الثلاثاء، 8 فبراير 2022

 

مفهوم التربية وأهدافها

محمد لؤي الشواهين

مفهوم التربية :- هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه. فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.

التربية من وجه نظير بعض فلاسفة التربية :- ومن أهم :-

أفلاطون :- وهو يقول ان التربية تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال .
لودج :- ان التربية لها معنان وهي تعامل الانسان مع البيئة المحيط به وهذا مفهوم واسع له أما التربية بمعناها الضيق فيقصد به في التعليم المدرسي .
ميلتون :- فيقول أن التربية السليمة هي التي تؤدي الإنسان إلى بر الأمان في السلم والحرب بصورة مناسبة وماهرة عالية .
توماس الإكويني : الهدف من التربية هو تحيقيق السعادة بغرس كل الأفكار العقلية والمعرفية له .
هيجل :- يري ان العمل الجماعي هو انسب شئ .
هرمان هورن :- يجد هرمان أن التربية هي التفاعل مع الله لذلك يؤدي إلى تربية اخلاقة .
أما ارسطو طاليس : يعرف بأنها أعداد للعقل للتعليم كما تعد الأرض بالبذرة .
رفاعي الطهطاوي :- فيقول أن التربية هي أن تبني خلق الطفل على مايليق بالمجتمع الفاضل وأن تنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل وتمكنه من مجاورة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير .
ستورات ميل :- يقول ان التربية هي كل ما يعلمه المرء أو يعلمه لغيره .
هربرت سبنسر :- يقول هي كل نقوم به من أجل أنفسنا وكل ما يقوم به من أجلنا بغية التقرب من كمال طبيعتها .

تباين الآراء حول مفهوم التربية

نجد أن في بعض الأراء لمفاهيم التربية متضاربة معا بعضا البعض فنجد أن التربية في بعض المفاهيم للعلماء انها تنظر للتربية كانها تهذيب للأخلاق الحميدة للإنسان واخرون يرون ان التربية عمليه روحية هدفها تعميق صلة الإنسان بربه ويري البعض على انها اعداد للالتربية في بعض المفاهيم للعلماء انها تنظر للتربية كانها تهذيب للأخلاق الحميدة للإنسان واخرون يرون ان التربية عمليه روحية هدفها تعميق صلة الإنسان بربه ويري البعض على انها اعداد للإنسان للدخول في مجتمع لكي يواكبه وينظر على التربية على أنها تحقق ذات الفرد البشري لتحقيق كما سبق ذكره .
س أهم خصائص التربية او سماتها ( 1- انها عمل أنساني 2- انها نشاط متعلق بالأفراد 3- انها عملية مستمرة تلازم الإنسان طول حياته(

التطور التاريخي لهدف التربية

سنتكلم فيها حسب التسلسل التاريخي الزمني وهي كالتالي :-
أ ) التربية في العصور القديمة وكانت هناك اربع نمازج بها وهي 1- التربية الصينية وهي كانت تمتاز بأنه يجب على الفرد أن يقوم بواجبة في جميع أعمال الحياة 2- أما التربية الهندية فكانوا يعلمون أبنائهم في تحمل أعباء الحياة 3- أما التربية اليهودية فهي تتمثل في وصول الإنسان إلى المثالي النقي 4- التربية اليونانية كانوا ينقسمون إلى قسمين القسم الأول الأسبرطي وهي كانت أعداد الجندي القوي الشجاع أما القسم الثاني اثينا حيث الحكمة والفلسفة .


ب) التربية في العصور الوسطي :- وهي ظهور الأديان المسيحية التي تعد الفرد للحياة الأخري أم الثاني وهو الإسلامي وهي اعداد الفرد في حياته الدنيا والأخرة بشكل متساوي .
ج) التربية في العصور الحديثة :- تشمل هذه التربية إلى التربية في عصر النهضة وسادت فيها تربية الإنسان جسمياً وعقلياً وذوقياً وهذا في القرن الرابع عشر وخامس عشر والسادس عشر التربي في القرن السابع عشر وهي اطلق في هذا العصر التربية الواقعية وفي العصر الثامن عشر وهي نزع النزعة الإصلاحية ورفعها إلى يد حكومي أم في القرن التاسع عشر تحولت إلى النزعة العلمية بعيداً عن الفلاسفة أما في القرن العشرين هدفها تربية الإنسان .

تطور مفهوم التربية

تطورت التربية إلى عدة تحولات من أهمها التحولات التي بدأت بالأسرة ثم إلى المرحلة المتخصصة ثم انتقالها من التعلم الصغير إلى التعليم الكبير أي التعليم الجماهيري ثم إلى تحولها إلى عقل الإنسان الذي يفكر ويتعلم من الحياة التي يعيش فيها .

أهمية التربية :-

1- أنها استراتيجية كبرى لكل العالم 2- عامل مهم في التنمية الإقتصادية 3- عامل مهم في التنمية الإجتماعية 4- إنشاء الديموقراطية الصحيحة 5- وأنها ضرورة للتماسك الإجتماعي 6- توصيل الإنسان إلى مراكز اجتماعية مرموقة .

علاقة التربية بالعلوم الأخري .

أن علاقة التربية ترتبط ببعض العلوم الأخرى ومن أهمها أصول اجتماعية وأصول ونفسية واقتصادية وتاريخية وسياسية وأنهم مرتبطين مع بعضهم ارتباطا وثيقا في علية تربية النشأ للفرد .

التربية والمجتمع :-

أ – المجتمع :- لقد مر المجتمع بعدة مراحل لكي يوصل إلى المرحلة النهائية التي أستقر عليها الأفراد مرت بحشودهم ثم تجمعهم ثم المجتمع النهائي لهم الذين يعيشون لهم ويعرف المجتمع بأنه ذات ذلك البناء النظامي الذي يتكون من الأفراد والبيئة والنظم الإجتماعية .
* ب – عناصر المجتمع:- 1- البيئة الطبيعية 2- البيئة الإجتماعية 3- السكان 4- المؤسسات الإجتماعية
5- العلاقات الإجتماعية .

* ج- أنواع المجتمعات ( مجتمع الإلتقاط – مجتمع الصيد – المجتمع القروي الزراعي – المجتمع الريفي الحضري – المجتمع الحضري – مجتمع المدينة – مجتمع المدينة العظمى – المجتمع المغلق .

التنشئة الإجتماعية

هي العملية التي يتم من خلالها إكساب الوليد المحتوي الثقافي لمجتمعه وتدريبه على الولاء للنظم الاجتماعية في مجتمعة وإتقان المهارت الأساسية للتعامل والعمل في المجتمع .
ب – العوامل التي تؤثر في التنشئة الإجتماعية ( البيئة الطبيعية – الطبقة الإجتماعية – الدين – الوضع السياسي – الوضع الإقتصادي – المستوى التعليمي ، المؤسسات المجتمعية ) .
ج- خصائص عملية التنشئة الإجتماعية ( عملية تعلم أجتماعي – عملية نمو وتحول – عملية فردية وسيكولوجية – عملية مستمرة – عملية دينامية – عملية معتمدة على الفروق الفردية .
د – عمليات التنشئة الإجتماعية :- هي عملية التي يقوم بها الأباء وهي ( التدريبات الأساسية لضبط سلوك وأساليب وأشباع الحاجات – المعايير الاجتماعية والسلوك وهي عن طريق نشاط الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه – المركز وتعلم الإدوار الاجتماعية ياخذر الفرد ادوار لتشغيل مراكز رغباته في مجتمعه .
أشكال التنشئة الإجتماعية ( تختلف التنشئة الإجتماعية عن كل فرد فيها بإختلاف المجتمعات فيها سواء نامية أو متخلفة أو عقيدة ديني .
صور التشئة الإجتماعية ( صورة نظامية أو مقصودة مثل النظام المدرسي – صورة غير نظامية مثل الدور الإسري – صور مرئية وتعتمد فيها على حاسه البصر – صورة غير مرئية وهي تعتمد على السماع .

أساليب التنشئة الإجتماعية

1- السيطرة 2- الحماية الزائدة 3- تفضيل أحد الأبناء على غيره 4- الخضوع للطفل 5- التدليل 6- التذبذب في معاملة الوالدين 7- عدم ضبط سلوك الأطفال 8- المعاملة السوية والأسلوب الأمثل .

التربية والثقافة

تعريف الثقافة :- هي كل ما يرتبط بالنواحي المنظمة لحياة الإنسان المادية والمعنوية والتي تؤدي على تميز الكائن البشري وتطوره عن الكائنات الأخرى .
عناصر الثقافة ( 1- العموميات ويقصد بها تلك الأفكار والسوكيات التي يشترك فيها كل أفراد المجتمع وهي الأساس العام الذي يمييز نقافة من أخري كالمعرفة والسلوك والفكر 2- الخصوصيات ويقصد بها العناصر التي تشترك فيها طائفة أو مجموعة معينة من الأفراد لها تنظيمها الإجتماعي الخاص وتتكون من ( خصوصيات مهنية وفنية – خصوصيات طبقية – خصوصيات عقائدية – خصوصيات عرقية أو عنصرية ) 3- المتغيرات وهي التي لا تنسب إلى العموميات ولا الخصوصيات بحيث تمييز فئة معينة من الافراد في المجتمع كالفكر مثلا .
خصائص الثقافة ( إنسانية – مكتسبة – مادية ومعنوية – كل أو نسيج متداخل – اجتماعية – متنوعة المضمون – متشابهة الشكل – متغيرة ومتصلة .
التربية والتغير الثقافي :- تعتبر التغير الثقافي في أنه مهما تعددت الأسباب ذلك التغير فإن التربية تظل هي العامل الاول في احداثه وبالتالي يمكن توجه الحركة الاجتماعية الذي يؤدي الى حركة اقتصادية .
المعلم والثقافة العامة :- من أهم العوامل التي تساعد عى نضوج شخصيته من الناحية الثقافية الفكرية والإنسانية ويتضح ذلك عن طريق بعض النقاط :-
1- كثرة الثقافه لدي المعلم تساعد على النضوج الفكري
2- كثرة الثقافة ايضا تؤدي على عدم العصبية في بعض النواحي
3- كثرة الثقافة تساعد على توصيل المعلومة بين المعلم والمتعلم .
4- كثرة الثقافة تساعد على تفسير المعرفة الثقافية .
5- كثرة الثقافة تزيد العلاقة بين المثقفين .

التربية والتنمية

أولا :- التربية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية :-

1- أن التنمية الاقتصادية تعتمد على تنمية مهارات الايدي العاملة وعلى تطبيق بعض الاساليب الجديدة في مجال الزراعة والصناعية .
2- أن التطور الاجتماعية والثقافي يعتمد على النمو الاقتصادي وكذلك الامن العسكري الذي يلزمه بعض التطورات
ومن أهم عناصر التي تعتمد عليها التنمية هي ( نمو القوة العاملة – راس المال – المعلومات والمهارات المتوافرة )

ثانيا :- دور التعليم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية :-

1- زيادة الدخل القومي بصفه عامة
2- عملية استثمار للطاقات البشرية
3- دفع دخل الفرد
4- تحويل الاميين على افراد قادرين على المساهمة في المجتمع
5- تنمية الانسان واعداده للحياة في المجتمع .

ثالثا :- التخطيط :-

هو أسلوب علمي يهدف الى تحقيق اهداف محددة بغرض رفع المستوي الثقافي ولمعيشي للافراد ويتطب ذلك استخدام الموارد البشرية والمادية بكفاءة لسد احتياجات المجتمع

التخطيط التربوي :- هو التنبؤ بما ستكون عليه التربية في المستقبل والسيطرة عليها بهدف تنمية تربوية متوازنه واستغلاها الاستغلال الامثل للموارد البشرية والمادية وربط التنمية التربوية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية .

أهداف التخطيط :-

1- التنبؤ بالمستقبل وتقديم الحلول
2- التحكم في المستقبل وبنائه
3- ربط التربية بالتنمية الاقتصادية
4- الاستخدام الامثل للموارد البشرية والمادية
التخطيط العلمي :- هو عملية متصلة ومدروسة تشتمل على اساليب البحث الاجتماعي ومبادئ التربية والادارة والاقتصاد بهدف تمكين الفرد من خلال عملية التعليم .

أهداف التخطيط العلمي :-

أ – الاهداف الاجتماعية ( توفير فرص العمل – توفير التعليم الملائم – توفير الموارد البشرية – المحافظة على الطابع المميز للمجتمع – توفير كل شئ الذي يجب أن يتوافر للمجتمع ) .
ب – الاهداف السياسية ( الحفاظ على الكيان السياسي – غرس الروح الوطنية – النظر للمصلحه العامة – تنمية الوعي الاجتماعي والسياسي ) .
ج- الاهداف الثقافية :- ( الحفاظ على الثقافة الانسانية وتنميتها – ونشر الوعي التعليم ومحو الامية – تحقيق وحدة الثقافة وانتشار ونمو المعرفة ) .
د- الاهداف الاقتصادية ( توفير احتياجات البلاد من القوى البشرية – تزويد الفرد بالخبرات والمهارات – الاستثمار الكامل للقوي البشرية – تنشيط البحث العلمي – تقليل تكاليف التعليم ).
أهمية تخطيط القوي العاملة :-
1- توفير عناصر مدربة مهارية فنية
2- مواكبه العصر بسبب وجود انشطة مساعدة مثل الحاسوب
3- تناسب القوي العاملة المناسبة المدربة في العصر فالتالي لا يوجد بطاله
4- تعمل على وجود اجهزة تعلميية تناسب احتيجاجات التي تتطلبها التنمية من القومي العاملة .

مؤسسات التربية ووسائطها

اولا : المؤسسات التربوية غير النظامية

تعرف بانها التربية غير المقصودة التي تتم خارج المدرسة .مثل ما يلي:-
أ- الاسرة تنقل العوامل الوراثية حيث يكتسب الطفل جو الاسرة عن طريق الحركة ودلالات كما يكتسب افكارا واقعية تنقل للطفل بعض المعارف الثقافية له واشباع حاجات الطفل .
ب – دور العبادة :- تلعب المساجد والكنائس في تفعيل قيمة المادئ المعرفية التربوية لدي المجتمعات لانها تشبع عملية الثقافة الدينية
ج- جماعية الاصدقاء :- يكتسب الاصدقاء بعضهم البعض بعض السلوكيات وذلك لقرب اعمارهم مع بعض .
د- وسائل الاعلام :- وهي تؤدي الى برامج توعية تربوية للشباب والاطفال من جميع النواحي الروحية.
هـ- مؤسسات المجتمع الديني :- وهي مثل المؤسسات الازهرية التي يكون فيها الطفل من الصغر فيربي على اساس التربية الدينية من الصغر .
و- المراكز الثقافية والمعارض :- مثل المكتبات العامة منديات ثقافية والمعارض والمتاحف التي لها دور بارز في التنمية الاقتصادية .

ثانياً :- المؤسسات التربوية النظامية ” التربية المدرسية ”

أ‌- تاريخ نشوء المدرسة : وهي العملية التربوية التي تتم بعيد عن الاسرة مثل المؤسسات والمصانع وهذا عندما يعجز دور الاسرة في تربية اطفالهم .
ب‌- ماهي المدرسة :- هي مؤسسة نظامية اجتماعية تربويه انشاها المجتمع او الحكومة لتربية الأفراد وتنشئتهم في اطار مناهج وبرامج محددة
ج- وظائف المدرسة :- ( المحافظة على التراث الثقافي – تجديد التراث الثقافي – تبسيط الثقافة – تنمية المجتمع – تنمية أساليب الإبداع )

ثالثا :- التكامل بين التربية النظامية وغير نظامية :-

ان التربية النظامية ولا النظامية دورين مرتبطين ببعضهما اولا في البيت ثم ينتقل الى المدرسة وما بين البيت والمدرسة يتلقي النشأ كثيرا من المعومات ويكتسبون كثيرا .

التربية في الوطن العربي

تقوم التربية العربية على مجموعة من القواعد .:-
1- الاسلام ينظر اليه بانه نظرة كونية للكون
2- الفكر العربي له تاثير في فكر التربية الفلسفية
3- اثار الاستعمار له تاثير على العالم العربي في الناحية التربوية
4- التربية العالمية المعاصرة لها تاثير في التربية
5- يجب ان توافق التربية العربية بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية

حاجات المجتمع العربي

كل مجتمع عربي له اشباع من الحاجات .

أ- تعريف الحاجة :- هي شئ يسعى اليه الفرد لكي يمتلكه
ب- مشكلات الوطن العربي :- واجة الوطن العربي بعض المشكلات ومن اهمها
1- المشكلات السياسية :- وهي المشكلات التي توجد على الساحة العربية حاليا كاليان اليهودي الموجود في الامة العربية .
2- المشكلات الاجتماعية :- لا شك ان المشكلات التي ادت الى حروب وضياع للامة العربية قد ادت الى انخفاض مستوى المعيشة للفرد العربي .
3- المشكلات الاقتصادية :- بسبب ذلك ايضا عدم وجود بعض الاجهزة الحديثة للثروة الصناعية في الوطن العربي والتي يستند منها من الدول الاوربيية ويعقبها ايضا وجود مشكلات زراعية وصناعية .

اهداف التربية العربية

1- التربية بالتراث العربي
2- تحسين نوعية التعليم وتطويره
3- ربط التعليم بمطالب المجتمع
4- تطوير الإدارة التربوية
5- التعاون العربي الثقافي
6- الافادة من التجارب العالمية والتعاون مع الدول الاخري

تحديات فلسفية أمام التربية العربية وهي

1- ضعف الاستيعاب
2- تنويع التعليم الثانوي
3- التعليم الجامعي في خدمة التنمية
4- ضعف المستوى التعليمي
5- تدني مستوى الخريجين
6- تعميم التعليم

إستراتيجية تطوير التربية في الوطن العربي

1- ضرورة الإصلاح والعلاج لمواجهة عقبات وتحديدات النظام التربوي
2- قومية العلاج
3- البعد عن عملية التقليد في عملية الإصلاح التربوي
4- الملائمة بين الكيف والكم
5- الاعتماد على أسس ومناهج موضوعية
6- ربط العلمية التعليمة بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية
7- تشجيع البحث العلمي المؤسسي .

 إن التربية من أهم المهام المرتبطة بالوالدين وأخطرها، وهي تمثل مسؤولية كبيرة على الوالدين؛ لما فيها من صعوبات وتعقيدات ومشكلات، ولا بد وأن الأهالي جميعهم يشتركون في الهدف نفسه، ألا وهو تربية أبنائهم تربيةً سليمةً وتنشئتهم بأفضل السُبل، ولا بد من وجود عوامل كثيرة تؤثر في تربية الطفل وقد تغيرها أيضًا، فما هي هذه العوامل، وما تأثيرها على الطفل؟ هذا ما سنطرحه في المقال.


ما هي العوامل التي تؤثر في تربية الأطفال؟

تؤثر العديد من العوامل في تربية الأطفال وسلوكاتهم، ومن أهمها ما يلي:


1. العامل الأسري

لا شك في أن الأسرة هي أول عالم يختلط به الطفل، وبالتالي هي أول وأهم عامل يؤثر به وبتربيته وشخصيته، فيولد الطفل وكأنه أشبه بلوحٍ أبيض يخط عليه الأهل كل شيء؛ من تصرفات، وأقوال، وأفكار، وقوانين، واهتمامات، وأخلاق، فلا بد بأن الوالدين يمثلان قدوةً لطفلهما في كل شيء، فالطفل سيقلدهما بأبسط الأمور، فإذا واظبت على أداء الصلاة كل يوم سيشعر طفلك بأهميتها، وكذلك إذا اعتدت أن تعيد الأشياء إلى أماكنها بعد الانتهاء من استخدامها، وتنظيف الغرفة بعد جلوسك فيها، بالإضافة إلى أبسط الأمور التي يمكن أن تطبقها أمام طفلك، كالابتسامة بوجه الجيران، وشكر عامل النظافة، والثناء على الآخرين، كلها أمورٌ سيخزنها طفلك تدريجيًّا في عقله الباطن، لتصبح جزءًا منه أيضًا، لهذا يجب أن يحرص الأهل دومًا، على أن يكونوا قدوةً حسنةً لأبنائهم.[١]


2. العامل الاجتماعي

من الطبيعي أن يتأثر الطفل بالعلاقات الاجتماعية من حوله، والتي ستحدد كيف سيرى العالم من خلالها، وكذلك تؤثر على تطوره في جميع المجالات؛ كعلاقاته مع والديه، وأفراد أسرته، وأقاربه، وجيرانه، إذ إن هذه العلاقات هي التي ستتيح للطفل التعبير عن نفسه، سواء أكان ذلك بالصراخ أم بالضحك أم بالسؤال أم بالحزن أم بالاحتضان، لذا ستجد الطفل الذي يعيش في بيئة منفتحة ذات علاقاتها مترابطة وقوية أكثر جرأةً وأقوى شخصيةً وأدرى بكيفية التعامل مع الآخرين ومواساتهم، على العكس من الطفل الذي يعيش في بيئة مقيدة ذات علاقات محدودة أو حتى معدومة، إذ إنه سيفقد أدنى قدرات التواصل مع الآخرين، وستضعف قدرته على التعاطي مع المواقف المختلفة، مما يجعل منه طفلًا خجولًا وانطوائيًّا وأقل تعاونًا، وفي بعض الأحيان يمكن أن تنقلب الأمور ليصبح عدوانيًّا؛ لأنه لا يعرف كيف يتصرف، أو كيف يحل الأمور، على العكس من الطفل ذي العلاقات الدافئة والمقربة، فعلى سبيل المثال عندما يروي طفلك أحداثًا وأمورًا خيالية، وتستجيب له وتتفاعل مع حديثه، فإنك بهذا ستشجعه على الاستكشاف والتجربة، وكذلك عندما تتحدث معه عن أمر يزعجك، فهذا سيجعله يتعلم كيفية التعاطف مع الآخرين، لذا يجب عليك أن تعطي طفلك مساحةً كافيةً؛ لتشكيل العلاقات على كافة المستويات، فلهذه العلاقات دورٌ كبيرٌ في تنميته وتربيته.[٢][٣]

3. العامل المادي

لا بد وأن المال أمرٌ مهمٌ جدًّا، لا سيما مع كثرة متطلبات الحياة في هذا الزمن على الرغم من قلة الموارد والدخل، مما يقسم المجتمع إلى عدة مستويات، يختلف بينها الأطفال في احتياجاتهم وإمكانية حصولهم عليها، لذا ستجد بأن للفقر آثارًا سلبيةً على صحة الأطفال ونموهم الاجتماعي والعاطفي والمعرفي والسلوكي، وعلى نتائجهم التعليمية، ومن المؤكد أن هذا يعني تأثير الفقر سلبًا على الطفل؛ كونه يفرض ضغوطًا إضافية على الأهل والأطفال على حد سواء، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية لدى الأطفال، وشعور بالنقص، وعدم الاكتفاء، كما يمكن أن تؤدي المشكلات المالية إلى مشكلات تربوية خطيرة، كالإدمان سعيًا للهروب من الواقع.[٤]


4. العامل الديني

يؤثر العامل الديني في تربية الطفل وسلوكه وتطوره العقلي والنفسي، إذ يتعرض الأطفال الذين ينتمون إلى أديان مختلفة لتجارب مختلفة؛ نتيجةً لاختلاف وتنوع العادات والقواعد ما بين الأديان، وبحكم قواعد الدين ستجد أن تربية الطفل وسلوكه واهتماماته مختلفة، مما سيغير ردة فعله على الأشياء من حوله، وكيفية تعاطيه مع الآخرين، ومواجهته للعقبات، فالطفل الذي نشأ في عائلة متدينة ستجده أنضج نفسيًّا وأكثر استقرارًا من الطفل الذي نشأ في عائلة غير متدينة أو حتى ملحدة، فالتربية الدينية ستجعل من الطفل يفكر بشكل أكثر إيجابية فيما يحدث حوله، وستجعله متقبلًا أكثر للعقبات وكذلك للآخرين باختلافاتهم وبمشكلاتهم، وستجعله أكثر قربًا من الناس، وأكثر إحساسًا بهم.[٥]


على العكس من الطفل الذي ينشأ في بيت بعيد عن التدين، ستجده يفتقد للسلام الداخلي، ويشعر بالسخط على حظه وعلى حياته؛ وذلك لأنه يرى الكون مجرد عالم مادي، يسعى فيه للكسب والإنجاز فقط، وبخسارة أي شيء فيه لن يشعر بالرضا، على العكس من الطفل الذي يؤمن بأن كل شيء يحدث سيكون خيرًا له، وبأنه سيجد العوض في أمرٍ لاحق، لربما ستجد بعض الدراسات التي تحاول أن تثبت أن الطفل غير المتدين أكثر ذكاءً وإنجازًا، لكن يجب أن تتذكر الجانب الروحي والنفسي، الذي يدفع الإنسان إلى تقبل الخسارة والفشل مما يجعله أقوى؛ ليحاول مجددًا، فستجد بأن الدين سيؤثر بشكلٍ كبير في تربية ابنك، وبتعاطيه مع الحياة والآخرين.[٥]


5. عامل البيئة المدرسية

صحيحٌ أن المسؤولية الأولى التي تقع على المدرسة تجاه طلابها هي مسؤولية أكاديمية تعليمية، إلا أن مسؤوليتها تمتد إلى التربية، ولهذا السبب تتبع المدارس لوزارة التربية والتعليم، فالهدف هو إخراج جيل على مستوى عالٍ من الأخلاق والأمانة والتعاون والعلم، فلا بد للطفل من أن يتأثر بالطريقة التي يتفاعل بها المعلمون معه، وبالطريقة التي يشجعونه بها على التفاعل مع بقية الأطفال، مما يؤثر في سلوكه ونموه وتربيته، لذا يجب أن تركز المدرسة منذ البداية على مساعدة الأطفال على تعلم التعاطف والاحترام والتقدير والنزاهة، وذلك عن طريق الأنشطة الاجتماعية والعمل بروح الفريق، كتنظيم حملات لتنظيف المساجد والشوارع والحدائق، وكذلك المشاركة في الحصص عن طريق رفع اليد فقط، فهذا سيعلمه أن يحترم الآخرين ويقدر جهودهم، كما سيجعله متقربًا منهم أكثر، وسيجعله يفهم نفسه ورغباته وطبيعته أكثر.[٦]


6. عامل الصداقات

من المعروف للجميع بأن الأصدقاء يشكلون مؤثراتٍ محورية في تربية وسلوكات بعضهم، وهذا التأثير يمكن أن يكون إيجابيًّا أو سلبيًّا، كالتأثير على التحصيل العلمي والأداء المدرسي للطفل، وقد يشجعون بعضهم على السلوكيات المنحرفة أو يثبطونها؛ كالانحراف والتعاطي، وبالمقارنة ما بين الأطفال كثيري الأصدقاء سواء أكانوا جيدين أم لا، والأطفال الذين يحتاجون إلى الأصدقاء، سنجد أن الأطفال الذين لديهم أصدقاء جيدون يتمتعون بتقدير أكبر لذاتهم، وأكثر حكمةً في التعامل مع الآخرين ومراعاةً لهم، فهو يشعر بهم ويعرف مشكلاتهم.[٧]

إ

العوامل المؤثرة على تربية الأطفال

        الأطفال هم زينة الحياة الدنيا ، وهم البهجة التي نستردها عندما نشعر بخيبات الأمل بدأت تتدفق على حياتنا ، فلا سبيل للعيش السعيد بدون الأطفال ، ولأنهم مصدر كل شيء جميل في الحياة ، كان لا بد لنا كأمهات وأباء الوقوف على مصدر سعادة أطفالنا ، من خلال تربيتهم بالطرق الصحيحة ، وتعليمهم أداب الحياة السليمة ، والمنطقية وغيرها.

فالأطفال هم النعمة التي بدونهم لا طعم للحياة ولا لون ، وبدون وجودهم تصبح الأيام عابسة ، كليالي خريفية ، بدأ يتساقط فيها ورق الشجر ، وما عاد لنا متسع من الوقت ، وهذه هي الحياة بدون أطفالنا ، فهم نعمة الحياة ، وهبة الرحمن لنا ، وهم السعادة الحقيقية التي يجلبونها للبيت ، فكيف يمكن تخيل الحياة بدونهم ، ولأنهم مصدر كل شيء جميل ، فهم يستحقون بذلك تربية صحيحة ، مبنية على أسس سليمة ، تربية نشعر من خلالها بالفخر لما وصلو إليه ، فهم إن عاشو حياة كريمة ، وتربوا بصورة صحيحة ، فذلك سيسعدهم في المستقبل ، وسيجعلهم الأهم والأبقى بين الأجيال كلها  فالتربية هي الأساس في تكوين طفل سليم ، خلقاً ، وخلقاً وتربية حسنة .

العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل، وأفراد الأسرة هم مرآة لكل طفل لكي يرى نفسه، والأسرة بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية، ولكنها ليست الوحيدة في أداء هذا الدور ولكن هناك الحضانة والمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة التي أخذت هذه الوظيفة من الأسرة؛ لذلك تعددت العوامل التي كان لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية هنالك عوامل اجتماعية، الثروة، و الدخل تملك أقوى تأثير على أساليب تربية الأطفال

 وتستخدم من قبل والديهم إنّ التربية فنٌ وعلم ولعلّها من أهَم المهام المنوطة بالوالِدَين وأخطرها. ومع أنها مسؤوليّة كبيرة على كلا الوالِدَين لما فيها من صعوبات وتعقيدات ومشاكل إلاّ أنها متعةٌ حين يشعران أنّهما يربيان أولادهم ويغدقان عليهم من العطف والحنان والرعاية ما يجعلهم ينطلقون في الحياة بثقة وثبات وصلابة إرادة.إنّ مجموع العوامل الخارجية التي تحيط بالإنسان، والتي تؤثِّر بشكل مباشر أو غير مباشر في تربيته، تُسمّى المحيط. وهذه العوامل المتعدّدة تؤثِّر في الإنسان بأنحاء مختلفة منذ انعقاد النطفة وحتى موته.

 

وأهمّ هذه العوامل المحيطة:

v    العوامل الداخلية

1)    الدين: يؤثر الدين بصورة كبيرة في عملية التنشئة الاجتماعية وذلك بسبب اختلاف الأديان والطباع التي تنبع من كل دين؛ لذلك يحرص كل الإسلام على تنشئة أفراده بالقرآن والسنة والقدوة الصالحة لسلف الأمة ومن تبعهم بإحسان.

2)    الأسرة: هي الوحدة الاجتماعية التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني؛ فهي أول ما يقابل الإنسان، وهي التي تسهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل من خلال التفاعل والعلاقات بين الأفراد؛ لذلك فهي أولى العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية، ويؤثر حجم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ولاسيما في أساليب ممارستها حيث إن تناقص حجم الأسرة يعد عاملاً من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل.

3)    نوع العلاقات الأسرية: تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الاجتماعية حيث إن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة، مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة.

v    العوامل الخارجية:

1)    المؤسسات التعليمية: وتتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة.المدرسة كالعائلة أيضاً هي عاملٌ مهمٌّ على صعيد تربية الأطفال والأحداث، على الصعيد الجسدي والروحي. وتتكوَّن البيئة المدرسيّة من عناصر مختلفةٍ؛ من المعلّم، إلى المدير والناظر والمسؤول التربويّ والموظّفين والأصدقاء، والزملاء في الصفّ، وغيرهم بحيث يمكن أن يساهموا جميعهم أو بعضهم في تشكيل شخصية الطِّفل، وفي رسم معالم منظومته الفكرية والسلوكية. وربّما اتّخذ الطِّفل أيضاً أحد هذه العناصر قدوة وأسوة له في الحياة. ويُعدّ دور المعلّم في بناء البعد الأخلاقيّ أو هدمه عند الأولاد مهمّاً جدّاً. فالمعلّم، وبسبب نفوذه المعنويّ، يُقدِّم القدوة والأنموذج للتلاميذ من خلال سلوكيّاته. فهم يتأثّرون بشدّة بكافّة الحركات والسكنات والإشارات، وحتى الألفاظ التي يستخدمها المعلّم أثناء قيامه بوظيفته التعليميّة.

2)    الرفاق والاصدقاء: حيث الأصدقاء من المدرسة أو الجامعة أو النادي أو الجيران وقاطني المكان نفسه وجماعات الفكر والعقيدة والتنظيمات المختلفة.[5]

3)    دور العبادة: مثل المساجد فإنّ الأجواء الدينيّة والمعنويّة الحاكمة على دور العبادة لها تأثير كبير في غرس النواة الأولى للتوجّهات الإيمانيّة والدينيّة في نفوس الأطفال والأحداث؛ كالمراسم الدينية، وجلسات الدعاء، وصلاة الجماعة، وأمثالها، التي توفّر الأرضية اللازمة للتربية الدينيّة والأخلاقيّة والإقبال نحو المعارف الإسلاميّة. ومن البديهيّ أن يؤدّي تواجد الشيوخ والمربّين مع الطلّاب في جلسات ومراسم كهذه إلى زيادة نسبة التأثّر والتأثير.

4)    ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد؛ لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة وفي صنع الشخصية القومية.

5)    الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث إنه كلما كان المجتمع أكثر هدوءاً واستقراراً ولديه الكفاية الاقتصادية أسهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الاجتماعية، وكلما اكتنفته الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كان العكس هو الصحيح.

6)    وسائل الإعلام: لعل أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية الآن هو الغزو الثقافي الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولاسيما التليفزيون، حيث يقوم بتشويه العديد من القيم التي اكتسبها الأطفال فضلاً عن تعليمهم العديد من القيم الأخرى الدخيلة على الثقافة وانتهاء عصر جدات زمان وحكاياتهن إلى عصر الحكاوي عن طريق الرسوم المتحركة.[5]

v    أساليب التربية

إن التربية السليمة للأطفال تخلق جيلاً واعياً ومستقبلاً أفضل للأبناء، وكل أسرة تطمح أن تربي أبناءها تربية ممتازة وصالحة، ومما يساعد على تربيتهم وتنشئتهم بشكل سليم هو أن تكون للمربي أهداف واقعية غير خيالية تتماشى وخصوصيات مراحل النمو واحتياجاتها كتنمية خصال الخير فيه وتوجيهه لبناء شخصية سوية جسمياً ونفسياً وروحياً وفكرياً.[6] أسلوب التربية الأبوية هو المناخ العاطفي الشامل في المنزل .[7] في علم النفس التنموي (Diana Baumrind) حددت ثلاثة أنماط رئيسية لتربية الأطفال في بداية نمو الطفل: وهي الموثوقية، السلطوية، والمتساهلة.

تربية الأطفال عملية مهمة جدا في مرحلة النشأة والاهتمام بها أمر لابد منه لينشأ بدون أي تعقيدات أو مشاكل نفسية وصحية ولذلك نقدم إليكم نصائح مهمة في تربية الأطفال فالتربية لها أكثر من جانب جانب مهم فى عملية تكوين الشخصية وجانب صحي من حيث النظافة والتغذية وصحة الطفل وجانب عقلي من حيث طريقة التفكير وتنمية الذكاء والمهارات ولاكتشاف طبيعة طفلك في مرحلة نموه لابد من التقرب إليه وقضاء وقت أطول معه فينشأ التعود وتقوى العلاقة وتسهل عملية التفاهم بينكم لتستطيع معرفة ما بداخله وترشده على الطريق الصحيح بدون تقييد بل بإطلاق سراح ما بداخله مع المراقبة والمتابعة والتوجيه بطرق مباشرة أحيانا وغير مباشرة أحيانا أخرى.

من الجدير بالذكر أن تعامل الأب والأم وأسلوب الحديث فيما بينهم يترك أثرا كبيرا بداخل الطفل فيجب أن يرتقوا بمستوى الحديث إن كنت ترغب في نشأة لطفلك ذات سلامة نفسية ومن الجدير بالذكر متابعة تصرفاته بجعلها إيجابية وكيف يتحول التصرف السلبي على إيجابي بعملية ترتيب الأولويات النظافة قبل الأكل والحفاظ على الهندام ومثلا محافظته على غسل أسنانه يوميا.

التزامه بوجبة الإفطار صباحا وتناول الحليب باستمرار هذا النظام عند التقييد به يصبح كأنظمة التربية يتعلم من خلالها الالتزام تجاه صحته وليشعر بالمسئولية تجاه نفسه وعليه أن يجد تلك التصرفات منكم بأن يرى الفعل فيكم أولا وعمل جو عام من العاطفة تقوى الرباط بينكم مثلا بالتعبير عن السعادة بتواجده في الأسرة.

أهمية أمره بالنسبة لوالديه فستجدون أن حبه لكم سيدفعه لفعل ما يسعدكم عندما يشعر أن تناوله وجبة الإفطار يسعدكم سيفعل ذلك بدافع حبه لوالديه ورغبته في إسعادهم والاهتمام الغذائي بالطفل والحفاظ علي صحته بمتابعة الطبيب المختص لحساسية فترة الطفولة من الجانب الصحي ولا ننسى الجانب الدينى فى تعليم خلق دينه والشخصيات التاريخية ليرى فيهم قدوته الصالحة لأن وجود شخصية لها تأثير في حياته تجعل له هدف وطريق يسلكه فلابد من مراعاة اختيار وتوجيهه للقدوة الحسنة المراد إيصاله إليها فالرعاية والتواصل والاهتمام يخلق ترابط أسرى متفاهم يسهل عليك اكتشاف المشكلة ومعالجته.
 
 

كيفية بناء شخصية الطفل

 

اللعب مفتاح نمو شخصية الطفل

يقول أستاذ علم النفس كيربي ديتر ديكارد في معهد فرجينيا بوليتكنيك وجامعة الولاية ومؤلف الإجهاد الأبوة والأمومة إنّ الأطفال من عمر ثلاث سنوات إلى خمس سنواتٍ يحصلون على الراحةِ أثناء التعبير الذاتي عن أنفسهم ببعض الكلمات، كما يمكنهم تعلم المزيد من ضبط أنفسهم في مرحلة ما قبل المدرسة، حيثُ يصبحون أقل اعتماداً على الآخرين، ويزيد اعتمادهم على أنفسهم، ويتعلمون كيفية تهدئة أنفسهم في لحظات الحماس، أو الخوف، أو الشعور بالضيق، وفي اللحظات العاطفية وتقديم ردود الأفعال، كما يكتسبون مهارة بناء الثقة بالنفس، ويصبح لديهم خبرات في التعامل مع الآخرين، ومن البديهي أنّ شخصية الطفل خلال هذه الفترة تنمو من تلقاء نفسها بشكلٍ طبيعي إلا أنّه يمكن لكثيرٍ من الأمور المساعدة في بناء شخصية الطفل، ويُعتبر اللعب مهماً في بناء شخصية الطفل فله دور كبير في تنمية شخصيته كما تقول طبيبة الأطفال تانيا ر. ألتمان، ومن خلال إجاباتها على استفسار عددٍ من الأسئلة حول تنمية شخصية الطفل وضحَّت أنّ منح الطفل وقتاً للعب هو مفتاح مساعد لبناء وتنمية شخصيته بشكلٍ كبير، كما يمنحه دفعةً إلى الأمام لتطوير النمو العقلي، والإدراكي، والجسدي، والعاطفي، والخيالي، ويساعده على اتخاذ القرارات، والاعتماد على ذاته، واستكشاف كلِّ ما هو جديد، كما يقول ديتر ديكاد إنّه على الأهل أن يعلموا دائماً أنّ طفلهم متميز ومتفرد بصفاته عن غيره، فيوضح بأنّ الأطفال يختلفون عن بعضهم بطريقةٍ ما تُميز كلِّ طفلٍ على حدة، وأنّ للأهل دوراً في تنمية وتعزيو شخصية الطفل بما يستجيب مع نقاط القوة الخاصة بكلّ طفل.[١]

المحيط الأسري السليم والأبوة الإيجابيّة

تعتبر تنمية شخصية الطفل هي خلاصة نتائجه الإدراكية، والمعرفية، والمزاجية التي تُعبر عن ذات الطفل ونفسه، وعن عالمه المحيط به وعن المستقبل، وتتأثر تنمية شخصية الطفل مع الأشخاص الذين يقدمون له الرعاية الأساسية في أول خمس سنواتٍ من عمرهم، كما أنّ مزاج الأطفال العام يؤثر في سلوكهم، وازدهار شخصيتهم وتطورها، وبشكلٍ عام تختلف مستويات الطاقة لدى الأطفال، وقد تحتاج تدخلاً وضبطاً من قبل الأهل بشكلٍ سليم، وللبيئة المحيطة بالطفل والجو الأسري العام دوراً أكبر في تنمية مهارات وشخصية الطفل، كما قد يكون لبيئة الطفل المحيطة دور سلب على تنمية شخصية الطفل، ولها أكبر تأثير في السلوك المختلف، فضلاً على ذلك لمزاج الطفل مع البيئة المحيطة به أثر كبير في تنمية مفهوم الذات لديه وهو العنصر الأساسي الحاسم في صقل شخصيته، كما يتأثر مفهوم الطفل عن نفسه وتعبيره عن ذاته بالبيئة المحيطة به، وخلال فترة المراهقة وفي عمر العشرين تختلف طريقة تعبير الأطفال عن ذاتهم وترتبط بالطريقة التي يجدون عليها أقرانهم، كما يُعتبر رفض الأقران من الأهل بالنسبة للأبناء ليست مجرد نوبة غضبٍ عارمة إنما طمس هويتهم بشكلٍ كامل، لذا يتبين من كلّ ما سبق بأنّ سيطرة الأبوين تكمن من خلال تشجيعهم للأبناء ودعمهم معنوياً لبناء مفهومهم الذاتي المستقل وحسن التربية، ودعمهم في شتى الأمور هو الأمر الحاسم في بناء شخصيتهم.[٢]

إنّ للأبوة السليمة دوراً إيجابياً في تنمية قدرات الطفل، وتطوير بيئتهم الذاتية التي توصلهم إلى تقدير أنفسهم واحترام ذاتهم، كما أنّ مد يد العون وتقديم الدعم المستمر يساعد الأطفال بتعدي مرحلة المراهقة بدون أيِّ اضطراباتٍ أو مُنغصاتٍ بين أقرانهم، كما يُساعد منح الأطفال الثقة من المنزل السليم على اكتساب مزيد اًمن الثقة بأنفسهم وهو أساس وداعم قوي لبناء شخصية الطفل، وباختصار إنّ تعلم الطفل التعبير بإيجابية عن ذاته يمنحه احتراماً لنفسه وتقديرا لها، ويمنحه بالشعور بالرضا عن نفسه وبالتالي سيكون راضٍ عن العالم حوله، وجميعها أسباب تُقلل من الصراعات التي تعيق التنمية النفسية والاجتماعية للأطفال.[٢]

مواضيع قد تهمك

الطفل الواثق من نفسه محترم لذاته

الثقة واحترام الذات هما مفتاحا النجاح لبناء شخصية الطفل، ومفتاحا النجاح لحياة الشخص البالغ، لذا فإنّ تعليم الطفل على احترام ذاته ونفسه هو هويته إلى عالمٍ صحي وعقلي سليم، وحياة اجتماعية سليمة، كما أنّ الشعور بالرضا عن النفس له أكبر الأثر في تصرفات الطفل وتعامله مع الآخرين ومع من حوله بإيجابية، لذا على الأهل أنّ يعلمو طفلهم دائماً كيف يُنمي صورته الذاتية عن نفسه، ويُعتبر الأبوان المصدر الأساسي لتحسن قيمة الطفل واحترامه لذاته، وخلق طفلٍ واثقٍ من نفسه، ومتحكمٍ في متصرفاته، وفي حال بناء صورةٍ متزعزعةٍ عن النفس فهذا يشير إلى عثراتٍ عديدة في سلوك الطفل، وقد لا تكون المشكلة محصورة في الأبناء فمعظم الأبناء الذين يعانون من مشاكلٍ سلوكية يعانون أبويهم من ضعف الذات، باختصار تعتبر الصحة الذاتية طريق النجاح للوصول لجميع مراحل الحياة، تعطي القيمة بالنفس، وتؤدي للتفاعل بشكلٍ سليم مع الآخرين، والنجاح خلال المراحل الدراسية، والتقدم في العمل والحياة العملية، وفيما بعد بالزواج، نجاح يرتبط بالنظرة الصحية والصحيحة للذات بعيدةٍ كل البعد عن النرجسية، أو التعجرف، أو الغرور.[٣]


انماط الشخصية عند الاطفال

انماط الشخصية عند الاطفال

الشخصية هي مجموعة من السمات التي تجعل كل فرد منا فريدًا، وهي عامل قوي في تحديد كيفية تفاعلنا مع العالم.

الطريقة التي يتصرف بها الطفل، في ظروف مختلفة أو محيط معين هي مرآة تعكس نمط شخصيته، ولا يمكن للوالدين تغييرها، ولكن بالتعرف عليها، يستطيعون أن يتقربوا من طفلهم ويوجهوه (دينياً، سلوكياً وأخلاقياً)، ويعد نمط الشخصية مفتاح لباب مستقبل طفلهم المشرق، وإعداد شخص سليم عقلياً وجسدياً ونفسياً.

انواع شخصية الطفل

النوع الأول: الطفل المحب المرح:

  • الطفل المرح هو متحمس ومشرق واجتماعي.
  • أوقاته مليئة بالأفكار وهي مرحة ومتحركة.
  • في بعض الأحيان، يمكن النظر إلى طاقاتهم على أنها خطأ، عندما لا يرغبون في الجلوس أو عندما يقاطعونك لمشاركة أفكارهم.
  • لكن الآباء والأقارب يحبون هذه الإثارة ولا يعتبروها عيباً، وذلك يساعدهم في التطور إلى أشخاص بالغين مبدعين وسعداء.

(إن شعار الطفل المحب للمرح هو: لدي فكرة جديدة ويمكننا فعل ذلك!)

ميزات تدل على نمط شخصية الطفل المرح:

  • فضولي ويحب اللمس والاستكشاف.
  • يحب الضجيج والضحك واللعب.
  • مبدع وخيالي ولا يحب التقليد.
  • حريص على إرضاء الآخرين، ويحب عندما يكون الآخرون سعداء ويحتاجونه بشكل خاص ليكونوا سعداء.
  • لديه العديد من الأصدقاء.

طرق التواصل مع الأطفال المحبين للمتعة:

  • مدح أفكارهم الجيدة وتشجيعهم على مشاركة تلك الأفكار مع الآخرين.
  • كن متفهماً. عندما يبدأ في عمل شيء ثم يقرر التخلي عنه فجأة، فهذه عملية استكشاف لما يتناسب معه.
  • استمتع معه! انزل لمستواه أو انضم إلى لعبه الإبداعي.
  • كن ممتناً للطاقات الإيجابية التي يحاول جلبها إلى العائلة.
  • امنحهم الحرية لاستكشاف واختبار إبداعاتهم وأفكارهم.

ما هي أفضل طرق علاج الإمساك عند الأطفال والرضع؟

النوع الثاني: الطفل الحساس:

  • يتمتع الطفل الحساس بشخصية هادئة وطبيعية، وغالباً ما يطلق عليهم اسم "صانع السلام" للعائلة لأنهم لا يحبون الصراع.
  • الطفل من النوع الثاني يتأرجح مع العواطف الرقيقة.
  • عادة ما يكونون أكثر هدوء، وغالباً ما يطلب منهم "التحدث بصوت أعلى" أو "الإسراع". يفعلون الأشياء في وقتهم الخاص.
  • قد يشعر أحد الوالدين بالإحباط عندما يطلب من طفله من النوع الثاني أن ينظف غرفته ويعود بعد 15 دقيقة للعثور عليه دون أن يفعل ذلك.
  • عندما تتعرف على شخصية طفلك "الحساسة" الفطرية فإنها تساعدك على فهم سبب قيامه بالأشياء التي يقوم بها.
  • شعار الطفل من النوع الثاني هو: سأشاهده، وأراقبه، ثم أعد خطة.

بعض الأدلة التي تكشف أن الطفل من نمط شخصية الطفل الحساس:

  • لديه سلوك هادئ.
  • يحب التخطيط ويمكن أن يستغرق التخطيط في بعض الأحيان وقتاً طويلاً.
  • قلق. يحب معرفة كل موقف حتى يتمكن من الاستعداد له.
  • التناقض في المنزل يزعجهم كثيراً.

أفضل طريقة للتواصل مع طفل حساس:

  • مشاعرهم مرهفة وحساسين جداً لذلك يجب حمايتهم من الانتقاد والسخرية.
  • اجعله يشعر بالأمان. دعه يعرف أنك موجود من أجله ودائماً معه في أي موقف.
  • لا تقدم له شيء جديد من دون أن تشرح له بالتفصيل، إلى أن يبدأ في التجاوب معك، أما بالأسئلة أو بطرح أفكاره (يفضل الاستعداد والتحضير). فهو مستمع جيد ولا ينسى.
  • توفير مكان هادئ له. من المستحيل أن يكون المنزل هادئاً طوال الوقت، ولذلك يجب أن يكون لديه غرفة يستطيع طفلك الحساس الدخول إليها عندما تصبح الأمور مزعجة بالنسبة له.
  • لا تدفعه ليكون أكثر انفتاحاً. سوف يجرب الأشياء بأسلوبه الخاص.

النوع الثالث: الطفل قوي الإِرادة؛ المصمم:

  • الطفل من النوع الثالث هو الأكثر بروزاً.
  • عنيد بطبيعة الحال، يفضل النشاط الجسدي وكثيراً ما يتمرد على الأوامر لينجز شيء ما بطريقته الخاصة.
  • عادة ما يطلب منه "التهدئة" أو "توقف عن المطالبة بذلك".
  • شعار الطفل قوي الإِرادة هو: (دعنا نحصل على نتائج!).

ميزات نمط شخصية الطفل قوي الارادة:

  • لديه إرادة قوية.
  • سوف يسعى وراء عدة أهداف كبيرة في وقت واحد.
  • يكون هذا النوع من الشخصيات الأكثر نشاطاً ومغامرة، فهو دائماً جاهز للذهاب والقيام والاستكشاف!
  • دائماً يرغب في تجربة المناصب القيادية في المدرسة أو المنزل أو أثناء اللعب.
  • محفز ذاتياً ولا يحتاج إلى تحفيز من الآخرين.
  • مختصر واضح وصريح.

أفضل طريقة للتواصل مع الطفل قوي الارادة:

  • حاول ألا تدع شخصيتك العنيدة تتواجه بعنف مع شخصيته العنيدة.
  • بدلا من الكفاح من أجل السيطرة عليه، حاول إعطاء الطفل قَوِيّ الْإِرَادَة حرية أكثر في اكتشافه لنفسه.
  • تحدث معه عن أهدافه.
  • شجع ثقته وشغفه.
  • بدلاً من الاستجواب، "هل تعتقد أن هذه فكرة جيدة؟" جرّب عرض ما يلي: "أنا متحمس من أجلك، وأنا هنا لمساعدتك! ولكن هل فكرت في ... "

اقرا ايضاً :

إضاءة على الاضطرابات المزاجية عند الأطفال

النوع 4: الطفل الجدي:

  • الطفل المائل بشكل أكثر للجدية هو منطقي ومستقل ومركّز.
  • غالباً ما يتعجب الناس من كيفية "نضجهم نسبه لأعمارهم". فلهم السلطة على العديد من الأمور ويتلذذون بالكمال.
  • شعار الطفل الجدي هو: (دعنا نرى ما هو هذا، دعنا نحلله، أنا أعرف طريقة لجعله أفضل).

ميزات نمط شخصية الطفل الجدي:

  • لا يكون خفيف ومرح مثل الأطفال الآخرين.
  • يكون جامد وغير مرن عندما يتعلق الأمر بعمل بالواجبات.
  • هو أو هي يمثلون الكمال الفطري.
  • في كثير من الاحيان يبدأ بالنقد، قبل تقديم مقترحة في تحسين شيء ما.
  • يحب ترتيب الأشياء (لعبة السيارات والطباشير الملون، إلخ) على طريقته الخاصة.

أفضل طريقة للتواصل مع الطفل الجدي:

  • حاول أن تتصل به عقلياً قبل أن تتواصل معه عاطفياً. افهم ما يفكر به بدلاً من معرفه مشاعره.
  • يحب ويقدر احترام الكبار له؛ دعه يعرف أنك تحترم أفكاره وآرائه.
  • عند التواصل معه، تحدث بلغة منطقية يفهمها. بعض الأطفال من أنماط أخرى يستجيبون على سبيل المثال للآتي: "سوف تجعلني سعيدة للغاية إذا قمت بتنظيف غرفتك"، أما الطفل من نمط الشخصية الجدية سيستجيب بشكل أفضل إلى الجملة الآتية: "أنا بحاجة إليك، نظف غرفتك لأنها تشكل خطراً علي، فقد أسقط على الأرض أو يلتوى كاحلي".
  • اسأل عن آرائهم وحلولهم في كثير من الأحيان.

 

الأساليب والاتجاهات الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي :
1- التسلط
2- الحماية الزائدة
3- الإهمال
4- التدليل
5- القسوة
6-التذبذب في معاملة الطفل
7-إثارة الألم النفسي في الطفل
8-التفرقة بين الأبناء وغيرها ...
فكونوا معنا.....


التسلط أو السيطرة


ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات

 

كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين


ايضا عندما يفرض الوالدين على الابن تخصص معين في الجامعة اودخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي او الأدبي...او .... او ...... الخ


ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلاً


ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية ...
ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر...
وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة ...
كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة ..
وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز ..
وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها .


الحماية الزائدة


يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرارة بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره :
كحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال

 

وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .....الخ


وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط


كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه


وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .


الإهمــــــال


يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم


فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور


والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي


ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم


وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل


وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات


ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين .


إثارة الألم النفسي


ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة
ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم
وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها .


التذبذب في المعاملة


ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى


وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك
وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله )

ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .


التفرقة


ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة

 

وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها .

 

صراخ الأمهات في البيوت !!!!

ظاهرة جديدة تسللت إلى حياتنا وبيوتنا وأصبحت مرضا خطيرا بل وباء مزعجا ينتشر :النار في الهشيم ، الظاهرة الصراخ المستمر للزوجة " الأم" طوال اليوم حتى لا يكاد يخلو منه بيت أو تنجو منه أسرة لديها أطفال في المراحل التعليمية المختلفة .

 

ففي معظم بيوتنا الآن وبسبب الأعباء المتزايدة على الأم بسبب العمل وصعوبة الحياة وسرعة إيقاعها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والضغوط النفسية المتزايدة ، وربما أيضا بسبب طموحات المرآة التي تصطدم غالبا بصخرة الواقع المر والمعاكس ، بالإضافة إلى مسئولية الأم في مساعدة أطفالها في تحصيل وفهم استيعاب دروسهم ودس المعلومات في رؤسهم بعد ان فقدت المدرسة دورها ، الأمر الذي جعل الأم في موقف صعب لا تحسد عليه ، فكيف لها بعد يوم عمل شاق وطويل ومعاناة في العمل وفي الشارع في رحلتي الذهاب والعودة ، وربما بسبب القهر الذي تشعر به من الرجال تجاهها خارج المنزل، وأحيانا داخله ، كيف لها بعد كل ذلك أن تقوم بدورها في تربية وتنشئة أطفالها وتقويم سلوكياتهم وإصلاح " المعوج" منها امام طوفان من التأثيرات السلبية تحيط بهم من كل جانب في زمن القنوات المفتوحة والدش والإنترنت والموبايل والإعلانات الاستفزازية ؟؟

 

وكيف لها بعد ان تعود إلى بيتها مرهقة ومنهكة وغالبا محبطة ان تدرس الدروس والمعلومات والإرشادات والتوجيهات في عقول أبنائها في برشامة مركزة يصعب عليهم غالبا ابتلاعها !

 

وهنا ظهر المرض ومعه الكثير من الأمراض المختلفة ، وكثرت الضحايا وامتلأت عيادات الأطباء بأمهات معذبات تجمعهن غالبا ظروف متشابهة وهي انشغال الأب بعمله أو سفره للخارج ، واعتقاده الخاطئ ان دوره يقتصر على توفير الأموال لأسرته واعتماده الكامل على الزوجة في التربية والتنشئة ومساعدة الأطفال في تحصيل دروسهم ..

الأمر الذي شكل عبئا كبيرا على الزوجية وضغطا مستمرا على أعصابها الخطورة هنا أنه مع تطور أعراض المرض والتي تبدأ كالعادة " ذاكر يا ولد .. ذاكري يا بنت أسكت يا ولد حرام عليكم تعبتوني ...الخ

 

تقوم الأم ذلك بانفعال وحدة ثم بصوت عال ورويدا رويدا تبدأ في الصراخ وتفقد أعصابها تماما وتتحول الحياة في البيت إلى جحيم ..
وهنا يبدأ الأطفال في الاعتياد على الصراخ ويتعايشون معه فهم يصبحون عليه ويمسون عليه " اصحي يا ولد الباص زمانه جاي .. نامي يا بنت عشان تصحي بدري " اطفي التليفزيون يا بني آدم ابقوا قابلوني لو فلحتم الخ المهم في هذا الجو يبدأ كبار الأطفال في التعامل مع أشقائهم الأصغر بأسلوب الصراخ .

( وهنا يزداد صراخ الأم للسيطرة على الموقف .. ولو فكر أحد يوما في أن يستعمل السلم بدلا من المصعد للصعود إلى شقته فسوف يسمع صراخا يصم الأذنين ينبعث من معظم الشقق وعندما يحضر الأب بعد يوم شاق واجه خلاله ضوضاء وصراخا في كل مكان في العمل في الشارع ويكون محملا غالبا بمشاكل وصراعات واحباطات وربما أيضا بصراخ الضمير في زمن أصبح الماسك فيه على دينه ,أمانته ونزاهته واخلاقه كالماسك الجمر بيده أو بكلتا يديه المهم عند عودة الاب يحاول الجميع افتعال الهدوء تجنبا لمواجهات حتمية قد لا تحمد عقباها ، ولكن لان الطبع يغلب التطبع ، لان المرض يكون قد أصاب كل أفراد الأسرة ..

فان الأب يفاجأ بالظاهرة بعد ان أصبحت مرضا مدمرا فيبدأ المناقشة مع زوجته .

ماذا حدث ؟ وما الذي جرى لكم؟ صوتكم واصل للشارع ؟


فــتبكي الزوجة المسكينة وتنهار وتعترض : نعم أنا أصرخ طوال النهار أنا قربت أتجنن ولكنه الأسلوب الوحيد الذي أستطيع التعامل به مع أولادك

أقعد معانا يوم وجرب بنفسك وهنا ربما يحاول الزوج احتواء الموقف ودعوة زوجته المنهارة للهدوء وربما يطيب خاطرها بكلمة أو كلمتين ولكن - وهذا هو الأغلب حدوثا للآسف – ربما ينحرف الحوار إلى الجهة الأخرى خاصة عندما يؤكد الزوج لزوجته أنه هو الآخر على أخره وتعبان ومحبط وعايز يأكل وينام وهنا قد تصرخ الزوجة حرام عليك حس بيه شويه أتكلم أمتي معاك ؟

ساعدني انا محتاجة لك ويرد الزوج غالبا وأنا محتاج لشوية هدوء حرام عليك أنت وكلمة وكلمتين يجد الزوج نفسه في النهاية يصرخ هو الآخر ، فلا أسلوب يمكن التعامل به مع هؤلاء سوي الصراخ وتفشل محولات بعض العقلاء من الأزواج في احتواء الموقف والتعامل مع الظاهرة " الصارخة " بالحكمة والمنطق والهدوء

ويستمر الجحيم الانهيار

فإلى متى ستظلين تصرخين يا سيدتي ؟
وربما أردت أيضا ان أضع هذه الظاهرة الخطيرة على مائدة البحث والدراسة ، وان استنفر الجميع لمحاولة البحث عن أسبابها وعلاجها ولعل من المناسب ان اطرح سؤالا أخيرا :
ايه اللي جرى للدنيا ؟
أين أمهات الزمن الجميل ؟
هل كانت أمهاتنا يصرخن مهما زاد عدد أفراد الأسرة ؟
وهل فشلن في تربيتنا وتنشئتنا ؟
ولماذا اذن الكثيرون منا رجالا ونساء فاشلون في تربية أطفالهم ورعاية أسرهم ؟
لماذا أصبح الصراخ هو اللغة الوحيدة للحوار ، بل السمة المميزة والمسموعة لبيوتنا ؟


هذه بعض النصائح التي أرجو أن تساعدك عزيزتي الأم على عدم الغضب :

1- الاستعاذة من الشيطان الرجيم بصورة مستمرة و أنت تشاهدين من طفلك ما يثير فيك الغضب ، سواء أقام بكسر الأشياء في البيت ، أم بضرب أخته أو أخيه الصغير ، أم بالصراخ .. رددي الإستعاذة من الشيطان و أنت تتوجهين إليه لتمنعيه من فعله الخاطئ ، أو لإصلاح ما أفسد ، أو لغير ذلك .

2- انظري إلى طفلك طويلاً حين يكون نائماً ، و تأملي في براءته و ضعفه ، و خاطبي نفسك : هل يستحق هذا المسكين أن أضربه أو أصرخ في وجهه و أثور عليه ؟!
و حين يريد الغضب أن يثور في نفسك على طفلك عندما يرتكب ما يثير فيك هذا الغضب .. تذكري صورته و هو نائم ضعيف ، لا حول له و لا قوة ، و ملامح البراءة مرسومة على وجهه .. و حاولي أن تثبتي هذه الصورة في مخيلتك .. فإن هذا يساعدك كثيراً على كبح جماح غضبك .

3- ضعي نتائج الدراسة السابقة في ذهنك ، و تذكريها حينما تبدأ شعلة الغضب بالإشتعال في نفسك ، و فكري : غضبي لن ينفع في تأديبه0 غضبي سيزيده شغباً و عناداً و تمرداً . اللهم أعني على التحكم في أعصابي0 اللهم اشرح صدري .

4- أشغلي نفسك بأي عمل آخر و أنت تعلنين لطفلك أنك ستحاسبينه على خطئه أو إهماله أو ذنبه .. فيما بعد .. و هذه بعض الأمثلة :
- سأعرف شغلي معك بعد أن أنهي إعداد الطعام .
- فكر كيف ستواجه أباك عندما يعلم بما فعلت .
إن هذا التأجيل يساعد على إطفاء ثورة الغضب في نفسك ، وهو ، في الوقت نفسه ، يشعر الطفل أن خطأه لن يمر دون حساب .

 

أربعة أخطاء في تربية الأبناء


يقول أبو عمر يوسف بن عبد البرالقرطبي في كتابه جامع بيان العلم وفضله :
" تبقى حال الطفل ماثلة أمام المربي حين تربيته ، كما تتجلى حال المريض أمام الطبيب حين معالجته ، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون أثر التربية أتم وأعظم ثمرة " هذا القول لابن عبد البر هو أساس معاملة الكبار مع الصغار ..
ويختلف أسلوب التعامل مع الطفل من شخص لآخر ومن طفل لطفل ...


ومن وقت لآخر ... وسنستعرض بعض الأساليب الخاطئة في التعامل مع الطفل لنتجنبها قدر المستطاع ... وهذه الأساليب نوجزها في النقاط التالية :


أولاً : الصرامة والشدة :
يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة ... فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، .. أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها ؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب ...
وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا .


وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة .. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة ، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض ( العصاب ) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل ..


وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل ( السيئ ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .


ثانيا : الدلال الزائد والتسامح :
هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة .. فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين ، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة ... لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها ... ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته ، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما ، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره ... ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء ، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة ( البيت ) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة ( المجتمع ) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة ... ضاربا بالنتائج السلبية المخالفته عرض الحائط .


إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة ، ولكن بتوازن وحذر. قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا " أفلا يكون لنا برسول الله صلى عليه وسلم أسوة ؟


ثالثا: عدم الثبات في المعاملة :

فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل ، و عندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها ... ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها ، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .


رابعا : عدم العدل بين الإخوة :

يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاة السلام " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم".


 الأنماط السلبية في تربية الطفل
تتبع الأسرة عدة أنماط في تربية الطفل والتي تؤثر على تكوين شخصيته وهى :
النمط الأول : الإسراف في تدليل الطفل والإذعان لمطالبة مهما كانت .
أضرار هذا النمط :
1-عدم تحمل الطفل المسئولية
2- الاعتماد على الغير
3- عدم تحمل الطفل مواقف الفشل والإحباط في الحياة الخارجية حيث تعود على أن تلبى كافة مطالبه
4- توقع هذا الإشباع المطلق من المجتمع فيما بعد
5- نمو نزعات الأنانية وحب التملك للطفل


النمط الثاني :  الإسراف في القسوة والصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه
أضرار هذا النمط :
1- قد يؤدى بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء أو انسحاب فى معترك الحياة الاجتماعية
2- يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه
3- صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه
4- شعوره الحاد بالذنب
5- كره السلطة الوالية وقد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في المجتمع
6- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما

النمط الثالث : النمط المتذبذب بين الشدة واللين ، حيث يعاقب الطفل مرة في موقف ويثاب مرة أخرى من نفس الموقف مثلا أضرار هذا النمط :
1- يجد صعوبة في معرفة الصواب والخطاء
2- ينشأ على التردد وعدم الحسم في الأمور
3- ممكن أن يكف عن التعبير الصريح عن التعبير عن أرائه ومشاعره

النمط الرابع : الإعجاب الزائد بالطفل حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبة ومدحه والمباهاه به
أضرار هذا النمط :
1- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس
2- كثرة مطالب الطفل
3- تضخيم من صورة الفرد عن ذاته ويؤدى هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط والفشل عندما يصطدم مع غيرة من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب


النمط الخامس : فرض الحماية الزائدة على الطفل وإخضاعه لكثير من القيود ومن أساليب الرعاية الزائدة الخوف الزائد على الطفل وتوقع تعرضه للأخطار من أي نشاط .
أضرار هذا النمط :
1- يخلق مثل هذا النمط من التربية شخصا هيابا يخشى اقتحام المواقف الجديدة
2- عدم الاعتماد على الذات
النمط السادس : اختلاف وجهات النظر في تربية الطفل بين الأم والأب كأن يؤمن الأب بالصرامة والشدة بينما تؤمن الأم باللين وتدليل الطفل أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة والأخر بالطريقة التقليدية
أضرار هذا النمط :
1- قد يكره الطفل والده ويميل إلى الأم وقد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والدة
2- ويجد مثل هذا الطفل صعوبة في التميز بين الصح والخطاء أو الحلال والحرام كما يعانى من ضعف الولاء لأحدهما أو كلاهما .
3- وقد يؤدى ميله وارتباطه بأمه إلى تقمص صفات الأنثوية

 

في تربيتنا لأبنائنا ، لماذا نكرر ذات الأخطاء ؟


(فاقد الشيء لايعطيه..) ، والآباء الذين لم يسلموا بالمهارات التربوية ليس بوسعهم أن يربوا أبناءهم أو يسقونهم عصير خبراتهم، فهم يربون، كما تربوا ويكررون مع أبنائهم نفس الأخطاء التي كان آباؤهم يقترفونها معهم، ويتعاملون مع التربية كإرث لا كمسئولية، ودور يجب أن يهيئوا لهم.


هل يجب أن (نعيد) تربية الآباء ليقوموا بدورهم نحو أبنائهم كما يجب?


سؤال عريض تفرضه ممارسات يومية يلخصها اعتراف أب لثلاثة أطفال كان الضرب رد فعل أبي الوحيد علي كل ما أفعله سواء كان خطأ أم صوابا، وبتكرار الضرب تبلد جسدي، ولم أعد أشعر بأي ألم، وكبرت وتزوجت، ووجدت نفسي أعامل أطفالي كما كان أبي يعاملني، فلا أسمع لهم ولا أحاول البحث عن أسباب تصرفاتهم، أضرب وفقط، ثم أندم وأبكي وحدي، ولا أعرف هل كان أبي (رحمه الله) يندم أيضا أم لا ؟ إنني أفعل ذلك رغما عني ولا أستطيع أن أكف عنه.


وتقول أم لطفلين:
(ابنتي ذات السبع سنوات لا تجد مني سوي التوبيخ والتحقير، وعندما تفعل أشياء تظنها هي إنجازات مثل: اختيار جورب يناسب لونه لون سروالها، أشعرها بأنها لم تفعل شيئا، وأرد عليها باقتضاب، هكذا كانت تعاملني أمي، وإذا اعترضت سقط كفها علي وجهي، واليوم مع ضغوط الحياة وهموم الزوج والبيت والأولاد لا أجد في نفسي الرغبة أو القدرة علي مصادقة ابنتي، أو إشعارها بالثقة في نفسها، رغم أنني عانيت كثير ا من معاملة أمي لي، ولكن ما باليد حيلة.

مجرد استسهال
د. حامد عمار - وأستاذ التربية بجامعة عين شمس - يؤكد أن التربية بالوراثة مشكلة عربية، فهناك افتقار حاد للتجديد التربوي، والآباء والأمهات يستسهلون ولا يطورون أنفسهم من أجل أبنائهم.
ويطالب بإدراج المناهج التربوية في المرحلة الجامعية لتأهيل الشباب من الجنسين لممارسة أدوارهم كآباء وأمهات، كما يقترح عقد دورات تدريبية لحديثي الزواج حول الأساليب التربوية المثالية.
وكيفية مواجهة مشكلات التعامل اليومي مع الأبناء ، ويشير د. عمار إلي أن المهارات التربوية جزء من الثقافة العامة التي يجب أن يتسلح بها كل أبوين حسب درجة تعليمهما وثقافتهما.
ويقدم للوالدين والمربين مجموعة إرشادات تمثل إطارا للتربية الناجحة:
- تقديم القدوة السلوكية بديلا للنصح المباشر.
- استخدام الضرب كبديل أخير في حالة استنفاذ جميع وسائل الإقناع والتفاعل النفسي والحوار لأن الضرب يؤدي إلي نتائج سلبية و العنف يولد عنفا مضادا.
- إشعار الطفل بالثقة، وبأنه أهل للإنجاز والعطاء، فإذا أصر علي شيء غير متاح يمكن إقناعه بالبدائل وتحبيبه فيها.
مثلا هو يصر علي ارتداء ملابس لاتناسب الطقس ويرفض غيرها، يمكن للأم حينئذ أن توفق له أكثر من طاقم، وتمدح مظهره في كل منها، وتسأل أباه عن رأيه، وهكذا.
- عدم تسفيه أسئلة الأطفال مهما كانت خيالية أو محرجة أو تافهة حتي لايشعر بالتحقير.
- احترام تفكير الطفل وعقله حسب سنه وعدم إجباره علي أن يفكر مثل الكبار.
- تنمية القدرة علي الاختيار عند الصغير باصطحابه لشراء ملابسه ولعبه، واقتراح أماكن مختلفة للنزهة ليفاضل بينها مع الحذر من أن يستخدم هذا الحق في غير مكانه، مثل الذهاب إلي الامتحان أو عدم الذهاب.

 

من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد

بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.

وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدأوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف.. كما قيل: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي:

1- تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع:
فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية- تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا؛ فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.
وأسوأ ما في هذا- أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب؛ فينشأ الولد جبانا رعديدا يفرق من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.
وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل- أن نجزع إذا وقع على الأرض، وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم، وتهدئ من روع ولدها وتشعره بأن الأمر يسير- تجدها تهلع وتفزع، وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة، فيزداد الولد بكاءً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم.

2- تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة:
وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط.

3- تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ:
فينشأ الولد مترفاً منعماً، همه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين، ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أتراحهم؛ فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة.

4- بسط اليد للأولاد، وإعطاؤهم كل ما يريدون:
فبعض الوالدين يعطي أولاده كل ما سألوه، ولا يمنعهم شيئاً أرادوه، فتجد يده مبسوطة لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالأموال، ويصرفونها في اللهو والباطل، مما يجعلهم لا يأبهون بقيمة المال، ولا يحسنون تصريفه.

5- إعطاؤهم ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد، خصوصا الصغار:
فيحصل كثيرا أن يطلب الصغار من آبائهم أو أمهاتهم طلبا ما، فإذا رفض الوالدان ذلك لجأ الصغار إلى البكاء؛ حتى يحصل لهم مطلوبهم، عندها ينصاع الوالدان للأمر، وينفذان الطلب، إما شفقة على الولد، أو رغبة في إسكاته والتخلص منه، أو غير ذلك؛ فهذا من الخلل بمكان، فهو يسبب الميوعة والضعف للأولاد.
 
6- شراء السيارات لهم وهم صغار:
فبعض الوالدين يشتري لأولاده السيارة وهم صغار، إما لأن الابن ألح عليه في ذلك، أو لأن الأب يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل، ويريد إلقاءها على ولده، أو أن الابن ألح على الأم، والأم ألحت على الأب، أو لغير ذلك من الاعتبارات.
فإذا تمكن الولد من السيارة فإنه- في الغالب- يبدأ في سلوك طريق الانحراف، فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبة سيئة، وربما آذى عباد الله بكثرة التفحيط، وربما بدأ في الغياب عن المدرسة، وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز إرشاده.

7- الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم:
إما بضربهم ضربا مبرحا إذا أخطأوا- ولو للمرة الأولى- أو بكثرة تقريعهم وتأنيبهم عند كل صغيرة وكبيرة، أو غير ذلك من ألوان الشدة والقسوة.

8- شدة التقتير عليهم:
فبعض الآباء يقتر على أولاده أكثر من اللازم، مما يجعلهم يشعرون بالنقص، ويحسون بالحاجة، وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطريقة أو بأخرى، إما بالسرقة، أو بسؤال الناس، أو بالارتماء في أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام.

9- حرمانهم من العطف والشفقة والحنان:
ما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل؛ لعلهم يجدون من يشعرهم بذلك.

10- الاهتمام بالمظاهر فحسب:
فكثير من الناس يرى أن حسن التربية يقتصر على الطعام الطيب، والشراب الهنيء، والكسوة الفخمة، والدراسة المتفوقة، والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن، ولا يدخل عندهم تنشئة الولد على التدين الصادق، والخلق الكريم.

فمن الوالدين- أباً كان أو أماً- من يفرض وصاية عامة، ويضع سياجا محكماً على أولاده بنين وبناب حتى بعد أن يتزوجوا؛ فتراه يتدخل في شؤونهم الخاصة، ويأتي بيوتهم على غرة، ويفرض أراءه التي قد تكون مجانبة للصواب. وهذا من الخلل في التعامل مع الأولاد؛ فاللائق بالوالد أن يترك أولاده يعيشون حياتهم الخاصة بهم، وألا يكون حجر عثرة في طريق سعادتهم.
ولا يعني ذلك أن يترك مناصحتهم، ودلالتهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم، وإنما المقصود من ذلك لزوم الاعتدال في شتى الأحوال.

 

من الأخطاء الشائعة في تربية الأولاد


    هناك أخطاء وممارسات شائعة في تربية البنين والبنات تقع أحياناً عن جهل وأحياناً عن غفلة وأحياناً عن عمد وإصرار ولهذه الممارسات الخاطئة آثار سلبية على استقامة الأبناء وصلاحهم من ذلك:
•   تحقير الولد وتعنيفه على أي خطأ يقع فيه بصورة تشعره بالنقص والمهانة والصواب هو تنبيه الولد على خطئه إذا أخطأ برفق ولين مع تبيان الحجج التي يقتنع بها في اجتناب الخطأ.
•   إذا أراد المربي زجر الولد وتأنيبه ينبغي ألا يكون ذلك أمام رفقائه وإنما ينصحه منفرداً عن زملائه.
•   الدلال الزائد والتعلق المفرط بالولد وخاصة من الأم يؤدي إلى نتائج خطيرة على نفس الولد وتصرفاته وقد يكون من آثاره زيادة الخجل والانطواء وكثرة الخوف وضعف الثقة بالنفس والاتجاه نحو الميوعة والتخلف عن الأقران.
•   فكرة استصغار الطفل وإهمال تربيته في الصغر فكرة باطلة والصواب أن تبدأ التربية ويبدأ التوجيه منذ الصغر من بداية الفطام حيث يبدأ التوجيه والإرشاد والأمر والنهي والترغيب والترهيب والتحبيب والتقبيح.
•   من مظاهر التربية الخاطئة عند الأم عدم السماح لولدها بمزاولة الأعمال التي أصبح قادراً عليها اعتقاداً منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة للولد ولهذا السلوك آثار سلبية على الولد.. من هذه الآثار فقدان روح المشاركة مع الأسرة في صناعة الحياة وخدمات البيت ومنها الاعتماد على الغير وفقدان الثقة بالنفس ومنها تعود الكسل والتواكل.
•   ومن مظاهر التربية الخاطئة أن لا تترك الأم وليدها يغيب عن ناظريها لحظة واحدة مخافة أن يصاب بسوء وهذا من الحب الزائد الذي يضر بشخصية الولد ولا ينفعه.
•   ومن الأخطاء تفضيل بعض الأولاد على بعض سواء كان في العطاء أو المعاملة أو المحبة والمطلوب العدل بين الأولاد وترك المفاضلة.
•   ومن ذلك احتقار الأولاد وإسكاتهم إذا تكلموا والسخرية بهم وبحديثهم مما يجعل الولد عديم الثقة بنفسه قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه كثير الخجل أمام الناس وفي المواقف الحرجة.
•   ومن الأخطاء الشائعة فعل المنكرات أمام الأولاد كشرب الدخان أو سماع الأغاني أو مشاهدة الأفلام الساقطة مما يجعل من الوالدين والمربين قدوة سيئة.

 

أخطر ما تصنعه للطفل..

 

أخطر على نفسية الطفل من الخوف أن تبث فيه الإحساس بالذنب عن طريق تحقيره أو حمله على الخجل من نفسه...فالفكرة التي تغرسها في الطفل أن به نقصا لن يفلح في علاجه مهما يحاول ..وأنه لهذا يستحق العقاب, هو أسوأ ما يمكن أن يغرس في نفس الطفل, وأن يحيق الضر بكيانه العاطفي.

ومع ذلك, فإن الأشياء التي يحقر الآباء أبناءهم بسببها, وربما عانوا من أجلها مرارة الإحساس بالذنب في صباهم على أيدي آبائهم...مثال على ذلك أن الأطفال مجبولون على مداعبة أعضائهم الجنسية, مدفوعين على ذلك باللذة التي يجنونها دون أن يدركوا لهذا سببا....

وبرغم أن الآباء أنفسهم قد مروا بتلك المرحلة نفسها إلا أنهم يتخذونها مادة يصبون عليها التحقير, ويبثون في نفس الطفل بسببها الإحساس بالذنب والعار...وخير لنفسية طفلك ولا شك..أن تدرك أن ما يفعله إنما هو شيء طبيعي بحت..أو هو على الأقل طبيعي ما لم يتماد فيه الطفل. وعليك أن تجد الدافع الذي دفع طفلك إلى ذلك. فعسى أن يكون الدافع نوعا من الحرمان العاطفي يعوض عنه باجتلاب اللذة.

وأفضل علاج لهذا ليس التعنيف والتحقير, بل أن تعمل جاهدا على أن تحل شيئا آخر محله يجني منه الطفل متعة وسرورا, أما التعنيف فلا يعقب سوى انطواء الطفل على نقيصته.

 

التحقير شيء..والعقاب شيء آخر

......أحيانا في بعض أنواع العقاب..تكمن في أنه ينزع عن الرغبة في الإنتقام..مهما تحاول دمغه بأنه قصاص عادل, والقصاص معناه أن تجعل الجزاء على قدر الذنب, واضعا نصب عينيك مصلحة الطفلة لا مصلحتك أنت أو راحتك..فإذا كان القصاص ما توقعه, فهو شيء ضروري كي يشب الطفل أوفر نضجا, ويتعلم أن للحياة قانونا يجب طاعته, أما إذا كان ما توقعه بالطفل انتقاما, فهناك تكمن الخطورة...ولكي تفرق بين القصاص والإنتقام أجب عن السؤال: أتراك يكون عقابك للطفل إن قلب مائدة خاوية معادلا لعقابك به إن قلب المائدة وعليها أطباق من أطعمتك المفضلة؟

وينبغي أن يكون هدف القصاص دائما التربية, وأن يضع الأب نصب عينيه أنه ينبغي أن يخرج للحياة رجلا تقوم آراؤه على العدالة, وحكمه على الإنصاف, ومعاملته للناس على أساس الود والتعاطف.

 

اربط بين الذنب والجزاء

على أن يكون العقاب والتخويف لن يحفزا الطفل أبدا على أن يرغب في أن يكون صالحا...وإنما الذي يحفزه على ذلك اطمئنانه إلى حبك وتشجيعك...والعقاب ليس شيئا دافعا, وإنما هو أشبه بالفرملة تضغطها كلما لاح خطر, ومن ثم وجب أن يقترن العقاب بالخطأ في اللحظة نفسها, حتى يتم الإرتباط بين الضرر الذي وقع, وبين الألم الناشيء عنه, وتظل هذه الرابطة سببا في منع تكرار الخطأ مرة أخرى..

ولا تحسب أن العقاب معناه أن تظهر لطفلك أنك لا تحبه, وإنما اجعل همك أن يرى طفلك أن العقاب كان لمصلحته هو لا لمصلحتك أنت, ولا لمصلحة شخص آخر.

وبالنسبة لأنواع العقاب.....فإن العقاب يختلف من شخص لآخر...ويكون تقديره من وجهة نظر الطفل لا من وجهة نظر عنف الأب أو لينه...فإذا كان العقاب البدني يصلح لبعض الأطفال, فإنه على التحقيق لا يصلح لأطفال آخرين..يكون اثره في نفسيتهم شديدا حتى ليقضوا العمر وهم في خوف منه مقيم...

ومهما يكن من لون العقاب, فلا تحاول قط أن تشعر الطفل بالضعة أو الحقارة أو النقص, وعندي أنه ليس ثمة إلا احساس واحد يدفع الطفل إلى أن يكون أمينا مثاليا عادلا منصفا, ذلك هو الإحساس بالكرامة واحترام الذات, فإذا منحته هذا الإحساس مع الحب أمكنك الركون إلى أن طفلك سيشب على خير ما تنشده له من الصفات..

 

عبارات لا ينبغي قولها للطفل
.. ~*-_(( إنك غـــبي جداً ))_-*~ ..
عادة ما يقول الآباء هذه العباره عند الغضب, لكنك إن تعودت قولها فان طفلك قد يبدأ في تصديقها, جرب بدلا عنها قول :"كان ذلك شيئا سخيفا أن تفعله .. أليس كذلك؟ ".

.. ~*-_(( انظر إلى كل مابذلته من اجلك ))_-*~ ..
بكلمات أخرى "لو لم تولد أنت فإن حياتي كانت ستكون أفضل"، إن ذلك سخيف فعلاً, فالأطفال لم يطلبوا أن يولدوا, تذكر أنه بكونك والده فإنه ينبغي عليك تقديم التضحيات .

.. ~*-_(( إنك كذاب ولص ))_-*~ ..
معظم الأطفال قد يستولون على شيء ما ليس ملكاً لهم ثم ينكرون معرفتهم بذلك حين مطالبتهم به، إنه بردة فعل صحيحه منك فإنهم سيتعلمون من هذه التجارب ويستمرون في ذلك بدلاً من اتهامهم بأنهم لصوص وكذبه .

.. ~*-_(( إني سأقوم بتركك ))_-*~ ..
فيما أنت متجه ناحية باب المتجر تهم بالخروج صائحا: "إن لم تأت خلال هذه الدقيقة فإني سأغادر المكان"، هذه العبارة قد تعمل فقط على تعزيز الخوف الأساسي الشائع لدى الأطفال بأنك قد تختفي ولا تعود أبدا، جرب أن تعطه دقائق معدودة كتحذير، أعطه الاختيار إما أن تحمله أو أن يمسك هو بيدك .

.. ~*-_(( ينبغي عليك دائماً ان تطيع الكبــار ))_-*~ ..
إن الطفل الذي يلقن أن يطيع جميع البالغين يمكن أن يكون فريسة سهله للخاطفين ومستغلي الأطفال، علم طفلك احترام البالغين، لكن اشرح له أنه قد يكون هناك أوقات ليس من الأمان خلالها اطاعة البالغين، وذلك اذا حصل مثلا أن حاول غريب أن يأخذ الطفل معه أو حاول أحد الأشخاص الكبار أن يغريه بالاحتفاظ ببعض الأسرار.

يتعرض الكثير من الاطفال الى سوء المعاملة من قبل الاهل والبيئة التي يعيشون بها..
هنا سنستعرض اهم عوامل سوء معاملة الاطفال.. ويجب ادراك خطورتها والتصحيح منها قدر المستطاع..
للوصول الى افضل طريقة في التعامل مع الاطفال..

 

وهاهي العوامل:

عوامل اجتماعية وثقافية (البيئة): الفقر.. كثرة الابناء.. العزلة.. الحراك الاجتماعي (التنقل).. الضغوط النفسية..
عوامل مرتبطة بالقائم على تربية الرعاية (الوالدين).. خبرات سوء المعاملة.. الاضطرابات العاطفية (خلافات زوجية).. الإدمان.. (حبوب.. خمور.. مخدرات..).. الانفصال في سن مبكر.. الحاجة لضبط الأطفال.. أسلوب تأديبي غير مؤثر..
عوامل مرتبطة بالطفل.. كثير التشويش.. كثير الحركة وعالي النشاط.. مستوى عال من التهور والانقياد.. عديم الطاعة لرغبات الوالدين..
كل هذه العوامل تعتبر من مخاطر سوء المعاملة.. التي تؤدي الى ضياع الطفل وتنشئته تنشئة سيئة.

توثيق مصدر المقال
تلتزم   مهارات النجاح للتنمية البشرية بحماية حقوق المؤلفين وكتاب مقالات تعلم وإبرازهم . ولتوثيق ذلك نود هنا أن نبرز معلومات توثيقية عن كاتب المقال: د. محمد بن علي شيبان العامري .
كما تلتزم مهارات النجاح بحفظ حقوق الناشر الرئيسي لهذا المقال وندعوكم لزيارة صفحة الناشر بدليل الناشرين لمقالات موسوعة تعلم معنا  من خلال الظغط على اسم المصدر ، كما نتقدم بالشكر أجزله والتقدير أجله للناشر لمساهمته الفاعلة في نشر مصادر المعرفة.
المصدر (الناشر الإلكتروني الرئيسي لهذا المقال ): مهارات النجاح للتنمية البشرية
رابط صفحة المقال في موقع  الناشر (المصدر الرئيسي): أنقر هنا
أخر تعديل تم بواسطة د. محمد العامري

 

صفات المربي الناجح

  • اسم الكاتب: المصدر : منهج التربية النبوية للطفل
  • تاريخ النشر:15/10/2002
  • التصنيف:أب .. وأم
  •  

9745 2 1060
هناك صفات أساسية ، كلما اقترب منها المربي كانت له عَوْناً في العملية التربوية، والكمال البشري هو للرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ولكن الإنسان يسعى بكل جهده وبقدر المستطاع ، للتوصل إلى الأخلاق الطيبة والصفات الحميدة ؛ ...
وإليك أهم الصفات التي يسعى إليها المربي ـ وفقني الله وإياك إليها ـ:
1- الحلم والأناة:أخرج مسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة".
وهذه قصة لطيفة، تبين أهمية الحلم والأناة في بناء أخلاق الجيل الجديد: قال عبد الله بن طاهر: كنت عن المأمون يوماً ، فنادى بالخادم: يا غلام فلم يجبه أحد؛ ثم نادى ثانياً وصاح: يا غلام ! فدخل غلام تركي وهو يقول: أما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام ! إلى كم يا غلام ؟ فنكس المأمون رأسه طويلاً ، فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه ؛ ثم نظر إلي فقال: يا عبد الله ! إن الرجل إذا حسَّن أخلاقه ساءت أخلاق خدمة ؛ وأنا لا نستطيع أن نسئ أخلاقنا ، لنحسَّن أخلاق خدمنا.
2- الرفق والبعد عن العنف: أخرج مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
وعنها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "أن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه.
وعنها أيضاً أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم.
وأخرج مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله". وروى احمد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة! ارفقي فان الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على الرفق". وفي رواية "إذ أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق".
عن أبي هريرة. رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشاء، فكان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلما صلى جعل واحداً هاهنا وواحداً هاهنا، فجئته، فقلت يا رسول الله: ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال: لا، فبرقت برقة فقال: الحقا بأمكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا".
رواه الحاكم في مستدر 3/167 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي صحيح.
وإليك. عزيزي القارئ هذه القصة البديعة في موعظتها، لنرى تعامل السلف الصالح: روى أن غلاماً لزين العابدين كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من خزف، فوقع الإبريق على رجل زين العابدين فانكسر، وجرحت رجله؛ فقال الغلام على الفور: يا سيدي يقول الله تعالى "والكاظمين الغيظ"، فقال زين العابدين: لقد كظمت غيظي؛ ويقول "والعافين عن الناس"، فقال: لقد عفوت عنك؛ ويقول: "والله يحب المحسنين" فقال زين العابدين: أنت حرّ لوجه الله.
3- القلب الرحيم : عن أبي سليمان مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ قال: أتينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن شبَبَهُ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلية) وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رحيماً رفيقاً، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا؛ فسألنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: أرجعوا إلى أهلكم، فأقيموا فيهم ، وعلموهم وبروهم ، وَصَلّوا كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا؛ فإذا حضرت الصلاة فليؤذن فيكم أحدكم وليؤكم أكبركم. متفق عليه.
وروى البزار عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده ؛ والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم. قلنا يا رسول الله! كلنا يرحم ، قال: ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه، وإنما الرحمة أن يرحم الناس".
4- أخذ أيسر الأمرين ما لم يكن إثما: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "ما خُيّر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه؛ وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله؛ فينتقم لله تعالى" متفق عليه.
5- الليونة والمرونة: وهنا يجدر بنا فهم الليونة بمعناها الواسع، وهي: قدرة فهم الآخرين بشكل متكامل لا بمنظار ضيق؛ وليس معناها الضعف والهوان، وإنما التيسير الذي أباحه الشرع.
فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هينّ لينّ سهل. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
6- الابتعاد عن الغضب: إنّ الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية ؛ بل كذلك من الناحية الاجتماعية، فإذا ملك الإنسان غضبه، وكظم غيظه، كان ذلك فلاحا له ولاولاده؛ والعكس بالعكس. وقد حذر منه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل الذي سأله وصية خاصة له، فكان جوابه في الثلاث المرات: "لا تغضب" كذلك اعتبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشجاعة هي القدرة على عدم الغضب؛ فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. متفق عليه.
7- الاعتدال والتوسط: إن التطرف صفة ذميمة في كل الأمور؛ لهذا نجد أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب الاعتدال في أمور الدين، فما بالك في باقي الأمور الحياتية الأخرى، والتي أهمها العملية التربوية؟
فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غضب في موعظة قط أشدّ مما غضب يومئذ، فقال: "يا أيها الناس إن منكم مُنفرين، فأيكم أمّ الناس فليوجز، فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة". متفق عليه.
8- التخول بالموعظة الحسنة: إن كثرة الكلام في كثير من الأحيان لا تؤتي أكلها ؛ في حين نجد أن التخول بالموعظة الحسنة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؛ لذلك نصح الإمام أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ تلاميذه بقوله: "لا تحدث فقهك من لا يشتهيه". كما أن الصحابة أدركوا هذا من فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ"فعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: كان ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يذكرنا في كل خميس مرة؛ فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! لوددت أنك ذكرتنا كلّ يوم. فقال: أما أنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملّكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخولنا "أي يتعهدنا" بها مخافة السامة علينا". متفق عليه.
 
 

كيف تكسب ثقة أبنائك في المرحلة العمرية الحرجة؟

استشارات تربوية يقدمها الدكتور وجدي عطية

أعدها للنشر: هارون محمد

الأسرة هي النّواة الأولى لبناء المُجتمعات بشكلٍ عام، وبصلاحها تصلح الأمم وتتقدم، خاصة إذا نجحت هذه الأسرة في تنشئة جيل صّالح فاعل في وطنه وفي مجتمعه.

وحتى تنجح الأسرة في مهمتها لا بد من أن يسودها جو من والتفاهم والثقة بين أفرادها، فالثقة شعور هام ويعتبر ركيزة أساسية للعلاقات الناجحة في المجتمع، وبصفة خاصة علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم.

ذلك لأن شعور الابن بالثقة في والديه وشعوره بثقة والديه فيه يساعده على تنمية شخصيته، بينما يؤدي غياب هذه الثقة في كثير من الحالات لظهور المشاكل الأسرية والنفسية والسلوكية عند الأبناء.

ولا شك أن أساس التربية الناجحة للأولاد، يقوم على منحهم الثقة باعتدال واتزان، بغية التقرب منهم وتربيتهم تربية سليمة وقويمة، خاصة في مرحلة الطفولة المتوسطة والطفولة المتأخر، التي تعتبر من المراحل التي تحتاج إلى اهتمام كبير من قبل المربين لأنها المرحلة الانتقالية الحرجة في مسار النمو.

ولكن كيف يمكن للآباء والأمهات أن يكسبوا ثقة أبناءهم فيهم، ويكسبوا أبنائهم الثقة في أنفسهم؟. للحديث حول هذا الموضوع استضاف برنامج “العيادة النفسية”، الذي يذاع عبر أثير راديو “صوت العرب من أميركا”، الدكتور وجدي عطية، أستاذ الصحة النفسية والسلوك بجامعة جورج واشنطن سابقًا.

ناقشت الحلقة العديد من المحاور المرتبطة بهذا الموضوع، وانتقل ميكرفون البرنامج إلى داخل بيوت عدد من الأسر العربية الأميركية، للتعرف على تجارب الآباء والأمهات العرب في تنشئة أبناءهم وبناتهم في المجتمع الأميركي، والتحديات التي واجهوها في هذا الإطار.

استمع لأبنائك

* وجدي.. دعنا نتطرق في البداية إلى طريقة التربية الصحيحة، فبعض الآباء والأمهات يطبقون المثل المصري الذي يقول “إن كبر ابنك خاويه”، بمعنى اجعله أخًا لك وأقم معه علاقة صداقة قوية، خاصة مع الأبناء في سن المراهقة، حتى تكون هناك ثقة، ولا يخفي الأبناء عن الآباء أي شيء، وتتم عملية بناء الثقة من خلال الإقرار بأن الصراحة هي أساس التعامل، فما رأيك في هذه الطريقة التربوية؟

** في الحقيقة أنا لا أريدك أن تنتظر حتى يكبر ابنك لكي تخاويه، فيجب أن يكون الوالدين هم أول من يستمع إلى الابن، بل ويجب أن يلعب معهما كما يلعب من أصدقاءه. وإذا كان مشغولاً في الدراسة، فعلى الوالدين أن يكونا قريبين منه عندما يعود من المدرسة.

وعندما يتحدث الابن، يجب على الوالدين أن يستمعا إليه، ويتجنبا إصدار الأوامر واستخدام كلمة التحذير “إياك كذا وكذا”، فهذه الكلمة تضع أسوار حديدية بين الوالدين وأبناءهم. ويجب أن نعلم أن الابن يقابل في المدرسة الكثير من الأشخاص الذين يتأثر بهم، بالإضافة لتأثره بما يشاهده في التلفاز، لذلك لابد أن نسمع لهم ونلاحظ وتحس بمشاكلهم ومتطلباتهم.

جو عائلي

أنا على سبيل المثال أتبع نظامًا معينًا في تربية أولادي، فلابد أن يكون هناك وقت نجتمع فيه على طاولة واحدة يوميًا لنتناول وجبة معينة. وعندما يجتمع أفراد الأسرة يتحدث كل شخص منا عما جرى له خلال يومه أو حتى يلقي نكتة.

فهذا النوع من التجمع الأسري يولد الارتباط العائلي الوجداني، ولا يوجد كلمة “يكفي يا ولد”، ولكن أقول له “الله، هذا كلام جميل، أو تصرف جميل، ويا ليتني فعلت مثل ما فعلت أنت عندما كنت صغير”.

وإذا قال الابن قولاً أو فعل تصرفًا غير جيد أقول له “تفتكر ما الذي يجب أن يُقال أو يُفعل بدلًا من الذي قلته أو فعلته”، وبالتالي أعطيه فرصة ليكون مستقلاً ويصل للحل، وأنا أيضًا أرتبه معه ولا أبخل بمعلومة أو نصيحة.

جيل مختلف

* وجدي، هناك مقولة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه -رضي الله عنه- يقول فيها “لا تربوا أبناءكم كما رباكم أبائكم، فهم خلقوا لزمانٍ غير زمانكم”، كيف يمكن تطبيق هذه النصيحة في تربية أبنائنا في المجتمع الأميركي؟

** هذه النصيحة التربوية مهمة جدًا، ليس في المجتمع الأميركي فقط، وإنما في أي مجتمع، بما فيهم المجتمع المصري، فمثلاً في جيلنا لم يكن هناك تلفاز، واليوم هو متاح لدى الجميع. والسينما لم تكن تذهب إليها إلا مع والداك أما اليوم فالسينما مفتوحة لكل الأعمار.

وهذه النصيحة مهمة لأنه من الممكن أن تكون المشاهدة التي تراها، أو المعلومة التي تعطى لك معلومة خاطئة، فأحيانًا قد ينظر الإنسان إلى هذه المعلومة أو المشاهدة وينفذها ولا يناقشها؛ لهذا يجب أن نكون يقظين ونختار المكان والزمان والأسلوب المناسب لتوصيل المعلومة وتصحيحها وبدون تخويف أو ترهيب، فعليك أيها الأب أن توصل المعلومة، ولو كانت الإمكانيات التي لديك محدودة فهناك معلمون في المدرسة متخصصين في هذا الأمر.

التربية قديمًا

* ما هي نصيحتك لمن يتعامل مع أبنائه بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها معه والديه، ويعتز بتربيتهما له؟

** تربيتنا في بلادنا قديمًا كانت تربية عظيمة، فقد تربينا على الاحترام والتنوير بالذي يمكن أن يحصل، وما يمكن أن تحس به، والذي يمكن أن تعمله أو تتفاداه، لأنه أي شيء خطأ من الممكن أن يؤدي إلى خطأ آخر.

والتعليم ليس حملًا ثقيلًا حاليًا فقط بل منذ القدم، وهذا الذي لاحظناه في تربيتنا، فالأب مَرّ بالظروف التي يمر بها أولاده حاليًا، لذلك فعلى الأب أن يعطي أولاده فرصة أفضل للتنوير بما سيحدث في الغد، وذلك بأن يقول لهم من الممكن أن يحدث كذا وبعده كذا.

فإن كان لديك خبرة، أو لديك معلومة ولا تستطيع أن توصلها لأبنائك، فأستعن بتعليم الرعاية الصحية الأولية، أو بأحد في العائلة لديه خبرة في توصيل المعلومة، بدلًا من أن يأخذ الابن المعلومات من أصدقاءه.

سن البلوغ

* هناك مرحلة سنية يصعب على الآباء والأمهات التعامل فيها مع أبنائهم، وهي مرحلة البلوغ، فبماذا تنصحهم؟

– على الآباء أن يستعدوا جيدًا للتعامل مع أبنائهم عندما يصلوا إلى سن البلوغ، حتى يمكنهم إخبارهم بالتطورات الجسمانية والنفسية التي تحدث لهم، وطبيعتها وكيفية التعامل معها. ولا يقل دور الأب عن دور الأم في هذه المرحلة، فمن المهم أن يتقبل الأبناء أنفسهم في تلك المرحلة التي يمرون بها لكي يحافظوا على أنفسهم، وهذا مهم جدًا، والأهم هو القيام بهذا الدور دون تخويفهم من شيء والأخذ بأيديهم حتى يتجاوزا هذه المرحلة ويصلوا إلى بر الأمان.

فأحيانًا يخبر الأبناء أبائهم بأمور قد تكون الإجابة عليها صعبة، حيث يخشى الابن مصارحة أبيه في بعض الأمور، كما يخشى الأب أن يتحدث معه فيها، والأفضل في تلك الحالة بالنسبة للأب أن يثقف نفسه بطريقة سليمة ويراجع معلوماته، ليكون لديه إلمام كافي بالأمور التي سيتحدث فيها مع أبنائه.

 وإن كان الأب لا يعلم كيف يجيب على أسئلة ابنه فعليه مراجعة طبيب العائلة، وأن يخبره أنه “حدث مع ابني أو ابنتي كذا وكذا، وسألني عن هذه الأمور، فما هي الإجابة الصحيحة التي يمكن أن أقولها له؟”، فجميعنا نقع في مثل هذا المأزق .وإن كنت لا تريد أن تسأل الطبيب، فاسأل أخاك أو أختك أو أي شخص تثق فيه، ولكن في النهاية أنصحك بالذهاب لسؤال الطبيب لأن لديه معلومات صحيحة وكافية في هذا المجال.

الثقافة الجنسية

* دعنا نتطرق إلى موضوع حساس يطرحه العديد من الآباء والأمهات العرب في أميركا، وهو تحفظهم المبدئي على تعليم الثقافة الجنسية لأطفالهم في المدرسة، ويفضل العيد من الآباء والأمهات أن يكونوا هم مصدر هذه المعلومات بدلًا من أن ينقلها لهم رفقاء السوء بشكل خاطئ، وبعضهم يفضل قراءتها لهم من الكتب ومناقشتها معهم بصراحة، فما هو رأيك كمختص في مجال الصحة النفسية حول هذا الأمر؟

** في الحقيقة هذه طريقة ممتازة، فإذا قام الأب والأم  بهذا الدور من خلال دراسته جيدًا، وتقديم المعلومات بطريقة سهلة وصحيحة للأبناء دون خوف أو ترهيب فهو أمر جيد ومفيد ولا غبار عليه من الناحية التربوية.

لكن يجب ألا نترك أبناءنا يلجئون لمصادر خارجية خاطئة يعتمدون عليها في الحصول على الثقافة الجنسية، كالأصدقاء مثلاً، ففي بعض الأوقات لا يكون الأصدقاء صالحين، ولذلك على الأب أن يكون ًا ويتحدث عن الحياة الجنسية في الفترة المناسبة، أي قبل أن يصل الأبناء إلى المرحلة الثانوية، وبطريقة سهلة، ونفهمهم أن هذه طبيعة خلقها الله فينا وعلينا أن نحافظ على أنفسنا، لأننا بحاجة لهذه الأشياء لاحقًا.

وعلى الأب أن يوضح لأبنه أن الاستخدام الخاطئ لقدراته الجنسية سيؤثر عليه بالسلب صحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وأن ينصحه ويساعده على ممارسة الرياضة والاندماج في الحياة الاجتماعية والرحلات والتفكير في المستقبل.

ولا بد أن يوضح له أن العلاقات الجنسية العابرة أمر في منتهى الخطورة، فهي تؤدي إلى أمراض كثيرة، ويمكن أن تؤدي إلى منع التناسل لاحقًا، فكل شيء له مساوئه، ومن ثم إن كان هناك أي استفسار من جانب الأبناء فالآباء يجب أن يستعدوا ليناقشوه معهم، وليخبروا الأبناء بالذي يجب أن يعملوه لتفدي أشياء تصعب على الأبناء تفاديها، فإذا لم يقل الأب لأبنه هذا الكلام فهذا يعتبر في منتهى الخطورة.

وعليك أيها الأب أن تكون سعيدًا عندما يفتح الابن أو الابنة معك مواضيع لم تعتد عليها، وإن لم تستطع أن تتصرف فعليك أن تسمع، ومن ثم تقول لهم سأسأل وسأرى ما الذي يجب فعله، ومن ثم تسأل وتناقش أبناءك، وكلمة “اسكت يا ولد” هذه ليست جيدة، لأن الابن سيذهب ليسأل أصدقائه، ومن ثم لا تعلم أنت مِمَن سيأخذون المعلومة، وهذه النقاشات تفتح الباب لعلاقة متينة بين الوالدين والأبناء أو حتى الأحفاد.

صغير على

* كيف يمكن للوالدين من خلفية ثقافية ودينية من العالم العربي مناقشة موضوع مع أبنائهم بطريقة عملية ومقنعة وليس بطريقة قهرية؟

** ليس فيه أي قهر، فهو عبارة عن نوع من الإحساس لابد علينا أن نتقبله، ولكن نتيجة الثقافة الخاصة بنا نعتبر أنه لا يجب مع الأبناء عن الحب، أومن العيب الحديث عنه، وبالتالي يكون هذا الأمر سرًا بالنسبة للأبناء، وهذا يؤدي إلى أن الابن يتجه لأخذ النصيحة من شخص عديم الخبرة من الممكن أن يؤذي ابنك بأفكاره السيئة، أو يشجعه على القيام بأعمال سيئة.

ولا بد أن يعتبر الأب أن هذه فرصة لأن ينبه أولاده سواءً بنين أو بنات، ويقول لهم إنه في سن البلوغ أحيانًا قد تشعر بإحساس أنك مرتبط أو مرتبطة بشخص، وتشعر بأن هذا ارتباط روحاني، وتشعر بأن عقلك يفكر كثيرًا في هذا الشخص، وهذا قد يمنعك عن الاهتمام بالدراسة أو أشياء أخرى مهمة، لأن بالك أصبح مشغولًا بهذا الشخص.

حب النفس

كما يجب أن نوضح لهم أنه ليس كل شيء يسمى بالحب وبالعلاقات الجنسية، فهناك أشياء أسمى من هذا، وهو أن تحب نفسك أولًا، وأن ترى نفسك في المكان الذي تريده، ولا أقصد بذلك الأنانية، ولكني أقصد عندما تكون شخصًا جيدًا فكل من حولك يكون جيد، والعكس صحيح.

فيجب على الابن أن يدرك أنه من المهم جدًا أن يركز على نفسه أولًا، فعندما يكون شخص له قيمة، سينظر المجتمع إليه بنظرة مليئة بالتقدير وهذا يعطيه فرصة لأن يحقق آمال أفضل في العلاقات الأخرى.

وعليك ألا تدني من نفسك، ولا تجعل من نفسك أقل من أحد، وذلك من خلال أن تعمل على تطوير نفسك، فعندما ترى شخصًا جيدًا عليك أن تسبقه، فلا يوجد لديه شيء يتميز به أكثر منك، فكلاكما لديه نفس العينين والأذنين، ونفس القدرة على المذاكرة، فحاول أن ترى ماذا تريد أن تحقق.

هدف محبوب

سأعطيك مثالاً عن نفسي، كان لدي خال يعمل طبيب، وعندما كان يدخل إلى المنزل كان كل الأشخاص يلتفون حوله، وبعد ذلك أصبحت أختي الكبيرة طبيبة، وهذا جعلني أحب مهنة الطب، وأعطاني حافزًا لأن أكمل مشواري حتى أصبح طبيبًا، ولا يتمثل هذا الحافز في الماديات، فالذي يريد الماديات يمكن أن يعمل في التجارة، فمجال الطب يعطي ويأخذ، ويساعد الإنسان الذي لا يستطيع أن يعمل شيء على أن يعمل.

فأنا بدأت حياتي المهنية في تخصص نساء وولادة، وكنت أفرح عندما تنجب امرأة لم تكن تنجب مسبقًا، وبعدها شعرت أن هناك مجال آخر يمكن أن يجعلني أساعد الناس أكثر، خاصة مع انتشار البلهارسيا في بلادنا، فعملت كأخصائي باطني، وقمت ببحوث عن الجهاز المناعي.

وبعدها وجدت أن العقل أسطورة كبيرة، وقررت أن أستكشف العقل لمدة سنة، كنت أعمل فيها على أشياء خاصة بالعقل، ثم بعد ذلك عملت في مجال الصحة النفسية ونجحت فيه، وذلك على الرغم من نصيحة أشخاص مقربين لي أن أتجنب هذا المجال، ولكن كان لدي هدف أردت تحقيقه، وحققته بالفعل.

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق