الجمعة، 21 أكتوبر 2022

الحجم الطبيعي

الحجم الطبيعي

ما أجمل أن تعيش في عالم متخيل، تفعل ما تشاء كيفما تشاء، الواقع أننا كبشر نمتلك تلك القوة لتغيير الواقع، واحد مثلي يصنع عوالم خاصة به لا شك في أن الخيالات قد تراوده كثيراً، ولذلك كثيراً ما أقبض على نفسي متلبساً وقد انتقلت إلى عوالم من صنع الخيال، وخصوصاً عندما أكون في لحظات الإبداع والكتابة، الواقع أنني لطالما عايشت الأحداث التي تعيشها شخصياتي المتخيلة وكأن الأحداث قد حدثت بالفعل، بل إن بعض الشخصيات أصبح بيني وبينها صداقات متينة.

أحياناً قد يداهمني الشك في أن ذلك من أعراض الجنون، لكن علماء النفس يقولون إن ذلك أمر طبيعي بل إن الخيال من أهم قدرات العقل الباطن، وإن تلك الموهبة في التخيل تنبع أساساً من عدم معرفة العقل الباطن الفرق بين الواقع المعاش والخيال غير الحقيقي، فالعقل الباطن بقدراته اللامتناهية لا يمكن أن يفرّق بينهما، أي أنّ العقل الباطن لا يفرق بين ما يستقبل من صورٍ حقيقيةٍ وواقعيةٍ معاشةٍ ترى بالعين المجردة، وبين ما يستقبله الدماغ من صورٍ غير حقيقية يراها الإنسان في مخيلته وأحلام يقظته، وبالتالي مع تكرار التخيّل، ومرور الوقت يبدأ العقل الباطن بالتحرّك لتغيير الواقع الحالي إلى واقع آخر مطابق لما كان في خيال الشخص المتخيّل والحالم.

في حالة الكتاب أو الروائيين يشكل الخيال أسلوب حياة فهو يوفر لهم المواقع التي تشهد ميلاد أفكارهم وفي هذه الحالة يكون العالم المتخيل مبنياً لغرض محدد وقد يولد أيضاً من خلال سرد الأحداث، وقد يكون الخيال شيئاً غير منطقي لكن هنا تتضح لنا قوة العقل في تبني أشياء أو بناء عالم لم يره العقل من قبل، وقد يرتبط الخيال بالأوهام أو بالأحلام التي يراها النائم ويتذكرها عندما يصحو ويجد ذلك الهاتف في داخله يخبره بما حدث، العقل قد يصور لنا أشياء غير موجودة تماماً كما قد نتصور أشكال الحيوانات أو الوجوه التي تتشكل بالغيوم، أو الدخان.

ما أجمل الخيال عندما نترك لعقلنا حرية الانطلاق في التخيل، عندما لا نقيده بقوانين أو أعراف أو ممارسات، عندما نترك للعقل حرية التصرف في تشكيل العوالم، وربما نجد ذلك في قراءة رواية أو كتاب، لأن العقل يصبح أفضل من عباقرة الإخراج السينمائي الأشهر في العالم، ولا بد من أن ذلك يخبرنا عن عظمة العقل البشري وقوته وتعقيداته، يقال إن القدرة على التخيل أهم بكثير من المعرفة، إذاً لنترك الأبواب مشرعة للعقل ليتمكن من التخيل.

 

الإبداع يبدأ من الخيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإبداع يبدأ من الخيال، ولو لم نكن نتخيل ونحلم ونتوهم، لما أدركنا كل هذه المنجزات، ولم يكن الإنسان قادراً على تحقيق كل هذه الاختراعات والابتكارات، فالخيال هو الركيزة الأولى، فكانت البداية من نظرات الإنسان البدائية نحو السماء والنجوم والقمر، وتخيله بأنه يطير كالعصافير، ثم تحول هذا الخيال لعملية عملية على أرض الواقع، وانتقل هذا الخيال من الورق والدراسة والعلم، إلى الواقع، كتجارب وممارسة، وصولاً لما نشاهده اليوم من ثورة حقيقية في عالم الطيران، والحال نفسه ستجده في كل مفصل من مفاصل التطور البشري، وفي كل حقل علمي، ستجد أن لبنتها الأولى كانت الخيال، بل الدافع نحوها كان الخيال.

