي ما وقع لنا من رواية أبي عبد الله سوى " الصحيح " . [ ص: 400 ]

وأما " الصحيح " فهو أعلى ما وقع لنا من الكتب الستة في أول ما سمعت الحديث ، وذلك في سنة اثنتين وتسعين وستمائة . فما ظنك بعلوه اليوم وهو سنة خمس عشرة وسبعمائة!! لو رحل الرجل من مسيرة سنة لسماعه لما فرط . كيف وقد دام علوه إلى عام ثلاثين ، وهو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في شيء كثير من الأحاديث; وذلك لأن أبا عبد الله أسن الجماعة ، وأقدمهم لقيا للكبار ، أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عن رجل عنهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق