الثلاثاء، 29 يونيو 2021

دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسى موثق مع المراجع

 

دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسى موثق مع المراجع

بحث عن دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي موثق مع المراجع إن الخدمة الاجتماعية هي أحد المهن التي أظهرت مجموعة من العوامل الضرورية، ويتبنى هذا المجال الكثير من المؤسسات التعليمية مثل المعاهد والكليات الخاصة بالخدمة الاجتماعية حيث أنها تعمل على إنشاء وإعداد أخصائيين اجتماعيين ميدانياً ونظريًا بالشكل الذي يستطيع تأهيلهم إلى كسب المعارف والخبرات والمهارات.

المحتويات عرض

مقدمة بحث عن دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي موثق مع المراجع

من ضمن مجالات الخدمة الاجتماعية المجال المدرسي ودور الاخصائيين هنا هو مساعدة الطلاب والاهتمام بهم للاستفادة بالمنهج التعليمي الخاص بالمدرسة وأيضًا مساعدة المدرسة على تحقيق وظائفها.

شاهد أيضًا: كيف أحبب بنتي في المدرسة

بداية ظهور الخدمة الاجتماعية

  • بداية ظهور الخدمة الاجتماعية كانت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث عملت على بناء المجتمع الأمريكي من حيث التغيرات الاجتماعية والصناعية والاقتصادية وأدت إلى إيجاد بعض الاحتياجات التي إذا لم يتم إشباعها تتطور المشكلات، وهنا يأتي دور أخصائي الخدمة الاجتماعية في حل ومواجهة هذه المشكلات.
  • بعد انتشار هذه المهنة في المجتمع الأمريكي ونجاحها بدأت في الانتقال إلى كل أنحاء العالم وإلى كل رقعة على كوكبي الأرض يوجد بها بشر؛ يتواجد فيها أخصائي خدمة اجتماعية وأصبح يمثل معظم القطاعات مثل المجال الأسري والتعليمي والطبي، ودور الأخصائي يختلف عن المعلم فدوره غير محدود لا بداية ولا نهاية له لا يلتزم بجدول رسمي وإنما يعمل بحرية تامة في معالجة وحل المشاكل والقضايا النفسية والاجتماعية والأسرية وغيرها للطلاب على مدار العام الدراسي سواء كانوا في داخل أو خارج المدرسة.

مفهوم الخدمة الاجتماعية

  • ربما تساءلت في يوم من الأيام من هو ذلك الرجل الذي يدعى أستاذ الخدمة الاجتماعية وما هو دوره في المدرسة ولم لا يقوم بتدريس أية مواد لنا فما هي الخدمة الاجتماعية وما أهميتها وما معناها وما هو دور أخصائي الخدمة الاجتماعية في المدرسة؟
  • هو عبارة عن تقديم الخدمات للمساهمة في مساعدة الطلاب والأفراد سواء بشكل فردي أو جماعي ليستطيعوا مواجهة الصعوبات والمعوقات التي تواجههم والتعايش معها ولا تكون عائق لهم في المشاركة بمجهود فعال في المجتمع وتساعدهم على تلبية احتياجاتهم اللازمة وتغير سلوك الطلاب إلى الأفضل ليستطيع التكيف مع نفسه وبيئته.

الوظيفة الاجتماعية للمدرسة 

  • إن من أحد المؤسسات التي تعتمد على تبني الخدمة الاجتماعية هي المدرسة، حيث تم إنشاؤها من أجل أداء بعض الوظائف التي تعمل على إشباع جزء من الاحتياجات اللازمة في المجتمع وتختلف وظائف المدرسة وتحدد تبعًا للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي.
  • كما أن المدرسة تقوم بالمشاركة والتفاعل مع المؤسسات الأخرى الاجتماعية وتقوم بالتعاون معها تعاون وظيفي.
  • المدرسة في الأساس تم انشاؤها للدراسة ولإخراج جيل من الطلبة يقودوا العالم بأفكار جديدة وتلك كانت رسالة المدارس في بداية ظهورها، ولكن مع تغير الظروف والأوضاع وتخلي المؤسسات الاجتماعية الأخرى عن القيام بأداء وظيفتهم زادت مهام المدرسة.
  • حيث كانت الأسرة من المؤسسات التي تهتم بتنشئة الأطفال ولكن مع تغير أوضاع الزمان واختلاف بعض القيم المجتمعية وكثرة متطلبات المجتمع بدأت الأسرة في الإهمال والتخلي عن هذه الوظيفة لذلك فإن المدرسة أخذت وظائف أخري على عاتقها مثل الوظائف السياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها من الوظائف.
  • لذلك فإن دور المدرسة يعتمد بشكل أو بآخر على الخدمة الاجتماعية وقد أصبح جزء لا يتجزأ من هذا الصرح التعليمي.

مفهوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي

هل علمت الآن من هو الأخصائي الاجتماعي؟

  • هو ذلك الشخص المهني والفني الذي يقوم بممارسة عمله في المجال المدرسي وملتزمة بالمعايير والمبادئ والأخلاقيات وذلك لمساعدة الطلاب المتعثرين دراسياً ونفسياً ودعمهم ليقدموا أفضل ما لديهم.

دور الأخصائي الاجتماعي يقوم على

  • تقديم الدعم لجميع المتواجدين في المؤسسة “المدرسة” بشكل عام وبصورة خاصة تقديم الدعم الأكبر للتلاميذ.
  • مساعدة المدرسة على إنشاء جيل يستطيع مواجهة ما يقابله خارج سور المدرسة.

تحديد مسؤولية هذه التنظيمات

  • إنشاء خطط خاصة بالتنظيمات التي بالفعل ستساعد الطلاب على إخراج أفضل ما لديهم.
  • العمل مع مجلس النشاط بالمدرسة.
  • العمل مع مجلس المعلمين والآباء بالاهتمام بإنشاء اجتماعاته والإعداد لها.
  • القيام برئاسة مركز الخدمة بالمدرسة وذلك عن طريق وضع خطة عمل موضع التنفيذ.
  • وضع خطة لتنظيم تبادل الخدمات الاجتماعية بين المؤسسات المختلفة التي تستطيع أن تدعم أو تقدم بعض المساعدات للطلاب وبين المدرسة وتنفيذ هذه الخطة.
  • يعمل على تقوية العلاقات والروابط بين البيت والمجتمع والمدرسة.

شاهد أيضًا: حقوق التلميذ ووجباته في المدرسة

ما هي اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس

اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي يمكن حصرها في بعض النقاط كالتالي:

  • إنشاء ووضع خطة وبرنامج محدد بوقت زمني لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة تبعا للإمكانيات المتوفرة وابتكار برامج مستحدثة.
  • إنشاء بعض السجلات التي تساعد الأخصائي الاجتماعي في متابعة التلاميذ بصورة منظمة ومثل تلك السجلات ما يلي:
  1. سجل الأخصائيين الاجتماعيين.
  2. سجل الحالات الفردية.
  3. سجل الاجتماعات الخاصة بالمجالس المدرسية.
  4. سجل البرامج العامة.
  5. سجل المتابعة لحالات التأخر الدراسي.
  6. سجل تسجيل المواقف السريعة الفردية.
  7. سجل الإرشاد والتوجيه.
  8. سجل الجماعات الاجتماعية التي يتم الإشراف عليها.

المهام الأساسية للأخصائي الاجتماعي المدرسي تتمثل في

  • أن يقوم بالمشاركة في عمل البرامج ليعمل على تنمية قدرات الطالب والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لدى الطالب والبيئة.
  • محاولة حل وتسهيل المشكلات التي تواجه الطريق الأكاديمي.
  • تقديم الدعم المعنوي الذي يساعد الطالب على الاستفادة من قدراته التي تساعده في خدمة نفسه بنفسه.
  • تقديم المساعدة المادية لمن يتطلب حاجته إلى هذا عن طريق إرسال طلب إلى جهات العون.
  • تقديم يد العون البيئي وذلك لكي يستطيع الطالب الاستفادة من الموارد البيئة المتواجدة حوله.
  • دور الأخصائي هو دور مهاري تنفيذي وليس تقليدي أبداً فهو ينشأ على مجموعة من القيم والقواعد المدروسة وعلى مهارة وخبرة مبنية على الرغبة في ممارسة المهنة بكل حب وتطوع وليس كره وإجبار وتستطيع إعداد أخصائيين مدربين ولذلك فإنه تم إنشاء العديد من كليات الخدمة الاجتماعية المبنية على أسس ومناهج وتحويل الخدمة السابقة إلى كليات لها سياسة ومنهج؛ ويمكننا تحقيق الأهداف لهذا المجال من خلال نقطتين:
  1. النقطة الأولى: يجب أن نعترف بأهمية مهنة الأخصائي الاجتماعي في المدرس.
  2. النقطة الثانية: العمل على زيادة نسبة النفقة المخصصة لمجال الخدمة الاجتماعية ولذلك يجب علينا الاهتمام بهذا المجال والمساهمة في تطويره.

معوقات الممارسة المهنية للأخصائي الاجتماعي في المدرسة

  • عوامل شخصية: وتضم عدد من المواقف التي يتم الاعتماد فيها على الأخصائي الاجتماعي المهني وهي صعوبة رؤية الطالب للأخصائي لأسباب مختلفة قد يكون منها انشغال الاخصائي عن الطالب لعدة أسباب مهنية أو إعطاء الطالب موعد آخر مما يشعر الطالب بالملل وعدم الذهاب مرة أخرى وغيرها من الأسباب.
  • عدم السرية التامة عند أحد الاخصائيين الاجتماعيين لذلك يجب أن يتسم الاخصائي بالسرية التامة وهذا هو مبدأ العمل.
  • تعريف وتدريب الأخصائي الاجتماعي بدوره المهني المدرسي.

شاهد أيضًا: المحافظة على ممتلكات المدرسة

خاتمة بحث عن دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي موثق مع المراجع

وفي نهاية بحث عن دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الشرح الوافي على قدر المستطاع من هذا الموضوع وأهميته ودور الأخصائي في حياة الطلاب والمدرسة، ونتمنى منكم أن تشاركوا المقال في الكثير من الصفحات لكي يتعرف الكثير على أهمية هذا المجال وضرورة الاهتمام به وإخراج أخصائيون مدربون، ودمتم بخير وانتظروا منا المزيد من المقالات المفيدة.

دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في الوقت الحاضر

 

مُساهمةموضوع: رد: دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في الوقت الحاضر   دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في الوقت الحاضر I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 10, 2012 3:02 pm

دور الاخصائي الاجتماعي في علاج المشكلات المدرسية

ويمكن القول بأن دور الاخصائي الاجتماعي بالمدرسة هام في علاج المشكلات المدرشية ، فيجب أن يتناول الحالات بطريقة ايجابية تتسم بالجدية والمتابعة الدقيقة ، ويتضمن العمل مع الحالات عدة مراحل :
أولاً: الدراسة
ونقصد بعملية الدراسة هنا مساعدة الطالب على الوقوف على مسببات المشكلة التي يعاني منها والعوامل التي أدت الى تطورها وموقفة منها أي أنها عملية ديناميكية تتحرك بالطالب من موقف الجهل باسباب المشكلة الي موقف الوضوح والفهم للعوامل التي تداخلت حتى اصبح موقف الطالب على ما هو عليه ، وتشتمل الدراسة الاجتماعية لمشكلة الطالب عادة النواحي اللآتية:
1- بيانات أولية عن الطلاب :
السن – الجنس – مكان السكن ، مصدر التحويل ، نوع المشكلة الحالية ، مؤسسات سابقة اتصل لها لعلاج مشكلته.
2- تكوين الأسرة وتاريخها : وعادة توضع في الجدول التفصيلي لبيانات المعلومات عن جميع أفراد الاسرة مثل السن ، نوع العمل ، الحالة البدنية والصحية .
3- المعلومات المتعلقة ببيئة الطالب كوصف للحي الذي يقيم فيه ولمسكنه من كافة النواحي :
4- العلاقات داخل الأسرة كعلاقات الأب بالأم وعلاقتهما بالابناء وبالطالب على وجه التحديد وبالخاصة الاسرية – إن وجدت.
5- أمكانات الاشرة البشرية والمادية .
6- دراسة موقف الطالب الحالي من المشكلة وما بذلة من مجهودات لعلاجها ويعتمد الاخصائي الاجتماعي في دراسته للحالة على الطالب نفسه ثم أسرته ومدرسته وملفه وسجل القيد ، ومن أهم اساليب الدراسة التي يتبعها الاخصائي للوقوف على البيانات التي ذكرت سابقاً هي المقابلة التي تشمل
1- مقابلة الطالب صاحب المشكلة:
حيث يعتبر الطالب في هذه الحالة المصدر الرئيسي ولا يستثني من هذا إلا صغار السن من أطفال المرحلة الأولي، وتتم المقابلة عادة بشكل مقصود في مكتب الاخصائي الاجتماعي إلا في ظروف معينة حيث تكون بشكل غير مقصود كما هو الحال في الحالات التي تستدعي اهتمام الاخصائي الاجتماعي فحينئذ يعمد الى مقابلة الطالب في وقت فراغه أو أثناء مزاولته أ, أثناء رحلة مدرسية.
2- مقابلة المصدر:
أ‌- المدرس : يعتبر المدرس وخصوصاً مربي الفصل مصدراً أساسياً للمعلومات التي تفيد في دراسة الحالة فهو أعلم بتصرفات الطالب وأحواله ومدى تحصيلة الدراسي ورأي زملائه,
ب‌- الأسرة وقد تحتاج المقابلة في هذه الحالة لزيارة منزلية تتم بعد عمل الترتيب اللازم مع ولي الأمر.
ت‌- أصدقاء الطالب: كثيراً ما تستلزم الدراسة مقابلة زملاء الطالب أو أصدقائه ممن يؤثرون عليه أو لهم اتصال به وتتم أيضاً هذه المقابلة بموافقة الطالب، وقد تستدعي الدراسة الاتصال بمصادر أخرى تبعاً لنواحي ونوع المشكلة ويدخل في ذلك المؤسسات التعليمية والهيئات الاجتماعية التي قد يكون لها اتصال بالطالب.

ثانياً : التشخيص
هو العملية المهنية المرتبطة بعملية الدراسة والمحصلة للخطط العلاجية ، وهو أيضاَ عملية تحليل وتوصيف للبيانات والمعلومات التي تم الحصول عليها من خلال عملية الدراسة للوصول الى الأسباب الرئيسية المحدثة للمشكلة.
فعلى الاخصائي الاجتماعي أن يتعامل مع الكم الهائل من المعلومات التي حصل عليها بتصنيفها إلى مجموعات خاصة بالوضع الدراسي .... إلخ وربط كل هذه المجموعات بعضها مع بعض بصورة متكاملة تنتهي بوضع تصورات واضحة لسبب سلوكيات الطالب ونوع شخصيته هذا بالاستعانة بالنظريات النفسية والارشادية وتسخير جميع المعلومات والخبرات والفنيات للتعرف على الصورة الواضحة التي تعكس شخصية الطالب بكل أبعادها في اطار كل المؤثرات التي أثرت عليه بوضوعية وحيادية.
هو تفاعل الأسباب الذاتية والخارجية ( البيئية ) والتي أدت الى وجود المشكلة .

ثالثاً: العلاج
العلاج هو احداث التأثير الايجابي الموجود في شخصية الطالب وظروفة البيئية التي يعيش فيها ضمن التشخيص السليم الذي توصل اليه الاخصائي للتغلب على المشكلة.
والعلاج نوعان:
1- علاج بيئي 2- علاج ذاتي
العلاج البيئي
وهو عبارة عن تعديل الظروف البيئية أوالعمل على تحسينها ، بغية تخفيف الضغوط الخارجية التي تؤثر على موقف الطالب من المشكلة ويشمل العلاج البيئي خدمات مباشرة تتمثل في المساعدات المهنية او الفنية التي تمنح للطالب، أو توجيهها للاستفادة من خدمات احدى المؤسسات ، كما يشمل خدمات مباشرة تتمثل في الجهود التي تبذل لتهيئة الجو المحيط بالطالب كالمنزل أو المدرسة حتى يتمكن إعادة تكيفه بطريقة سليمة.
العلاج الذاتي:
وهذا اللون من العلاج موجه للطالب بقصد معرفة قدراتهم وتقويتها حتى يستطيع مواجهة مشكلته بطريقة ايجابية عليه فأن شخصية الطالب هي بؤرة الاهتمام في هذا اللون من العلاج ويهدف العلاج الذاتي الى :
1- معاونة اطالب للتعبير عن انفعالاته وما يعانيه من ضغوط داخلية.
2- تعديل اتجاهات بأخرى مناسبة
3- التركيز على اعادة تكيفه بتحسين علاقاته الاجتماعية المضطربة.
4- تبصيره بنواحي النقص فيه وبمعتقداته الخاطئة وافكارة الذاتية التي تسبب ما يعانية من اضطراب.
رابعاً المتابعة:
حيث تعتبر الدراسة والتشخيص والعلاح العناصر الاساسية والاساليب الفنية المهنية لمساعدة الفرد الطالب لاي مشكلة تواجهه فعملية المتابعة لا تقل اهمية عنهم لانها تضئ للاخصائي سبل التعرف على طبيعة ونوعية المساعدة المقدمة للطالب. بمعنى تقييم أداء الخطوات الفنية السابقة والتعرف على النقص والقصور في هذا الاداء والتأكد من أن الطالب في حالة استفادة من الخطط العلاجية المقدمة بطريقة ايجابية وفعالة وبحالة استقرار تعليمي واجتماعي سليم.



اختصاصات الاخصائى الاجتماعى فى المدرسة
......................و
والمســتجدات الحـديثـة فــى تطــوير التعــليــم

من خلال النشرات و الممارسة الفنية والتعليمات والواقع العملي على اختصاصات الأخصائي الاجتماعي ودورة في المدارس نجدها فيما يأتي :

-إعداد الخطة والبرنامج الزمني لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة وفقاً للإمكانات المتاحة مع تميزها باستحداث وابتكار البرامج
-إعداد السجلات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية على أن يتم الالتزام بسجل النشاط العام للتربية الاجتماعية بالمدرسة وان يكون التسجيل وفقا لاحتياجات النشاط وحسب رؤية الأخصائي الاجتماعي ومعبرا بصورة جيدة عن ما يقوم بة من أنشطة وبرامج ويفضل أن تكون الكتابة بالكمبيوتر في كافة أعمال التربية الاجتماعية وخاصة المراسلات الخارجية .
-إعداد مشروع الميزانية الخاصة بأنشطة التربية الاجتماعية
-دراسة وتشخيص وعلاج الحالات الفردية الاقتصادية ، الغياب ، التأخر الدراسي ، السلوكية ، الصحية النفسية الاجتماعية ، والحالات المدرسية الأخرى ويقوم الأخصائي الاجتماعي في هذا الإطار بما يلي عمليات الإرشاد الفردي والجمعي لتلك الحالات ..
الاتصال هاتفياً بأولياء الأمور ، الزيارات المنزلية للحالات التي تستدعي ذلك وبترتيب مسبق مع الأسرة (غير مستحبة ) ورعاية الحالات النفسية وتحويل ما يحتاج منها إلى خدمات تخصصية للعيادة النفسية ووحدة التخاطب والإرشاد والتوجيه الأسري بقسم التربية الخاصة .
-التركيز على بحث ومتابعة الطلاب المتفوقين علمياً والمتأخرين دراسياً وذلك من خلال كشوف درجاتهم ومتابعتهم في الامتحانات المختلفة على مدار العام الدراسي . تقديم الرعاية المناسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وتوجيههم للمشاركة في الأنشطة المناسبة لقدراتهم بما يحقق توافقهم في المجتمع
-المشاركة في وضع رعاية الموهوبين بالكشف عن ميول ومواهب وقدرات الطلاب وتوجيهها وتنميتها واستثمارها .
-الإشراف على جماعة واحدة أو اثنتين من جماعات النشاط المدرسي ذات الطابع الاجتماعي مثل الرحلات ، الخدمة العامة ،، جماعة البيئة ، النادي المدرسي فريق الهلال الأحمر ،الجمعية التعاونية... الخ
-تنظيم المسابقات داخل المدرسة مثل أوائل الطلبة ، والمسابقات الثقافية والأدبية والفنية ، الخط العربي ، الطالب المثالي ... الخ )
* الإشراف على تنظيم الحفلات المدرسية في المناسبات الدينية والوطنية بكافة أنواعها والإعداد المسبق لها .
*تنظيم الرحلات العلمية والترفيهية والإشراف عليها لتبادل الزيارات الطلابية بين المدارس..
*تنظيم إصدار نشرات ومطبوعات للتوعية الاجتماعية والتربوية والصحية والثقافية .
*التعاون مع إدارة المدرسة في توفير مناخ مناسب للعلاقات الإنسانية بين أعضاء أسرة المدرسة .
*نشر الوعي بين الطلاب للاشتراك في الجماعات والأسر المدرسية ( إذاعة ، لوحات ، نشرات ، استبيان)
*العمل على استحداث وتكوين الجماعات المبتكرة الحديثة التي تناسب الطلاب وتنمي مواهبهم وملائمتها مع البيئة المدرسية .
*تنظيم الندوات والمحاضرات التي تعمل على رفع مستوى الوعي الديني والثقافي والاجتماعي والعلمي مع الاستعانة بالمتخصصين.
*إعداد التقرير السنوي عن نشاط التربية الاجتماعية بالمدرسة وإرساله لتوجية التربية الاجتماعية في نهاية العام الدراسي .
* الاحتفاظ بالسجلات والملفات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية
*القيام بما يعهد إليه مدير المدرسة من أعمال إدارية مثل : ( لجان السير في الاختبارات المدرسية ، لجان تسجيل الطلاب الجدد ، الكنترول , الامن ,الاشراف . . . . الخ.
الشراكة الاجتماعية
*تدعيم الصلة بين المدرسة والأسرة بجميع الوسائل الممكنة والتي من أهمها تفعيل دور مجلس الأمناء والعمل على توطيد علاقة المدرسة بالمؤسسات المجتمعية الأخرى بالمجتمع المحلي مثل ( الحي ، المراكز الصحية الأندية الرياضية والثقافية .
-تنفيذ القرارات الوزارية والأوامر الإدارية المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية مع الالتزام بما يلي :
-اعتماد أسلوب الشراكة المجتمعية بين المدرسة والمجتمع المحيط
-حصر احتياجات المدرسة وترتيب الأولويات التى يمكن تنفيذها في ضوء الشراكة المجتمعية
-حصر احتياجات المجتمع المحيط والمجتمع المدني ومدى إمكانية مساهمة المدرسة فى تنفيذها
التعاون مع ادارة المدرسة وفقا للقواعد التالية
-الحصص الاحتياطى جزء اساسى من عمل المدرس ويستكمل بة الجدول المحدد لة وفق قواعد معلومة ومحددة وليس بطريقة عشوائية
-الزام المدرس بتحويل اى طالب يرغب فى خروجه من الفصل كعقاب الى مشرف الدور أو مدير المدرسة كتابيا على الاستمارة المعدة لذلك مبينا سبب المشكلة ولا يحول اى طالب إلى الأخصائي الا بناء على موافقة مدير المدرسة للحد من سلبية المدرس فى أداء دورة بالفصل
-يكون تكليف الأخصائي الاجتماعي بأعمال الأمن والإشراف وفق جدول محدد بالمدرسة شهريا ويتم التوقيع علية من المكلفين بالعمل منذ بداية الشهر حتى يتسنى للاخصائى تنظيم عملة وفق خطة محددة .
-التزام الأخصائي بحضور طابور الصباح علما بأن الأخصائي الاجتماعي دورة هو متابعة المتأخرين عن طابور الصباح وليس حصر المتأخرين حيث هذا مسئولية آخرين بالمدرسة وفقا للنظام المدرسي .
-تعاون الأخصائي الاجتماعي مع مدرسي الأنشطة بشكل فعال وروح الفريق ويفضل تشكيل عمل من مسئولي الأنشطة المختلفة للتعاون والتنسيق بينهم .
-تخصيص مكان مستقل مناسب لحجرة التربية الاجتماعية بالمدرسة
-تزويد حجرة التربية الاجتماعية بكمبيوتر من ميزانية المدرسة لتسجيل كافة اعمال التربية الاجتماعية
مثل الحالات الفردية ومتابعة المتأخرين عن الطابور والمتسربين والموهوبين ... الخ
-دمج الأنشطة المتشابهة فى مجال واحد

مما سبق نجد ان المهام المنوط إلى الأخصائي الاجتماعي القيام بها تحتاج الى تركيز وخبرات ومهارات وتدريب وتعاون ووقت متاح وتفهم الآخرين لمهام عملة المهنية والوظيفية
نامل التعاون فى وضع توصيف لدور الأخصائي الاجتماعي المدرسي فى ضوء تطوير التعليم

الخطة العامة لعمل الأخصائي الاجتماعي وبرنامجها الزمني
هي عبارة عن عمل مبرمج ودقيق وشامل تهدف إلى ترجمة أهداف التربية الاجتماعية إلى مشروعات وبرامج تساندها إمكانات مادية وبشرية تتناسب مع واقع البيئة المدرسية ومستفيدة من إمكانيات المجتمع المحلي وفي ضوء التعليمات واللوائح والأنظمة المتبعة في ذلك .
الإطار العام للخطة :
ويتمثل في مساعدة الطلاب على النمو المتكامل نفسيا واجتماعيا وعلميا وصحيا ومتابعة مختلف نواحي حياتهم لتوفير فرص التكيف المناسبة والتفاعل الإيجابي مع المجتمع
ويشمل الإطار العام ما يلي :
* الجانب الوقائي :
ويتمثل في دراسة ومعالجة الظروف والأوضاع الاجتماعية والنفسية والتربوية والمهنية والصحية التي تؤثر على الطلاب تأثيرا سلبيا والعمل على توعيتهم وتبصيرهم حول آثارها ونتائجها والعمل على إزالة أسبابها وتدريبهم وتنمية قناعاتهم الذاتية لتجنب هذه الممارسات السلبية .
* الجانب الإنمائي :
هو بحث واكتشاف الطاقات لدى الطالب لاستثمارها والاستفادة منها وتوظيفها في خدمته وخدمة مجتمعه .
* الجانب العلاجي :
ويتمثل في مساعدة الطالب على تجاوز مشكلته حتى يتوافرله الجو النفسي الملائم لمواصلة عملية التعلم والتعليم والتكيف في حياته داخل المدرسة وخارجها .
دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في الوقت الحاضر
الدور الرئيسي والأساسي من وجود الأخصائي الاجتماعي في المدرسة كما نعلم هو مساعدة الطلاب على حل مشاكلهم والتغلب عليها وتنمية المواهب والقدرات ومحاولة صقلها وإشباع احتياجات الطلبة لتجنب تكرار المشكلات وانتشارها في المدرسة ، فـ يرى الباحث سيد حسانين أن "الهدف الأساسي من وراء هذا العمل هو مساعدة التلاميذ على القيام بأدوارهم الاجتماعية بطريقة طبيعية وسليمة ، ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها في تربية وتعليم التلاميذ وإدادهم للمستقبل."
فـ يرى الباحث محمد غبارى أن "الأخصائيون الاجتماعيون في المدرسة يركزون على الشخصية ونموها عن طريق البرامج والأنشطة المختلفة التي تُكسِب الخبرات وتُنمَى القدرات وتستثمر المهارات وتدعم العلاقات بين أفراد المجتمع الصغير وهو المدرسة تمهيداً لتدعيم العلاقات وتقويتها في المجتمع الكبير وهو الوطن"
فالأخصائي الاجتماعي يتعامل مع عدة مشكلات نلخصها فيما يأتي :
- "مشكلات الغياب والتأخير وعدم الانتظام في الدراسة.
- مشكلات الضعف التحصيل الدراسي أو التخلف الدراسي.
- مشكلات سلوكية أو أخلاقية أو دينية.
- مشكلات عدم التكيف.
- مشكلات عاطفية أو جنسية.
- مشكلات صحية.
- مشكلات أسرية.
- مشكلات شغل وقت الفراغ."

فجميع هذه المشكلات تتسبب على إحداث خلل في الدور الاجتماعي الذي يجب أن يؤديه الطالب ، وهذه المشكلات تنتج عن عدم اشباع احتياجات هؤلاء الطلاب والتي تتمثل في الاحتياجات ( الاجتماعية ، النفسية ، الاقتصادية ، الصحية ، التعليمية وغيرها ).

ولكي يستطيع الأخصائي الاجتماعي أن يقوم بدوره في مساعدة الطالب على التغلب على مشكلاته ، لابد له كما يرى الباحث سيد حسانين أن"يحدد بوضوح العامل أو العوامل التي تتسبب في عدم اشباع بعض احتياجات التلميذ أو كل احتياجاته بما يعمل على خلق المشكلات والصعوبات التي يعاني منها التلميذ . ويمكن حصر أهم هذه العوامل فيما يلي:
- عوامل ذاتية : ترجع إلى التلميذ نفسه.
- عوامل أسرية : ترجع إلى أسرة التلميذ.
- عوامل مدرسية : ترجع إلى مدرسة التلميذ.
- عوامل بيئية : ترجع إلى المنطقة أو الحي الذي يسكنه التلميذ.
- عوامل مجتمعية : ترجع إلى ظروف المجتمع العام الذي يعيش فيه التلميذ
."

وهذه العوامل قد يؤثر عامل منها أو جميعها على عدم اشباع احتياجات التلميذ ، مما تعمل على خلق العديد من المشكلات التي قد تسبب ضرراً بالغ الأثر للتلميذ ، فعلى الأخصائي الاجتماعي أن يدرس هذه العوامل بأسلوب تفصيلي وتحليلي لكي يحدد الأسباب لمشكلة ذلك الطالب.

ولكي ينجح الأخصائي الاجتماعي في دوره لمساعدة التلاميذ على تلبية أدوارهم ، ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها التربوية كما يرى الباحث سيد حسانين أيضاً أنه يتوجب على الأخصائي الاجتماعي القيام بما يلي في ممارسته لدوره :
أولاً: وضع خطة العمل.

ثانياً: تنفيذ البرنامج.

ثالثاً: تقويم النشاط.

وهذه الأعمال جميعها من أهم الأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في الوقت الراهن..
أولاً.وضع خطة العمل

"إن الأخصائي الاجتماعي الذي يمارس عمله بدون وضع خطة لا يمكن له أن يحرز أي تقدم أو نجاح من وراء ممارسته لدوره في المدرسة ، لأن كل أعماله ستتصف بالارتجالية"

وعلى الأخصائي كما يرى الباحث سيد حسانين أن يقوم بما يلي لوضع خطة عمله :

"1- توضيح الهدف من الخطة وتحديده.

2- حصر الموارد والامكانيات التي يمكن الاستفادة منها...لتحقيق هذا الهدف.

3- حصر احتياجات التلاميذ واحتياجات المدرسة.

4- تحديد المشكلات الناجمة أو التي يمكن أن تنجم من عدم اشباع بعض تلك الاحتياجات.

5- المواءمة بين الموارد والإمكانيات والاحتياجات.

6- وضع أولوية للمشكلات التي يعتقد أنها أكثر إلحاحاً.

7- وضع برنامج زمني لاستثمار الموارد والإمكانيات لكي يمكن انجاز الهدف الذي تبتغي الخطة تحقيقه
."

ثانياً.تنفيذ البرنامج
"تعني عملية التنفيذ ترجمة الخطة إلى برنامج يمكن تنفيذه...والأخصائي الاجتماعي هو المسؤول الأول عن تنفيذ برنامج النشاط الاجتماعي في المدرسة...ويستطيع الأخصائي الاجتماعي أن يستعين بجهود بعض الآباء وأولاياء الأمور وبعض تلاميذ المدرسة..."

"ويعتبر تنفيذ البرنامج أهم عمل يقوم به الأخصائي الاجتماعي في المدرسة ، إذ يتوقف عليه نجاحه أو فشله في ممارسة دوره . هذا فضلاً عن أصعب عمل يقوم به الأخصائي الاجتماعي لأنه يتطلب توفير خدمات متعددة ومتنوعة في النواحي الآتية :

1. الناحية الوقائية :
وتهدف إلى وقاية التلاميذ من التعرض إلى الانحرافات والمشكلات والصعوبات والمعوقات التي تعوقهم عن تأدية أدوارهم وتجنبهم الخلل في تأدية هذه الأدوار...

2. الناحية الإنشائية: وتهدف إلى تمكين التلاميذ من التنشئة الاجتماعية السليمة في ضوء سياسة ومعتقدات المجتمع...ويتم ذلك عن طريق تكوين جماعات النشاط المدرسي التي تكمل المناهج التعليمية ، وتتيح الفرص للتلاميذ للتمرس بالأعمال المختلفة عن طريق المواقف الحقيقية التي يتعرضون لها وتشبع احتياجاتهم ، وتناسب ميولهم وهواياتهم واستعداداتهم وقدراتهم .

3. الناحية العلاجية: وتهدف إلى مساعدة التلاميذ ذوي المشكلات للتغلب على مشكلاتهم حتى لا يعوقهم ذلك عن الاستفادة من الموارد والإمكانيات المتوافرة لتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة ولإعدادهم للمستقبل ، ومساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها بالنسبة لأمثال هؤلاء التلاميذ..."

ثالثاً.تقويم النشاط
يرى الباحث سيد حسانين أنه "بعد أن يتم تنفيذ البرنامج ، يجب أن تمارس عملية التقويم كي يعرف الأخصائي الاجتماعي عما إذا كان هذا البرنامج قدد حقق هدفه أم لا...عملية التقويم تساعدالأخصائي الاجتماعي على الاستفادة من خبراته ، إذ أنه يتعرف على مواطن الضعف وأسبابها ، فيعمل على تلافيها مستقبلاً ، كما أنه يتعرف على مواطن النجاح ، فيعمل على تدعيمها حتى تزداد فرص واحتمالات النجاح...يستطيع الأخصائي الاجتماعي أن يكتشف عما إذا كانت نتائج البرنامج تتناسب والجهود والأموال التي تبذل عن طريق عملية التقويم..."









المراجع :

أبوبكر حسانين : "الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي" ، ط2 ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1982.

محمد سلامة غباري : "مداخل الخدمة الاجتماعية المدرسية وأهدافها التنموية" ، ط1 ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ، الاسكندرية ، 2009.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لكبريائي قصة



عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 22/09/2012

دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في الوقت الحاضر Empty

دور الاخصائي الاجتماعي فى المؤسسات التعليميه دور الإخصائى الاجتماعى فى المؤسسات التعليمية

 

دور الاخصائي الاجتماعي فى المؤسسات التعليميه


دور الإخصائى الاجتماعى فى المؤسسات التعليمية
مقدمة:
تعتبر الخدمة الاجتماعية إحدى المهن الاجتماعية التي ظهرت كاستجابة لمجموعة من العوامل الملحة.و تتبنى معاهد وكليات الخدمه الاجتماعيه اعداد الاخصائيين الاجتماعيين نظريا وميدانيا بالاسلوب الذي يؤهلهم لاكتساب الخبره والمعرفه والمهاره لكي يستطعوا ممارسة ادوارهمالمهنيه في مجالات الخدمه الاجتماعيه ومن ضمنها المجال المدرسي ولكن نجاح الاخصائي الاجتماعي في اداء دوره المهني المتمثل في مساعدة التلاميذ للاستفاده بالعمليه التعليميه ومساعدة المدرسه على تحقيق وظيفتها. وتعتبر بداية ظهور الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تسببت مجموعة من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية في بناء المجتمع الأمريكي إلى إيجاد مجموعة من الاحتياجات والتي نتيجة لعدم إشباعها تطورت لتتكون المشكلات، ومن هنا يبدأ دور الخدمة الاجتماعية في معالجة هذه المشكلات. ونتيجة لنجاح هذه المهنة في أداء دورها في المجتمع الأمريكي بدأت تنتقل إلى سائر أنحاء دول العالم، بل وأخذت تجتاح معظم القطاعات في المجتمعات مثل المجال الطبي والمجال الأسري والمجال التعليمي..الخ..و دور الأخصائي الاجتماعي يختلف عن دور المدرس ، فدوره لا بداية له ولا نهاية ، لا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي ، إنما عمله في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ ، داخل المدرسة وخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي ، والعام الذي يليه وهكذا ، ومفهوم الخدمة الاجتماعية هو تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ أما بمفردهم أو داخل جماعات ليتكيفوا على المشاكل والصعوبات الاجتماعية والنفسية الخاصة والتي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة وفي المجتمع ، وهي كذلك تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية التي يترتب عليها رفع مستوى معيشته من النواحي الاجتماعية والسياسية.
الوظيفة الاجتماعية للمدرسة:
تعتبر المدرسة أحد المؤسسات الاجتماعية التي أنشأها المجتمع من أجل أداء بعض الوظائف الاجتماعية والتي بدورها تؤدي إلى إشباع بعض الاحتياجات الضرورية في المجتمع. وتحددت وظائف المدرسة نتيجة للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع وتتساند معها تساندا وظيفيا. حيث نرى إن المدرسة كانت في بداية ظهورها عبارة عن مؤسسة تعليمية بحتة ولكن بسبب تخلي بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع عن أداء وظائفها تزايدت مهام المدرسة. فعلى سبيل المثال كانت الأسرة هي المؤسسة التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية إلا إنه بسبب تحلل بعض القيم المجتمعية وتشعب متطلبات المجتمع المعاصر بدأت الأسرة تتخلى عن هذه الوظيفة لتتبناها المدرسة.ومن هنا نرى إن المدرسة لم تعد فقط مؤسسة تعليمية بل وأخذت على عاتقها مجموعة من الوظائف الأخرى مثل الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن هنا ومع تعاظم دور المدرسة بدأت الخدمة الاجتماعية بالتغلغل إلى وسط هذا البناء الاجتماعي من أجل مساعدة الطلاب على رفع مستوى وأداء قدراتهم الطبيعية ومساعدتهم على التكيف مع أبنية المدرسة المادية منها والمعنوية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تجاوز الصعوبات التي تحول عن استغلالهم لموارد المدرسة وحتى لا تتحول هذه الصعوبات إلى مشكلات. ويتم هذا بأكمله عن طريق البرامج التي يصممها الأخصائي الاجتماعي في المدرسة باعتباره الشخص المؤهل لأداء هذا الدور.
مفهوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي:
يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه" ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية ، وعلى أساس فلسفتها ملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية ، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ الذين يتعثرون في تعليمهم ، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل".كما يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه: ذلك الشخص الفني والمهني المؤهل ليمارس عمله بالمجال المدرسي ، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ في جميع النواحي ليستطيع التكيف والتأقلم البيئة المدرسية والبيئة المجتمعية المحيطة به .
طرق الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي:
كما أشرنا سابقا إلى إن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي تعتمد على معارف ونظريات وطرق الخدمة الاجتماعية، لذا نرى إن الأخصائي الاجتماعي في المدرسة يستخدم طرق الخدمة الاجتماعية في عملية المساعدة. وسأحاول أن أعطي نبذة لكيفية عمل الأخصائي في المدرسة مستخدما طريقة خدمة الجماعة وتنظيم المجتمع وسأتوسع قليلا في شرح دور الأخصائي في استخدام طريقة خدمة الفرد في حل مشكلة دراسية.
أولا: طريقة خدمة الجماعة:
ان المدرسه هي المؤسسه الاجتماعيه التي تتحمل العبء الاكبر في تنشئة الطلاب التنشئه الاجتماعيه السليمه واعدادهم للمستقبل. ومادامت الجماعات المدرسيه هي الاداه التي تؤدي الى التأثير في نمو الطلاب وتساهم في اكسابهم مقومات الشخصيه السويه فمن الضروري تنظيم اساليب الحياه في المدرسه سواء في جماعة الفصل أو جماعة النشاط حتى تستطيع أن تحقق الغرض منها . و تتكون داخل المدرسة مجموعة من الجماعات المدرسية، وهي عبارة عن مجموعة من التلاميذ لهم ميل مشترك لمزاولة هواية معينة وهم يسعون إلى إشباع هذا الميل في نشاطهم ويكمن دور الأخصائي الاجتماعي في استغلال هذه الجماعة في تنمية خبرات أعضائها وتشجيع هوايتهم وتدريبهم على السلوك الاجتماعي الذي يتطلبه المجتمع.ويتحقق هذا عندما يقوم الأخصائي بإيجاد نوع من التجانس والتنظيم بين أعضاء الجماعة ومساعدتهم على وضع برنامج يحقق أهدافهم واختيار قائد كفء لقيادة الجماعة ويمكن تلخيص دور الاخصائي الاجتماعي لخدمة الجماعه في المجال المدرسي كما يلي:-
1. التخطيط والتنظيم لتكوين جماعات النشاط بالمدرسه
2. تحديد الموارد والامكانيات اللازمه لكل جماعه.
3. نشر الدعوه بين التلاميذ للانضمام الى الجماعات التي يرغب أن ينضم اليها الطالب .
4. الاشراف على انتخاب مجلس اداره لكل جماعه كالرئيس ونائب الرئيس والسيكرتير وأمين الصندوق ....... إلخ .
5. تعميم نماذج من السجلات الخاصه بنشاط الجماعه .
6. اختيار رائد مناسب من بين مدرسي المدرسه لكل جماعه ماعدا الانشطه الاجتماعيه فهي يقوم بها الاخصائي الاجتماعي (خدمه عامه, نادي مدرسي, خدمة بيئيه).
7. مساعدة رواد الجماعات عن طريق تزويدهم بالمعلومات .
8. اعداد سجل عام يحصر فيه بيانات اجماليه عن جماعات النشاط بالمدرسه .
9. جمع المعلومات الخاصه بكل جماعه في نهاية العام الدراسي .
ثانيا: طريقة تنظيم المجتمع:
يقوم الأخصائي باستخدام طريقة تنظيم المجتمع داخل المدرسة على اعتبار إن المدرسة مجتمع محلي داخل المجتمع الأكبر، ويتجلى دور الأخصائي الاجتماعي في محاولة تنسيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع. وهي من أجل ذلك تسعى إلى العمل مع التنظيمات المختلفة مثل مجالس الآباء والمعلمين و الخدمة العامة المدرسية واتحاد الطلاب...إلخ.
ويقوم دور الاخصائي على ما يلي:
1. المساعده في تكوين تنظيمات على مستوى المدرسه للإنطلاق من خلالها .
2. المساعده في وضع برامج هذه التنظيمات والعمل على نموها وتطورها.
3. العمل على تدريب القاده المسئولين عن هذه التنظيمات .
4. توضيح وتحديد مسئولية هذه التننظيمات.
5. العمل مع مجلس الاباء والمعلمين بتنظيم اجتماعاته والاعداد لها
6. العمل مع مجلس الرواد أو النشاط بالمدرسه.
7. القيام برئاسة مركز الخدمه العامه بالمدرسه وعليه ان يعد خطة عمل هويضعها موضع التنفيذ ومن ثم فهو المسئول عن مشروعات الخدمه العامه ومشروعات الخدمه الاجتماعيه التي تقوم المدرسه بتنفيذها لخدمة سكان المجتمع .
8. وضع وتنفيذ خطه لتنظيم تبادل الخدمات الاجتماعيه بين المدرسه وهيئات ومؤسسات وتنظيمات المجتمع .
9. العمل على تقوية الروابط والصلات بين المدرسه والبيت والمجتمع.
أ) خدمة الفرد:
يستخدم الأخصائي الاجتماعي طريقة خدمة الفرد لمحاولة مساعدة الأفراد الذين يعانون من مشكلات تعوق من استفادتهم من البرامج والخدمات المدرسية. لذا فهو يسعى للعمل مع الحالات التي لها تأثير مباشر على تحقيق الوظيفة الاجتماعية للمدرسة. ومن هنا تتحدد مجموعة من المشكلات التي ترتبط بإعاقة وظيفة المدرسة ومنها الغياب المتكرر والتأخر في الصباح والمشكلات السلوكية وهي طريقه اساسية لمهنة الخدمه الاجتماعيه تهدف الى مساعدة الطالب الذي يواجه موقفا عسيرا ولايمكنه الاستمرار فيه ويمكن تلخيص أهم الخدمات الفرديه التي يستطيع تقديمها الاخصائي الاجتماعي نتيجة لتطبيق خدمة الفرد فيما يلي:-
- بحث الحالات التي تحتاج الى معونات اقتصاديه
- بحث المشكلات الاجتماعيه والنفسيه والدينيه والسلوكيه والاخلاقيه والتعليميه والصحيه
- تحويل الحالات التي تعجز امكانيات المدرسه عن علاجها الى الهيئات والمؤسسات والتنظيمات المختصه ومتابعتها.
- تقديم التوجيه والارشاد والمعونه في المواقف السريعه التي يستقبلها الاخصائي الاجتماعي
- تزويد رواد الفصول من المدرسين بالبيانات والارشادات التي تساعدهم على التعامل مع الطلاب.
ادوار الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي:
يتمثل الدور الرئيس للأخصائي الاجتماعي المدرسي في العمل على تحقيق أمرين:
أولهما: تحقيق توافق الطالب مع واقع الحياة والبيئة المدرسية.
ثانيهما: وضع البرامج التي من شأنها تنمية الطالب اجتماعياً وسلوكياً.
ويتحقق توافق الطالب من خلال عدة أُسس، نذكر منها: استثمار طرق الخدمة الاجتماعية (فرد، جماعة، تنسيق) فيما يحقق تأهيل الطالب بما يمكنه من مواجهة معركة الحياة المعاصرة، وبما يهيئه لتوجيه قدراته وإمكاناته الشخصية والبيئية للحيلولة دون تردّيه في مهاوي التخلف الدراسي والاجتماعي. ويستدعي ذلك تطوير برامج الخدمة الاجتماعية المدرسية حتى يمكن تحقيق ما هو مطلوب منها، ويتمثل هذا في إمكانية توفير سبل الرعاية الاجتماعية التي يمكن من خلالها المساهمة في حل مشكلات التوافق وصعوبات التعلُّم والظروف البيئية التي تعوق مسيرة الطالب العلمية وتوفيه من التردي في العلل والأمراض الاجتماعية وإرشاده لما يمكنه من تحسين نمط وأسلوب الحياة العامة وبما يتوافق مع مستجدات الواقع المعاصر. مع الوضع في الاعتبار أن العلل والأمراض الاجتماعية تؤدي إلى صعوبة في التحصيل العلمي الواجب، وتؤثر في مسيرة التقدم الدراسي، وتحول دون التوافق الاجتماعي والتفاعل السوي مع علاقات التواصل الاجتماعي مع المكونات البيئية؛ مما يؤثر بالسلب في عوامل الصحة النفسية لدى الطالب وفي طرائق تحسين الأحوال الاجتماعية. ويتوجب حينئذ على الإخصائي الاجتماعي أن يدعم - من خلال برامجه الخدمية - قيم التوافق والمعايير الاجتماعية لدى الطالب، وذلك لما لها من أثر فعال في مواجهة احتياجات الطالب النفسية والاجتماعية والتربوية الأساسية.
ومما يجدر ذكره أن المهام الأساسية للإخصائي الاجتماعي المدرسي تتمثل في:
- المشاركة في العمل البرامجي لتنمية قدرات الطالب بما يعينه على الاستفادة من الإمكانات المتوافرة لدى الطالب والبيئة معاً.
- تذليل أية صعوبات قد تعترض طريقه الأكاديمي والعلاقي.
- التوجيه لجهات تقديم العون المادي لمن تتطلب حالته من الطلاب مثل هذا العون.
- تقديم العون المعنوي الذي يعين الطالب على إمكانية الاستفادة من قدراته التي تمكنه من خدمة نفسه بنفسه، وذلك عن طريق التأثير في أفكاره واتجاهاته وقيمه، ودعم مفهومه لذاته حتى يكون مفهوماً إيجابياً (الوعي بالذات والسمو بها).
- تقديم العون البيئي للتمكن من الاستفادة من الموارد البيئية المتاحة والممكنة والعمل على التعديل فيها لصالحه.
وهذا يدعو القائمين على جهاز الخدمة الاجتماعية المدرسية إلى أن يقوموا بتحديد أسس ومبادئ وأخلاقيات ومواصفات لدور الإخصائي الاجتماعي المدرسي مع الوضع في الاعتبار أن دور الإخصائي الاجتماعي دور مهاري تطبيقي، ولم يكن دوراً روتينياً تقليدياً؛ فهو ينهض على مجموعة من القواعد المدروسة والمصمّمة على أسس علمية تستند إلى مهارة وخبرة مبنية على الاستعداد والرغبة في ممارسة المهنة التي يمكن صقلها بالتأهيل والتدريب.
وهذا ما حدا بالمسئولين عن قطاع التعليم أن يقوموا بتحويل معاهد الخدمة الاجتماعية سابقاً إلى كليات جامعية لها سياساتها التربوية واستراتيجياتها ومناهجها وبرامجها التنفيذية المخططة تخطيطاً علمياً راقياً؛ فهي ترمي لا لبذل جهود وأعمال استهلاكية، بل لها دلالتها ونتائجها الاقتصادية؛ مما يحيلها عاملاً مهماً من عوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المهمة؛ حيث إنها تزيد من تدعيم الطاقة الفاعلة في المجتمع وعلى الرغم من هذا الجهد الصادق المبذول في تأهيل الأخصائي الاجتماعي من خلال تطوير المؤسسات العلمية التي تُعنى بتأهيله الأكاديمي والتطبيقي - ولعله لا يوجد فجوة بينهما - فقد سبقتنا دول كثيرة حققت إنجازات كبيرة في هذا الميدان، المهم أننا قادمون للحاق بركب التقدم في هذا الميدان الخدمي، المهم أن نعرف طريقنا ونصحّح مسيرتنا أولاً بأول، وأن نسدّ الثغرات ونحدّد نقاط الانطلاق إلى تحقيق الأهداف المرسومة لهذا المجال الخدمي. ويأتي ذلك من خلال أمرين:
- الأول : أن نقتنع بأهمية الخدمة الاجتماعية المدرسية.
- والثاني: زيادة نسبة الإنفاق المخصصة لمجال الخدمة الاجتماعية، فلا سلامة لهذا المجال إلا بالاهتمام به، وزيادة عوامل النجاح فيه، والارتفاع بجودة هذا المجال الخدمي مما يطلبه الأفضلية والتفوق لعلاقته بمستويات التحصيل المدرسي والنجاح فيه؛ فالتفوق في مجال الخدمة الاجتماعية المدرسية لا يخلق نجاحاً مدرسياً ملحوظاً بنسبة عالية. وهذا يوضح بجلاء أهمية الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي، وأهمية الدور الذي يضطلع به وفقاً لما ذكر من مهام، تبرز أولاها في المساهمة الفاعلة في صقل قدرات الطالب، وتوجيه استجاباته، وتهذيب دوافعه، وشحذ طاقاته، وتنظيم تفاعلاته، ودعم معاييره القيمة المرغوب فيها.. وغيرها من مهام ذات صلة بمكوّن الشخصية. ولذا فنحن نهيب بالإدارة المدرسية عدم التقليل من أهمية المهنية والتجاوز فيها، وألا يغرقوا الأخصائي الاجتماعي بأعمال إدارية تخرج عن نطاق الوظيفة، وتباعد بينها وبين إبداعات الدور وما ينتج عنه من سلوكيات؛ مما يدخله في صعوبات ومشكلات وتوترات تؤثر بالسلب في طبيعة المهنة وما يُحاط بها؛ مما يدفع البعض للعزوف عن الانتماء إليها أو الارتباط بها، وذلك لعدم الاستبصار بأهمية المهنة ومتطلباتها وأبعادها، والسعي الحثيث للتمييز بينها وبين مهامّ وواجبات الإشراف الفني والتربوي والإداري والإرشاد الطلابي؛ فلكلّ استراتيجيته والتأهل الأكاديمي له. ويتوجب علينا أن نرفع صيحة: أعيدوا للمهنة رونقها وهيبتها، كما يستشعر الأخصائي الاجتماعي بأهميته فيتحقق له الرضي الوظيفي، واستقامة المقصد، واستشراف المستقبل، والإخلاص في الأداء، والأخذ بالمبادرة التي تحقق الأمل وتدفع إلى المشاركة الفاعلة في بناء صرح النهضة المأمولة.
اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس:
ومن خلال الممارسة الفنية والواقع العملي وتطور الواجبات والمستجدات على اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس نجدها محددة فيما يأتي :
إعداد الخطة والبرنامج الزمني لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة وفقاً للإمكانات المتاحة مع تميزها باستحداث وابتكار البرامج .
إعداد السجلات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية والتي من أهمها :
- سجل الحالات الفردية .
- سجل الأخصائي الاجتماعي .
- سجل اجتماعات المجالس المدرسية .
- سجل البرامج العامة .
- سجل الجماعات الاجتماعية التي يشرف عليها .
- سجل متابعة التأخر الدراسي .
- سجل المواقف الفردية السريعة .
- سجل الإرشاد والتوجيه الجمعي .
معوقات الممارسة المهنية للأخصائي الاجتماعي في المدرسة:
من خلال احدي الدراسات الميدانية :
كشفت الدراسة الميدانية عن العدد كبير من المعوقات التي تحد من دور الأخصائي الاجتماعي وتضعف من إنتاجية وتعود هذه المعوقات الي عوامل شخصية تعود للأخصائي نفسه وتتمثل في : الأخطاء المهنية التي يرتكبها الأخصائي الاجتماعي في بعض الأوقات وتعود هذه المعوقات أيضا الي عوامل اجتماعية وهي لا تعود لذات الأخصائي الاجتماعي بل تتمثل في الصعوبات المحيطة به والتي يتعرض لها الأخصائي الاجتماعي فلا يستطيع حياتها القيام بدوره المهني كما يراد ، وفيها يلي استعراض لأهم المعوقات التي أظهرنها الدراسة .
عوامل شخصية : وتشمل عدد من الموافق يبدو حيالها تقصير الأخصائي الاجتماعي المهني وهي :
أولا : صعوبة مقابلة الطلاب للأخصائي الاجتماعي :
حول هذا الموقف صمم تساؤل عام لعينية البحث من الطلاب لمعرفة عما كانوا لا يستطيعون مقابلة الأخصائي لاجتماعي في المدرسة إذا ما أرادوا وأتضح أن معظم عينية البث من الطلاب لا يواجهوا مشاكل في حالة رغبتهم في مقابلة الأخصائي والجلوس معه لشرح ظروفهم الخاصة ومناقشة مشاكلهم التي قد يساعدهم علي التخلص منها في حين أن بعض الطلبة وقد بلغت نسبتهم 17% من العينية يفقدون أنهم لا يستطيعون مقابلة الأخصائي الاجتماعي عندما يردون ذلك هذه النسبة لا يستهان بها حيث ستشكل رأيا قريبا قويا كلما زاد حجم العينة ويفترض علي الضوء عينة فرصة مقابلة الأخصائي كل 200 طالب 34 طالبا لا تتاح لهم فرصة مقابلة الأخصائي للاستفادة منه في الاستشارة والمساعدة للتغلب علي بعض المواقف وقد أشار عدد من الطلاب من عينة البحث بلغ مجموعهم 82 طالبا وهم الذين أفادوا بأنهم لا يجدون الوقت الكافي لعرض مشاكلهم الشخصية علي الأخصائي الاجتماعي أو أن هناك أسبابا أخري تقف أمامهم فلا يتمكنون من مقابلة الأخصائي اجتماعي أو أن هناك أسبابا أخري تقف تلك وقد أشارات هذه المجموعة من طلاب عينة البحث – الي عدة أسباب نرتبها تنازليا حسب حجم العينة التي أشارات الي ذلك.
1- انشغال الأخصائي الاجتماعي ببعض الأعمال الإدارية التي يكلفه بها مدير أو وكيل المدرسة الأمر الذي يجعل الطلبة لا يستطيعون مقابلة والجلوس معه وقت الكافي لأنه معظم الأوقات غير متواجد بالمدرسة وإذا ما اتيحت فرصة للطالب للجلوس معه يفاجأ بأوامر إدارية لاتجازها الأمر الذي يجعله يتخلي عن الطالب ولكون الأخصائيون جميعهم متعاقدين فانه من الصب أن ينتفع المدير بأهمية جلوسه مع الطالب بالنسبة لأي تكليف أخر
2- اعتذار الأخصائي الاجتماعي من الطالب حينما يخبره أنه محتاج للجلوس معه في الوقت الراهن وإعطائه مواعدا أخر قد ينتهي بالتدخل أيضا مما يجعل الطالب يشعر بالملل من هذا الأسلوب وقد عدم رغبته في العمل أو وجود مشاكل شخصية تزعجه ولا تتيح له الاستقرار النفسي ليتمكن من الجلوس مع الطالب ومناقشة مواقفه وأيا أحد الأسباب السابقة فأن دور الأخصائي الاجتماعي لا شك معطل نسبيا.
3- وضوح عدم الاهتمام بمشاكل الطلبة وقد استنتج الطلبة ذلك من خلال إعراض الأخصائي الاجتماعي من مقابلتهم وعدم الوفاء بالمواعيد أحيانا أخري ثم أنه قد يبدو من الأخصائي الاجتماعي المبالاة حينما يري موقف من المواقف لأي طالب قد يستحق الاهتمام والتتبع وقد تعود الأسباب عدم الاهتمام الأخصائي الاجتماعي الي اقتحامه بالأعمال الإدارية الأمر الذي لا يجعل في وسعه تنازل مشاكل كل الطلاب ودراستها وبالتالي اعتقد الطلاب أن الأخصائي لا يرد أن يتهم بمشاكلهم وهذا في الموقع قد يكون خلاف شعوره نحو هذا الواجب المنهي .
4- كما أن من عينة البحث المشار إليها أنفا إفادات أنه يوجد بينها وبين الأخصائي مشاكل شخصية تجعله لا تتيح لهم فرصة الجلوس معه ومناقشة مشاكلهم وهذا لا يليق بالمهنة لأنه من المفروض أن يخضع الأخصائي نفسه موقف الموجه والمرشد لا موقف المتسلط الأمر الناهي فإن التسلط وعملية العقاب ليست من مهام الأخصائي فقد تخلق موقف معادية عند الطلاب ضده وبالتالي تصعب عملية قيام العلاقة المهنية التي يتسم بها العمل الاجتماعي وإذا ما حاول الأخصائي الاجتماعي الالتزام بمبادئ وقيم الخدمة الاجتماعية فأن بذلك يكتسب المواقف الايجابية مع الطلبة وأي عميل أخر .
5- هذا بالإضافة الي أن نسبة محدودة من عينة البحث أفادوا بعدة أسباب نوجزها فيما يلي:
أ‌- أن الأخصائي لا يكلم إلا الطلبة الذين يعرفهم وله علاقة صداقة معهم .
ب‌- أنه لا يستطيع أن يفهم الطلبة أو يقنعهم بالأسلوب الصحيح .
ت‌- تحديد وقت مقابلة في الفسحة وهو وقت محدود لا يتمكن الطلبة من خلاله مناقشة احتياجيهم .
ث‌- العنف في المعاملة وعدم انبساط الوجه مما يجعل الطلبة يهابون مقابلة ولا يتجلون إلا نادرا.
ثانيا :- التساهل بمبدأ السرية :
وقد جري الاستفتاء حول مدي التزام الأخصائي الاجتماعي بمبدأ السرية - أهم مبادئ الخدمة الاجتماعية - والذي يعتبر التساهل به من الأسباب التي تفقد الطالب الثقة في أمانة الأخصائي الاجتماعي وبالتالي لا يتقبل علي طلب مساعدته ولا استشارته في أي أمر من الأمور وقد أتضح من معالجة البيانات الأخصائية أن نسبة 5 ,70% من عينة البحث تفيد أن الأخصائي يقابلهم في مكتب مستقل بعيدا عن مسامع الآخرين وقد تتحقق تطبيق مبدأ السرية من خلال وجهة النظر هذه وعلي الرغم من أن هذه النسبة تشكل رأي الأغلبية إلا أن النسبة ذات الرأي المخالف في حجم لا يمكن الاستهانة به وذلك إذا ما قسمت لحجم عينة البحث ككل وقد أتت هذه النسبة بآراء مختلفة يفهم منها أن الأخصائي الاجتماعي يقابلهم في مكان أخر وليس في مكتب خاص كما هو الحال بالنسبة للرأي الأول وتأتي التفصيلات كما يلي : البعض يفقد أن الأخصائي الاجتماعي يقابلهم في غرفة المدير وبينما آخرون يذكرون أن الأخصائي يقابلهم في فناء المدرسة وآخرون يقولون إنه يقابلهم عن مشاكلهم في غرفة المشرفين في حين أن الآخرين يفيدون أنه يقابلهم في أماكن مثل ممرات الفصول – الأسباب – أو خارج المدرسة أو في الفصول أو في غرفة المدارسين وسواء هذا أو ذاك فالقابلة خارج الأخصائي خطا منهي يهدد انهيار مبدأ السرية وسيكون ذلك سبب قوي للإحجام الطلاب عن طلب مساعدة الأخصائي وهذا السلوك يتعارض يعارض الأصول الفنية والمهنية للخدمة الاجتماعية التي تشير الي الالتزام بمبدأ السرية حيث يجب أن تتم العملاء في مأمن من الرقباء ومسترقي السمع.
ثالثا :- تبصير الأخصائي الاجتماعي في التعريف بدوره المنهي
1- علي مستوي المدرسة :
أتضح فيها سبق أن عدد الطلاب الذين يعانون من مشاكل مدرسية يساوي : 99 طالبا وحتي يكشف النقاب عن مدي إدراك الطلاب وبوجود الأخصائي طرح تساؤلات لمعرفة الشخص الذي يلجأ إليه الطلاب في حالة تعرضهم لمشاكل سواء كانت ذاتية أو بيئية ولم تطلب غابة هذا التساؤل من جميع عينة البحث من الطلاب لأن الطلاب الذين لا يعانون من مشاكل قد لا يكون هناك داع للاتصال بالأخصائي رغم من الضرورة بمكان أن يكون جميع الطلاب يعرف الأخصائي الاجتماعي لموافقة الواضحة ومشاركته الفعلية مع جميع الطلاب إذا كان علي مستوي القيام بالدور والأمانة المهنية واتضح من خلال التحليل الأخصائي أن 26 , 26 % من الطلاب الذين حصل لهم مشاكل اجتماعية قد قاموا بعرض مشاكلهم تلك علي الأخصائي الاجتماعي وهي نسبة غير مرضية إذا المفروض أن تكون النسبة أكثر من 90 % حتي نستطيع أن نعرف أن لدي الطلاب إدراك جيد بدور الاجتماعي لأنه المتخلص الوحيد في المدرسة لمقالة تلك الاحتياجات ونستوحي من هذه النتيجة أن إدراك الطلاب بدور الأخصائي الاجتماعي ضعيف حيث أن نسبة 74 , 73 % من هؤلاء الطلاب يعرضون مشاكلهم علي أشخاص آخرين غير متخصصين في المجال الاجتماعي ولا نتوقع حلولا مجدية لهم من أولئك ويفيد التحليل الأخصائي التوزيع الآتي :
21 , 21% من الطلبة يتجهون الي أحد الأساتذة لعرض مشاكلهم ومساعدهم علي علاجها وليس من المهم أن نعرف نوع تخصصه لأن المهم أنه غير مفروض أن يون عارفا لدور الأخصائي ويصبح بذلك جهة تحويل ولكن هناك احتمالين إما جهله بذلك أو أن الطالب يرفض أن يتوجه الي الأخصائي الاجتماعي لأسباب أخري .
19 , 19% من الطلاب يتوجهون الي مدير المدرسة حينما يتعرض لمشاكل شخصية مهما كان نوعها وهناك أيضا احتمالين إما أن يكون المدير يخاف من عقدة النقض فلا يفضل أن يتخلص من الطلاب بتحويلهم الي الأخصائي الاجتماعي الذي لا نشك في معرفة المدير بدوره ومهمته ولكي لا يشعر أحد أن المدير حينما يتخذ إجراء مع الطلبة لا يستطيع الأخصائي معارضة وإن كان غير مهني لموقف السلطة والخوف من الحزازات والاحتمال الثاني أن المدير لا يري أن هذا الأخصائي الاجتماعي كفء للقيام بهذه الوظيفة مما يجعله يضطر لمعالجة الموقف هو بنفسه . والواقع أنها احتمالين أحلاهما مر فالاحتمال الأول يوحي بأنه لا يدرك أهمية توزيع المسئولية وهذه عقبة تشكيل معوقا صعبا أمام الأخصائي الاجتماعي لأن المدير يعتبر من أهم مصادر التحويل إذا كان مدركا لدوره الإداري ولدور الأخصائي المهني ومدي التعاون في سبيل مصلحة الطالب وتغلبه علي مشاكله أما الاحتمال الثاني فيعود لسببين أو أحدهما علي الأقل :
أ- أن المدير غير متعرف بما يسمي الخدمة الاجتماعية وضرورتها في مساعدة الطلبة للتغلب علي مشاكلهم المدرسية .
ب- أن الأخصائي الاجتماعي ضعيف العطاء وقليل النشاط الأمر الذي أدي بمدير المدرسة الي أن ينظر إليه هذه النظرة الدونية وللتغلب علي كل من هذين السببين يتطلب الأمر نوعية الطرف السلبي من قبل الطرف الايجابي ليحصل التعاون والتفاهم في سبيل مقابلتهم احتياطيا الطلاب الاجتماعية والنفسية .
12 . 12 % من الطلاب يتجهون الي وكيل المدرسة لطلب المساعدة في أي مشكلة تعترض سبيلهم كما أن نسبة 09 ,9% منهم يتجهون الي أشخاص آخرين كالصديق أو الأخ الأكبر أو أحد الزملاء بينما نسبة 05, 5% منهم يحتجون الي رواد فصلوهم في حين أن 04 ,4% يستشرون المشرف الرياضي في علاج المواقف الاجتماعية التي تقابلهم ويطلبون منه المساعدة.
يفهم مما سبق أن عموم الطلبة الذين يطلبون المساعدة الاجتماعية من غير الأخصائي الاجتماعي لا يعون فعلا دوره المهني ولا يدركون رسالته المهنية التي يجب أن يقوم بها في المدرسة وقد يعود ذلك الي عدم قيام الأخصائي الاجتماعي بتعريف كثرة للطلبة أو الي عدم محاولته مساعدتهم في حالة احتياجهم لها أو الي كثرة انشغاله فلا يتمكن من مقبلتهم وهم لا يتمكنون من مقبلته وبالتالي يلجأون الي مصادر أخري يردون فيها استعداد لمساعدتهم وبالتالي تلعب أدورا مختلفة في التدخل لحل مشكلات الطلاب وقد تفلح أحيانا وتفشل أحيانا أخري وتقل مظاهر الفشل كلما تمت الاستعانة بالخبرات الاجتماعية في هذا الميدان من الأفضل أن تكون هذه الفئات مصادر تحويل جيدة للحالات التي تتطلب مساعدة الخدمة الاجتماعية كما يستحسن أن تكون عناصر معينة في عملية العلاج للمواقف المختلفة التي قد يتعرض لها الطلبة وهذا يتطلب جهدا كبيرا من الأخصائي الاجتماعي للتعريف بدوره المهني لمدير المدرسة والأساتذة الآخرون وطلب المساعدة منهم لاكتشاف المشاكل الطلابية ليتمكن من مساعدتهم علي اجتياز أي صعوبات وهو علي استعداد لمشاركتهم الرأي في سبيل تدعيم مواقفهم والأخذ بأيديهم الي طريق النجاح .
2- علي مستوي أولياء أمور الطلبة :
ويتجلى دور الأخصائي الاجتماعي لأولياء أمور الطلبة من خلال اتجاههم الي مكتب الأخصائي ومناقشة في مشاكل أبنائهم والتعاون معه في سبيل التغلب علي المواقف التي قد تعترض طريق أبنائهم الطلبة ويتضح ذلك في حالتين :
الأولي : عندما يريد ولي أمر الطالب أن يناقش مشكلة ما لابنه
الثانية : حينما يستدعي للحضور للمدرسة لأمر يخص ابنه أيضا
فان كان ولي أمر الطالب في هاتين الحالتين يتوجه الي مكتب الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة فهو إذا مدرك لدور الأخصائي في المدرسة والتصاقه بالطلبة أكثر من غيره وإن اتجه الي مصدر أخر غير الأخصائي الاجتماعي فهذا دليل واضح علي عدم معرفته لدور الأخصائي المهني وليقاس ذلك جري التحليل الأخصائي لنتائج الإجابة علي التساؤل الذي طرح استمارة البحث للحصول علي هذه المعلومات وقد تبين أن نسبة 67%من العينة مجتمع البحث من الطلاب أفادوه أن أولياء أمورهم يتجهون الي مدير المدرسة عندما يريدون أن يناقشوا مسائل تخص أبنائهم .
في حين أن نسبة 5 , 47% من العينة نفسها تقول أولياءهم يتجهون الي مدير المدرسة حينما يستدعيهم الأخصائي الاجتماعي ولا يتجهون مطلقا الي الأخصائي الاجتماعي وهاتان النسبتان توضحان عدم وضوح دور الأخصائي الاجتماعي لدي أولياء أمورهم وهذا المستوي من الفهم لدي أولياء قد يخلق بعض العقبات في وجه الممارسة المهنية كما أن نسبة 18% من العينة – مجتمع البحث – من الطلاب تفيد أن أولياء أمورهم يتجهون الي الأخصائي في حين أن نسبة 11% من العينة تفيد بذلك أيضا وذلك عندما يريد أولياؤهم مناقشة مشاكل أبنائهم وبدون دعوة مسبقة من المدرسة لحضورهم وهاتان النسبتان تبينان وضوح دور الأخصائيون الاجتماعي لدي أولياء أمور الطلبة لكن هاتين النسبتين بسيطتان إذا ما قورنتا بالنسبتين السابقتين اللتان تفيدان عدم وضوح الدور بالنسبة لأولياء الأمور أما نسبة 5 , 9% من العينة فتقول إن أولياء أمور الطلبة يكتفون بالمكالمة التليفونية حينما يستدعيهم الأخصائي الاجتماعي للحضور لمقابلتهم ومناقشة مشاكل أبنائهم معهم ونسبة 9% من العينة تفيد أيضا أن أولياء أمورهم لا يهتمون بالأمر حينما يطلب الأخصائي مقابلتهم في حين أن نسبة 5 , 8% من العينة تفيد أن أولياء أمورهم يتجهون الي مدير المدرسة ثم الي الأخصائي الاجتماعي سواء تلقوا دعوة من الأخصائي أم أتوا الي المدرية من تلقاء أنفسه ونسبة 8% ن العينة تذكر أن أولياء أمورهم يتجهون الي أحد الأساتذة عندما يريدون أن يناقشوا مشاكل أبنائه أما نسبة 6% من العينة فتذكر أوليائهم يتجهون الي وكيل المدرسة عندما الأخصائي في حين أن نسبة 5 ,3% من العينة فتقول إنهم يتجهون الي وكيل المدرية والأخصائي في حين أن نسبة 5 ,1% تفيد أنهم يذهبون الي أحد الأساتذة عندما يطلب مقابلتهم . وعلي أية حال فإن هذه الدلالات تبين عدم وضوح دور الأخصائي بالنسبة لأولياء الأمور ، وهذا يتطلب من الأخصائي الاجتماعي توطيد العلاقة بينة وبين أولياء الأمور لكي يتم التعاون بين المدرسة والمنزل لتحقيق الوظيفة الاجتماعية للمدرسة . ويجب أن توجه الخطابات لولي أمر الطالب للحضور للمدرسة لمناقشة موقف معين لولده والاستعانة به في عملية العلاج الاجتماعي .
رابعا : تواضع دوره المهني :
علي الرغم من أن التحليل الأخصائي أثبت تفرغ الأخصائي الاجتماعي التام لممارسة دورة المهني إلا أنه لم يبدو هناك اكتمال للأنشطة الاجتماعية علي مستوي المدرسة وعلي مستوي المجتمع المحلي وقد أتضح من خلال استعراض الأنشطة التي تتوافر بالمدرسة أن تتجاوز 69% من العينة وهي التي تشير إلي المسابقات الثقافية بينما بقية الأنشطة لم تحصل علي تأيد قوي من قبل عينة البحث من الطلاب وعلي مستوي خدمة المجتمع لم يبدو هناك اهتمام كبير من قبل الأخصائي الاجتماعي بالأنشطة والمشروعات التي يجب أن تساهم بها المدرسة لخدمة المجتمع المحلي إذ لم تتجاوز النسب المؤيدة لهذه الجهود 68% وتنص هذه النسبة علي أسبوع تنظيف المساجد أما بقية الأنشطة فقد حظيت باهتمام أقل من ذلك وبشكل قد يكون ملتفا للنظر الأمر الذي جعل المدارس والأخصائيين - عينة البحث - مكانا للاتهام بالتساهل واللامبالاة بهذه الأنشطة مع أهميتها بالنسبة للطلاب والمدرسة والمجتمع .
عوامل اجتماعية أخري :
وهي الظروف التي يعرض لها الأخصائي الاجتماعي سواء كانت داخلية - داخل المدرسة - أو خارجية - من خارج المدرسة - ويقف حيالها عاجزا عن التغلب عليها وبالتالي تضعف من جهده المهني وأداء دوره المفروض في المدرسة والمجتمع المحلي


الأحد، 27 يونيو 2021

حياة أم المؤمنين (عائشة رضي الله عنها)

 حياة أم المؤمنين (عائشة رضي الله عنها) العامة والخاصة منذ 2014-03-12 في هذا المبحث سوف أتحدّث عن حياة أم المؤمنين العامة والخاصة ومكانتها العلمية الفريدة لأنها من أولي اللواتي حملن لنا هذا الدين القويم، فكان لها الفضل العظيم رضوان الله عليها في نقل وصيانة هذا الدين إلينا كما كان لها فضل نشر نور الإسلام، وعلومه... إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آلِ عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فقد دأب بعض أهل الهوى والفكر المنحرف، الدخيل على ديننا الحنيف للنيل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن طريق أزواجه الأطهار رضوان الله عليهن عمومًا، وعائشة رضي الله عنها على وجه الخصوص لمكانتها العلمية في ديننا الحنيف. وفي هذا المبحث سوف أتحدّث عن حياة أم المؤمنين العامة والخاصة ومكانتها العلمية الفريدة لأنها من أولي اللواتي حملن لنا هذا الدين القويم، فكان لها الفضل العظيم رضوان الله عليها في نقل وصيانة هذا الدين إلينا كما كان لها فضل نشر نور الإسلام، وعلومه. تلكم أم المؤمنين الصديقة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة من أكثر الصحابة رواية للحديث النبوي الشريف وأشدهم حفظا له. الفصل الأول: حياة أم المؤمنين عائشة ملكة العفاف الخاصة والعامة. الفرع الأول: حياة أم المؤمنين عائشة الخاصة. الفرع الثاني: حياة أم المؤمنين عائشة العامة. الفرع الأول: حياة أم المؤمنين عائشة ملكة العفاف الخاصة. وفيما يلي أبين بعض الجوانب من حياة أم المؤمنين الخاصة لكي يعرف ويلم القارئ الكريم بما يحب أن يعرف من حياة هؤلاء الأخيار الذين رضي الله عنهن ورضوا عنه، فيتلمس علمهن، وحبهن ابتغاء لمرضاة الله سبحانه وتعالى. من هي عائشة: هي الصديقة بنت الصديق أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة، القرشية، التيمية، المكية. أمها: أم رومان الكنانية بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب، بن أذينة بن سبيع، بن دهمان بن الحارث، بن غنم بن مالك بن كنانة (وقيل بل هي: أم رومان بنت عامر، بن عميرة، بن ذهل، بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة). ألقاب عائشة رضي الله عنها: ظفرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بألقاب لم تظفر بها غيرها من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين منها: 1- عائش: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي عائشة رضي الله تعالى عنها بقوله: «يا عائش»[2] تحببًا، وتحسنًا لمكانتها المميزة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائش! هذا جبريل يُقرئكِ السلام». قلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته" (رواه الشيخان: البخاري في صحيحه، دار ابن كثير اليمامة بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، ج: [5/2291]. ومسلم في صحيحه، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج: [4/1896]). 2- حميراء: وكذلك روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى حبيبته عائشة رضي الله عنها بالحميراء، تحببًا إليها وملاطفة لها ومن ذلك ما رواه عدد من العلماء من رواية أم المؤمنين عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي: «يا حميراء! أتحبين أن تنظري إليهم»، فقلت: نعم، فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إلى خده"، قالت: "ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبًا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسبك» فقلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال: «حسبك» فقلت: "لا تعجل يا رسول الله" قالت: "وما لي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه".   * قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا حميراء! أتحبين أن تنظُري إليهم؟!» يعني: إلى لعب الحبشة ورقصهم في المسجد[2]. ولفظ: «حميراء»: معناه البيضاء؛ لأن أم المؤمنين كانت بيضاء رضي الله عنها. والعرب تطلق على الأبيض أحمر لغلبة السمرة على لون العرب[3]، والعرب تقول: امرأة حمراء أي بيضاء. وسئل ثعلب: "لم خص الأحمر دون الأبيض؟ فقال: لأن العرب لا تقول رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحمر" (لسان العرب المحيط؛ لابن منظور، إعداد: يوسف خياط، ونديم مرعشلي، دار لسان العرب المحيط، مجلد: [1/714]). 3- ابنة الصديق: كثيرا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناديها بابنة الصديق تحببًا وإكرامًا لابنة الصديق لما لها وأبيها من مكانة عظيمة في قلبه وقلب كل مؤمن بالله ورسوله. من ذلك ما روته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "قلت يا رسول الله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون من الآية:60]؛ هو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: «لا يا ابنة الصديق: ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يُقبل منه» (شرح العقيدة الطحاوية؛ تخريج الشيخ ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ص: [365]). 4- ابنة أبي بكر: كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي أم المؤمنين بابنة أبي بكر لبيان عظيم مكانتها ومكانة أبيها أحب الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة". قالت: "فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي بنية ألست تحبين ما أحب؟». فقالت: بلى، قال: «فأحبي هذه»"، قالت: "فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراكِ أغنيتِ عنَّا من شيء، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدًا". قالت عائشة: "فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب. وأتقى لله وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تصدّق به، وتقرّب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها، تسرع منها الفيئة". قالت: "فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، -ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها- فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة". قالت: "ثم وقعت بي، فاستطالت علي، وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها"، قالت: "فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر"، قالت: "فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها"، قالت: "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسَّم: «إنها ابنة أبي بكر»" (رواه مسلم في صحيحه، ج: [4/1891]). 5- الموفقة: وأيضًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي أم المؤمنين بالموفقة لتوفيق الله تعالى لها بكل ما تقول أو تفعل رضي الله تعالى عنها. روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة»، فقالت عائشة: فمن كان له فرط من أمتك؟ قال: «ومن كان له فرط يا موفقة» (رواه الترمذي في جامعه، ج: [3/376]، وقال عنه: "حسن غريب"، وقد ضعّفه الشيخ ناصر الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير، برقم: [5801]). 6- أم عبد الله: كنَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأم عبد الله. روت عائشة رضي الله عنها قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم كل صواحبها لهن كنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاكتني بابنكِ عبد الله»[4] يعني ابن أختها فكانت تُكنَّى بأم عبد الله" (سنن أبي داود، دار الفكر بيروت لبنان، ج: [4/293]). وفي رواية ثانية عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لمّا وُلِدَ عبد الله بن الزبير أتيتُ به النبي صلى الله عليه وسلم فتفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوه، وقال: «هو عبد الله وأنتِ أم عبد الله»، فما زلت أكنى بها وما ولدت قط" (صحيح ابن حبان، مؤسسة الرسالة، بيروت، عام 1193م، ج: [16/55]). 7- أم المؤمنين: بهذا اللقب لقبت عائشة رضي الله عنها كغيرها من أمهات المؤمنين وبيان ذلك قوله سبحانه وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الأحزاب:6]. وهذه الألقاب التي لُقِّبَت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبالتالي فهي تستحق بجدارة أن تعطى لقبًا جديدًا ألا وهو: لقب ملكة العفاف كبرهان محبة مني، كما هو اعتذار عمَّا لحقها ومن يحبها من أذى لقاء تقوُّلات من أهل الزيغ والضلال. ولادة أم لمؤمنين عائشة، ونشأتها: وُلِدَت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مكة المكرمة قبل الهجرة بسبع سنين تقريبًا. وقد تربت رضي الله عنها شطرًا في بيت الصديق (تسع سنين)، وشطرًا آخر في بيت النبوة (تسع سنين أيضًا). زواجها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: بعد وفاة خديجة رضي الله عنها لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو سنتين أو قريبًا من ذلك[5] دون زوجة، ثم جاءته خولة بنت حكيم رضي الله عنها فعرضت عليه خطبة عائشة بنت أبي بكر الصديق[6] فعقد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة، وهي بنت ست سنين ودخل بها في المدينة المنورة، وهي بنت تسع سنين. وقد وصفت أم المؤمنين رضي الله عنها زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "تزوجني الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن خزرج فوعكتُ فتمرّق شعري، فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج[7] حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين" (صحيح البخاري، ج: [4/ 251-252]). وقد كانت رضي الله عنها وأرضاها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان عليه والصلاة والسلام يُصرِّح بذلك كما ورد في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث سأله: "أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: «عائشة» قال: فمن الرجال؟ قال: «أبوها» (رواه الشيخان؛ البخاري في صحيحه، ج: [5/113]. ومسلم في صحيحه، ج: [4/1856]). قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: "وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبًا، وقد قال: «لو كنت متخذًا خليلًا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام أفضل» (أخرجه البخاري في صحيحه، ج: [3/1338]). فأحب أفضل رجل من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضًا إلى الله ورسوله وحبه عليه السلام لعائشة كان أمرًا مستفيضًا ألا تراهم يعني الصحابة رضوان الله عليهم يتحرون بهداياهم يومها تقربًا إلى مرضاته (سير أعلام النبلاء للذهبي؛ طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان، ط،1، عام 1401هـ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، ج: [2/142]). - بعض صور معاملة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لزوجه عائشة رضي الله تعالى عنها: لقد كانت الصديقة عائشة بنت الصديقة رضي الله عنها ما تزال صغيرة تحتاج ما تحتاج إليه أمثالها من اللعب والصواحب، فكانت رضوان الله عليها تلعب بألعابها مع صاحباتها في بيت النبوة، فلم يكن الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم ينفر من هذا أو يتضايق من بل كان عليه والصلاة السلام يُسَرُّ بصاحبات الصديقة لأنهن يلعبن معها. قالت رضي الله عنها وهو يتصف ذلك: "وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَرُّ بهن إليّ" (رواه مسلم في صحيحه، ج: [4/1891]). وكان عليه والصلاة والسلام يلاطف زوجته الصغيرة ويلاعبها بما يلائم صغرها وسنها، ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب. فقال: «ما هذا يا عائشة؟» قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسًا لها جناحان من رقاع. فقال: «ما هذا الذي أرى وسطهن؟» قالت: فرس. قال: «وما هذا الذي عليه؟» قالت: جناحان. قال: «فرس له جناحان!»، قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلًا لها أجنحة، قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه" (رواه أبو داود في سننه، ج: [4/ 283-284]. والنسائي في سننه، ج: [1/75]). ومن حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسترها بردائه حتى تنظر إلى لعب الأحباش لتسليتها، بل كان عليه الصلاة السلام يقف دون كلل أو ملل حتى تمل رضي الله عنها وتنصرف. ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنه: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو" (رواه الشيخان؛ البخاري في صحيحه، ج: [6/159]، ومسلم في صحيحه، ج: [2/609]). وقد كانت أم المؤمنين رضي الله عنها من شدة حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وورعها لله تعالى إذا كان هناك أي خصومة من الخصومات التي تحصل بين الأزواج لا تهجر إلا اسمه فقط. ويُبيِّن ذلك ما روته الصديقة رضي الله عنها عندما قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "«إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية، وإذا كنتِ علي غضبى»". قالت: "ومن أين تعرف ذلك؟"، قال: «أما إذا كنتِ عني راضية، فإنكِ تقولين لا وربّ محمد. وإذا كنتِ غضبى، قلت: لا وربّ إبراهيم»". قالت عائشة: "قلت: أجل والله! يا رسول ما أهجر إلا اسمك"[8]. وكانت رضي الله عنها فرحة مرحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وباقي زوجاته الكرام، ويدل على ذلك ما (رواه الهيثمي وغيره في مجمع الزوائد): "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة -حساء من دقيق ودسم- وقد طبختها له، فقلت لسودة، والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها: كُلي - فأبت، فقلت: لتأكلين أو لألطخنَّ وجهكِ، فأبت، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع بيده لها، قال لها: الطخي وجهها، ففعلت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم..." (مجمع الزوائد للهيثمي، ج: [315-316]. مسند أبي يعلى، ج: [7/449]). وقد اشتهرت رضي الله عنها بالحياء والورع الشديدين حتى أنها كانت تستحي من عمر رضي الله عنه وهو في قبره، ولعل خير مثال يبين ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها بقولها: "كنت أدخل بيتي الذي دُفِنَ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي، فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دُفِنَ عمر معهم، فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر" (مسند الإمام أحمد، ج: [6/202]. المستدرك على الصحيحين، ج: [3/63]). وكانت رضي الله عنها كريمةً كرمًا مميزًا حتى أنها تنفق آلاف الدراهم دون أن تدخر لنفسها دراهم معدودة للطعام والشراب. عن أم ذرة قالت: "بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسِّم في الناس، قال: فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعتِ فيما أنفقتِ أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنتِ أذكرتني لفعلت" (الطبقات الكبرى لابن سعد، دار صادر، بيروت لبنان، عام 1376هـ-1957م، نشر دار بيروت، ج: [8/67]، برقم: [9621]). وصور صبر وورع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة، قالت: "دخلت امرأة ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته، فقال: «من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترًا من النار» (صحيح البخاري، ج: [5/2234]). روى البخاري أيضًا عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه، قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها، وعليها درع قطر، ثمن خمسة دراهم، فقالت: "ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها، فإنها تزهى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرْسَلَتْ إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ" (صحيح البخاري، ج: [2/926]). ففي هذا الحديث دليل على تواضع أم المؤمنين رضي الله عنها فهي تلبس ثيابًا تأبى الخدم أن يلبسوه، وأمرها رضي الله عنها في التواضع والورع مشهور، وفيه حلم عائشة عن خدمها ورفقتها في المعاتبة، وإيثارها بما عندها مع الحاجة إليه. وقال عروة بن الزبير رضي الله عنه: "كانت عائشة تقسِّم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها" (مصنف ابن أبي شيبة؛ لأبي بكر عبد الله بن أبي شيبة، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، تحقيق: كمال يوسف الحوت، ج: [7/131]). أما عن عبادتها رضي الله عنها فكانت صوَّامة قوَّامة كثيرة القراءة والتسبيح، ومن ذلك ما رواه عروة: "أن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم الدهر في السفر والحضر" (السنن الكبرى، وفي ذيله الجوهر النقي، ج: [4/301]. ومسند ابن راهويه، ج: [2/39]). وعنه قال: "كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلِّم عليها، فغدوت يومًا، فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27]، وتدعو وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت، فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي" (صفة الصفوة، ج: [2/31]). فهذه التي ذكرت وأوردت لطائف بسيطة أضأت من خلالها بعض جوانب الحياة الخاصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من خلال الآثار، والروايات النبوية الشريفة. وفما يلي سوف أُبيِّن جوانب من حياة أم المؤمنين العامة رضي الله تعالى عنها. الفرع الثاني: حياة أم المؤمنين العامة لا شك أن لأم المؤمنين مكانة عظيمة في حياة الأمة، لذلك كان لا بد من بيان مكانتها، أثرها رضوان الله عليها في الحياة الإسلامية. رُب سائل يسأل كيف كان لأم المؤمنين حياة عامة وقد أمرهن الله تعالى مع باقي أمهات المؤمنين أن يقرن في بيوتهن، ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وإذا أرادهن أحد المسلمين بفتوى أو حاجة فيجب أن يسألوهن من وراء حجاب، وذلك من قوله سبحانه وتعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:32-33]. وقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب:53]. وللجواب على هذا التساؤل: أقول بأن الحياة العامة التي كانت أم المؤمنين تتفاعل معها يقصد منها المساهمة في بناء المجتمع الإسلامي والتفاعل مع أعضائه ضمن الحدود الشرعية. فالصديقة بنت الصديق ولدت في بيت إيماني متميز في حمل هموم الدعوة، وشاهدت منذ نعومة أظفارها تفاصيل نشوء الدين الإسلامي وتفاعلت معه بكل ما فيه من آلام وآمال. قالت رضي الله عنها: "لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، طرفي النهار: بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدًا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكاء، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين" (صحيح البخاري، ج: [1/181]). وقد كانت أم المؤمنين تشارك في كثير من أحداث الأمة وقد بدأتها بالهجرة إلى المدينة المنورة للحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها الصديق كرَّم الله وجهه ورضي الله عنه. فالصديقة بنت الصديق كانت منذ أن فتحت عينيها مساهمة ومشاركة في خدمة هذا الدين ورسوله وأهله لذلك كانت مشاركاتها في كل مناحي الحياة الإسلامية وِفق الضوابط الشرعية، حتى الغزوات منها ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها تنقل الماء بالقرب ثم تفرغه في أفواه الصحابة المنهكين من القتال والعطش. روى البخاري  رحمه الله؛ عن أنس رضي الله عنه قال: "لمَّا كان يوم أحد، انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقزان القرب -تنقزان: تسرعان المشي كالهرولة-، وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم" (صحيح البخاري، ج: [3/1055]). وما كان لهذه الشخصية العظيمة التي تربت في بيت الصديق والنبوية أن تغيب عن مشهد الأحداث، وخصوصًا إذا كانت تلك الأحداث، مفصلة في تاريخ وحياة الأمة. كيف لا وهي أم للمؤمنين التي يدفعها إلى ذلك الشعور بالواجب الملقى على عاتقها، ثم الإحساس بالقدرة على التأثير والتغيير والإصلاح بين أبنائها المؤمنين إذا دعت الحاجة لذلك. ففي فتنة عثمان رضي الله عنه رأت رضي الله عنها بوجوب القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه والإصلاح بين المسلمين. ونتيجة هول ما حصل من أمر معركة الجمل التزمت أم المؤمنين بيتها ولم تعد تشارك في أحداث الأمة بشكل مباشر، بل عن طريق النصيحة والإرشاد كما فعلت مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ذلك أن معاوية رضي الله عنه طلب منها النصيحة، فكتبت إليه: "إلى معاوية سلام عليك، أما بعد: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام عليكم" (صحيح ابن حبان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ج: [1/510]). وهكذا رأينا أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تدخر وسعًا في مناصرة الحق وبيانه، والاهتمام بقضايا الأمة، فكانت تأتيها الوفود من كل بقاع الدولة الإسلامية فتجيبهم عن فتاويهم وأسألتهم بما علمت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانت تنصح الأمراء والولاة والخلفاء وتذكرهم بأيام الله تعالى فهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. الفصل الثاني: حياة أم المؤمنين العلمية اكتسبت أم المؤمنين رضي الله عنها علمًا غزيرًا صافيًا من نبع النبوة الذي لا ينضب، فكانت أفقه نساء المسلمين، وأعلمهن بالدين وأصوله وفروعه والأدب، ولا يحدث لها أمر إلا أنشدت فيه شعرًا، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفقه والفرائض، فتجيبهم. قال عطاء رضي الله عنه: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا" (المستدرك على الصحيحين، ج: [4/15]). ولعل أهم الأسباب التي ساعدت أم المؤمنين على اكتساب هذا العلم ما يلي: 1- الذكاء وقوة الحفظ: امتازت أم المؤمنين رضي الله عنها بالذكاء الوقاد، وقوة الحفظ والاستذكار مما ساعدتها بفضل الله على حفظ كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقههما. 2- علمها بالعربية وفنونها وأشعارها: وقد كانت رضي الله عنها عالِمة بالعربية وفروعها وأشعار العرب ونوادرهم، فصيحة اللسان مما ساعدها على فهم القرآن وتفسيره وقد تعلمت من والدها الصديق البلاغة والفصاحة فقد كان الصديق علامة العرب في ذلك. 3- نشأتها في بيت النبوة: نشأت السيدة عائشة رضي الله عنها في بيت النبوة فشاهدت أحوال النبي صلى الله عليه وسلم واطلعت على أخباره فتعلمت حكمته وكل شؤونه وخاصة ما يتعلق بأحكام النساء. 4- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على تعليمها لما لمسه من ذكاء وفطنة، فكان عليه الصلاة والسلام يحدثها ويفقهها بالدين. نزول الوحي في فراشها: فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها رضي الله تعالى عنها" (تفسير ابن كثير، ج: [3/487]). وقد أخذ عنها كثير من الصحابة، والتابعين وخلق كثير، ورُوِي عنها [2210] أحاديث، ولها آراء فقهية كثيرة، واجتهادات عديدة، وتخرج من مدرسة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عدد كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين. قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندنا منه عِلمًا" (رواه الترمذي في سننه، ج: [5/705]). وكان لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تلاميذ كثر من التابعين الذي أخذوا العلم عنها ونشروه في الأمصار الإسلامية، فصاروا أئمة يُقتدى بهم في العلم والعمل ومن أشهر هؤلاء رضي الله عنهم عروة بن الزبير[9]، والقاسم بن محمد بن أبي بكر[10]، ومسروق بن الأجدع[11] وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية[12] عليهم رحمة الله تعالى أجمعين. وكان هؤلاء التلاميذ النجباء يتلقون العلم في غرفة قصية البناء، مبنية من جريد عليه طين من حجارة مرضونة وسقفها من جريد[13]، وكانت رضي الله عنها تضع حجابًا بينها وبين طلاب علمها النبوي الشريف. وكانت الصديقة رضي الله عنها ذات منهج علمي مميز، ولعل أبرزه ما فيه ما يلي: 1- توثيق المسائل: كانت رضي الله عنها إذ تحرص على تتبع توثيق المسائل بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمْرَةَ بنت عبد الرحمن، أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي وقد بعثت بهديي فاكتبي إليّ بأمرك، قالت عمرة: فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس كما قال ابن عباس: "أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء أحله الله له حتى نحر الهدي" (رواه الشيخان؛ البخاري في صحيحه، ج: [2/564]، ومسلم في صحيحه، ج: [2/895]). 2- الورع عن الكلام بغير علم: كانت رضي الله عنها تتورع عن الكلام بغير علم، ومن مثل هذا ما قال شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: "عليك بابن أبي طالب فسله، فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم". فسألناه: فقال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويومًا وليلة للمقيم" (أخرجه مسلم، ج: [1/232]). 3- الجمع بين الأدلة وفهم مقاصد الشريعة: كانت رضي الله عنها تعتمد على الجمع بين الأدلة وفهم الشريعة وعلوم العربية. ومن ذلك ما رواه عروة عن عائشة رضي الله عنها قال: "قلت أرأيت قول الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة من الآية:158]. قال: "قلت فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أوَّلتَها كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لِمَنَاةَ الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل، وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}، قالت عائشة: "ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما، فليس ينبغي لأحد أن يدع الطواف بهما" (أخرجه مسلم في صحيحه: [2/929]). 4- معرفتها بأدب الحوار: كانت رضوان الله عليها على معرفة عميقة وتامة بآداب الحوار وكل ما يلزم ذلك. كيف لا وهي التي تربّت وتعلّمت في بيت النبوة، انظر أخي القارئ إلى هذه القصة لترى وتتعلّم أدب الحوار من الصحابة الكرام رضي الله عنهم. عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: "كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن، قال فقلت: يا أبا عبد الرحمن اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب؟ قال: نعم. فقلت: أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟! قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب. فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لَمَعَهُ. قال وابن عمر يسمع فما قال: لا ولا نعم، سكت" (أخرجه مسلم في صحيحه، ج: [2/916]). 5- الدقة في نقل الموروث النبوي: وكانت أم المؤمنين رضي الله عنها دقيقة جدًا في نقل الموروث النبوي أمانة في النقل، وورعًا وخوفًا من الله سبحانه وتعالى، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذَّب ببكاء الحي. فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ إنما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها أهلها، فقال: «إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذَّب في قبرها» (أخرجه البخاري في صحيحه، ج: [1/433]، ومسلم في صحيحه، ج: [2/643]). 6- اختبار المحدِّث: وكانت عائشة رضي الله عنها إذا لم تكن تعرف الحديث اختبرت قائله، فإن ضبطه قبلته، وهذا الأسلوب اتبعه نقاد الحديث فيما بعد في نقد نقل الرجال. عن عروة بن الزبير قال: "قالت لي عائشة يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فَالْقَهُ فَسَائِلْهُ فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا قال فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعًا ولكن يقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، ويبقى في الناس رءوسًا جهالًا يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون»". قال عروة: "فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته، قالت أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟! قال عروة حتى إذا كان قابل قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم قال فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى. قال عروة: فلما أخبرتها بذلك، قالت: ما أحسبه إلا قد صدق أراه لم يزد فيه شيئًا ولم ينقص"[14]. 7- عدم الإسراع في الكلام والتأني في سرد الأحاديث: اتبعت أم المؤمنين رضي الله عنها أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في التحدث والتعليم، فكانت رضي الله عنها تتكلم بتأني دون كلل ولا تكثر في الكلام والتحدُّث. عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت له: "ألا يعجبك أبو هريرة! جاء فجلس إلى جنب حجرتي يُحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك وكنت أُسبِّح، فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم" (أخرجه مسلم في صحيحه. وقال الإمام النووي: قولها: "لم يكن يسرد الحديث كسردكم"؛ أي يكثره ويستعجل فيه. شرح النووي، ج: [16/54]). وهذا نرى أن الصديقة بنت الصديق ملكة العفاف بحرًا زاخرًا في الدين، وخزانة حكمة وتشريع، ومدرسة قائمة بذاتها، ونابغة في الذكاء والفصاحة والبلاغة، فكانت رضوان الله عليها عاملًا كبيرًا ذا تأثير عميق في نشر العلم النبوي الشريف. وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية رضي الله عنه ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان، سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وهي ابنة ست وستين سنة، بعد مرض ألم بها حتى أنها شعرت بأنه مرض الموت، ولهذا أوصت: "أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يُصلِّي علي إلا أبو هريرة" (الطبقات؛ لابن سعد، ج: [8/76]). ودُفِنت عليها رحمة الله بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر (البداية والنهاية، ج: [8/94])، بحسب وصيتها لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه، حيث قالت له: "ادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبدًا" (رواه البخاري، في صحيحه، ج: [3/255]). والحمد لله رب العالمين. ـــــــــــــــــــــــــ المراجع والهوامش: [1]- (وهو في اللغة من باب الترخيم). [2]- (السنن الكبرى للنسائي، دار الكتب العلمية، بيروت عام 1991، ج: [5/307]، وأورده الشيخ ناصر الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، مكتبة المعارف، الرياض، مجلد: [7]، القسم الثاني، ص: [817]، برقم: [3277]. والحق الذي يجب أن يقال هو ما قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: "لم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إذا في هذا"، فتح الباري لابن حجر العسقلاني، دار المعرفة بيروت عام 1379هـ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي محي الدين الخطيب، ج: [2/444]. ولينظر القارئ الكريم على سبيل المثال الرواية والتي منطوقها: يا حميراء من أعطى نارًا فكأنما تصدّق... حديث ضعيف؛ انظر صحيح، وضعيف الجامع الصغير، برقم: [6391]). (وانظر الرواية التي منطوقها: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه، قال: الماء والملح والنار، قالت قلت: يا رسول هذا الماء قد عرفناه، فمال بال الملح والنار، قال: يا حميراء... رواه ابن ماجة سننه، ج: [2/826]، برقم: [2474]، وقال عنه الشيخ ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة، ج: [1/242]، برقم: [120]: "حديث ضعيف". وانظر الرواية التي منطوقها: ..فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال يا عائشة أو يا حميراء أظننت أني... وهو حديث ضعيف انظر ضعيف الترغيب والترهيب للشيخ الألباني، برقم: [622]). (وانظر الرواية التي منطوقها: ...كان يصلي في المكان الذي يبول فيه الحسن والحسين، فقالت عائشة يا رسول: ألا تنظر مكانًا من الحجرة أنظف من هذا. قال: يا حميراء أما علمت أن العبد إذا سجد سجدة لله تعالى طهر له موضع سجوده... وهو حديث موضوع؛ انظر السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني، برقم: [2653]). (والراوية التي منطوقها: يا حميراء أنه لما كان ليلة أسرى بي إلى السماء، وكذلك الرواية التي منطوقها: يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين... وهما من الأحاديث الموضوعة انظر السلسلة الضعيفة والموضوعة للشيخ ناصر الدين الألباني، برقم: [3242]. وانظر أخي الكريم إلى منطوق الرواية: يا حميراء أما شعرتِ أن الأنين اسم من أساء الله... وهو حديث منكر؛ انظر إلى السلسلة الضعيفة، برقم: [3243] و[4051]). [3]- (انظر النهاية في غريب الأثر؛ لأبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، دار المكتبة العلمية، بيروت 1979م، ج: [1/438]. والقاموس المحيط للفيروز آبادي، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آبادر الهند، عام 1972م، ط2، ص: [3487]). [4]- (هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ولد عام الهجرة، فكان أول مولود للمسلمين بعد الهجرة وأول شيء دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم حنكه بتمرة. الإصابة في تمييز الصحابة، لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، طبع مصر 1312هـ، ج: [2/309]. سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي، دار المعارف بالقاهرة، ج: [3/363]). [5]- (صحيح البخاري، ج: [4/252]). [6]- (مجمع الزوائد للهيثمي، دار الريان، بيروت لبنان عام 1407هـ، ج: [9/225] مسند الإمام أحمد، مؤسسة قرطبة، مصر، ج: [6/ 210-211]). [7]- (يعني: ثار نفسي من التعب). [8]- (رواه الشيخان؛ البخاري في صحيحه، ج: [6/158]، ومسلم في صحيحه، ج: [4/1890]. أما ما يرويه أبو داود في سننه من أن عائشة رضي الله عنها كانت ترفع صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها أبو بكر الصديق: يا بنت فلانة، ترفعين صوتكِ على رسول صلى الله عليه وسلم... سنن أبي داود، ج: [4/300]؛ فهو حديث ضعيف ضعّفه الألباني، برقم: [4/4999]). [9]- (عروة بن الزبير: هو أبو عبد الله، القرشي الأسدي المدني أبوه الزبير بن العوام، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، وُلِدَ في خلافة عمر بن الخطاب وتفقه بالسيدة عائشة رضي الله عنها. سير أعلام النبلاء، ج: [4/425]). [10]- (القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: هو أبو عبد الرحمن التيمي المدني، الفقيه، قُتِلَ أبوه وهو صغير فتربى في حجر عمته عائشة رضي الله عنها، فورث عن عمته ومعلمته رواية السنة حتى قيل: "أعلم الناس بحديث عائشة القاسم وعروة وعمرة بنت عبد الرحمن"؛ تهذيب التهذيب). [11]- (مسروق بن الأجدع: هو أبو عائشة الوادعي الهمداني، الكوفي، مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله وهو من المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كفلته عائشة رضي الله عنها فلازمها وحمل عنها عِلمًا كثيرًا، تاريخ غداد، ج: [13/233]، السير، ج: [4/ 67-68]). [12]- (عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس، الأنصارية المدنية، الفقيهة، تربية عائشة وتلميذتها، ضمتها عائشة رضي الله عنها مع إخوتها وأخواتها إلى حجرها بعد وفاة والدهم، فنشأت في بيت التقوى والعلم، وكانت ذكية الفؤاد لمَّاحة، فوَعت عن أم المؤمنين كثيرًا من العلم، وكانت عالِمة فقيهة وحديثها في الكتب السنة. الطبقات، ج: [8/480]، السير، ج: [4/508]). [13]- (البداية النهاية لابن كثير، ج: [3/3/220]). [14]- (أخرجه مسلم. قال الإمام النووي رحمه الله: "قوله إن عائشة قالت في عبد الله بن عمرو ما أحسبه إلا قد صدق أرواه لم يزد فيه شيئًا ولم ينقص؛ ليس معناه أنها اتهمته لكنها خافت أن يكون اشتبه عليه أو قرأه من كتب الحكمة فتوهَّمه عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كرَّره مرةً أخرى وثبت عليه، وفي هذا الحديث الحث على الحفظ العلم وأخذه عن أهله واعترف العلم للعالم بالفضيلة"، شرح النووي، ج: [16/225]). ـــــــــــــــــــــــــــــــ الكاتب: مسلم بن محمد اليوسف

رابط المادة: http://iswy.co/e11klr