ومثل هذه الأثر الكبير للخيال، ليس وليد اليوم، أو للعصر الحا

التخيل وكيفية الاستفادة من قوة التخيل في صناعة الواقع


التخيّل وكيفية الاستفادة من قوة التخيل في صناعة الواقع

التخيّل: مفتاح مملكتك وله علاقة كبيرة مع قانون الجذب

تخيّلاتك مسؤولة عن كل ما يحدث في حياتك:

تعدّ طاقة التّخيل من أعظم الطّاقات في هذا الكون حيث لا يمكنك وضع حدود لخيالك, كما أن كل

عظماء العالم من نساء و رجال استخدموا هذه الطّاقة العظيمة ليخلقوا حياتهم النّاجحة, لقد تخيّلوا في

أذهانهم ما يريدون وأصبح كل منهم عظيماً لأنّه جرؤ على تخيّل العظيم من الإنجازات.

إنّ جميع ما يحدث في حياتك الآن هو نتاج تخيّلاتك أنت, فنحن مسؤولون بشكل مباشر أو غير مباشر

عن جميع ما يحدث في حياتنا من أحداث سواء أكانت إيجابية أو سلبية, ولكن إذا تعرفنا على الأسلوب

الذي يعمل به العقل سنجد أن هناك ارتباطاً شديداً بينه وبين ما يحدث لنا.

هل سبق وأن استيقظت صباحاً وكان لديك شعور قويّ بأنّ هذا اليوم سيكون جميل وأنّ شيئاً رائعاً

سيحدث, وحدث ذلك فعلاً ؟؟

عليك أن تعلم بأنّ أفكارك تخرج إلى الكون على هيئة ذبذبات وتجذب لك ما تفكر فيه تماماً, وهذا ما

حدث في المثال السّابق إن مشاعرك الإيجابية خرجت إلى الكون على شكل ذبذبات إيجابية وجذبت لك

ما يماثل ذبذباتك من أحداث إيجابية, وسيحدث العكس لو استيقظت بمشاعر سلبية !!

ومن هنا نجد أنّه يمكننا القول بأن التّخيل هو مفتاح النّجاح والحبّ والصّحة والعلاقات النّاجحة والثّقة

بالنفس والتّعبير عنها بشكل رائع وكلّ ما نحتاجه هنا هو الوعي الجيّد بما نقوم بإبداعه أو إنتاجه ومن ثم

تغيير الأسلوب الذي يتم به هذا الإنتاج إذا كان أسلوباً سيّئاً.

انظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس:

هناك العديد من النّاس الذين يسمّون أنفسهم الواقعيين، إنّ هؤلاء لا يعطون أنفسهم الفرصة للخيال فدائماً

ما يقيّدون أنفسهم وينظرون إلى النّصف الفارغ من الكّأس فلديهم اعتقادات سلبيّة راسخة مثل: من

الصّعب الحصول على عمل جيّد, الوضع الاقتصادي الحالي سيّء …. وغيرها الكثير , ولكن لو فكّرنا

قليلاً نجد بأنّ هناك العديد من النّاس كوّنوا ثروات طائلة أثناء الأزمات الاقتصاديّة ونجد بأن هناك

المئات من الوظائف الشّاغرة ولكن مجرّد تفكيرك في الجّزء السّلبي هذا يعني حصولك على المزيد منه.

وبالمقابل ماذا سيحدث لو بدّلنا تخيّلاتنا نحو النّصف الممتلئ من الكّأس وركّزنا أكثر على الوفرة

والصّحة والسّعادة بدلاً من التّعاسة والبؤس، بالتّأكيد هنا سيحدث التّحول العظيم .

إنّ الخيال هو مصدر الإلهام والإبداع وكما أشار أينشتاين (الخيال أكثر أهمية من المعرفة ) وأشار إلى

أنّ معظم أفكاره كانت تأتي له في أحلام يقظته أو خيالاته وليس أثناء تطبيقه لنظريّة عقليّة لأن الإبداع

_ وهو القدرة على النّظر للأشياء من زوايا مختلفة جديدة _ يعتمد على الخيال فإن هذا يؤكّد أنه إذا

أردنا أن نصبح مبدعين فإننا نستطيع الوصول إلى ذلك من خلال تنمية الخيال.

مجالات استخدام الخيال :

1. لقد استخدم الخيال على نطاق واسع في مجال العلاج النفسي وخاصة للمرضى الذين يعانون من

الرّهاب ( الفوبيا ) ويتم ذلك من خلال جعل المريض يستحضر صورة الشّيء الذي يخاف منه

في خياله أثناء الاسترخاء وقد نجح هذا الأسلوب وفي خلال عدد من الجّلسات استطاع المرضى

2. ساعد التّخيل العديد من الطّلاب في النّجاح في الامتحانات التي كانوا يجدون صعوبة كبيرة في

اجتيازها ويتم ذلك من خلال تخيّل الطّالب نفسه هادئ أثناء الامتحان وبأن عقله صافٍ ومتزن

وأن الإجابات واضحة تماماً بالنّسبة له كما يقوم بتخيّل صورة اسمه وهو منشور في لوحة

3. في الرّياضة, حيث يستخدم العديد من اللّاعبين قوّة التّخيّل كجزء مهم من نظام التّدريب وخاصة

للاعبي القوى وكمثال على ذلك لاعبة التّنس الشّهيرة كريس افرت حيث كانت تجلس قبل

المباراة وتتخيّل ما سوف تفعله تماماً وثم تتخيل أنها الفائزة وما يؤكد فعالية هذا الأسلوب هو

التّغلب على مخاوفهم بسهولة .

النّاجحين وفي النّهاية كان يحدث ذلك فعلاً..!!

أنها دائماً ما كانت تفوز.

التخيل وكيفية الاستفادة من قوة التخيل في صناعة الواقع
التخيل وكيفية الاستفادة من قوة التخيل في صناعة الواقع

لماذا ينجح اسلوب التّخيل؟؟

قد يراود هذا السّؤال الكثيرين منّا ما الذي يجعل من طاقة التّخيل طاقة قويّة إلى هذه الدّرجة

الجواب يكمن في العقل الباطن حيث أنه لا يفرّق بين الحدث الذي يتم تخيّله وبين الحدث الفعلي

وهذا معناه أن الصّور التي داخل عقولنا لها تأثير على كل خليّة في الجّسم أي أن التّفكير لا

يقتصر على العقل فقط ولكنّه أداء للجّسم كلّه وبفهمنا لهذا الارتباط بين العقل والجسم فإننا

نستطيع ان نحسّن من أدائنا الجّسدي عن طريق التّخيلات الجّيدة الإيجابية, فما عليك سوى أن

تخبر عقلك الباطن بما تريده وهو سيقوم بذلك.

 

 

سبعة مفاتيح للتّخيل النّاجح:

قوة التخيل في صناعة الواقع

1) لكي تتواصل بشكل أفضل مع عقلك الباطن يجب أن تكون في حالة استرخاء وكلّما كان الاسترخاء أعمق كان التّواصل أفضل, بإمكانك تجربة التّنويم المغناطيسي الذّاتي الذي تحدّثنا عنه في الجّزء السّابق.

 

2) قبل البدء بالتّخيّل لخّص ما تريد بشكل إيجابي مثلاً إذا كنت ترغب بإنقاص وزنك لا تقل” لن أكون بديناً ” فهذا يؤكد بداخلك أنك بدين بل قل “إنني أفقد وزني يوماً بعد يوم”.

 

3) تعامل مع أشياء محدّدة ,مثل أن تقول في الرّبيع سوف أحصل على سيّارة أو سأبدأ

 

4) اجعل تصوّرك منطقياً ,عندما تكون عبارتك غير منطقيّة بالنّسبة للعقل الواعي فهي بالتّالي لن تعبر للعقل الباطن فمثلاً إذا كنت تريد كسب المال فلا يجب أن تقول سأكسب مليون دولار عند نهاية العام لأن هذا غير منطقي بالنّسبة للشّخص العادي فلن يقبلها العقل الباطن ولن تستطيع أن تقنعه بذلك .

 

5) حدّد ما تريد بالتّفصيل ,فمثلاً إذا كنت تريد منزلاً فتخيّل الأشياء التي سوف تضعها في المنزل مثل حديقة أو فناء أو مطبخ كبير تخيّل جميع التّفاصيل ولكن تذكّر أن يكون تخيّلك منطقيّاً .

 

6) استشعر, وهو من أهم العناصر في التّخيل فكلما كانت المشاعر التي ترافق تخيّلك أقوى وأعمق كان هدفك أقرب في الوصول إليك فالعقل الباطن يقتنع بشكل أسرع بالأفكار المترافقة مع مشاعر قويّة فإذا  كنت تريد فقدان بعض الوزن فعليك أن تشعر بمشاعر السّعادة المرافقة لحصولك على هذا الوزن.

7) خذ في الاعتبار النّاحية البدنيّة ,يجب أن تخبر عقلك الباطن بأنك تريده أن يفعل شيئاً محدّداً فإذا كنت مثلاً تحاول إنقاص وزنك فيجب أن تقلّل ممّا تأكل فإذا كنت تأكل كثيراً وتتخيّل أنّك تخسّ طوال اليوم فأن ذلك لن يؤثر أبداً لأن عقلك الباطن يحصل على رسالة مزدوجة غير واقعيّة .

وفي النهاية تذكّر:

أنّ مستقبلك محدّد بالأفكار التي تضطرم في عقلك الآن فما تعتقد أنّك تمثّله هو أنت فعلاً.

قام باعداد مقال التخيل وكيفية الاستفادة من قوة التخيل في صناعة الواقع

ناديا الشّعار

ضر، أو للفترة الزمنية التي نعيشها، بل هو قديم قدم الإنسان، فإذا عدنا نحو الحقب الأولى للإنسان، نحو عمق التاريخ البشري، سنجد أن الخيال والتخيل والأحلام، كانت ماثلة وموجودة بشكل دائم ومستمر، وهذا يعني أن عملية الخيال، هي جزء من الإنسان، وجزء أصيل، فهي ليست طارئة أو حديثة، بل ستجد أن لها بعداً زمنياً عظيماً في ذاكرته، ومختلف جوانب حياته، فحتى تلك الحقب التي تصنّف بأنها العصور الحجرية، سنجد علامات من النقوش والحفر داخل الكهوف، ما يدل على عملية واسعة للخيال، كانت تراود الإنسان القديم، فهو ينحت في تلك الحقبة أشكالاً عن القوة التي لا تقهر، والتي تتغلب على الضواري والوحوش، وهو أيضاً ينقش أشكالاً تظهر وفرة الطعام وتنوعه، وما وجده علماء الآثار في تلك الكهوف، عبارة عن رسوم وأشكال مرسومة، فاللغة في تلك الحقبة، كانت تصويرية، وليست حرفية، بمعنى أن التعبير لدى الإنسان القديم، كان قبل اكتشاف اللغة نفسها، وكانت معظم مواضيعه وما يستهدفه، هو عبارة عن تخيلاته أو رغبته في الواقع الذي يعيشه من خلال خياله، فهو يتخيل الحياة التي يريدها، وليست الحياة التي يعيشها وحسب. وما نتحدث عنه هو واقع، فقد تم الكشف عن نحوت ورسوم في كهوف قدر العلماء عمرها لأكثر من 35 ألف عام، وفي أحد الكهوف، وبالقرب من نهر توين في زامبيا، قدّر العلماء عمرها بنحو 180 ألف عام. وبالتالي، فإن عملية التخيل لدى الإنسان غير مستغربة، أو أنها خاصة بفئة دون أخرى، بل هي عامة وشاملة. الخيال ذو وظيفة جوهرية وهامة للإنسان، وهو ضرورة وجودية، تساعده على تجاوز العقبات والتحديات، والخيال كان دوماً خير وسيلة لإيجاد الحلول وتذليل الصعاب.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق