الثلاثاء، 20 أبريل 2021

قدوم شهر رمضان المبارك

قدوم شهر رمضان المبارك

 

        إن الحمدلله  نحمده ونستعينه ونستغفره … ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

[ ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ]. ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ).

(ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ).

      أما بعد,

إخوتي الأكارم        

       أتى شهر رمضان المبارك ,شهر الخيرات والبركات,شهر غفران الذنوب,شهر العتق من النيران,شهر الرحمة والغفران, شهر تفضل الله تعالى به على الأمة الإسلاميةوأسبغ علينا به من الخير الكثير ، والعطاء الوفير.

       استقبله سلف الأمة المباركة بكل بشر وترحاب له، فقد كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه سبحانه ستة اشهر أخرى أن يتقبل منهم رمضان، فهم طوال السنة بالنسبة لشهر رمضان بين الطلب والرجاء، طلب بلوغه ، ورجاء قبوله، وهكذا أهل الإيمان.

       واعلم يا عبد الله ،،، أنه قد كان لنا أناس من أحبتنا في رمضان الماضي، لا نراهم بيننا في رمضان الحالي، قد واراهم التراب، وأصبحوا في عداد الموتى ، وأنت يا عبد الله ـ قد منَ الله تعالى عليك ببلوغ الشهر والعون على صيامه، فاحمد الله على هذه النعمة، لذا فإن من أهم ما نستقبل به الشهر الفضيل هو شكر الله تعالى المنعم علينا على بلوغه ـ.

       واعلم يا عبد الله ،،،،،،، أن الحسنة في غير رمضان بعشر حسنات بل تتضاعف إلى سبع مئة ضعف ،،،،، أما في رمضان فتزداد الحسنة فيه أضعافا كثيرة وكثيرة إلى ما شاء الله تعالى …..

      كيف لا ،،،،،،،،، وقد تكفل الكريم سبحانه بالجزاء عليه فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن رب العزة حيث يقول: “ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به

      وبين سبحانه أن الحكمة العظمى من الصيام هو حصول التقوى بما فيها من اصلاح القلب والجوارح، فقال تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ].

      أمتن الله تعالى على أمة الإسلام بهذا الشهر، ومنحها نفحات ربانية، وهبات إلهية للإعانة على الصيام منها:

– أنه تفتح أبواب الجنة الثمانية، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين ـ أي: تغل وتقييد ، فقد أقسم الشيطان على غواية بني آدم، فقال تعالى حكاية عن قوله: [قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين] لذا فإن الشياطين تغل وتقييد، فلا يصلون إلى ما يصلون إليه من الغواية في غير رمضان.

– ومن هبات الشهر الفضيل أن ينادي مناد: ( يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر).

– ومنها: أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا.

– ومنها: أن خلوف فم الصائم ، وهي الرائحة التي تنبعث من الفم أثناء النهار ـ هي أطيب عند الله تعالى من رائحة المسك.

– ومنها: أن الله تعالى يعتق من يشاء من عباده من النار، كل ليلة من ليالي رمضان.

– ومنها: أنه يقل الشر، ويكثر الخير، ويقبل الناس على المساجد لصلاة الجماعة.

– ومنها: مافيه من صلاة القيام وهي صلاة التراويح ، ومافيها من الأجر العظيم.

– ومنها: أنه شهر القرآن ، قال تعالى [ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ]، يحرص الصائمون على قراءته وأخذ منه، بحيث ينهيه مرة واحدة على الأقل خلال شهر رمضان.

      ولكن إخوتي الأكارم ،،،،،،،،، أنصح نفسي وإياكم ، أن عليكم مع هذه القراءة الاهتمام بالتدبر لآيات الله تعالى ، ولا يكون همنا الأول والأخير هو تكملة الربع أو الحزب أو الجزء فقط ,,, وننسى غاية التلاوة ، وهي ما أخبر الله تعالى عنها بقوله: [ كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته ] ، ونعى على من لا يتدبره ، فقال تعالى: [ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ].

– ومن هذه النفحات: وجبة السحور التي بورك لنا فيها بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة).

– ومن هذه النفحات: أن جعل الله تعالى أداء العمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

– ومنها: أن جعل الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، العبادة في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر، جعلها خير من عبادة ألف سنة، أي ما يعادل عبادة ثلاث وثمانين سنة، وأربعة أشهر.

– ومنها: الإعانة على صيام هذا الشهر من الله تعالى وحده، فإن شدة الحرارة وارتفاع الرطوبة، ما يصعب معه التوقف عن الأكل والشرب، ولكن سبحان الذي أعاننا على صيامه، ومنحنا القوة منه سبحانه.

– ومنها: الإعانة على الصبر على أذى الآخرين، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصوم جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن سابك أحد أو قاتلك، أو جهل عليك، فقل إني صائم ، إني صائم ). فيكون ذلك عونا على كتم غيظه والحفاظ على صومه، ويكون لخصمه درسا يستحي بعده أن يعتدي على الناس بغير حق، فيحفظ بذلك صومه هو الآخر.

      إخوتي الأكارم:

      أود التنبيه إلى أن من يصوم، وهو تارك للصلاة ، فإن ذلك لا يجوز بحال، لأن الصلاة هي الركن الأهم بعد الشهادتين، وهي عماد الدين، فكلام أهل العلم أنه لا يفيده صومه بشيء مادام تاركا للصلاة، وقد قال بكفره كثير من أهل العلم بناء على قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:       ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

      إخوتي الأكارم:

      إن لرمضان دروسا تربوية عظيمة، في تهذيب النفوس وزيادة الإيمان نحتاج لبسطها العديد من الخطب والدروس، من الجود والعطاء، والتصدق على الفقراء والمساكين، وإفطار الصائم، وصلة الأرحام، والذكر والدعاء، والمحبة والتآلف بين المسلمين، والرغبة في الخير والإقبال على الله تعالى والطاعة، وكذا في المقابل ، البعد عن المعاصي والذنوب والآثام، والبعد عن أسباب انقاص جر الصيام كالغيبة والنميمة والغش والخصام، وغيرها كثير ،،،،،،

      فلنحرص على أن يكون صومنا ليس عن الأكل والشرب فقط، بل عن كل ما يغضب الله تعالى.

     عباد الله  ,,,,,,,, 

     نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على صيام شهر رمضان وقيامه، كما نسأله سبحانه أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين.

     نفعني الله تعالى وإياكم بهدي كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ,,, وأستغر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة, فاستغفروه فيا فوز المستغفرين ,واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم …..

الشيخ فريد التوني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق